العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ليكن هدفنا الأول: نجـاح المجتمع وهدفنا الثاني: نجاح فصيلنا

إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي

استيعاب شرائح المجتمع المختلفة صعب عمليا لكنه ليس مستحيلا

ومن الحكمة ألا يمكن للمؤمن حتى يبتلى -كما ذكر الشافعي رضي الله عنه- فتتطهر نفسه من حظوظ النفس وتتخلص من الميل للانتقام والحقد والحسد و تؤثر إقامة العدل على الحبيب والعدو على حد سواء
.

إنني أشعر بالخوف لحد الارتجاف والقشعريرة حينما أقرأ قوله تعالى:" عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض، فينظر كيف تعملون".

إننا نتصور أن الحكم سهل وليس له ضريبة، وإذا تقدم إليه أصحاب المشروع الإسلامي سيخلو من الخطأ، وهذا خطأ جسيم.
إن أكبر خطأ يقع فيه هؤلاء إذا نفردوا بالشأن العام، دون إشراك باقي مكونات المجتمع
ومسافة الألف ميل تبدأ بخطوة، فإذا كان خطابنا بعيدا جدا على شرائح المجتمع ذات المرجعيات والأفكار المختلفة سنكون متطرفين أي جانحين للطرف المعاكس للطرف الآخر وفي هذا ضرر كبير.

إن شعور الإنسان بالإحباط أحيانا شيئ طبيعي، فهو من لوازم الضعف البشري، فقد أصاب الصحابة رضي الله عنهم كما أشار القرآن الكريم في غير ما موضع: "أو لما أصابتكم مصيبة قلتم أنى هذا قل: هو من عند أنفسكم"، وفي موضع آخر"أمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم، مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ، حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ ؟! أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ".

بالله عليكم لو كان التمكين سهلا، لأعطي لرسوله وصحابته الأطهار، وكيف تظهر عظمة الله إذا كان التمكين في مقدور البشر، وبالتالي،
على المرء أن يسعى جهده ****** وليس عليه أن تتم المقاصد

نحن فعلا في حاجة إلى قوة؛ مثل قوة المنطق وقوة الحوار وقوة التفهم وقوة الخلق وقوة السلوك وقوة الإنتاج وقوة إتقان العمل وقوة إيثار المصلحة العليا أكثر من حاجتنا للسلاح،
وإن كان ذلك مطلوبا من دولنا تملكه للدفاع عن نفسها دون غيرها،

إذ من الخطر الشديد أن يتملك الأفراد والجماعات السلاح، فيحصل الاقتتال بينهم كما حصل بين الأفغان بعد دحر السوفيات وكما حصل في الصومال بعد دحر النظام الشيوعي...الخ أو يحصل الائفتئات على السلطان في إقامة الحد وما في ذلك من المفسدة

إن كسب الأصدقاء أصعب وأنفع لنا من كسب الأعداء
وهذا لا ينفي التنافس المشروع، الذي لا يترتب عليه وصول فريق للسلطة وتهميش آخرين، إن هذا لعمري حالقة الوطن والدين

إننا في أمس الحاجة للاستفادة فيما يتعلق بالاقتصاد الإسلامي إلى الإفادة من خبرات خبراء الاقتصاد الكلاسيكي.
كذلك نحن بحاجة لخبرات الساسة المتمرسين خصوصا المحافظين أو شبه المحافظين والداعين لجمع الكلمة ولو كانوا غير متدينين والأقل ضررا على المجتمع وحتى المخالفين للملة من أهل الكتاب من أهل الذمة الذين يعيشون بيننا


ليكن هدفنا الأول: نجـاح المجتمع أو الأمـة أوالدولـة برمتها!
ولا بأس أن يكون هدفنا الثاني: نجاح فصيل ننتمي إليه في المجتمع!

ما رأيكم دام فضلكم؟

 
التعديل الأخير:

سما الأزهر

:: متخصص ::
إنضم
1 سبتمبر 2010
المشاركات
518
التخصص
الشريعة الإسلامية
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: ليكن هدفنا الأول: نجـاح المجتمع وهدفنا الثاني: نجاح فصيلنا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته د . مختار ين طيب قوادري
استيعاب شرائح المجتمع المختلفة صعب عمليا لكنه ليس مستحيلا
أوافقك الرأي ، فالذي يجعله صعباً هو حب التملك الفردي وإن كان على فئة أو جماعة ، وتهميش الآخرين وإن كانوا من بني جلدتهم ، ولكنه كما قلت بارك الله فيك ليس مستحيلاً
إن أكبر خطأ يقع فيه هؤلاء إذا نفردوا بالشأن العام، دون إشراك باقي مكونات المجتمع
فإذا كان خطابنا بعيدا جدا على شرائح المجتمع ذات المرجعيات والأفكار المختلفة سنكون متطرفين أي جانحين للطرف المعاكس للطرف الآخر وفي هذا ضرر كبير.
نحن فعلا في حاجة إلى قوة؛ مثل قوة المنطق وقوة الحوار وقوة التفهم وقوة الخلق وقوة السلوك وقوة الإنتاج وقوة إتقان العمل وقوة إيثار المصلحة العليا أكثر من حاجتنا للسلاح،وإن كان ذلك مطلوبا من دولنا تملكه للدفاع عن نفسها دون غيرها،
من الخطر الشديد أن يتملك الأفراد والجماعات السلاح، فيحصل الاقتتال بينهم كما حصل بين الأفغان بعد دحر السوفيات وكما حصل في الصومال بعد دحر النظام الشيوعي...الخ أو يحصل الائفتئات على السلطان في إقامة الحد وما في ذلك من المفسدة
إن كسب الأصدقاء أصعب وأنفع لنا من كسب الأعداء
وهذا لا ينفي التنافس المشروع، الذي لا يترتب عليه وصول فريق للسلطة وتهميش آخرين، إن هذا لعمري حالقة الوطن والدين
إننا في أمس الحاجة للاستفادة فيما يتعلق بالاقتصاد الإسلامي إلى الإفادة من خبرات خبراء الاقتصاد الكلاسيكي.
كذلك نحن بحاجة لخبرات الساسة المتمرسين خصوصا المحافظين أو شبه المحافظين والداعين لجمع الكلمة ولو كانوا غير متدينين والأقل ضررا على المجتمع وحتى المخالفين للملة من أهل الكتاب من أهل الذمة الذين يعيشون بيننا
هذا هو بارك الله فيك .
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: ليكن هدفنا الأول: نجـاح المجتمع وهدفنا الثاني: نجاح فصيلنا

بناء على ما مضى، يمكن القول:
ليكن هدفنا الأول: نجاح الأمة العربية الإسلامية، وهدفنا الثاني: نجاح أقطارنا وبلداننا
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: ليكن هدفنا الأول: نجـاح المجتمع وهدفنا الثاني: نجاح فصيلنا


لقد كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم الحاكم الشرعي بلا منازع، وكان مؤيدا بالوحي في علمه بنوايا وأفعال المنافقين المتآلفة مع أعداء الإسلام[ خيانة عظمى بتعبير العصر] ومع ذلك امتنع عن قتلهم قائلا: "أخشى أن يقال إن محمدا يقتل أصحابه". حيث يفهم من هذا الحديث أهمية الحفاظ على النسيج الاجتماعي ووحدة الصف ومراعاة ما يعتريه من الأحوال التي تفضي إلى المصلحة أو المفسدة الراجحة.

كما قال لعائشة رضي الله عنها:"لولا قومك حديثو عهد بالإسلام لهدمت الكعبة ولبنيتها على أساس إبراهيم"، فقد امتنع النبي صلى الله عليه وسلم عن القيام بمصلحة شرعية، لما احتفت بقرائن كان يظن أنها تفضي إلى المفسدة.

بالله عليكم، إذا كان هذا فعل رسول الله وهو المؤيد بالوحي، فكيف نسمح لأنفسنا أن نصادر آراء الناس ونتحكم في ضمائرهم وسلوكهم، ولو استدعى الأمر استعمال مختلف صنوف القوة والهجر ونحو ذلك، دون أن نبذل جهودا لإقناع الناس وأن نصبر على أذاهم.

إن نجاح المجتمع والأمة خط أحمر لا ينبغي تجاوزه. وبناء عليه، لا يجوز التدخل بالقوة مهما كانت أشكالها على مستوى المجتمع أو الأمة العربية الإسلامية، إضافة إلى حرمة السماح بالتدخل الأجنبي لتحطيم جهاز المناعة الجيوسياسية وما يعقبها من تداعي مناعات دينية ودنيوية في صورة تقترب مما فعله ملوك الطوائف بأنفسهم حتى سقطت الخلافة في الأندلس.

