العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

درس قصة سيف بن ذي يزن الحميري وبشارته بالنبي صلى الله عليه وسلم سنة 7 من مولده

الراجية رضا ربها

:: متفاعل ::
إنضم
29 سبتمبر 2019
المشاركات
384
التخصص
العقيدة الاسلامية
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
سنة
لما ظفر سيف بن ذي يزن الحميري بالحبشة أتته وفود العرب وأشرافها لتهنئته وكان منهم وفد قريش وفيهم عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم وقد اصطحب معه الرسول صلى الله عليه وسلم.


فقدموا عليه وهو في قصر يقال له غُمدان فطلبوا الإذن عليه فأذن لهم وتكلم عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم مهنئًا. وبعد تهنئة الوفد دعا سيف بن ذي يزن بعبد المطلب فخلا به وأدنى مجلسه، وقال: «يا عبد المطلب إني مفوض إليك من علمي أمرًا لو غيرك كان لم أبح له به، ولكني رأيتك معدنه فأطلعتك عليه فليكن مصونًا حتى يأذن الله فيه، فإن الله بالغ أمره ... إذا وُلِد مولود بتهامة، بين كتفيه شامة، كانت له الإمامة، إلى يوم القيامة ...»


هذا حينه الذي يُولد فيه أو قد وُلد، يموت أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه وقد وجدناه مرارًا، والله باعثه جهارًا، وجاعل له منا أنصارًا يعز بهم أولياءه، ويذل بهم أعداءه، ويفتتح كرائم الأرض، ويضرب بهم الناس عن عرض، يخمد الأديان، ويكسر الأوثان ويعبد الرحمن، قوله حكم وفصل، وأمره حزم وعدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويبطله. ثم قال: «وَالْبَيْتِ ذِي الْحُجُبِ، وَالْعَلَامَاتِ عَلَى النُّصُب، إنك يا عبد المطلب لجده من غير كذب».


فقال عبد المطلب: «أيها الملك، كان لي ابن كنت له محبًّا وعليه حدبًا مشفقًا -أي: عطوفًا-، فزوجته كريمة من كرائم قومه، يقال لها: آمنة بنت وهب بن عبد مناف، فجاءت بغلام بين كتفيه شامة فيه كل ما ذكرت من علامة، مات أبوه وأمه وكفلته أنا وعمه».


قال ابن ذي يزن: «إن الذي قلتُ لك كما قلتُ، فاحفظ ابنك واحذر عليه اليهود فإنهم له أعداء ولن يجعل الله لهم عليه سبيلًا، وَاطْو ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك فإني لست آمن أن تدخلهم النفاسة من أن تكون لكم الرياسة. فإني أجد في الكتاب الناطق والعلم السابق أن يثرب دار هجرته، وبيت نصرته، ولولا أني أقيه الآفات، وأحذر عليه العاهات لأعلنت على حداثة سنّه وأوطأت أقدام العرب عقبه ولكني صارف إليك ذلك عن تقصير مني بمن معك».


ثم أمر لكل رجل منهم بعشرة أعبد وعشر إماء سود وخمسة أرطال فضة وحلتين من حلل اليمن وكرش مملوءة عنبرًا، وأمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك، وقال: «إذا حال الحول فأنبئني بما يكون من أمره». فما حال الحول حتى مات ابن ذي يزن.


ولعل ما أخبر به ابن ذي يزن عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم كان من الأسباب التي جعلت عبد المطلب يكرم النبي صلى الله عليه وسلم ويقول لأولاده إذا نحّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مجلسه لصغره: (دعوا ابني فوالله إن له لشأنًا).[ أعلام النبوة للماودري- حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار]




لمعرفة المزيد
https://www.withprophet.com/ar/قصة-...ارته-بالنبي-صلى-الله-عليه-وسلم-سنة-7-من-مولده
 
أعلى