العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

مخالفة الناس في معصية الله طريق أهل الجنة

إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : فإن الباعث لكتابة هذه الكلمة هو إعلام أفراد الأمة بأن مخالفة الناس فى معصية الله هو طريق أهل الجنة ، ولا يجوز أن نوافق الناس فى معصية الله مهما كثروا ،ويقول سبحانه وتعالى : ﴿ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ ﴾ الأنعام من الآية 116 ،وللأسف كثير من الناس فى هذه الأيام تقول له لا تفعل هذا الشىء فإن فعله حرام يقول لك كل الناس يفعلون ذلك ،أهم خطأ ،وأنا على الصواب ؟!!! ويقول لك الناس تفعل هذا ،ماذا يقول الناس عنى؟ وفعل الناس ليس حجة فى دين الله بل الحجة قال الله قال رسوله  ،وقد قال تعالى : ﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ يوسف آية 103 و اسمع قوله  : (( بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كم بدأ ؛ فطوبى للغرباء )) رواه مسلم ، فهذا الحديث دليل على قلة أهل الحق ،وكثرة أهل الباطل فيكون أهل الحق غرباء فى الوسط الذى امتلأ بالمعاصى ، ففي هذا الوسط المظلم البائس، وفي وسط هذا الانحراف والبعد؛ ترى نماذج فذّة، من المسلمين يتوافدون على المساجد ،وعلى مجالس العلم، ومجالس الخير، والصحبة الصالحة، ويتخذون طريقاً غير طريق أقرانهم فيكونون بذلك شاذين عنهم أى غرباء عنهم ،وفسر النبي  الغرباء بأنهم الذين يصلحون إذا فسد الناس، وأنهم أناس صالحون في أُناسِ سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم، فهنيئاً لهؤلاء الغرباء، فقد أخذوا على عاتقهم الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، فهم بين إحدى الحسنيين ؛ إن استجاب لهم الناس ،وأطاعوهم فهم من أسعد الناس بقوله  فيما رواه مسلم : (( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً )) ، وإن عصاهم الناس ،وأعرضوا عن دعوتهم فهم سعداء بقوله  : (( أناس صالحون في أناس سوء كثيرمن يعصيهم أكثر ممن يطيعهم )) رواه الطبرانى. فلا يجوز أخيى أن تفسد إذا فسد الناس ،وقد روى البخاري قول عثمان بن عفان رضى الله عنه: ((إذا أحسن الناس فأحسن معهم ،وإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم )) ،وقد صح عن ابن مسعود رضى الله عنه كما قال الألبانى فى مشكاة المصابيح أنه قال : (( لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا ،وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ،وإن أساؤوا فلا تظلموا )) وقال الفضيل بن عياض رحمه الله : (( عليك بطرق الهدى ،ولا يضرك قلة السالكين ،وإياك وطرق الضلالة ،ولا تغتر بكثرة الهالكين )) . فيا أيها الأخوة كونوا مع الحق ،ولاتكونوا مع الناس فالناس لن ينفعوكم عند الله ،أنتم تعبدون الله ،ولاتعبدون الناس ،وسوف تأتون إلى الله فردى ،وكثرة الكفار لن تمنعهم من الخلود فى النار ،ولذلك أخيى حينما تكثر الشهوات والملهيات وتنزين الدنيا للناس،وتصرفهم عما خلقوا لأجله ، أهرع وأفزع إلى سيدك ومولاك الرحمن عز وجل ، فقد قال النبى  فى الحديث المتفق عليه : ((حفت النار بالشهوات ،وحفت الجنة بالمكاره)) ،و يقول النبى  فيما رواه أحمد وأبو داود وغيرهما : (( ائتمروا بالمعروف وانتهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوىً متبعاً، ودنيا مؤثَرة ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بنفسك ، ودع عنك العوام ، فإن من ورائكم أيام الصبر فيهن كالقبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله" . قيل يا رسول الله منا أو منهم ، قال : "بل منكم " )) فهؤلاء الذين قد استقاموا على طاعة الله تبارك وتعالى ،وابتعدوا عن الشهوات في عصر يعجّ بالفتن والشهوات، في عصر يدعوهم إلى ركوب الغواية، لا شك أنهم كالقابضين على الجمر فيا أخيى إذا ضل الناس ،ولم يستجيبوا للحق فدعك منهم ،وعليك بطاعة الله هذه وصية رسوله  ،وانظر إلى هذا الحديث الجميل الذى رواه مسلم : ((العبادة في الهرج وفي رواية في الفتنة كهجرة إلي )) ويقول الحافظ ابن رجب رحمه الله معلقاً على هذا الحديث : (( وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهوائهم ،ولا يرجعون إلى دين فيكون حالهم شبيهاً بحال الجاهلية فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله  مؤمناً به ،متبعاً لأوامره مجتنباً لنواهيه )) نسأل الله أن يثبتنا على الحق إنه ولى ذلك ،والقادر عليه . وكتب ربيع أحمد سيد طب عين شمس الفرقة الخامسة -إمبابة - الجمعة 20 رمضان 1427 هـ 13 أكتوبر 2006 مـ
 
أعلى