العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

عدم جواز المظاهرات قول ابن باز و عبد العزيز الراجحي من المعاصرين

إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو إعلام كل مسلمة ومسلمة بأن المظاهرات والمسيرات التي يفعلها بعض الناس احتجاجاً على فعل مشين من ولاة الأمر ليست جائزة ، وأن هذا مخالف لما كان عليه السلف الصالح نسأل الله الهداية والتوفيق .
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
الفصل الأول : أهمية ولاية أمر المسلمين

الفصل الأول : أهمية ولاية أمر المسلمين

أيها الأخوة والأخوات اعلموا أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين ، ولا للدنيا إلا بها فالناس لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض ، ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس لقوله صلى الله عليه وسلم : « إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمّروا أحدهم »[1] و ولاة الأمر وجودهم يَمْنَعُ الناس مِنْ التَّظَالُمِ وَيَفْصِلُ بَيْنَهُمْ فِي التَّنَازُعِ وَالتَّخَاصُمِ ، وَلَوْلَا الْوُلَاةُ لَعاش الناس في فَوْضَى مُهْمَلِينَ ، وَهَمَجًا مُضَاعِينَ ، وقال ابن تيمية : ( كان السلف كالفضيل بن عياض وأحمد بن حنبـل و غيرهما يقولون : لو كان لنا دعوة مجابة لدعونا بها للسلطان )[2].


[1] - سنن أبى داود حديث صححه الألباني صحيح وضعيف سنن أبى داود رقم 2608
[2] - السياسة الشرعية لابن تيمية فصل منزلة الولاية الناشر : وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المملكة العربية السعودية الطبعة الأولى تاريخ النشر 1418هـ
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
الفصل الثاني : وجوب طاعة ولى الأمر

الفصل الثاني : وجوب طاعة ولى الأمر

أيها الأخوة والأخوات قد أمر الله بطاعة أولى الأمر فيقول تعالى : ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً[1] فأمر سبحانه وتعالى بطاعته وطاعة رسوله وأمر بطاعة أولى الأمر إذا لم يؤمروا بمعصية فإذا أمروا بمعصية فلا سمع ،ولا طاعة فقد قال صلى الله عليه وسلم :« لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف »[2] .



[1] - النساء : 59
[2] - سنن أبى داود حديث صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبى داود رقم 2625
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
الفصل الثالث: مناصحة ولى الأمر إذا أخطأ

الفصل الثالث: مناصحة ولى الأمر إذا أخطأ

أيها الأخوة والأخوات قد قال صلى الله عليه وسلم فى شأن نصح ولاة الأمر : « ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله و مناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة »[1] وعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ ولأئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ »[2] وقال النووي : وَأَمَّا النَّصِيحَة لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ فَمُعَاوَنَتهمْ عَلَى الْحَقّ ، وَطَاعَتُهُمْ فِيهِ ، وَأَمْرُهُمْ بِهِ ، وَتَنْبِيههمْ وَتَذْكِيرهمْ بِرِفْقٍ وَلُطْفٍ ، وَإِعْلامهمْ بِمَا غَفَلُوا عَنْهُ وَلَمْ يَبْلُغهُمْ مِنْ حُقُوق الْمُسْلِمِينَ ، وَتَرْك الْخُرُوج عَلَيْهِمْ ، وَتَأَلُّف قُلُوب النَّاس لِطَاعَتِهِمْ . قَالَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّه : وَمِنْ النَّصِيحَة لَهُمْ الصَّلَاة خَلْفهمْ ، وَالْجِهَاد مَعَهُمْ ، وَأَدَاء الصَّدَقَات إِلَيْهِمْ ، وَتَرْك الْخُرُوج بِالسَّيْفِ عَلَيْهِمْ إِذَا ظَهَرَ مِنْهُمْ حَيْفٌ أَوْ سُوءُ عِشْرَة ، وَأَنْ لا يُغَرُّوا بِالثَّنَاءِ الْكَاذِب عَلَيْهِمْ ، وَأَنْ يُدْعَى لَهُمْ بِالصَّلَاحِ . وَهَذَا كُلُّهُ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ الْخُلَفَاء وَغَيْرهمْ مِمَّنْ يَقُوم بِأُمُورِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَصْحَاب الْوِلايَاتِ [3].


[1] - صحيح الترغيب والترهيب للألباني حديث رقم 90
[2] - رواه مسلم حديث رقم 82 باب أن الدين النصيحة
[3] - شرح صحيح مسلم للنووي باب أن الدين النصيحة
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
الفصل الرابع : هدى النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه فى كيفية نصح ولى الأمر إذا أخطأ

الفصل الرابع : هدى النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه فى كيفية نصح ولى الأمر إذا أخطأ

أيها الأخوة والأخوات اعلموا أنالنصيحة للسلطان مقيدة بالسِّرِّ ، فلا ينكر عليه علانية لما فيه من الفسادوالإفساد قال صلى الله عليه وسلم : «من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ،ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك و إلا كان قد أدى الذي عليه»[1] ، وقال صلى الله عليه وسلم: « سيليكم أمراء بعدي يعرفونكم ما تنكرون ،و ينكرون عليكم ما تعرفون ، فمن أدرك ذلك منكم ، فلا طاعة لمن عصى الله »[2] ، وعن أسامة بن زيد أنه قيـل له : ( ألا تدخل على عثمان لتكلمه ؟ فقال: " أتـرون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ؟ ، والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ، ما دون أنأفتح أمراً لا أحب أن أكون أول من فتحه )[3] ،وقال الشوكاني : ( ولكنهينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل أن يناصحه ، ولا يظهر الشناعة عليه علىرءوس الأشهاد بل كما ورد في الحديث أن يأخذ بيده ويخلو به ويبذل له النصيحة ولايُذل سلطان الله...)[4] ، و زبدة ما ذكرنا أن نصح الحاكم لابد أن يكون سراً لا جهراً، وهذا هو ما عليه أهل السنة والجماعة .


[1] - حديث صححه الألباني في كتابه ظلال الجنة رقم 1096
[2] - السلسلة الصحيحة حديث رقم 590
[3]- متفق عليه رواه البخاري باب صفة النار وأنها مخلوقة حديث رقم 3027 حسب شرح ابن حجر لصحيح البخاري
[4]- السيل الجرار للشوكانى 4/ 556
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
الفصل الخامس : إبطال مقولة المظاهرات والمسيرات وسيلة من وسائل الدعوة

