د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
مراجعات باحث
(جواب السؤال الأخير)
لو تفرغت تماما لتحرير مسوداتي التي صنعتها ثورة الشباب متقدة بحماسه، وافترضت أني سأبلغ مائة عام، فلا أتوقع أني سأنجزها على الصورة التي أريد.(جواب السؤال الأخير)
كثير من السائرين، يجد نفسه في مسار اقتضته لحظة من عمره بدون تخطيط، فيظل سائرا فيه، فلا يمكنه التراجع، فيذهب جهده سدى، ويظل في خياره الوحيد، وهو الاستمرار في دربه، مستفرغا كل قواه، مهما كانت النتائج.
الأبحاث التي أنجزتها، سواء المطبوع منه أو المنشور على الشبكة، كانت الهمة فيها منصرفة إلى التحقيق المعرفي.
الأبحاث التي لم تتم، إما أنها على شكل مسودات، وإما أنها تخضع لتغيرات جذرية، كما هو الحال في رسالة الدكتوراه، أيضا كانت ولا تزال منصرفة إلى التحقيق المعرفي، أي البحث عن الحقيقة، أين هي؟
وقد وجدت لهذا أثرا معرفيا في مجتمعي العلمي، لكني إلى الساعة، لم أجد لها أثرا حقيقيا في طريقتها في تحصيل المعرفة، وهو ما يهمني الآن في لحظتي هذه، أي كيف أصل إلى الحقيقة؟
بعد نحو سنة من الخوض في عمليات مركز دارس البحثي، تلقيت نحو 40 استشارة بحثية، وجدت أن الجهد فيها كان منصرفا نحو التدريب البحثي من غير أن أشعر، وكأني أحاول تمرير طريقة ما أفعله في البحث إلى الباحثين، عن طريق نقد أبحاثهم، أو وضع مقترحات في تطويرها.
ولم أزل عاجزا إلى الساعة عن الإجابة على السؤال المتكرر: كيف أكون باحثا متميزا؟
وعند بحث مسألة النمص في شهر رمضان من هذا العام 1437 هـ. اجتمعت لدي مسودة في نحو سبعين صفحة، ثم شغلت عنها، ثم رأيت أن هذه المسودة ستصف إلى جنب أخواتها من المسودات المعتقلات في غياهب الملفات، وقد علتها الحسرة والخيبة! بين رية وسكينة!
إن أردت بحثها كما يجب، فإن هذا يستدعي التفرغ لخاطرها لمدة شهر أو شهرين، وهو ما لا أجد نفسي تنشط له في هذه اللحظة من العمر في تعقيداتها المعرفية والنفسية.
ولذا قررت أن أتخلص من هذه المسودة بأي طريقة، وفي أقرب فرصة، وعلى الفور، عمدت على تقييد المسارات الكشفية لهذه المسودة في صفحاتها السبعين، ووضعتها على هيئة أسئلة، في سبع عشرة علامة استفهام، كل واحد منها ينطق بالجواب عن السؤال المحير: كيف أبحث؟ فكان الجواب منها: هكذا أردت أن أبحث!
وبالتالي، تمكنت من استخراج قوالب بحثية، تصلح أن تكون خطوات عملية لكيفية البحث.
وهنا وجدت ضالتي!
فسأفترض أني تمكنت من كتابة بحث النمص في شهرين، فهذا يعني إمكانية كتابة ستة أبحاث في السنة على أحسن الأحوال.
لكن قد نجحت بفضل الله وحده في وضع مسودة وأسئلتها في يومين، وستكون قالبا بحثيا لعشرات الباحثين.
إذا ضربنا هذا العدد في الشهر الواحد، فهذا يعني إمكانية استخراج خمسة عشر قالبا بحثيا في الشهر الواحد، بمعنى أكثر من 150 قالبا بحثيا في السنة.
وجدت في هذه الطريقة سبيلا مذللا لتحويل مسودات الأبحاث إلى قوالب بحثية في مدة وجيزة، وإخراجها من عزلتها الأبدية.
وهذا ما قلته في إحدى المنشورات: (انصرفت همتي من كتابة الأبحاث إلى فلسفة كتابة الأبحاث، وسأحاسب نفسي في نهاية السنة بالنظر إلى عدد الباحثين الذين التحمت بهم ذهنيا لا على عدد ما أكتبه ورقيا).
وهذا هو جواب السؤال الثامن عشر من أسئلة النمص: إن كنت تقرأ ما أفكر فيه: ما سبب طرح الموضوع على هيئة أسئلة؟
https://feqhweb.com/vb/threads/.22474#ixzz4Gmvnk6WO
وهو أيضا: الدافع لتحويل كتلة الجهد في مركز دارس نحو برنامج (الباحث الموهوب).
http://daress.blogspot.com/2016/05/blog-post_88
التعديل الأخير: