العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ما هو ضابط الفرق بين الشفاعة وصنع المعروف؟

إنضم
12 أبريل 2011
المشاركات
121
الكنية
أبو عبد البر
التخصص
الفقه و أصوله
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
مالكي
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:

كيف يمكن الجمع بين حديث ابن عمر وهو قوله صلى الله عليه وسلم : " من استعاذ منكم بالله فأعيذوه ومن سأل بالله فأعطوه ومن دعاكم فأجيبوه ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أن قد كافأتموه " . رواه أحمد وأبو داود والنسائي و هو صحيح؛
و حديث أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من شفع لأحد شفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا " . رواه أبو داود و حسّنه الألباني.؟
هل يكمن أن يقال: إن النافع لأخيه بنفسه دون وساطة أنه صانع المعروف، والنافع لأخيه بوساطة أنه شافع؟.
أو يحمل حديث الشفاعة على الشفاعة عند صاحب عمل، لأنه لا يحل له أخذ شيء على عمله، لقوله صلى الله عليه وسلم قال : " من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول " . رواه أبو داود عن بريدة.
أم يقال: الشفاعة أمر تعبدي، لما جاء في الصحيحين عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أتاه السائل أو صاحب الحاجة قال : " اشفعوا فلتؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء " . متفق عليه، والعبادة لا يؤخذ عليها أجر؛ أمّا صنع المعروف فله شبه بالهدية لذا يكافأ صاحبها.
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ الوجه الخامس والعشرون أن الوالي والقاضي والشافع ممنوع من قبول الهدية، وهو أصل فساد العالم، وإسناد الأمر إلى غير أهله، وتولية الخونة والضعفاء والعاجزين؛ وقد دخل بذلك من الفساد مالا يحصيه إلا الله، وما ذاك إلا لأن قبول الهدية ممن لم تجر عادته بمهاداته ذريعة إلى قضاء حاجته، وحبك الشيء يعمى ويصم، فيقوم عنده شهوة لقضاء حاجته مكافأة له مقرونة بشره، وإغماض عن كونه لا يصلح. إعلام الموقعين(3 / 142).
لكن ظاهر كلام ابن القيم أنه يتنزل على قبول الهدية قبل الشفاعة، ومسألتنا فيما بعد الشفاعة.
أفيدونا بارك الله فيكم.




 
أعلى