الفصل الخامس : إبطال مقولة المظاهرات والمسيرات وسيلة من وسائل الدعوة

أيها الأخوة والأخوات اعلموا أن المظاهرات والمسيرات ليست من وسائل الدعوة ،وليست الطريق الصحيح للإصلاح فأحاديث النبى صلى الله عليه وسلم واضحة جلية فى عدم جواز التشهير بخطأ ولى الأمر حتى يرجع عنه ،وعدم الخروج عليه إذا أخطأ كقوله صلى الله عليه وسلم : «من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ،ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك و إلا كان قد أدى الذي عليه»فالحديث نهى عن التشهير بخطأ ولى الأمر حتى وإن لم يستجب للحق وكقوله صلى الله عليه وسلم: « سيليكم أمراء بعدي يعرفونكم ما تنكرون ، و ينكرون عليكم ما تعرفون ، فمن أدرك ذلك منكم ، فلا طاعة لمن عصى الله » فالحديث نص على عدم الطاعة ، ولم ينص على التشهير بما أخطأ حتى يغيره فلما لم يذكر علم بطلان دعوى التشهير بخطأ ولى الأمر حتى يتركه ، ومن المقرر أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة فكيف بالكتمان ؟ وأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا لا يشهرون بالحاكم إذا أخطأ بل يكلمونه سراً فعن أسامة بن زيد أنه قيـل له : ( ألا تدخل على عثمان لتكلمه ؟ فقال: " أتـرون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ؟ ، والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ، ما دون أنأفتح أمراً لا أحب أن أكون أول من فتحه ) ،وإمام أهل السنة أحمد بن حنبل قد عذبه السلطان ، رغم ذلك كان يقول : لو كانت لي دعوة مجابة لدعوت بها للسلطان ، فلم يشنع بالسلطان ، ولم يهيج العامة عليه بل صبر واحتسب رحمه الله تعالى رحمة واسعة ،ولم يعرف عن السلف التشهير بخطأ الحاكم ، والسير فى مسيرات سلمية احتجاجاً على فعل خاطئ والمظاهرات والمسيرات رغم ورود سيل من النصوص على تحريمها فهي أيضاً لا تؤثر على الحكومات فلم تحل المظاهرات قضية ،ولم تغير شيئاً ؟ فقد قامت مظاهرات لما حدث في فلسطين ، ولم يحدث شيء ،وقامت المظاهرات لما حدث في العراق ، ولم يحدث شيء ؟ ولو سلمنا جدلاً بأنها تحدث شيء فالشرع قد نص على تحريمها ؛ لأن الاستنكار على الحاكم علانية لا يجوز ، ولا خير فيما خالف الشرع ثم هذه الوسيلة تخالف الشرع فالشرع نهى عن الاستنكار علانية ، وهؤلاء يستنكرون على الحكام علانية وفعلهم هذا فعل محدث فقد ورد مقتضاه أيام النبى صلى الله عليه وسلم ، ولم يفعله ، وورد مقتضاه فى كلامه صلى الله عليه وسلم ، و لم يقله كقوله صلى الله عليه وسلم: « سيليكم أمراء بعدي يعرفونكم ما تنكرون ، و ينكرون عليكم ما تعرفون ، فمن أدرك ذلك منكم ، فلا طاعة لمن عصى الله » بل ورد فى السنة ضده ومن المقرر كقوله صلى الله عليه وسلم: «من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ، ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه»، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم« من أحدث فى أمرنا ما ليس منه فهو رد »[1] ، و فعل البدعة انتقاد غير مباشر للشريعة الإسلامية ؛ لأن معناها أو مقتضاهاأن الشريعة لم تتم ، وأن هذا المبتدع أتمها بما أحدث من العبادة التي يتقرب بها إلى الله كما زعم ، وقد قال تعالى : ﴿ اليَوْمَ أَكْمَلْتُ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً[2] فإحداث البدع يفهم منه أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به ، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به ، زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله ، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم ، واعتراض على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم و الله سبحانه قد أكمل لعباده الدين ، وأتم عليهم النعمة[3] ، والحاصل أن المظاهرات والمسيرات في الشوارع ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة فالطريق الصحيح زيارة الحاكم إن أمكن ومكاتبة الحاكم إن أمكن بالتي هي أحسن و بالحكمة والموعظة الحسنة قال تعالى : ﴿ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [4] وانظروا أخوتي قوله تعالى لموسى عليه السلام وأخيه في شأن فرعون الظالم معلن الظلم : ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [5] والنبي صلى الله عليه وسلم جاء بالحكمة وأمر بأن يسلك الداعية الحكمة ،وهذا أخوتى هو ما أفتى به العلامة محمد بن إبراهيم[6] والعلامة ابن باز[7] والعلامة ابن عثيمين[8] والشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف[9] و العلامة صالح بن فوزان الفوزان[10] والعلامة عبد الله بن سليمان بن منيع[11] وغيرهم من علماء الصحوة الإسلامية المعاصرين المعروفين باتباع مذهب أهل السنة والجماعة .

[1] - رواه البخاري رقم2697 ومسلم رقم1718

[2] - المائدة من الاية 3

[3] - انظر التحذير من البدع لابن باز ص 4 أولى النهى للإنتاج الإعلامي سنة 1420 هجرياً

[4] - النحل : 125

[5] - طه : 44

[6] - انظر فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم 12/182-183

[7] - انظر مجلة البحوث الإسلامية العدد 38 ص 210

[8] - انظر الجواب الأبهر لفؤاد سراج ص75

[9] - انظر الدرر السنية 9 /119

[10] - انظر الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة ص64،65،66.

[11] - انظر وصيتيللإخوان بمنهج أهل السنة في نصيحة السلطان لبدر العتيبي
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
الفصل السادس : بعض مفاسد المظاهرات

الفصل السادس : بعض مفاسد المظاهرات

أيها الأخوة والأخوات اعلموا أن للمظاهرات والمسيرات العديد من المفاسد كإهدار عقيدة الولاء والبراء فتجد المسلم يخرج مع غير المسلم ،وتجد المسلم المبتدع يخرج مع المسلم السني
،وفى المظاهرات والمسيرات اختلاط النساء بالرجال

وفى المظاهرات والمسيرات وقوع المواجهة بين الحكومة والشباب ،وفى المظاهرات والمسيرات الخروج على ولى الأمر، وفى المظاهرات إحداث الفوضى والشغب وسلوك مسلك العنف ، ومسلك الخلافات والمنازعات هو أصل دعوة الخوارج ففرقوا الكلمة ومزقوا صفوف المسلمين ، وأضعفوا جانب المسلمين وفى المظاهرات والمسيرات إعلان خطأ ولى الأمر

