العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

فصاحة علي رضي الله عنه وبلاغته

إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
كنت أقرأ في ترجمة سفانة بنت حاتم رضي الله عنها فعجبت من كلام علي رضي الله عنه في وصفها إذ كان في منتهى الفصاحة والبلاغة حتى أني بحثت في المعاجم لتفسير كلامه لصعوبته وعجبت كذلك من المواصفات المرغوبة عند العرب في ذلك الوقت وأخيراً عجبت كيف دقق علي رضي الله عنه النظر حتى استطاع وصفها بهذا الوصف لكن دفعاً للتوهم أقول لقد كانت ضمن السبي وكان علي رضي الله عنه يرجو أن تكون من نصيبه .
سأذكر النص وأدع من أراد فهم الألفاظ أن يلف في المعاجم كما صنعتُ لعل الفائدة تكون أكبر :
قال علي رضي الله عنه : ( لما أتى بسبايا طيئ وقفت
جارية حمراء لعساء ذلفاء عيطاء ، شماء الأنف ، معتدلة القامة والهامة ، درماء العين ، خدلة الساقين ، لفاء الفخذين ، خميصة الخصرين ، ضامرة الكشحين ، مصقولة المتنين ، قال : فلما رأيتها أعجبت بها وقلت : لأطلبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعلها في فيئي ، فلما تكلمت أنسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها ، فقالت : يا محمد إن رأيت أن تخلى عنا ولا تشمت بي أحياء العرب فإني ابنة سيد قومي ، وإن أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني ، ويشبع الجائع ، ويكسو العاري ، ويقري الضيف ، ويطعم الطعام ، ويفشي السلام ، ولا يرد طالب حاجة قط ، أنا ابنة حاتم طيئ ) أخرجه البيهقي في الدلائل .
 

الدرَة

:: نشيط ::
إنضم
26 أكتوبر 2010
المشاركات
653
التخصص
الفقه
المدينة
..
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: فصاحة علي رضي الله عنه وبلاغته

كنت أقرأ في ترجمة سفانة بنت حاتم رضي الله عنها فعجبت من كلام علي رضي الله عنه في وصفها إذ كان في منتهى الفصاحة والبلاغة حتى أني بحثت في المعاجم لتفسير كلامه لصعوبته وعجبت كذلك من المواصفات المرغوبة عند العرب في ذلك الوقت وأخيراً عجبت كيف دقق علي رضي الله عنه النظر حتى استطاع وصفها بهذا الوصف لكن دفعاً للتوهم أقول لقد كانت ضمن السبي وكان علي رضي الله عنه يرجو أن تكون من نصيبه .
سأذكر النص وأدع من أراد فهم الألفاظ أن يلف في المعاجم كما صنعتُ لعل الفائدة تكون أكبر :
قال علي رضي الله عنه : ( لما أتى بسبايا طيئ وقفت
جارية حمراء لعساء ذلفاء عيطاء ، شماء الأنف ، معتدلة القامة والهامة ، درماء العين ، خدلة الساقين ، لفاء الفخذين ، خميصة الخصرين ، ضامرة الكشحين ، مصقولة المتنين ، قال : فلما رأيتها أعجبت بها وقلت : لأطلبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعلها في فيئي ، فلما تكلمت أنسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها ، فقالت : يا محمد إن رأيت أن تخلى عنا ولا تشمت بي أحياء العرب فإني ابنة سيد قومي ، وإن أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني ، ويشبع الجائع ، ويكسو العاري ، ويقري الضيف ، ويطعم الطعام ، ويفشي السلام ، ولا يرد طالب حاجة قط ، أنا ابنة حاتم طيئ ) أخرجه البيهقي في الدلائل .
جارية حمراء أعتقد بيضاء مشربة بحمرة
لعساء اللعس لون الشفة إذا كانت تضرب إلى السواد قليلاً .
ذلفاء الذلف هو قصر الأنف وصغره ، وقيل ارتفاع طرفه مع صغر أرنبته .
عيطاء أي طويلة العنق
شماء الأنف : أي طويلة الأنف .
خدلة الساقين أي ممتلئة الساقين .
لفاء الفخذين أي مكتنزة الفخذين
خميصة الخصرين : أصل الخمص الجوع أي دقة خلقته .
ضامرة الكشحين : الكشح هو ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف من لدن السرة إلى المتن ، وفي حديث سعد إن أميركم هذا لأهضم الكشحين أٍي دقيق الخصرين .
المرجع لسان العرب .
 

الدرَة

:: نشيط ::
إنضم
26 أكتوبر 2010
المشاركات
653
التخصص
الفقه
المدينة
..
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: فصاحة علي رضي الله عنه وبلاغته

درماء العين .. أعتقد أن معناها يدور بين وسع العين أو شدة سوادها .
 
