العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

مشاركة فقهاء حضرموت في خدمة الفقه الشافعي- للسيد عمر بن حامد الجيلاني

إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي

مشاركة فقهاء حضرموت في خدمة الفقه الشافعي
(محاضرة مكتوبة)

لفضيلة الاستاذ المحقق السيد عمر بن حامد الجيلاني​

{القيت هذه المحاضرة بتاريخ 10/1/1418ه في الندوة (الرفاعية) ندوة الاستاذ عبد العزيز الرفاعي. بمدينة الرياض بمنزل عميد الندوة الشيخ أحمد محمد باجنيد وحضرها جمع من الدكاترة والاساتذة والفقهاء والأدباء وطلاب العلم}.

الفهرس
المقدمة
الجزء الأول: مدخل
أربطة التعليم
الجزء الثاني: الذى تمثلت فيه خدمة فقهاء حضرموت للمذهب الشافعى هو إقامة المحاكم الشرعية وصدور الاحكام منها حسب الراجح في المذهب الشافعي
الجزء الثالث: خدمة فقهاء حضرموت للفقه الشافعي ما ألفوه من كتب في هذا المذهب
الكتب المرتبة على ابواب الفقه والحاوية لأبوابه
الكتب المؤلفه في قسم العبادات
كتب المواريث
كتب المناسك
كتب الفتاوى
الكتب المؤلفة في النكاح
الكتب المؤلفه في مسألة من مسائل بعض أبواب الفقه
الكتب المؤلفه في القضاء
الكتب المؤلفه في بيع العهدة
الكتب المؤلفه في الردود
الكتب المؤلفه في الإصطلاح
الدعاء

بسم الله الرحمن الرحيم

{المقدمة}
الحمد لله وعليه التكلان وإياه نستعين في كل آن.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: " الايمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية " رواه مسلم.
وعلى آله وصحبه وعلى فقهاء المسلمين في كل الاعصر والأمكنة.


وبعد:

فانه يكون لبعض البلاد حظ وحظوة فتنال نصيبا وافرا من الاهتمام وتكثر الكتابة عنها وتصير أخبارها شائعة وأحوال أهلها معلومة عند أكثر الناس ويحجب عن بعضها ذلك بسبب تعثر حظها فتكون خلف غيهب من الجهالة لا يهتدي اليها سوى الخريت الخبير بالمسالك والممالك.

وحضرموت حرية بأن تحظى بالعناية بنشر محاسنها والتعريف بأدوار تاريخها واستفاضة أخبارها لما لأهلها من محامد وممادح في الفتوحات الإسلامية في صدر الإسلام والدعوة إليه وخدمة علومه.

لقد استفاض في الأزمنة الأخيرة ما اضطلع به سراة حضرموت وعلماؤها من حمل رسالة الإسلام إلى الشرق الأقصى إلى تلكم الجزاير المجهولة والأقطار النائية.
وهذا حق واجب لهم يذكر ويشكر، والله يكافئهم عليه يوم الجزاء، وصلوا يحملون دعوة التوحيد إلى تلك المواضع القصية غير مبالين بالمخاطر العظيمة مغامرين في ولوج أثباج البحار مقاومين أمواج المحيطين الهندي والهادي على ألواح {بسم الله مجراها ومرساها}.
فهدى الله بهم أمماً عظيمة خرجت من ظلام الوثنية إلى نور الإسلام لما رأت دين الله وعدله ومحاسنه تظهر في سلوك وأخلاق هؤلاء الدعاة الكرام من أقوام الهادي البشير صلى الله عليه وسلم فأسلموا طائعين ودخلوا في دين الله أفواجا، فزاد بهم عدد المسلمين وتوسعت بذلك رقعة البلاد الإسلامية.
كان لأهل حضرموت قبل ذلك دور عظيم في الفتوحات الإسلامية لم ينل حظه من التعريف به أو درسه ونشره فقد شاركوا مشاركات كبيرة في فتح العراق والشام ومصر وأفريقيا.

فعندما نادى منادي الجهاد في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم نفر أهل حضرموت خفافا وثقالا وحملوا معهم أهلهم وذراريهم إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث تعد الجيوش وتعبئ البعوث وتنطلق تشرق وتغرب لتخرج الناس من عبادة الخلق إلى عبادة الخالق ومن الجور إلى العدل ومن الضيق إلى السعة وكان على رؤوسهم أقيالهم ورؤساؤهم ووجوه مجتمعهم.

