العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

فقهاء منسيون -الجزء الثالث-

شهاب الدين الإدريسي

:: عضو مؤسس ::
إنضم
20 سبتمبر 2008
المشاركات
376
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
أبو العباس أحمد المنجور

الشيخ الإمام الحافظ العالم العلامة المتفنن المسند أبو العباس أحمد بن علي بن عبدالرحمن المنجور. الفاسي المولد والدار، ولد بها سنة (926هـ).

أخذ العلم عن الشيوخ الذين عليهم الاعتماد وإليهم المرجع في الإسناد، منهم اليَسِّيتني، وهو عمدته، وأبو زيد سُقَيْن العاصمي، وأبو الحسن ابن هارون، وعبدالواحد الونشريسي، والزَّقاق، وغيرهم ممن جمع أسماءهم في فهرسته الحافلة، وهي منشورة، من خلال مطالعتها يتبين حرصه وجديته في طلب العلم، وسلوك طريقه، والنهل من ينابيعه، فقد حاز من كل فَنٍّ بأوفر حظ ونصيب، إلى أن غَدا عالما متبحرا في علم الأصول والفقه، عارفا بتاريخ الملوك والسير، وبرجال الحديث، وطبقات العلماء وأيامهم، وعلم البيان، والمنطق، والحساب، والفرائض، فاق في ذلك أهل زمانه ، وفي هذا يقول الشيخ أبو عبدالله محمد المدرع في منظومته في صلحاء فاس:

وأحـمـد إمامنـا المنجـور *** سؤدده بين الورى مشهـور
كان رئيس العلم في المعقول *** والفقـه والبيـان والأصول

انتفع به كثير من الفقهاء الأعلام، منهم قاضي الجماعة الفقيه الفهامة أبو عبدالله الرجراجي، والقاضي إبراهيم الشاوي، وقاضي الجماعة بفاس بلقاسم ابن النعيم، وقاضي سلا ومكناسة أحمد ابن أبي العافية الشهير بابن القاضي صاحب درة الحجال وجذوة الاقتباس، لازمه طويلا، وغيرهم.

والعلامة المنجور ـ رحمه الله ـ معروف بالتحقيق والتدقيق، وحسن الإلقاء والتقرير، وكان كثير القراءة والمطالعة، شديد الإدراك والفهم، حتى قيل: إن فهمه لايقبل الخطأ، ثَبْتا في النقل ورعا فيه، يكاد لا يفارق لسانه «لا أدري»، أو «حتى انظر» أو ما شابه ذلك، وكانت فيه حِدَّة.

اتسم في حياته بالصلاح والزهد؛ فكان لا يفتر عن قراءة القرآن إلا وقت المطالعة أوالتأليف أو الإقراء أو ضروراته، شديد الاتباع للسنة، متقشف مكتف بما تيسر له من المأكول والملبوس، وغيرها من الصفات والشمائل التي اتفقت عبارات العلماء على تحليته بها، كما وصفه غير واحد من مترجميه بالحفظ والعلم والمعرفة، فقال عنه تلميذه ابن القاضي (ت1025هـ) في درة الحجال: «الشيخ الإمام الفقيه المعقولي، كان آية من آيات الله تعالى في المعقول والمنقول، وكان أحفظ أهل زمانه وأعرفهم بالتاريخ وغيره». وقال أحمد بابا التنبكتي (ت1036هـ) في نيل الابتهاج: «هو آخر الناس بفاس لم يخلف بعده مثله». وقال أبو سالم العياشي (ت1090هـ) في رحلته: «حافظ المغرب من المتأخرين وإمام المحققين». ووصفه المحبي (ت1111هـ) في خلاصة الأثر بقوله: «الإمام المتفنن الأستاذ». وحلّاه محمد بن جعفر الكتاني (ت1345هـ) في سلوة الأنفاس بقوله: «الشيخ الإمام، عالم الأعلام، ومفتي الأنام، محيي الدين والسنة، ونجم الأمة، الفقيه المعقولي، المحدث الأصولي».

