العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

فائدة : السر في قول الحنابلة ( لايجوز خلو عصر عن مجتهد )

إنضم
27 مارس 2008
المشاركات
365
التخصص
أصول الفقه
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم
ذكر الإمام عبد القادر فائدة نفيسة ؛ نقلها عن الإمام الطوفي - رحمة الله عليهما - يقول :
هذا وقد أبدى الطوفي لطيفة وهي أن قوله - تعالى - ( وكل شيء فصلناه تفصيلا ) الآية .
قضية كلية تتناول الأحكام الشرعية ؛ لأنها شيء من الأشياء فتقتضي أنها مفصلة في الشرع ؛ ثم إنا نرى كثيرا من الأحكام غير مفصلة لا في كتاب الله ولا في سنة رسوله ولا في كلامة الأئمة ، إذ قد تقع حوادث غرائب ليس لهم فيها كلام فدل على انه - تعالى - أحال بالتفصيل على مجتهد كل عصر ؛ فكل مجتهد مطلق أو مقيد تمسك بحكم بما يصلح أن يتمسك به مثله في ذلك الحكم كان ما أفتى به حكما من الله - تعالى - وتفصيلا منه بمقتضى النص المذكور؛ إلا أن يقال أن قوله - تعالى - ( وكل شيء فصلناه تفصيلا ) عام مخصوص ، أو علمنا تفصيله و إن لم نذكره في الكتاب ؛ لكن هذا هذا تخصيص و تأويل يحتاج إلى دليل . هذا كلامه .
إذا أمعنت النظر علمت السر في قول أصحابنا لا يجوز خلو عصر عن مجتهد كما سيأتي محله ، و إن القول بسد باب الإجتهاد غلط . انتهى
نزهة الخاطر العاطر شرح روضة الناظر : عبد القادر بن بدران الدمشقي .
1 / 18 .
قلت : هذا وقد ألف العلامة جلال الدين السيوطي - رحمة الله عليه - كتابا أسماه ( الرد على من أخدل غلى الارض وجهل أن الإجتهاد في كل عصر فرض ) فلا يخلو عصر عن مجتهد مطلق أو مقيد . ودعو ( خلو الزمان عن مجتهد ، أو إقفال باب الإجتهاد ) دعوى ليست لها صلة ( بالصحة مطلقا ) .
وهذا مذهب بعض العلماء ، ومنع الحنابلة وبعض الشافعية هذا القول بقوة .
و الله أعلم .

 
أعلى