ففي العام الرابع عشر من الهجرة عام معركة القادسية خرج إلى العراق في جيش الصحابي سعد بن أبى وقاص أربعة ألف من أهل اليمن منهم ألفان ومئتان من منطقة حضرموت من كندة الصدف والسكون وجعف وتجيب وحضرموت القبيلة. من أعيانهم حصين بن نمير التجيبي وسعد بن خديج السكوني.

وممن ذكر في جيش فتح الشام من أهل حضرموت عبد الله بن ناسج الحضرمي وكثير بن مرة وغيرهما كثير.

أما في فتح مصر فقد حوى جيش الفتح إعداداً منهم وكان بعضهم من وجوهه الظاهرة مثل قيسبة بن كلثوم السكوني الذي رافق القائد عمرو بن العاص من الشام إلى مصر وعندما حاصر جيش المسلمين بعض الحصون رأى قيسبة جنانا قريبة من الحصن فأنزل أهله فيها واتخذها دارا.

وبعد الفتح رأى المسلمون أن يكون هذا المكان مسجداً جامعا يصلي فيه المسلمون وطلب عمرو بن العاص من قيسبة أن ينزل عنه ويقطعه أرضاً أحسن منه فلم يأخذ عوضاً ووقفه مسجداً فكان ممدحة له سار بذكرها الركبان حتى قيل فى مدح ابنه عبد الرحمن:
وأبوك سلَّم داره وأباحها *** لجباه قوم ركع وسجود

تدير هؤلاء الفاتحون من أهل حضرموت البلاد التي شاركوا في فتحها مرابطين في هذه الثغور مع إخوانهم الفاتحين واستوطنوها وامتزجوا بأهلها وكانت لهم فيها خطط في الكوفة ومصر وحمص وغيرها عرفت بهم وحملت أسماءهم وفى مثل خطط المقريزى ذكر لها.

ونشأت بعدهم أجيال في تلك البلاد تسنمت أعلا المناصب في القرنيين الثاني والثالث من الهجرة منهم الفقهاء والقضاة ورواة الحديث ورؤساء الشرطة وبقيت لهم صلات بذوي أنسابهم في حضرموت وكانوا يفدون عليهم من حضرموت فينالون من رفدهم.

{القسم الأول: مدخل}



وفي هذه المحاضرة عن خدمة الفقهاء الحضارمة للفقه الشافعي والتي ضاق وقتي عن الإعداد الكافي لها إذ كنت اقتنص الفرص وارتقب سويعات الفراغ المحدودة مرتجيا أن أوفي الموضوع شيئا من حقه.

سأحاول أن ارفع الستار وأكشف الحجب عن تراث فقهي مخبأ عن كثير من مثقفينا بله العامة، حتى أن الشيخ العلامة حمد الجاسر قال في مجلة العرب عندما اطلع على كتاب المستشرق البريطاني بى آر سارجنت عن التراث في حضرموت:

" إنني أحسست بكثير من الخجل حين أدركت أن هذا الباحث الذي لا تربطه ببلادنا رابطة من روابط الحب أو عاطفة من عواطف الصلة والإخاء يعرف من أحوال تلك البلاد أكثر مما يعرفه كثير من المهتمين بالبحث والدراسة في تاريخ الآمة العربية كلها ممن يجب أن تكون صلتهم بها أعمق وعنايتهم بمعرفة أحوالها أشد ومعرفتهم بتاريخها أوسع وسعيهم لتقوية أواصر الاخوة والارتباط بها أقوى وأشمل "

سأحاول في هذه الكلمات أن أعرف بدور فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، أحد المذاهب المحررة والمتبوعة عند أهل السنة والجماعة، ولكن قبل التعريف بهذه الخدمة لابد من الكلام عن تاريخ دخول المذهب الشافعي إلى حضرموت وعن مذهب أهلها قبله.

{تاريخ دخول المذهب الشافعي إلى حضرموت}

لا يوجد نص صريح يحدد وصول المذهب الشافعي إلى حضرموت وإن كان من المؤكد أنه قد بدء انتشاره في أوائل القرن الرابع من الهجرة أي بعد وصول الشريف: أحمد بن عيسى بن محمد بن على العريضي الحسيني إليها عام 319 من الهجرة.