للعلامة المنجور ـ رحمه الله ـ مؤلفات منها: فهرسته الكبرى التي ألفها باسم سلطان المغرب أبي العباس أحمد المنصور السعدي، وفهرسة صغرى، وشرحان على نظم ابن زكري في علم الكلام، مطول ومختصر، ومراقي المجد في آيات السعد، وحاشية على كبرى السنوسي، وأخرى على الصغرى، وشرح المنهج المنتخب لأبي الحسن الزقاق، واختصر من الشرح كتابا سمّاه المُذهب، وشرح نظم علاقات المجاز لابن الصباغ الخزرجي المكناسي، وشرح المختصر من ملتقط الدرر، وله نظم رائق، وغير ذلك.

رزئ الناس بوفاته منتصف ذي القعدة ليلة الإثنين سنة (ت995هـ)، ودفن خارج باب الفتوح بفاس متصلا بقبر شيخه اليسيتني رحمهما الله جميعا.

مصادر الترجمة: درة الحجال لابن القاضي (1/156-163)، جذوة الاقتباس له أيضا (1/135-136)، نيل الابتهاج لأحمد بابا التنبكتي (143-144) الاستقصا للناصري (5/191)، فهرس الفهارس لعبد الحي الكتاني (2/566-567)، طبقات الحظيكي (1/32-34)، سلوة الأنفاس، لمحمد بن جعفر الكتاني (3/77-79).
 

شهاب الدين الإدريسي

:: عضو مؤسس ::
إنضم
20 سبتمبر 2008
المشاركات
376
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
عبد الحي الكتاني

عبد الحي بن عبد الكبير بن محمد بن عبد الواحد أبو الإسعاد الحسني الإدريسي الكتاني، ولد بفاس في جمادى الثانية عام 1302هـ في بيت اشتهر أهله بالعلم والدين والصيانة، وبدأ طلب العلم بالأخذ عن والده، وأخيه، وخاله، وقاضي مكناس أبي العباس أحمد بن الطالب ابن سودة، وقاضي الجماعة بفاس أبي حميد بن محمد بناني، وعبد الرحمن البريبري الرباطي، وعن مشاهير المصريين والحجازيين والشاميين والعراقيين والهنديين وغيرهم من أعلام عصره.

شغف المترجم بحب العلوم الحديثية وأدواتها من اصطلاح ورجال وجرح وتعديل إلى جانب العلوم الأخرى من فقه وأصول وتفسير.

وفي سنة 1321هـ خرج المترجم إلى مراكش فمر على مكناس وسلا والرباط والجديدة وآزمور، وغيرها من المدن، وكان لا يترك الدروس الحديثية في كل بلد أو قبيلة يمر عليها، وأقرأ بمراكش شمائل الترمذي.

وفي سنة 1323هـ خرج قاصدا الحج فدخل في وجهته هذه مصر واجتمع بعلمائها، واهتبلوا به غاية الاهتبال، ومنها توجه إلى الحجاز فدخل مكة والمدينة، وحصل له من الإقبال بهما ما لم يحصل له في غيرهما، ومنها انقلب إلى الشام فمر ببيروت ويافا وبعلبك وبيت المقدس، ولقي علماء هذه البلاد، وأخذ عنهم وأخذوا عنه وحصل له بذلك علم غزير، وجمع من الكتب ما لم يجمعه أحد من معاصريه حتى غدت مكتبته مضرب الأمثال في جمع نوادر الكتب والمخطوطات.

وبلغ شأوا عظيما ومكانة علمية رفيعة تجلت في عبارات الثناء من كبار مشايخ عصره؛ قال فيه الشيخ أحمد بن محمد بناني: «دوحة العز التي تفجرت، وأينعت على ممر الأزمان أثمارها، وسماء المعارف التي أشرقت نجومها».

وقال شيخ الجماعة بالرباط المكي البطاوري: «علامة المغرب ومسنده، وعمدة المسترشدين ومرشده».

وقال الشيخ عبد السلام ابن سودة: «الشيخ المحدث المسند المؤرخ النسابة المطلع، كان يعد من أساطين العلم المبرزين بالمغرب».

عين بظهير ملكي عام 1320هـ مع ثلة من علماء الطبقة الأولى الذين يقرؤون الحديث بالضريح الإدريسي صبيحة كل يوم وهو لا يتجاوز عشرين عاما من عمره، وترقى إلى الرتبة العلمية الأولى من رتب علماء القرويين عام 1325هـ وهي أعلى الرتب العلمية بالقرويين.