إن إيثار مصلحة فصيلنا(حزبنا، جماعتنا، مذهبنا، طائفتنا، عرقنا، قطرنا ...الخ) على مصلحة المجتمع ككل أو على مصلحة الأمة العربية الإسلامية لهو التعصب الأعمى والأفق الضيق والتخبط المنهجي والسلوكي بحد ذاته. ألا ليت قومي يعلمون!
 
التعديل الأخير:
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: ليكن هدفنا الأول: نجـاح المجتمع وهدفنا الثاني: نجاح فصيلنا


سياسة الغـرب فـرِّق تسـد، وسياستنـا جمـِّع تسـد
!


ولذلك ليس من الحكمة والمصلحة والمآل المشروع إشعال حروب هنا وهنالك مع بعض مكونات المجتمع أو الأمة العربية الإسلامية؛ سواء كانوا من الحداثيين أو الشيعة أو أهل الذمة وخصوصا أهل الكتاب ...الخ

فالغرب لا يحب هؤلاء بقدر حبه لمصلحته في استعمالهم أداة معادية لبلداننا وأمتنا بما فيها العرب والمسلمون من أهل السنة.
ونحن باعتبارنا أهل السنـة والجمــــاعة بتصرفاتنا غير الحكيمة أو غير المدروسة العواقب قد نعطي المبرر لهؤلاء للقيام ضدنا وضد مشروعنا الحضاري،
وفي المقابل، نساعد
الغربَـــ من حيث شئنا أم أبينا ـــ على إنجاح مشروعه الاستدماري في منطقتنا.
هذه قراءة شخصية للمعادلات الكبرى من خلال استقراء الأحداث الجزئية، وفهم للمتون من خلال الحواشي. أرجو أن أكون موفقا في ذلك، والله ولي التوفيق.
 
التعديل الأخير:

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ليكن هدفنا الأول: نجـاح المجتمع وهدفنا الثاني: نجاح فصيلنا

ولذلك ليس من الحكمة والمصلحة والمآل المشروع إشعال حروب هنا وهنالك مع بعض مكونات المجتمع أو الأمة العربية الإسلامية؛ سواء كانوا من الحداثيين أو الشيعة أو أهل الذمة وخصوصا أهل الكتاب ...الخ
وماذا لو بدؤوا هم بالحرب؟
واستباحوا الدماء والأموال،،
فقتلوا ونهبوا وأفسدوا الحرث والنسل

إلى الله المشتكى
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: ليكن هدفنا الأول: نجـاح المجتمع وهدفنا الثاني: نجاح فصيلنا

إذا عرف السبب بطل العجب !
التنافس الشريف بين مكونات المجتمع العربي المسلم شيء محمود، والدنيا لا تستمر دون تنافس وتدافع محمود الغب، وعذب المآل. والوقت جزء من العلاج، فهو الذي يثبت جدوى الأصلح فكرة ومنهاجا، فيقتنع به الباقي، ودون ذلك خرق القتاد..
وقد علمنا القرآن الكريم لغة الحوار مع الغير إذ قال تعالى : (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو ضلال مبين) رغم أن الذي على الهدى معروف وهو مؤيد من السماء.

فإذا رأى فصيلٌ ما أن يمارس لغة المغالبـة؛ ليكون له الريادة، دون سواه، في المجتمع المحلي أو الإقليمي أو العالمي، فهذا شيء خطير، ويثير حساسية فائقة لدى الفصائل الأخرى.

هذه الحساسية تستغل سلباً من طرف القوى الأجنبية؛ التي تتربص مثل هذه السيناريوهات، وتشجع عليها؛ لضرب الجميع في العمق؛ لأنها لا صديق لها إلا مصالحها.

أما التنافس، مع تبني لغة المشاركـة لا المغالبة، فهو جد نافع ومطلوب في أيامنا هذه التي تعيش منعرجات خطيرة تكاد تفتك – لا قدر الله- بالأمن العربي الإسلامي برمته. وحينئذٍ قد نعيش سايكسبيكو جديدة تقسم المقسم، وتجزء المجزء، وتسطح المسطح، فلا تقوم للعرب والمسلمبين قـائمـة، وهي تعيش مآسي، في كل مكان ومجال، لا تسر إلا خاطـر العـدو.
اللهم سلم هذه الأمة وألهمنا رشدنا يا أرحم الراحمين !

