العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

قضاء الفوائت مع التراويح وأجر القيام

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
الشيخ محمد سالم بحيري:
الحمد لله،
من كان عليه صلوات فوائت يجُوزُ له أن يستغلَّ التروايحَ في قضاء ما عليه، وذلك بأن يصلي خلف الإمامِ وهو ينوي قضاء صلاةٍ مِمَّا عليه، فيجزئه ذلك عن الصَّلاة التي يقضيها، ثم يحصَّل به ثوابُ القيامِ.
وعلى ذلك نصَّ أصحابُنا الشَّافعيّة، نصُّوا على جوازِ اقتداءِ المفترضِ (أي: من يصلي فرضًا) بالمتنفل (كالإمام الذي يصلي التروايح)، ونصُّوا على حصول ثوابِ القيامِ بكلِّ صلاة بين العشاء والفجر ولو كانت قضاءً.
فإن كان ينوي قضاءَ صبحٍ مِمَّا عليه = سلَّمَ مع الإمامِ.
وإن كانَ ينوِي قضاءَ ظهرٍ أو عصرٍ أو عشاءٍ مما عليه = لم يسلم مع الإمام، بل قامَ بعد سلامِه كالمسبوق فأتى بركعتين.
وإن كان ينوِي قضاءَ مغربٍ مما عليه = لم يسلم مع الإمام، بل قام بعد سلام إمامِه كالمسبوق فأتى بركعة .
وليحرصُ إخواننا على قضاءِ ما عليه من صلواتٍ فوائت؛ فإنَّ المذاهبَ الأربعة متفقة على أنَّ من تركَ الصَّلاة عمدًا وجب عليه أن يقضيها، ولا تسقطُ عنه إلا بذلك، والخلافُ في المسألة شاذٌّ واهٍ.
ويدلُّ لاتفاق المذاهب الأربعة: قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها».
فإذا وجَبَ القضاءُ على التارِك بعذر النسيان فالتارك بلا عذر أولى.
ولا يتصور أن لا يسقط القضاءُ على التاركِ بعذرٍ، ثم يسقط عن التارك بلا عذرٍ.
وقولُ من قالَ: إنه لا يقضيها أصلًا ويكثر من النوافل = قولٌ شاذٌّ مخالفٌ للإجماعِ .
قال النوويُّ - رحمه الله - : «أجمَعَ العلماءُ الذين يُعتدُّ بهم على أنَّ من تركَ صلاة عمدًا لزمه قضاؤها، وخالفهم أبو محمد ابن حزم فقال: لا يقدر على قضائها أبدًا، ولا يصح فعلها أبدًا، قال: بل يكثر من فعل الخير وصلاة التطوع ليثقل ميزانه يوم القيامة ويستغفر الله تعالى ويتوب، وهذا الذي قاله مع أنه مخالفٌ للإجماع باطلٌ من جهة الدليل» .
ولا شكَّ أن أداءُ الإنسانِ ما عليه من الدينِ لله سبحانه أولى من التنفل؛ فقد صحَّ في الحديث القدسي: «وما تقرَّب إلي عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فدين الله أحق أن يقضى».
والله أعلم.
 
إنضم
12 يونيو 2017
المشاركات
20
التخصص
الشريعة والقانون
المدينة
بورصة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: قضاء الفوائت مع التراويح وأجر القيام

جزاك الله الجنة
 
أعلى