كان المترجم يحمل أفكار إصلاحية ابتلي من خلالها في محنة واعتقل بسجن الخصيصات بفاس عدة أشهر، وفي عهد الحماية حصل له نفوذ كبير استخدمه في كافة أنشطته.

رزق رحمه الإعانة على التأليف فألف ما يربو على خمسمائة مؤلف في مختلف علوم الشريعة من أهمها: فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمسلسلات، والتراتيب الإدارية، ومفاكهة ذي النبل والإجازة حضرة مدير السعادة، منية السائل اختصار الشمائل، وكلها مطبوعة ومتداولة، وغيرها من المؤلفات النافعة البديعة.

توفي رحمه الله مغربا عن بلده بمدينة نيس الفرنسية يوم الجمعة 12رجب الفرد عام 1382هـ ودفن بروضة الجالية المسلمة هناك.

مصادر الترجمة: ترجمة الحافظ عبد الحي الكتاني بقلمه، إتحاف المطالع لعبد السلام ابن سودة (2/578)، مقدمة فهرس الفهارس (5ـ 45)، معلمة المغرب (20/6752ـ 6754).
 

شهاب الدين الإدريسي

:: عضو مؤسس ::
إنضم
20 سبتمبر 2008
المشاركات
376
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
ابن البنّا العَدَدِي( ت 721هـ)​

هو أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي العددي، أبو العباس، يعرف بابن البنا نسبة إلى حرفة أبيه.

ولد بمراكش في تاسع ذي الحجة عام (654هـ)، ونشأ في طلب العلم فقرأ القرآن وأخذ العربية والحديث والفقه والحساب والطب والنجوم على عدد كبير من كبار شيوخ عصره، منهم القاضي الشريف محمد بن علي بن يحيى المراكشي، وأبو إسحاق ابن عبدالسلام الصنهاجي العطار، وأبو بكر محمد بن محمد بن إدريس القلَلُوسي المعروف بالفار، وأبو العباس أحمد بن محمد المعافري، وغيرهم من مشايخ عصره.

تتلمذ عليه غير واحد، منهم: محمد بن إبراهيم المعروف بابن الحاج، وأبو زيد عبد الرحمن البجائي، وأبو جعفر بن صفوان.

وكان رحمه الله شيخاً وقوراً، حَسَنَ السيرة، قويَّ العقل، مهذباً، فاضلاً، حسنَ الهيئة، قال عنه الحافظ ابن رُشيد:« لم أر عالماً بالمغرب إلا رجلين ابن البنا بمراكش، وابن الشاط بسبتة».

وقال تلميذه أبو جعفر ابن صفوان: «وصل شيخنا ابن البنا في علم الهيئة والنجوم غاية لم يلحقها أحد من أهل زمانه، مع اتصافه بطهارة الاعتقاد واعتبار السنة».

من مؤلفاته المطبوعة: عنوان الدليل في مرسوم الخط والتنزيل، والروض المريع في صناعة البديع، وله مؤلفات أخرى مهمة: منتهى السول في علم الأصول، ومراسم الطريقة في علم الحقيقة، وتنبيه الفهوم على مدارك العلوم، والفصول في الفرائض، والتلخيص في الحساب، ومقدمة في أقليدس، وجزء في الأسماء والمنفصلات، ومقالة في المكاييل الشرعية، والمناخ في رؤية الأهلة، وغيرها من المؤلفات التي يطول المقام بذكرها.

وذكر ابن الاحمر أنه توفي سنة إحدى وعشرين، ومن نظمه كما ذكر أبو عبد الله الحضرمي عن شيوخه عنه قوله:

قصدت إلى الوجازة في كلامي ** لعلمي بالصواب في الاختصار

ولم أحذر فهوما دون فهومي *** ولكن خفت إزراء الكبـــــار

فشأن فحولة العلماء شـأني *** وشان البسط تعليـــم الصغار

توفي رحمه الله سنة: (721هـ).


الدرر الكامنة(1/278)، درة الحجال(1/14-16)، نيل الابتهاج ص (83-90)، البدر الطالع (123-124) ، شجرة النور الزكية(1/310)، الإعلام بمن حل بمراكش (2/202-210).
 

شهاب الدين الإدريسي

:: عضو مؤسس ::
إنضم
20 سبتمبر 2008
المشاركات
376
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
أبو بكر بن الطاهر زنيبر السلاوي​

هو العلامة المطالع المشارك المفتي المصلح أبو بكر بن الطاهر بن حجي السلاوي، ولد في مطلع القرن الهجري الرابع عشر، في أسرة آل زنيبر المعروفة بالعلم والمنجبة للعلماء، فمنها الفقهاء والمفتون، والولاة والقضاة، والنظار والمحتسبون، والعدول والأمناء؛ كيف لا وكثير من أفرادها لايعرف عنهم إلا الاشتغال بالعلم دون سواه.

أخذ أبو بكر العلم على يد علماء أجلاء، منهم العلامة المشارك المفتي المدرس المطالع أحمد ابن الفقيه الجريري، والعلامة المؤرخ أحمد بن خالد الناصري، والعلامة المشارك المطالع عبدالله ابن خضراء، والعلامة المحدث أبو شعيب الدكالي، وغيرهم.

جمع في تكوينه العلمي بين الأصيل والحديث، وفاز من كل فن بأوفر نصيب؛ فكان له إلمام بالفقه والنحو والحديث والمنطق والتاريخ، وكان له اهتمام بمطالعة الكتب الحديثة، والمجلات الوافدة من الشرق، حيث ظفر منها بمعارف شتى في تاريخ الحضارة، والسياسة، وعلم الاجتماع. وقد ساعده في كل هذا ذكاؤه الثاقب، ومثابرته ومذاكرته ومباحثته ومناقشته المستمرة.

وكان – رحمه الله – من دعاة الفكر الإصلاحي ورموزه، وعياً منه أن هذا المنحى أصبح واجبا ينبغي سلوكه والقيام به، من أجل صالح الإسلام وأمته، وفي هذا يقول: « قصدت به خدمة الإسلام والأمة الإسلامية وأن أكون من أهل الإصلاح العاملين على ربط المستقبل بالغابر، ووصل حلقات ما تقدم من الزمان بالحاضر». وقد وظف لذلك كل كفاءاته العلمية، ومؤهلاته الشخصية، فشملت جهوده الإصلاحية مختلف المجالات: السياسية والاجتماعية والتعليمية، وكثير من القضايا المطروحة على الساحة آنذاك.

كان – رحمه الله - من جملة العلماء الذين قاوموا الاستعمار بأقلامهم، فإنه من الأوائل الذين أنشأوا العرائض المنددة بالاستعمار، والتي جعلت الرأي العام الوطني ينخرط في درب المقاومة والإيمان بالحق في الحرية، وهذا ما حمل سلطات الحماية الفرنسية على إعفاء المترجم من مهمة القضاء سنة 1924م، كما كان السبب في ذلك جرأته في أحكامه، واستقامته في مزاولة أعماله، ولم يكن إعفاؤه ليثنيه عن الاستمرار على نهجه في المقاومة والكفاح؛ فتزعم بسلا الحركة المناهضة للظهير البربري سنة 1930م، والذي استهدف منه المستعمر تفريق وحدة المغاربة وتشتيت شملهم.

هذا النشاط المتوالي دفع سلطات الحماية إلى اعتقال أبي بكر وابنيه الطاهر ومحمد، فامتحنوا جميعا امتحانا عسيرا، وكان ذلك بعد تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944م.
إلى جانب هذا، ومنذ إعفائه من القضاء، تصدى أبو بكر للتدريس والإفتاء والتأليف، فتخرج عليه عدد من الطلبة والفقهاء، وخلف عددا من المؤلفات التي تبرز اهتمامه الكبير بقضايا عصره، منها تفسير للقرآن الكريم سماه «إرشاد الله للمسلم الغافل عن الله» في مجلدات، وكتاب «جهود الإسلام في ترقية الأنام» وهو مطبوع، و«نظرات في تطور تاريخ التعليم»، و«الصداق والمهر» ترجم ونشر باللغة الفرنسية، ومجموعة من الفتاوي الفقهية، ومذكرة حول تعلم الفتاة، بالإضافة إلى أبحاثه ومقالاته المنشورة في المجلات والصحف.
وشاءت قدرة الله عز وجل ألا يموت المترجم حتى يرى وطنه قد تخلص من ربقة الاستعمار، وانعتق من قيوده، فتوفي - رحمه الله – والمغرب منعم باستقلاله وذلك في يوم الأربعاء السادس من نونبر سنة 1956م، وكان استقلال المغرب أمنية تراوده وحلما ينتظر تحققه، فتحقق بفضل من الله، ثم بجهود المغاربة؛ ملكا وعلماء ومقاومين وشعبا.