 
التعديل الأخير:
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: ليكن هدفنا الأول: نجـاح المجتمع وهدفنا الثاني: نجاح فصيلنا

والله ليتمن الله هذا الأمر ولكنكم تستعجلون!
إن الظروف الدولية خلال الحرب الباردة سمحت بظهور حكم ديني في إيران التي عادتها الولايات المتحدة الأمريكية ثلاثة عقود من خلال الحصار وإدخالها في حرب مع العراق...الخ وفي الأخير بعد مراجعات اضطرت للتعامل معها في الملف العراقي والملف السوري...الخ

أما الآن وبعد تفرد أمريكا بزعامة العالم يكاد هذا المنال أن يكون مستحيلا في الفترة الحالية فلنضبط أعصابنا ونتحلى بالصبر. ولنا فيما وقع في مصر وسوريا والعراق وليبيا واليمن وما يوشك أن يقع في تونس وأقطار أخرى لا قدر الله عبرة.
ما يصلح للإسلاميين فعله الآن الاندماج في المجتمع وتفهم مختلف شرائح المجتمع والدخول إلى المجالس المركزية والمحلية التي تحفظ لهم حقوقهم ولا تتيح للعلمانيين التفرد بإدارة الشأن العام.
كل ذلك ينبغي أن يكون بمنطق المشاركة لا المغالبة، والحذر كل الحذر من النرجسية ومن منطق " أنا وبعدي الطوفان"، والعمل على إيجاد دولة المواطنة لتجنب فوضى عارمة لزمن غير يسير؛ لأنها السبيل الوحيد لتجنب الاستعمار والانحطاط.

إن الصحابة رضي الله عنهم استبشروا بعد أن أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم للعمرة بمكة يحدوهم الشوق لرؤية مكة التي حيل بينهم وبينها ظلماً وعدواناً.
وما برحوا ينتظرون اليوم الذي تُتاح لهم فيه فرصة العودة إليها والطواف ببيتها العتيق ، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي برز فيه النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ليخبرهم برؤياه التي رأى فيها دخوله لمكة وطوافه بالبيت ، فاستبشر المسلمون بهذه الرؤيا لعلمهم أن رؤيا الأنبياء حق ، وتهيّئوا لهذه الرحلة العظيمة، فأحرموا من ذي الحليفة .
وما برحوا يقتربون من مكة حتى منعت قريش دخولهم وبعد وساطات عرض النبي صلى الله عليه وسلم على قريش الصلح.
لكن الصحابة استغربوا فعله ولم يفهموا مغزى كلامه فقد قال فيما معناه : لو أن قريشا ناشدتني أمرا فيه الخير لأجبتها. كان النبي يدرك أن الله فاعلا أمرا قد لا يفهم كنهه الكثير ويحمل تحت طياته منح كثيرة.
كتبت بنود عقد الصلح رغم أن الصحابة رفضوه وأحسوا بالغبن وأن الحق معهم وأن الله معهم، لكننا نحن البشر قد تبدو لنا أمورا ظاهرها شرا لنا ولكن باطنها في الخير وقد تحمل تباشير لنا سنعرفها مستقبلا.

عم المسلمين غم وحزن وكدر وأخذوا يتساءلون : لماذا نعطي الدنية في الصلح ؟وأن الله وعد بإظهار دينه وأن موتانا في الجنة وقتلاهم في النار فعلام نذعن لهم ؟!
هذه طبيعة البشر لأننا نحكم على الظاهر ونرى الأمور حسب منظورنا البشري وساد التجهم ورفضوا بادئ الأمر الامتثال لأمر رسول الله في التحلل وبعدها لبوا أمره وهم غير مدركين الحكمة من ذلك وغير مصدقين ما يقع.

فالظاهر للصحابة أن الصلح قدم لقريش الكثير على حساب المسلمين لكن الله عز وجل سماه -فتحا مبينا.
فقريش بادئ الأمر لم تكن تعير المسلمين أي اهتمام وكانت تتمنى أن تستأصلهم من الجذور فكيف بها اليوم تعقد معهم صلحا فهذا دليل على الاعتراف بهم وبحقه وتنازلها ضمنا عن الزعامة الدنيوية والدينية.
فيما قبل كانت قريش صخرة صماء أمام نشر الدعوة لكن مع إبرام الصلح تخلت عن هذا الأمر وتركت الناس أحرارا في الاختيار فبعد الصلح لم يبق بيت إلا وسمع عن الدعوة ولبى النداء, ألم يكن فتحا؟

