العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

لطيفة فقهية، وذكر فرعين لقاعدة "اليقين لا يزول بالشك".

محمود حلمي علي

:: مطـًـلع ::
إنضم
4 يونيو 2013
المشاركات
158
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
فقه شافعي
الدولة
مصر
المدينة
العاشر من رمضان
المذهب الفقهي
الشافعي
قال الإمام ابن خلكان: (حكى المعافى بن زكريا في كتاب " الجليس والأنيس " عن عبد الرحمن ابن مغراء قال:
جاء رجل إلى أبي حنفية فقال: إني شربت البارحة نبيذاً ولا أدري أطلقت امرأتي أم لا،
قال: المرأة امرأتك حتى تستيقن أنك طلقتها.
ثم أتى سفيان الثوري فقال: يا أبا عبد الله إني شربت البارحة نبيذاً ولا أدري طلقت امرأتي أم لا،
قال: اذهب فراجعها، فإن كنت طلقتها فقد راجعتها، وإن لم تكن طلقتها فلم تضرك المراجعة شيئاً.
ثم أتى شريك بن عبد الله فقال: يا أبا عبد الله إني شربت البارحة نبيذاً، ولا أدري طلقت امرأتي أم لا،
قال: اذهب فطلقها ثم راجعها.
ثم أتى زفر بن الهذيل فقال: يا أبا الهذيل إني شربت البارحة نبيذاً ولا أدري طلقت امرأتي أم لا،
قال: هل سألت غيري؟
قال: أبا حنيفة.
قال: فما قال لك؟
قال: قال المرأة امرأتك حتى تستيقن أنك قد طلقتها،
قال: هو الصواب،
قال: فهل سألت غيره؟
قال: سفيان الثوري،
قال: فما قال لك؟
قال اذهب فراجعها، فإن كنت طلقتها فقد راجعتها، وإن لم تكن طلقتها فلم تضرك المراجعة شيئاً،
قال: ما أحسن ما قال لك،
فهل سألت غيره؟
قال: شريك بن عبد الله،
قال: فما قال لك؟
قال اذهب فطلقها ثم راجعها،
قال: فضحك زفر، وقال: لأضربن لك مثلاً،
رجل مر بمثعب سيل فأصاب ثوبه،
قال لك أبو حنيفة: ثوبك طاهر وصلاتك مجزئة حتى تستيقن أمر الماء،
وقال لك سفيان: اغسله فإن يك نجساً فقد طهر، وإن يك طاهراً زاده نظافة،
وقال لك شريك: اذهب فبل عليه ثم اغسله.
قال المعافى: وقد أحسن زفر في فصله بين هؤلاء الثلاثة فيما أفتوا به في هذه المسألة، وفيما ضربه لسائله من الأمثلة.

فأما قول أبي حنيفة فهو محض النظر وأمر الحق ولا يجوز أن يحكم على امرئ في زوجته بطلاقها بعد صحة زوجيتها بظن عرض له، وهو أبعد عند ذوي الأفهام من أضغاث الأحلام،
وأما قول سفيان الثوري فإنه أشار بالاستظهار والتوثقة والأخذ بالحزم والحيطة، وهذه طريقة أهل الورع وذوي الاستقصار والمشفقين على نفوسهم من أهل الدين،
وفتيا أبي حنيفة في هذا عين الحق وجل الفقه،
وأي هاتين المحجتين سلك من نزلت به هذه النازلة وعرضت له هذه الحادثة فهو مصيب محسن على ما بينا فيهما من الفصل بين المنزلتين،
وأما ما أفتى به شريك فتعجب زفر منه واقع في موضعه، ولا وجه في الصحة لما أشار به.
وقد أصاب زفر أيضاً في الوجه الذي ضربه له.
وأرى شريكاً توهم أن الرجعة لا تحقق إلا مع تحقق الطلاق، فأمر باستئناف تطليقة لتصح الرجعة بعدها.
وهذا مختل فاسد، ولو كان كما يرى أنه توهمه لما أثرت الرجعة إلا في التطليقة التي أوقعها وتيقنها دون التي أشفق من تقدمها وهو على غير يقين منها). وفيات الأعيان (2/ 318 ، 319).

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

محمود حلمي علي

:: مطـًـلع ::
إنضم
4 يونيو 2013
المشاركات
158
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
فقه شافعي
الدولة
مصر
المدينة
العاشر من رمضان
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: لطيفة فقهية، وفرعين لقاعدة "اليقين لا يزول بالشك".

رد: لطيفة فقهية، وفرعين لقاعدة "اليقين لا يزول بالشك".

برجاء تصحيح العنوان، فقد حدث سهو في حذف لفظة فيه:
فصار الخطأ: "وفرعين". والصواب: "وذكر فرعين"، أو تكتب: "وفرعان.
فيكون التصحيح: "لطيفة فقهية، وذكر فرعين لقاعدة اليقين لا يزول بالشك"
أو ""لطيفة فقهية، وفرعان لقاعدة اليقين لا يزول بالشك"
 

حسن مهدي عمر

:: متابع ::
إنضم
19 يناير 2012
المشاركات
8
الجنس
ذكر
الكنية
أبو محمد
التخصص
في العلم الشرعي (الفقه)
الدولة
كينيا
المدينة
نيروبي
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: لطيفة فقهية، وفرعين لقاعدة "اليقين لا يزول بالشك".

رد: لطيفة فقهية، وفرعين لقاعدة "اليقين لا يزول بالشك".

والمراد باليقين هنا: الأصل المستصحب والبقاء عليه؛ لأن الشك إذا طرأ ذهب اليقين.
 
أعلى