مصادر الترجمة: من أعلام الفكر المعاصر(266-268)، إتحاف المطالع (2/560)، موسوعة أعلام المغرب (9/3320)، معلمة المغرب (14/4724-4725).
 

شهاب الدين الإدريسي

:: عضو مؤسس ::
إنضم
20 سبتمبر 2008
المشاركات
376
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
أحمد الصبيحي (ت 1363هـ)

هو أبو العباس أحمد بن محمد الصبيحي، العلامة المشارك المقتدر، وآل الصبيحي أسرة تنتسب إلى قبيلة صبيح العربية المتفرعة عن قبيلة بني مالك من زغبة الهلالية المستقرة ببلاد أزغار شمالي مدينة سلا، منها فقهاء وصلحاء وأمناء وولاة.

ولد أحمد بسلا سنة 1300هـ، في بيت علم وخيار ودين، وبها كانت نشأته وتعليمه الأولي على عدد من شيوخها، فحفظ القرآن على الشيخ أحمد البارودي، وحقق رواية ورش وقالون جمعا وأتقن القراءات السبع على شيخ جماعة القراء بسلا محمد بن عبد الله بريطل، وأخذ قواعد اللغة وعلوم الشريعة عن جماعة، منهم: خاله القاضي محمد بن أحمد السدراتي، والحسن بن إسماعيل، ومحمد حتّى الزموري، وأحمد بن الفقيه الجريري، وغيرهم.

بعد مرحلة سلا توجه أحمد إلى فاس وقضى بها أربع سنوات، تردد فيها على كبار العلماء هناك، أمثال: قاضي الجماعة بفاس عبد الله بن خضراء، وعلي بن الطيب الدرقاوي، ومحمد القادري، ومحمد كنون، وعبد السلام الهواري، وحصل منهم على إجازات عامة.

وبإنهاء دراسته بفاس يكون أحمد قد استوعب كثيراً من العلوم اللغوية والنقلية والعقلية، مشاركاً فيها، وبارعاً في القراءات القرآنية مبرزاً فيها.

بعد نيل وطره العلمي بفاس رجع المترجم إلى مسقط رأسه فتولى بها منصب الكتابة في الباشوية، والعدالة في مرسى العدوتين، وتولى خطة الحسبة، كل ذلك مع اشتغاله بالتدريس والإلقاء في جامع سيدي أحمد حجي، وفي سنة 1336هـ عيِّن ناظراً لأحباس آسفي، وبعد ثلاث سنوات نقل إلى الكتابة بوزارة الأحباس، فنظارة الأحباس الكبرى وأحباس الحرمين الشريفين بمدينة مكناس، وكان عليها ما يزيد عن عقد ونصف العقد من الزمن، ثم رجع إلى مدينته سلا ليتولى نظارة الأحباس، وكان نزيها أميناً في قيامه بأعماله.

وله أثناء هذا جولات ورحلات إلى كثير من البلاد كالجزائر، وتونس، ومصر، والحجاز، وفلسطين، والشام، وكذا فرنسا، وبلجيكا.

لم يكن العمل الإداري ليثني المترجم عن البحث والعطاء العلمي، والتأليف المتنوع والغزير؛ فألف خلال عمله الأول بسلا مؤلفات منها: أصول أسباب الرقي الحقيقي، ومن تآليفه بآسفى: باكورة الزبدة من تاريخ آسفي وعبدة، وعيسى بن عمر وفظائعه، وصلحاء آسفي وعبدة، ومما ألفه بمكناس: كتاب بعض العادات المغربية، وكتاب أمثال العجائز، والمقتطف اليانع من روض الحديث الجامع، ومعجم إرجاع بعض الدارج في المغرب على حظيرة أصله العربي، والمؤلفات المذكورة سبق طبعها، وله أخرى ما تزال مخطوطة، أهمها: الكشكول في خمسة أجزاء، متنوع المواد والموضوعات، ابتدأ جمعه وهو ابن 12سنة، وله رحلة إلى الحج، وكان ينتحل الشعر وربما أجاد.