والحروب التي خاضها المسلمين ليست لإجبار الناس على الإسلام وإكراههم لاعتناق الإسلام كلا بل حتى يخلّي الكفار بين الدعوة وبين الناس حتى يؤمنوا طواعية ..نصت المعاهدة على توقيف الحرب لمدة عشر سنين وهذا كان في مصلحة المسلمين حتى يأمنوا شر قريش وكيدهم ويمضوا في تثبيت دعائم الدولة الوليدة ..ألم يكن فتحا؟

أما البند الذي اعتقدت قريش أنها كسبته فظاهره كان فشلا ذريعا حيث فرضت على الرسول الأكرم أن يرد لها كل مسلم فر من قريش ولحق المدينة وفي المقابل لا ترد قريش كل مشرك آتى من المدينة .فالأجدر أن لا يعود لمكة ولا حاجة للمسلمين بمنافق يكون عبئا عليهم ..أما المسلم الذي سيأتي للمدينة فالله لن يتركه وأرض الله واسعة وسيجعل الله له مخرجا وهكذا صار الأمر.

فعندما تجلت الحقيقة للمسلمين وأن الصلح كان فتحا مبينا وكان لصالح الفئة المؤمنة طابت أنفسهم وارتاحت وقد ربح المسلمون من هذا الصلح وانضمت لهم العديد من القبائل وانتشرت الدعوة وجعل الله مخرجا للمستضعفين وقويت شوكة الإسلام وكانت طلائع الفتح قد بدئت منذ كتابة صلح الحديبية.

حقا كم من محنة تحمل تحت طياتها منحا كثيرة قد لا نفهما الآن لكن سترآى لنا ملامحها مستقبلا وقد تحمل لنا الخير الكثير فقط تكون ثقتنا بالله أكبر وأن الله لن يخيّب رجاء المسلمين وإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا.: بعض العبارت مصدرها منقول عن : الرحيق المختوم.
والله ليعزن الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ولكننا نستعجل كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم.
وبعد أن فتح الله على المسلمين مكة عفا النبي صلى الله عليه وسلم عن مقدرة وقد أبلي بعض من أسلم بعد الفتح بلاء حسنا كأبي سفيان مثلا.
الله الله على هذا الخلق الراقي؛ إننا لا نستطيع حكم الناس إذا لم نكن رحماء، والله يربينا على موائد كرمه، ومن الحكمة أن يؤخر النصر حتى نتهيأ له، ونقيم القسطاط المستقيم فلا نصادر رأيا ونضيق على جهة ولا نظلم من ليس على مذهبنا. باختصار نحن بحاجة،يا إخواني وأخواتي، إلى خلق الأنبياء عليهم السلام وخلق أتباعه الأخيار.


 
التعديل الأخير:
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: ليكن هدفنا الأول: نجـاح المجتمع وهدفنا الثاني: نجاح فصيلنا

الموازنة بين المصالح واستشارة أهل التخصص في الشأن العام!

حبذا أن نوازن بين المصالح المتباينة للأفراد والجماعات والفصائل، بما يحفظ المصلحة العليا للوطن. فالسلطة الفلسطينية -مثلا- لن يكون لها قوة ومصداقية ونفوذ إلا إذا جمعت بين الفصائل المختلفة بما فيها فتح وحماس...الخ

كما يستحسن الموازاة بين إرادة أهل التغيير نحو الأفضل؛ الذين يحدوهم الأمل العريض في تطوير بلدهم ليكون له الريادة على المستوى الدولي، وبين إرادة المتمسكين ببقاء الوضع على ماهو عليه؛ خوفا على ضياع مصالحهم الفئوية أو خاصة.

يبدو الأمر يسيرا من الناحية النظرية ، لكن من الناحية العملية، يستحسن دراسة الأمر من كل الجوانب الموضوعية والفنية، باستشارة أهل التخصص في في الشأن العام؛ من الاستشراف والتخطيط الاستراتيجي...الخ قال تعالى:" فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" !
 
التعديل الأخير:
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: ليكن هدفنا الأول: نجـاح المجتمع وهدفنا الثاني: نجاح فصيلنا

الناسُ للناسِ من بدوٍ وحاضرةٍ ***** بعضٌ لبعضٍ وإن لم يشعروا خدمُ
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: ليكن هدفنا الأول: نجـاح المجتمع وهدفنا الثاني: نجاح فصيلنا

بين هذا وذاك حذار أن نفقد البوصلة !