إنضم
13 سبتمبر 2008
المشاركات
246
التخصص
تجاره
المدينة
القاهره
المذهب الفقهي
الدليل
رد: فصاحة علي رضي الله عنه وبلاغته

شيخنا ابا حازم ليس بأول نفحاتكم زادك الله علما ولى تساؤلات

هل وصفها هكذا امام الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

اكمل لنا شيخنا ماذا فعل معها النبى بعد حديثها هل اعتقها ؟

متى يباح للرجل وصف امرأة بهذا التفصيل ؟

بارك الله فيكم

 

الدرَة

:: نشيط ::
إنضم
26 أكتوبر 2010
المشاركات
653
التخصص
الفقه
المدينة
..
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: فصاحة علي رضي الله عنه وبلاغته

شيخنا أبا حازم ليس بأول نفحاتكم زادك الله علما ولى تساؤلات
اعتذر مقدماً من الشيخ بدر في الإجابة بين يديه
هل وصفها هكذا امام الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
سياق الكلام يُشعر أن ذلك لم يكن أمام الرسول صلى الله عليه وسلم بدلالة قولة لأطلبن رسول الله أن يجعلها في فيئي .
اكمل لنا شيخنا ماذا فعل معها النبى بعد حديثها هل اعتقها ؟
الرسول منّ عليها وأعطاها كسوة ونفقة وبعثها إلى مأمنها .
متى يباح للرجل وصف امرأة بهذا التفصيل ؟
هي كانت من السبايا ، والحكم في الأمة يختلف عن الحرة
بارك الله فيكم
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: فصاحة علي رضي الله عنه وبلاغته

أخي محمد غراب والدرة بارك الله فيكما
بعض الإجابة في جواب الدرة لكن :
سياق القصة يدلُّ على أن الوصف كان لجلساء علي - رضي الله عنه - عند ذكر القصة ( كميل بن زياد وغيره ) أي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكان لذكر القصة سبب ورد في أولها حول مكارم الأخلاق .
الأصل أن التشبيب وهو وصف الرجل المرأة له ثلاث حالات :
الأولى : أن يصف المرأة المبهمة وصفاً فاحشاً فهذا محرم .
الثانية : أن يصف المرأة المبهمة وصفاً غير فاحش فهذا جائز كما في قصيدة زهير .
الثالثة : أن يصف المرأة المعينة وهذا له حالتان :
1 - أن تكون زوجته أو أمته فهنا يجوز إلا فيما حقه الإخفاء فيحرم .
2 - أن تكون أجنبية فهنا يحرم لما فيه من الأذية لها ولأهلها .
في وصف علي - رضي الله عنه - إذا صحَّ الأثر إشكال لأنها معينة لكن قد يقال : إن ذلك حصل بعد وفاتها أو عند كبرها فإن قصة السبي كانت في السنة التاسعة للهجرة ( 9هـ ) وأبوها حاتم الطائي توفي قبل الهجرة ب46 سنة يعني أقل ما يكون عمر سفانة رضي الله عنها وقت السبي (55 ) سنة .
وكميل بن زياد الراوي عن علي رضي الله عنه ولد سنة 12 للهجرة ما يعني أن وصف سفانة كان بعد أن تجاوزت السبعين تقريباً وربما بعد وفاتها فأنا لم أجد سنة وفاتها .

الحنفية يستثنون من تحريم وصف الأجنبية المعينة ما لو كانت ميتة .

عدي بن حاتم رضي الله عنه هرب إلى الشام بسبب قدوم سرية علي بن أبي طالب رضي الله عنه في السنة التاسعة إلى طيء قال : ( وتركت
بنتاً لحاتم ) يعني سفانة كما ذكر السهيلي ، وقد توفي عدي رضي الله عنه سنة 68هـ وعمره 120 سنة أي أن إسلامه كان بعد أن تجاوز الستين .
وهنا إشكال وهو أن حاتماً كان يكنى بأبي سفانة فهل عدي أكبر أم سفانة ؟ أم أن حاتماً كان يكنى بسفانة أخرى قبل هذه ؟ لكن يعكر على هذا أنهم لم يذكروا في ترجمته إلا بنتاً واحدة .

فائدة تكتب بماء الذهب لو صحت لكن للأسف جاءت من طريق الواقدي وقد انعقد الإجماع على ضعفه بل اتهمه بعضهم بالكذب كما أن فيها انقطاعاً :
في القصة كما في مغازي الواقدي ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق : ( وكانت أخت عدي إذا مر النبي صلى الله عليه وسلم تقول : يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علينا من الله عليك كل ذلك يسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم : من وافدك ؟ فتقول : عدي ابن حاتم فيقول : الفار من الله ورسوله حتى يئست ، فلما كان يوم الرابع مر النبي صلى الله عليه وسلم فلم تكلم فأشار إليها
رجلٌ قومي فكلميه ، فكلمته فأذن لها ووصلها ، وسألت عن الرجل الذي أشار إليها فقيل : علي ، وهو الذي سباكم أما تعرفينه ؟ فقالت : لا والله ما زلت مدنية طرف ثوبي على وجهي وطرف ردائي على برقعي من يوم أسرت حتى دخلت هذه الدار ولا رأيت وجهه ولا وجه أحد من أصحابه )
الفائدة الكبرى كيف كانت متسترة وتغض طرفها ولا تنظر إلى الرجال وذلك قبل إسلامها .
وثمة فائدة أخرى وهي أن علياً رضي الله عنه وهو الذي أسرها ووصفها هو من كان يشير عليها أن تستجدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطلقها .
لكن يشكل عليها لو صحَّت أن علياً وصف عينها وأنفها وفمها فكيف يكون ذلك مع تسترها ؟
فهذا مما يزيد ضعف هذه الرواية والله أعلم


 
التعديل الأخير:
أعلى