العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

علقها في رقبة عالم واطلع سالم

إنضم
29 أبريل 2010
المشاركات
201
التخصص
هندسة ميكاترونيات
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الشافعي
السلام عليكم,

-قال الإمام الأوزاعي : من أخذ بقول المكيين في المتعة ، والكوفيين في النبيذ ، والمدنيين في الغناء والشاميين في عصمة الخلفاء ، فقد جمع الشر . وكذا من أخذ في البيوع الربوية بمن يتحيل عليها ، وفي الطلاق ونكاح التحليل بمن توسع فيه ، وشبه ذلك فقد تعرض للانحلال

-قال إسماعيل القاضي : دخلت مرة على المعتضد فدفع إلي كتاباً فنظرت فيه فإذا قد جمع له فيه الرخصمن زلل العلماء ، فقلت : مصنف هذا زنديق ! فقال : ولِمَ ؟ قلت : لأن من أباح المسكر لم يبح المتعة ، ومن أباح المتعة لم يبح الغناء ، وما من عالم إلا وله زلة ، ومن أخذ بكل زلل العلماء ذهب دينه ؛ فأمر بالكتاب فأحرق .

-قال سليمان التيمي : " إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله " قال أبو عمر ابن عبد البر : هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً " جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 92

-قال الشاطبي : " فإذا صار المكلف في كل مسألة عنت له يتبع رخص المذاهب وكل قول وافق فيها هواه فقد خلع ربقة التقوى وتمادى في متابعة الهوى ونقض ما أبرمه الشارع وأخر ما قدمه " الموافقات للشاطبي 2 / 386 – 387 .

-قال ابنُ حزم (ت 456) في بيان طبقات المختلفين ( وطبقةٌ أخرى وهم قومٌ بلغت بهم رقَّةُ الدين ، وقلَّةُ التقوى إلى طلب ما وافق أهواءهم في قولِ كلِّ قائلٍ فهم يأخذون ما كانَ رخصةً من قولِ كلِّ عالمٍ مقلدين له غيرَ طالبيين ما أوجبه النصُّ عن الله تعالى وعن رسوله صلي الله عليه وسلم ") الإحكام صـ645 .

-قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: (لا يجوز للمفتي تتبع الحيل المحرمة والمكروهة ولا تتبع الرخص لمن أراد نفعه فإن تتبع ذلك فسق وحرم استفتاؤه) «إعلام الموقعين» (4 / 222).


سبحان الله!

صار كثير من الناس لا يحتفلون من الدين الا بثلاث كلمات:
1.الدين يسر.
2.قلد من أجاز.
3.اختلاف الأئمة رحمة.
ويفهمونها كما يحلو لهم.

وامتدت هذه العدوى لتطول بعض المفتين فتجد بعضهم يقول:اذا كان عندي قول بين أقوال الفقهاء سهل فلما أفتي الناس بالأصعب.
وصارت مؤسسات منوطة بالفتوى لا تجد حرجا من أن تعلن أنها قد تأخذ بأقوال مذاهب الفرق مثل الاباضية (الخارجية) والزيدية والجعفرية (الشيعية),اذا احتاج اليه الناس-وحقهم أن يقولوا اذا وافق أهواء الناس.

وضاع الدليل بين أمواج الأهواء المتلاطمة ورياح الشهوات العاتية.

لا ينكر أحد قول العلماء بجواز الافتاء بالضعيف عند الضرورة.كما ذكر ابن عابدين.
أو بجواز الافتاء بالمرجوح اذا علم المفتي أنه اذا أخبر المستفتي بالراجح فسيفسد دينه.كما نقل صاحب الفوائد المكية عن بعض الشافعية.

ولكن أن يصير الأصل (على الملأ أو في الفتوى الخاصة):الافتاء بأسهل الأقوال وأيسر الأراء من بين كل الفقهاء لأنه يوافق عادات الناس أو ما يريده فلان,فهذا ما ينكره كل من له دراية بمسالك العلماء.وصار كثير من المفتين يستجدي رضا الناس أو ثناؤهم بفتواه ويهرب من التهم المعلبة التي تنتظره اذا خالف ما اعتادوا وأرادوه.حتى صارت الفتوى عند كثير من العوام خدمة ترفيهية لتسكين الضمير أو لاستدفاع المنكرين.وازدادت غربة الدين الى غربته.وصار من يفتي بالراجح من جهة الدليل أو بالراجح في مذهبه متشدد لأنه خالف (الأسهل).

صح فيهم قول الشيخ محمد نجيب المطيعي:مفتين الرخص ومكتسحي العزائم.

وصح لسان الشاعر حين قال:

فإن قلت زند العلم كاب فإنما *** كبا حين لم نحرس حماه وأظلما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم *** ولو عظموه في النفوس لعظما
ولكن أهانوه فهونوا ودنسوا *** محياه بالأطماع حتى تجهما
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
السلام عليكم,
-قال سليمان التيمي : " إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله " قال أبو عمر ابن عبد البر : هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً " جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 92


بارك الله بكم أخي الكريم، إنها كلمات في الصميم، وما ظهور الفساد في البرّ والبحر إلا من جرّاء اتباع الهوى في الدين وانتقاء الرخص منه كما ينتقي أحدهم من كل بستان زهرة!
وصح لسان الشاعر حين قال:

فإن قلت زند العلم كاب فإنما *** كبا حين لم نحرس حماه وأظلما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم *** ولو عظموه في النفوس لعظما
ولكن أهانوه فهونوا ودنسوا *** محياه بالأطماع حتى تجهما

وصحّ قول الشاعر:
يا جاعل العلم له بازياً......يصطاد أموال المساكينِ
احتلتَ للدنيا ولذّاتها......بحيلة تذهب بالدينِ
فصرتَ مجنوناً بها بعدما......كنتَ دواءً للمجانينِ
لا تبع الدين بالدنيا كما...... يفعل ضلّال الرهابينِ
 
أعلى