توفي رحمه الله بسلا يوم الأربعاء 15 محرم 1363هـ.



مصادر الترجمة: سل النصال (101-102)، من أعلام الفكر المعاصر(70-73)، إتحاف المطالع (2/497)، الأعلام (1/251-252)، معلمة المغرب (16/5488-5489).
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وكثر من أمثالك
نتابع موضوعاتك الواحد تلو الآخر ونراقبها مراقبة المشوق المستهام.
 

واحد من أهل الظاهر

بانتظار تفعيل البريد الإلكتروني
إنضم
27 يناير 2009
المشاركات
6
شكرا على الجهذ المبذول أيها الشيخ الفاضل ...وفي

كل مشاركاتك إفادات جليلة...

عفوا على الصراحة....ولكن الصراحة العلمية المشوبة بالمحبة لكل مسلم من آكد الواجبات

العلمية....

القاسم المشترك بين الفقهاء الذين ترجمت لهم -رحمهم الله وأسكنهم فسيح الجنات-هو الجمود

الفقهي

والتوسع الفروعي إلا سيدي عبد الحي الكتاني فهو استثناء من القاعدة ...

وهذا هو سبب عدم اشتهارهم ...إذ التجديد والإبداع هو الذي يخلد ذكرى صاحبه..أما من أعاد

إنتاج ما أنتجه الآخرون فلا يشتهر ..رغم أن جهده يكون مبرورا في مجال تفقيه الناس بحسب

مايراه حقا...

اما سبب تجاهل العلامة عبد الحي فهو تآمر فقهاء المغرب عليه واتهامه بالعمالة-والله أعلم-
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
23
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
النوازل الفقهية
المدينة
فاس
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
رد: فقهاء منسيون -الجزء الثالث-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي الفاضل جزاكم الله خيرا على هذا المجهود العظيم وبارك في اعمالك
هل من اللمكن المشاركة في الموضوع؟
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
23
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
النوازل الفقهية
المدينة
فاس
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
رد: فقهاء منسيون -الجزء الثالث-

شكرا على الجهذ المبذول أيها الشيخ الفاضل ...وفي


كل مشاركاتك إفادات جليلة...

عفوا على الصراحة....ولكن الصراحة العلمية المشوبة بالمحبة لكل مسلم من آكد الواجبات

العلمية....

القاسم المشترك بين الفقهاء الذين ترجمت لهم -رحمهم الله وأسكنهم فسيح الجنات-هو الجمود

الفقهي

والتوسع الفروعي إلا سيدي عبد الحي الكتاني فهو استثناء من القاعدة ...

وهذا هو سبب عدم اشتهارهم ...إذ التجديد والإبداع هو الذي يخلد ذكرى صاحبه..أما من أعاد

إنتاج ما أنتجه الآخرون فلا يشتهر ..رغم أن جهده يكون مبرورا في مجال تفقيه الناس بحسب

مايراه حقا...


اما سبب تجاهل العلامة عبد الحي فهو تآمر فقهاء المغرب عليه واتهامه بالعمالة-والله أعلم-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي الفاضل أنا لا اتفق معك في حكمك على هؤلاء الثلة المباركة من العلماء لعدة أسباب:
1- حكمك هذا حكم بلا دليل لو اطلعت على إنتاجاتهم لعرفت الحق.
2- أغلب هؤلاء العلماء كانوا السبب -بعد الله عز وجل- في الحفاظ على الدين والتدين وبفضلهم واصل الإسلام مسيرته بهذه البلاد المباركة -مع تحفظ بسيط حول التصوف-
3- يكفي في خقهم أنهم بذلوا أنفسهم للتدريس وبث العلم بين طلبة العلم والناس.
المشكل هو أن المغرب في الحقيقة لا يقدرون فضل علمائهم ولو كانوا في المشرق لسارت الركبان بأسمائهم، وكما قال عالمكم وعالمنا ابن حزم عليه رحمة الله:
أنا الشمس في جو العلوم منيرة ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
والله تعالى أعلم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
أعلى