ويستظهر المحققون من مؤرخي حضرموت وعلى رأسهم كبير محققيهم السيد علوي بن طاهر الحداد في كتابيه ( جنى الشماريخ، إثمد البصاير )، أنه كان وجود للمذهب الشافعي قبل هذا التاريخ، ويرجع ذلك إلى وجود صلات قوية بين سلالات المهاجرين أيام الفتوحات الإسلامية من أهل حضرموت من أهل السنة المتصلين بأئمتها وبين ذوي أنسابهم فى حضرموت مثل الإمام حرملة بن عبد الله صاحب الإمام الشافعي وأحد رواة مذهبه. ( وقد روى عن حرملة الإمام مسلم في صحيحه وابن ماجة فى سننه ).

ومثل الإمام أحمد بن يحيي التجيبي المتوفى سنة 251ه وهو ممن صحب الإمام الشافعي وتفقه به ( وقد روى عنه النسائي في سننه ) وغيرهما ممن سيكون لهم تأثير على المتصلين بهم من قراباتهم فى حضرموت وأخذهم عنهم المذهب الشافعي.

وقد كان يقع فى نفسي شيء من ذلك ثم وقفت عليه في كتب شيخ مشائخنا السيد / علوي بن طاهر الحداد وهناك دليل آخر لم أقف عليه عند أحد المؤرخين يؤكد هذا الاتجاه وهو أن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى تولى القضاء في نجران عام 179 من الهجرة وحمد الناس سيرته وانتشر به العدل هناك وظهر صيته في عموم اليمن حتى اعتقد بعض الموالين للدولة العباسية أنه سيكون خطراً عليهم فوشوا به إلى الرشيد فاستدعاه إلى بغداد ومعلوم قرب نجران من حضرموت مما يسهل معه بلوغ أخبار الإمام الشافعي إليها ويهيئ للتعريف بمذهبه عندما يفد إلى حضرموت بعض المتصلين بأهلهم من حملة مذهبه.

أما المذهب السايد قبل انتشار المذهب الشافعي فهو مذهب الإباضية نسبة إلى عبد الله بن إباض التميمي الذي قام بدعوته في عهد مروان بن محمد آخر حكام بنى أمية وتأثر بدعوته أبوحمزة المختار بن عوف الأزدي فأصبح من دعاتها فكان يذهب إلى الحج كل عام داعية له.

وبسبب الضغوط التي تقع على حضرموت من الولاة الثقفيين وموالييهم، فكر أهل حضرموت فيما يرفع عنهم الظلم وسعوا يلتمسون من يرفعه عنهم.

وكان عبد الله بن يحي الكندي من بني عمرو بن معاوية ممن ضاق به الحال من جراء ما يحدثه هؤلاء الولاة وكان المجتهدين في العبادة فسافر إلى الحج والتقى فيه بأبي حمزة وأعجبه كلامه ودعاه إلى أن يأتي إلى حضرموت وقال له انه مطاع في قومه، فقدم أبو حمزة الأزدي إلى حضرموت من العراق ومعه جماعة من الإباضية وحرضوا عبد الله بن يحيى على الخروج على الدولة الأموية فدعا أصحابه فبايعوه إماما والتفوا حوله وازدادت مكانته وسموه ( طالب الحق ).

وكان قد هيأ لمثل هذا الخروج أن أبا نجدة بن عامر قد بعث عام 66 من الهجرة مندوبه أبا فديك ليأخذ الصدقات باسمه من أهل حضرموت فكان توطئة لظهور عبد الله بن يحيى واجتماع الناس عليه حتى قويت دعوته وأعد جيشاً احتل به صنعاء وخطب في جامعها خطبته المشهورة التي أعلن فيها مبادئه، وعقب احتلاله صنعاء وجه جيشاً عام 129ه إلى الحجاز فاحتل مكة المكرمة عقب الحج مباشرة وكان قائد الجيش أبو حمزة الازدي.

ثم توجه الجيش بقيادة أبي حمزة إلى المدينة فالتقاه أهلها بوادي قديد ودارت معركة انتهت بهزيمة أهل المدينة وقتل أكثر جيشها ثم احتلاله المدينة المنورة وخطب أبو حمزة في مسجدها الشريف خطبته الشهيرة التي عاب على أهل المدينة سخريتهم من جيشه بأنهم أحداث أغرار.