الأجدر، حين تنتقد الغير، من باب النهي عن المنكر، أن تحذر من أن تقع فيما تعيب الناس عليه.
فلا تنتقد ظلم الظالم ، وأنت تعامل مع من هم أدنى منك منزلة بوحشية و ازدراء، فكلاكما في المنزلة سواء.

والأولى أن تشعل شمعة أفضل من أن تلعن الظلام. وبعبارة أوضح، الأولى أن تقدم الحل البديل لما تراه في المجتمع من خلل، بَدَلَ أن تظل أبد الدهر تهجو الخصوم وتتفنن في عدائهم وتلوك أسطوانة ممجوجة لا تعود عليك بفائدة.

والفضيلــة[المشاركة الإيجابيـة] وسـطٌ بين رذيلتيـن[ طرفين ذميمين] هما :

الأولــى: أن يهتم المتدينون بالشأن العام بطريقة طائفية إقصائية للغير، تحملهم على شن حرب شعواء قد تصل لحد الاقتتال، فيفسدون من حيث أرادوا النفع، ويدمرون الديار، ويفتحون الأبواب على مصراعيها للفرنجة المتربصين من وراء البحار وعبر القنوات والأقمار..

الثـانيـة: أن يترك المحافظون الطيبون، نتيجة لامبالاتهم بالشأن العام، مكانَهم للأشرار، ثم إذا وقعت بهم النوائب بكوا حظهم التعيس، وأسندوا ذلك للأقدار. يصورهم الشاعر في قوله:
وعاجز الرأي مضياعٌ لفرصته * * * حتى إذا فاته أمرٌ عاتَب القدرا
ومطروفةٌ عيناه عن عيب غيره * * * فإن بان عيبٌ من أخيه تبصرا

ونحن في سفينة المجتمع القُطري أو الإقليمي العربي الإسلامي الآفرو آسيوي نحـرص على ألا يثقبَ أحدٌ السفينة فنهلك، فنأخذ على أيديهم ـ كما ورد في الأثرـ حتى ننجو جميعـــاً لا أن ننجـو وحدنـا ونترك غيرنـا يغـرق..
وإنه ليسير لمن يسر الله له، وفي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة في التمكين لدين الله أعظم العبر..

وللحديث بقيـة نقيـة ليس فيها أي تقيـة، في انتظار مساهمة سخيـة تروي ظمأنا في القضيـة. جمعـة مباركـة يا أحبـاب
!
 
التعديل الأخير:
إنضم
9 أكتوبر 2010
المشاركات
79
التخصص
باحث ومحقق شرعي
المدينة
الدقهلية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: ليكن هدفنا الأول: نجـاح المجتمع وهدفنا الثاني: نجاح فصيلنا

أخالفك الرأي يا دكتور مختار
أخي الفاضل يجب أن نعي جيدا أن العلاقة بين الاسلام والنهضة من جانب وبين العلمانية من جانب آخر علاقة عكسية لا يقوم طرف إلا علي حساب الآخر .
المجتمع لا ينهض إلا بأسلمة مؤسساته ولا ينجح إلا بالإتجاه الجاد نحو حكم إسلامي شامل رشيد والمجتمع الذي تتحدث عنه اليوم علماني إلي النخاع .
علماني في فكره وتعليمه وثقافته وإعلامه وفنه وسائر مؤسساته وإن قوة الدولة علي هذا الشكل تعني قوة العلمانية في ديار الإسلام مما يؤدي تبعا إلي تأخر الحكم الإسلامي بل إلي ضياع الإسلام نفسه في نفوس أبنائه .
إن قوة الدولة التي تريدها لا يمكن أن تتحقق بمصادمة القيم ولا بمصادرة الرأي وجعل المنظومة المجتمعية تسير رغما عنها في كل طريق إلا طريق الإسلام

يصدق كلامك يا دكتور لو كان الحكم في بلاد المسلمين حكما إسلاميا تشوبه أخطاء يمكن تخطيها درءا لمفسدة أكبر لكنه - للأسف - ليس كذلك اليوم .