وفى المظاهرات والمسيرات ابتداع فى دين الله ، وفى المظاهرات والمسيرات الإضرار بالدعوة والدعاة ، ويمنع انتشار الدعوة لتوهم ولاة الأمر أن الدعوة هي سبب الفوضى مما يحمل أولى الأمر على معاداة الدعوة ، ومضادتها بكل ممكن وأخيراً : أخوتي وأخواتي اعلموا أن ذهاب الذين يعاديهم هؤلاء ليس خيراً فالذي يأتي بعدهم سيكون أسوأ منهم فلا يأتي زمان إلا والذي يأتي بعده شر منه قال صلى الله عليه وسلم : « ما من عام إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم »[1]

واعلموا أن الإسلام لا ينتصر بالمظاهرات ،ولا بالمسيرات لكن ينتصر بالجهاد الذي يكون مبنياً على العقيدة الصحيحة والطرق التي سنها الرسول ، ولقد ابتلى الرسل وأتباعهم بعدة ابتلاءات فلم يؤمروا إلا بالصبر ،واعلموا أخوتاه أن الأمة لن تنتصر إلا إذا حكمت شرع الله في حياتها ،وجعلته منهج حياة ،وبعد غالب الأمة عن تطبيق الإسلام فى حياتها هو سبب النكسة التي حلت بالمسلمين لذلك يدعو الصالحون فلا يستجاب لهم فعلينا بإصلاح أنفسنا مع الله ومع الناس لنكون أهلاً لنصر الله هذا وبالله التوفيق والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
و كتب ربيع أحمد سيد طب عين شمس الفرقة السادسة الأثنين 25 /12/2006 م


[1] - السلسلة الصحيحة حديث رقم 1218
 

أحمد بن فخري الرفاعي

:: مشرف سابق ::
إنضم
12 يناير 2008
المشاركات
1,432
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
باحث اسلامي
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
شافعي
الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الأخ الكريم د. ربيع أحمد حفظكم الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد ؛


فلا أدري ما وجه المنع حفظكم الله لا سيما اذا كانت خلوا من المحاذير الشرعية ، وكانت قوانين الدولة التي تقوم فيها المظاهرات والمسيرات لا تحتكم الى منهج الله تعالى ، وكانت هذه الدولة تزعم أنها ديموقراطية ، وأن هذا الفعل فيها ليس ممنوعا ولا ينتج عن التظاهرة أو المسيرة اتلاف وافساد للمتلكات وغيرها .
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الأخ الكريم د. ربيع أحمد حفظكم الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد ؛

فلا أدري ما وجه المنع حفظكم الله لا سيما اذا كانت خلوا من المحاذير الشرعية ، وكانت قوانين الدولة التي تقوم فيها المظاهرات والمسيرات لا تحتكم الى منهج الله تعالى ، وكانت هذه الدولة تزعم أنها ديموقراطية ، وأن هذا الفعل فيها ليس ممنوعا ولا ينتج عن التظاهرة أو المسيرة اتلاف وافساد للمتلكات وغيرها .

أتفق معك، وسأعود قريبا
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
الشكر على النصيحة ، و بيان وجهة النظر

الشكر على النصيحة ، و بيان وجهة النظر

شيوخنا الكرام جزاكم الله خيرا على مشاركتكم الطيبة ، وحرصكم على بيان الحق والدعوة إليه بالموعظة الحسنة ، ووجهة نظري في عدم مشروعية المظاهرات أن عدم المشروعية بسبب العديد من العلل منها :

أولا : ( البدعية) : فالمظاهرات و المسيرات وسيلة توافر مقتضاها عصر النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يفعلها ، وكل ما توافر مقتضاه ، ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، و لم يكن هناك مانعا فالمشروع تركه ، ولا يحتج علينا بأن : (( الوسائل لها أحكام المقاصد ،و كل وسيلة إلى مقصد مشروع تكون مشروعة)) فهذا سيرد عليه بأنه لابد أن تكون الوسيلة جائزة كي يكون لها أحكام المقاصد
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
وأهل البدع كان مقصدهم خير ،و كانوا يريدون من بدعهم أن يجعلوها وسائل للتقرب لله فمن يذكر الله ذكر جماعي يريداتخاذ الذكر الجماعي وسيلة قربة إلى الله ،ومن يشرك مع الله في الدعاء يريد أن يتخذ هذا الشريك لله وسيلة لتقبل الله دعائه ،و من يأول صفات الله يريد أن يجعل هذا التأويل وسيلة تمنع الناس من تشبيه الله بخلقه ومن يسجد لله دون صلاة (أنا لا اتكلم عن سجود الشكر ) يريد أن يجعل هذا السجود وسيلة للتقرب لله ،ومن يخصص ليلة النصف من شعبان بصلاة و صيام وقيام ليل يريد أن تكون أفعاله هذه وسيلة للتقرب لله ومن يحتفل بالموالد يريد أن يتخذها وسيلة لحب الله له ورسوله صلى الله عليه وسلم البدع تدخل في الوسائل وتدخل في المقاصد
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
وغالب الأنبياءتعرضوا للظلم والاعتداء عليهم، و منهم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحثوا أصحابهم على فعل مثل هذه المظاهرات والمسيرات ليعرفوا الناس الظلم الذي يعانون منه ، و لو كان فيها خير لفعلوها إذ كتب التاريخ فيها بعض صور المظاهرات والمسيرات المعروفة حاليافهذا الأمر كان معروفا ، وسنة رسول الله صلىالله عليه وسلم لم يكن فيها خروج جمع من الناس مجتمعين في الطريق أو نحو ذلك ؛ للمطالبة بشيء معين مع توافر مقتضاه
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
وكل الأنبياء والسلف الصالح لم يكن هذا من فعلهم والمقتضى الاحتجاج على الأفعال المستنكرة وعلى الظلم والقهر و إعلام الناس به و كذلك أولي الأمر بإعلامهم بوجود الظلم والتعدي والأذي و المطالبة بالحقوق و مطالبتهم بالتغيير حتى خير القرون من بعده صلى الله عليه وسلملم يكن فيها مظاهرات ولا مسيرات لإعلام الحكام بشيء أو مطالبتهم بشيء ،أريتم فتنة خلق القرآن لميحث الإمام أحمد الناس على التظاهر على الخليفة ،وهو إمام السنة وكان الخليفة يذبح العلماء ؟
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
وهل نسينا الحجاج وما في سيرته من الباطل هل تظاهر الناس كي يعلمواالخليفة أن الحجاج يأتي بباطل وصاحب ضلال يقتل في أهل الدين ؟ و قد يقال ما يدرينا على كان هناك مانعا ، ولم نعرفه فيرد على ذلك بأن المانع الأصل فيه عدم الوجود كالشذوذ في الحديث الأصل فيه عدمالوجود لكنه شرط في صحة الحديث ، ولو عولنا على القول بوجود المانع و لكننا لا نعرفه لفتحنا بابا لأهل البدع فالكل سيحتج بذلك
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
وقد يقول قائل : (( المظاهرات والمسيرات وسيلة لرفع الظلم، لا يصح القول ببدعيتها ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم تركها –ولومع وجود المقتضى وانتفاء المانع- إذ ما يجدي من الوسائل في زمانه ومجتمعه صلى الله عليه وسلم ربما يتغير في زماننا ومجتمعنا، ولا يعني هذا أننا خالفنا سنته ومنهجه ، بل نقول: الوسيلة إذا لم ينه عنها فهي مباحة أو مستحبة أو واجبة إذا حققت مصلحة أكبرمن مفسدة تركها، والأمر برفع الظلم ونصر المظلوم مشروع ، والشريعة لم تقيده بوسيلة معينة حتى نلتزمها ونقول عن غيرها : بدعة ))
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
ويرد على هذا الكلام بأن الوسائل تدخل فيها البدع كما تدخل في المقاصد ،وكل ما حده الشرع فالزيادة عليه أو النقص فيه بدعة ،وما توافر مقتضاه ، و لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم مع عدم المانع فالمشروع تركه ،وفعله ابتداع ،والوسائل يدخلها الابتداع كما يدخل للمقاصد كالذكر الجماعي النبي صلى الله عليه و سلم لم يفعله ، والشرع اطلق مشروعية الذكر ،ولم ينه صراحة عن الذكر الجماعي والذكر وسيلة لعبادة الله وطاعته و وسيلة للحث على طاعة الله ، و مع ذلك العلماء يقولون ببدعيته ، والاحتفال بالمولد النبوي الشرع اطلق حب النبي صلي الله عليه وسلم،ولم ينه صراحة عن الاحتفال بالمولد ،وهو وسيلة عند من يجوزونه لتعبير عن محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وللتذكير بسنته وحث الناس عليها ، ومع ذلك أهل السنة قالواببدعيته والأمثلة كثيرةوكما قلت كل الطاعات وسيلة للتقرب لله وكل المعاصي وسيلة للبعد عن الله
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
والذين عرفوا البدع بأنها إحداث ما لم يفعله النبي صلى الله عليهوسلم بقصد التقرب إلى الله تعريفهم ناقص إذ يخرج أمور كثيرة كالطلاق في الحيض يسمى طلاق بدعي عند العلماء ، والاحتفال بغير العيدين تسمى أعياد مبتدعة فالابتداع قد لا يقصد فاعله التقرب إلى الله .

والحديث ( من أحدث فى أمرنا ما ليس منه فهو رد) (متفق عليه ) والحديث يدل على أن من فعل ما لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم مع توافر مقتضاها وعدم ذكر مانع يكون مبتدعا و المظاهرات لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة بالموعظة الحسنة وعدم الخروج على الحكام وطاعة ولي الأمر في غير معصية و أولياء الأمر لا يرضون بمثل هذه المظاهرات

وكذلك فيما سنه النبي صلى الله عليه وسلم خير منها ،ولا يقال أنهاليست وسيلة تعبدية مقصودة بذتها فالحديث عام ، و التفريق بين الوسائل والعبادات تفريقبلا مفرق فكل ما توافر مقتضاه ، و لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم مع عدم وجود مانع فعله بدعة سواء أكان عبادة أو وسيلة ويلزم من قولهم هذا عدم تبديع الاحتفال بأعيادغير الفطر والأضحى لأن الاحتفال بالأعياد عادة وليس عبادة فمع أن الاحتفال بالأعيادغير الفطر والأضحى لا يقصد به التعبد لله إلا أنه بدعة
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
وعلى قولهم ما دام الأمر لا يقصد لذاته فالعيد وسيلة لتعبير عن الفرح بالزواج مثلا والحب للأم مثلا وليس وسيلة عبادة مقصودة بذاتها فليس ذلك ببدعة وهذا لا يصح ،وهذه الوسيلة (المظاهرات ) كانت معروفة لكن في العصر النبوي لم تفعل رغم توافر مقتضاها فكيف يقال بمشروعيتها.
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
العلة الثانية في عدم مشروعية المظاهرات

العلة الثانية في عدم مشروعية المظاهرات

ثانيا : ( الفساد ) : هذه المظاهرات غلب الفساد عليها و فيها عدم طاعة ولي الأمر ؛ لأنه لا يرضى بذلك في الغالب ،و أيضا فيها إذاعة الثرثرة في الدولة ،وغالب المظاهرات لا تخلو من محرم كاختلاط ،و رفع أصوات النساء فالحكم يصدق عليها بالحرمة للمفاسد المترتبة عليها والمصالح قلما تأتي فالعبرة بالغالب ومادامت المصالح أقل من المفاسد ففعلها حرام بالإضافة لعدم رضاء أولي الأمر بها و زعزعت الأمن ، و كونها وسيلة لنيل المغرضين من الدولة .
 
التعديل الأخير:
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
العلة الثالثة في عدم مشروعية المظاهرات

العلة الثالثة في عدم مشروعية المظاهرات

ثالثا : ( مخالفة السنة ) : مخالفة المظاهرات والمسيرات هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم : « من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ، و لكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك و إلا كان قد أدى الذي عليه »[1] فالحديث نهى عن التشهير بخطأ ولى الأمر حتى وإن لم يستجب للحق ،والشرع نهى عن الاستنكار علانية ، و المتظاهرين يستنكرون على الحكام علانية


و كقوله صلى الله عليه وسلم : « سيليكم أمراء بعدي يعرفونكم ما تنكرون ، و ينكرون عليكم ما تعرفون ، فمنأدرك ذلك منكم ، فلا طاعة لمن عصى الله » [2] فالحديث نص على عدم الطاعة ، ولم ينص على التشهير بما أخطأ حتى يغيره فلما لم يذكر علم بطلان دعوى التشهير بخطأ ولى الأمرحتى يتركه ، ومن المقرر أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة فكيف بالكتمان ؟


وأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا لا يشهرون بالحاكم إذا أخطأ بل يكلمونه سراً فعن أسامة بن زيد أنه قيـل له : ( ألا تدخل على عثمان لتكلمه ؟ فقال : " أتـرونأني لا أكلمه إلا أسمعكم ؟ ، والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ، ما دون أن أفتحأمراً لا أحب أن أكون أول من فتحه ) [3] .


[1] حديث صححه الألباني في كتابه ظلال الجنة رقم 1096
[2] السلسلةالصحيحة حديث رقم 590
[3] متفق عليه رواه البخاري باب صفة النار وأنهامخلوقة حديث رقم 3027
 
التعديل الأخير:
أعلى