رد: كتاب جديد: ابن الإنسان "حياة نبي" لمؤلفه لودفيغ
منهج الكاتب:
كان لودفيغ شديد الاعتماد على الوثائق والمذكرات الخاصة في تناوله لعدد من الشخصيات السياسية أو زعماء مثل نابليون وبسمارك أو حتى في تناوله للشخصيات الأدبية مثل غوته وشكسبير، وهذا ما أكسب كتبه اهتماماً خاصاً من عموم القراء ومن الدارسين المتخصصين، وأبناء عصره مثل ستيفان زفايغ وأميل لودفيغ - وقد تأثروا بمباحث التحليل النفسي التي ازدهرت في الربع الأول من القرن العشرين، أقبلوا على كتابة السير للشخصيات البارزة، انطلاقا من فكرة المفتاح أو المفاتيح التي تعين على فهم الشخصية وجلاء الغموض عنها من خلال التعرف على الدوافع النفسية والذهنية العميقة التي تحكم تلك الشخصية.
ولودفيغ يبحث عن "مفتاح" للشخصية أو سمة رئيسية لها، يعتبرها السبيل لفهم سائر تصرفاتها وأعمالها. وقد تبنّى العقّاد هذا المنهج لفكرة البطولة التي تعني "القوة".
قال لودفيغ في تقديم هذا الكتاب:
"يعلم الناس ما أقصُّه في هذا الكتاب من تاريخ بني قومي، ما رجع البحث التاريخي الخالص في سيرة يسوع إلى القرن الثامن عشر، الذي هو عصر النقد العقلي".
"ومن الصعب وصف رجلٍ كيسوع، لا نكاد نعلم شيئًا عن حياته وأوصافه وسريرته قبل بلوغه الثلاثين من عمره، وليس لدينا غير معارف متناقضة عن عامَيْ سِنِّهِ الأخيرين".
" أضف إلى ذلك، ما تراه في تاريخ حوادث يسوع، من خَلْطٍ أثارَ أسفَ الباحثين في كل قرن. وأولُ تلك الحوادث وآخرُها، أي العِماد والحُكْم. فقط هما ما صحَّ مكانه منها، وأما أخبار ما بين هذين الحادثين، فبادية التخليط".
لذلك أغفل لودفيغ كثيرا من الموضوعات التي لم تثبت عنده. مثل ولادة المسيح ونسبه وطفولته. وما بها من أحداث، كما ترويها المصادر المسيحية. ولذا يسخر كثيرا من الروايات التاريخية التي لا يستسيغها عنه؟