 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: ليكن هدفنا الأول: نجـاح المجتمع وهدفنا الثاني: نجاح فصيلنا

الأخ الكريم الفاروق شكر الله غيرتك على دينك وأمتك !
إقامة الحق لا يعني عدم الاكتراث بما يؤول عنه من مآلات وما يحتف به من قرائن وملابسات، حتى أن تطبيقه في كل بلد يجب أن تراعى خصوصياته بل قد يختلف التطبيق في صوره وكيفياته داخل البلد الواحد حسب خصوصيات كل منطقة.
ألم تر ما روي -إن صحت الرواية- عن الإمام ابن تيمية رضي الله عنه وأرضاه حينما سئل عن شرب التتار للخمر فقال: إنما ذم الله الخمر لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة وهؤلاء تصدهم عن قتل المسلمين ففي تركهم لشرب الخمر مصلحة؛ أي مفسدة أهون من مفسدة قتلهم للمسلمين.

والعاقل الحكيم يبصر الأشياء قبل وقوعها، فلا يسلك سبيلا للتهلكة. أما بعد وقوع الفتنة فلا تصبح الخيارات متاحة بشكل أكبر خصوصا حينما يكون القرار جماعيا أو مؤسساتيا، وعليه، فلا تلم طرفا واحدا بعينه وتحمله المسؤولية. فالناس أعداء لما جهلوا، وقد يدفعهم الجهل لأن يعاديك.


والأولى في مثل هذه المواضع هو العمل الدؤوب على تغيير الذهنيات بالغة ما بلغت المدة، والصبر على أذى الناس، فلسنا مسؤولين عن وقت التمكين لدين الله، فهو سبحانه الكفيل بتحقيقه، إذا لاحظ أننا استوفينا الشروط.
أخي الحبيب عمر ألا ترى أن المصارف الإسلامية تعمل تقريبا منذ أربعة عقود ولا تزال تجد إشكالات في تغيير الذهنيات التي تمكنها من سن تشريعات تتماشى وضوابط الشريعة وتسهل عملها وتمنحها قوة المنافسة. ونفس الإشكال يُطرح بالنسبة للكادر العامل في هذه المصارف الذين هم بحاجة إلى تأهيل كبير ومتواصل.

أخي الفاضل عمر ! قال أحد السياسيين المحافظين المحنكين عندنا وقد أُزيح من منصب سياسي سامي من طرف بعض خصومه، فلم يُستفز قناعة منه بمصداقيته في المجتمع وبأن البقاء للأصلح: "أن أصل متأخرا أفضل من ألا أصل إطلاقاً"ً.

أخي العزيز الفاروق إن المرحلة الحالية تتطلب من الإسلاميين الانفتاح على مختلف التيارات والحرص على كسب ثقتهم وإقناع غيرهم بمشروعهم بالعمل الدؤوب والمصابرة.


ومن الخطر أن ينفردوا بالشأن العام؛ لأن لا الإسلاميين ولا غيرهم أحرار مطلقا في اتخاذ جميع قراراتهم دون مراعاة الإمبراطورية الأمريكية وحلفائها الذين لا يريدون استقرارا وقوة للمنطقة، وفي اجتماعهم بغيرهم تفويت لسيناريوهات خطيرة مضرة بأمن بلداننا.

وليركزوا على الدخول للتمكين لدين الله من المدخل التنموي الاقتصادي وليس من طريق مدخل فرض الهوية.
ومن المصلحة أن يغيروا خطابهم المعاصر. فمصطلح "الإسلاميون" وإن استعمل قديما في اللغة العربية في مقالات الأشعري وغيره، إلا أنه قد يوحي بتصنيف المجتمع وتهميش بعض فئاته. وعليه، ليس بالضرورة استعماله دائما، ويفضل الاستعاضة في مجال السياسة بغيره من المصطلحات كالمحافظين ونحو ذلك. والله تعالى أعلم.
 
التعديل الأخير:
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: ليكن هدفنا الأول: نجـاح المجتمع وهدفنا الثاني: نجاح فصيلنا

بارك الله فيكم على كل ما تفيدوننا إياه لكن إستفساري لا يزال قائما .... وإذا كانت المغالبة ترفض اللين وتستهين بالحوار ..بل وترفض أن تسمع أصلا كيف ستكون المشاركة...؟؟

أرد ردا مختصرا راجيا أن يتحفنا رواد الملتقى الفقهي الفضلاء مما تجود به قرائحهم. فهذه المسألة مرتبطة بتحقيق مناط؛ أي تسليط الضوء على واقع؛ وبالتالي فهي مسألة واقعية، يجيدها رواد التفكير والتخطيط الاستراتيجيين بتجلياتهما المختلفة. ونحن متطفلون على هذا الجانب، ومحاولاتنا لا تعدو أن تكون نقولا قرأناها أو سمعناها وأشياء تخيلناها..
أجيب في عجالة عن طريق طرح مجموعة من الاستفسارات والتعليقات اليسيرة:

في الحقيقة هل المغالبة موجودة من طرف واحد؟ أو هي قائمة بين طرفين؟ بمعنى هل المغالبة هي شيمة الطرف القوي، وهذا أمر متوقع من الطبيعة البشرية في موقع القوة؟ أم أنها تشمل كذلك الطرف الضعيف، وهذا أمر مستغرب ويدل على الاستعجال وعدم الحكمة؟
هل هنالك قدر كافٍ من الإقناع بمشروعنا، قدمناه مقروناً بمشاركتنا لشعوبنا، ما يعطي ثقة كافية وحضنا شعبيا له واطمئنانا إقليميا ودوليا له؟
أم نحن متميزون عن غيرنا حتى في الخطاب الإسلامي فنحن " إسلاميـون ملتزمـون" وغيرنا في أحسن الأحوال "مسلمـون عاديـون" وما ينجر عنه من خوف لضياع مصالح لدى شرائح المجتمع ناهيك عن الوضع الإقلينمي والدولي المحيط.
" هل نحن واقعيون في نظرتنا؟ أم أن الفجوة بين واقعنا وطموحنا كبيرة؟ ما قد تفضي بنا إلى الهاويـة!

هل نحن نفرق بين مصادر التهديد الخارجية الأولى الممثلة في الغرب وإسرائيل؟ وماذا لو هلكت هذه القوة لسبب ما، وخلفتها قوى مستعدة للريادة في الشرق أو الغرب؟ هل يعني هذا أننا سنصبح أقوياء أو في أحسن حال؟
و نفرق بين مصادر التهديد الثانية الإقليمية الظاهرة كالمشروع السياسي والنووي الإيراني مثلا؟ وهل هلاكها؟ أم ضعفها؟ يفيدنا؟ وماذا يترتب على أوضاع المنطقة إن استعملت القوة لتحقيق ذلك ؟ وهل فكرنا أن نفس السيناريو يراد تطبيقه في ليبيا؛ حيث تترصد قوى غربية لإدخال المنطقة المغاربية في وضع في غاية السوء وما ينعكس سلبا على الأمن العربي عموما ؟
وهل سننتفع بذلك إذا لم نستعد لامتلاك مقومات الوحدة والقوة -بمعناها الواسع-التي تحفظ التوازن في المنطقة العربية الإسلامية؟

و نميز بين مصادر التهديد الثالثة ترتيبا على مستوى الدولة الواحدة، ممثلة في الشرائح الوطنية الأخرى؟ وبالتالي، هل الإسلاميون يمثلون تهديدا للعلمانيين،كما يمثل العلمانيون تهديدا للإسلاميين؟
وهل النزاع أو الصراع بينهما تنافسي تشاركي سلمي؟ أم هو معادلة صفرية لا تقبل إلا بوجود طرف واحد وهلاك الطرف الآخر؟ وماذا لو تعرضت أقطارنا لعدوان أجنبي-وهو حاصل بشكل أو بآخر- هل فصيل واحد يكفي لمواجهة تحدياته ؟

ما أحوجنا إلى الاندماج في المجتمع وتحمل أذى الناس والعمل كلٌّ حسب استعداداته. فالسياسي في السياسة، والخطيب في الدعوة، والاقتصادي في المصنع وهلم جرا...
وما أحوجنا جميعا -محافظين وغير محافظين- من المسلمين إلى توسيع أفقنا، فأمامنا خيارات كثيرة بعيدا عن الصدام؛ الذي تترصد له مخابر غربية جاهزة لاقتناص الفرصة؛ لمحو دولنا أو خلخلة استقرارها أو تأخير مسار التنمية فيها وكلها مفاسد لا ريب في ذلك.

أرجو أن أكون فيما ذكرت فائدة، وأني فتقت الأذهان باستفسارات وتعليقات لعلها تجود علينا بآراء لا تخطر على بالنا. فرأينا صواب يقبل الخطأ! والله ولي التوفيق!
الموضوع الأصلي: http://www.feqhweb.com/vb/showthread.php?t=17035&page=4



 
التعديل الأخير:
أعلى