اهتمت الدولة الأموية بما حدث فجهزت جيشاً من الشام بقيادة عبد الملك بن عطية السعدي ولما علم أو حمزة بتوجه جيش الشام استقبلهم جيشه في الطريق ودارت معركة حامية بوادي القرى انتهت بهزيمة جيش أبي حمزة هزيمة نكراء وأدت إلى هروب أبى حمزة من المدينة إلى مكة فاسترجع ابن عطية المدينة ثم توجه إلى مكة فاسترجعها بعد معركة قتل فيها أبو حمزة ثم إن ابن عطية أعد جيشه للقضاء على عبد الله بن يحيى الذي كان يحتل اليمن فسار إلى صنعاء ولكن عبد الله بن يحيى لما علم بذلك توجه بجيشه يريد ابن عطية في الحجاز فالتقى به في بلجرشي وكان القتال بين الجيشين عنيفا ثم انهزم جيش عبد الله بن يحيى بعد قتله وفر من بقى منهم إلى حضرموت والتحقوا بعامله عبد الله بن معبد عليها والتفوا حوله وكونوا جيشا لمواجهة ابن عطية الذي قدم إلى حضرموت يتتبعهم فهزمهم في معركة احتل بعدها مدينة شبام قاعدتهم ومركز إدارتهم.

أراد أن ينهي وجودهم في حضرموت ولكنهم اغتالوه في طريق عودته لإجابة أمر الخليفة له بالتوجه إلى مكة المكرمة، ولما علم ابن أخيه وقد تركه والياً على صنعاء باغتيال عمه أرسل إلى حضرموت قائداً فظاً غليظاً هو شعيب البارقي فأسرف في القتل وخرب البلاد وقتل الأطفال والنساء مما أدى إلى إخضاعهم وانتهت بذلك سيطرة المذهب الاباضي كدولة وان بقى له وجود في كثير من القبائل.

إلا أن تأثير الدولتين الزيادية والصليحية فى حضرموت وموقفهما غير المؤيد للأباضية قد سهل للشافعية نشر مذهبهم لاسيما بعد القرن الرابع وأدى إلى انتهاء وجود المذهب الإباضي في حضرموت عام 691 من الهجرة وحلول المذهب الشافعي مكانه حتى عم حضرموت كلها.

ونبدأ فيما قصدناه عن الحديث عن خدمة فقهاء حضرموت للمذهب الشافعي

والتي نصنفها إلى ثلاثة أقسام:

أ- نشره بين مواطنيهم حتى عم حضرموت وما حولها مما كان يعرف قبل الوحدة اليمنية باليمن الجنوبي ثم حمله إلى مواقع هجرتهم وذلك بفتح المدارس في بلادهم وخارجها وتدريس المذهب الشافعي فيها.

ب- الحكم بمقتضاه في المحاكم.

ج تأليف الكتب في الفقه الشافعي وتنوع المباحث فيه.

ولنأت على تفصيل ذلك.

أ -كانت المساجد وبيوت الفقهاء مواضع للتدريس وكذلك المعاهد التي تسمى الأربطة والتي تقدم إلى جانب التعليم الإعاشة والسكن.

أنتشر الفقه الشافعي في حضرموت من هذه المواقع وتخرج منها المئات بل الألوف إذ قامت نهضة علمية كبيرة غطت عموم البلاد.

وفي التراجم الخاصة ببعض علماء الأسر الكبيرة ما يؤكد هذا كالمشرع الروي في مناقب السادة الكرام بني علوي، ويرد النعيم في مناقب خطباء تريم، والسعادة والخير في مناقب السادة بني قشير، وصلة الأهل في مناقب آل أبى فضل، والدر الفاخر في مناقب آل باجمال، والبنان المشير إلى علماء وفضلاء آل أبى كثير، وغيرهم من الأسر الأخرى كثير وكثير وكان ذلك على امتداد التاريخ منذ أن توطدت أقدام المذهب الشافعي في حضرموت حتى أن العالم اللغوي نشوان الحميري من أهل القرن السادس ازدادت نشوته بما رأى من اتساع علم أهل حضرموت وكثرة عدد علمائهم عندما زارهم فقال:

رعى الله إخواني الذين عهدتهم *** ببطن تريم كالنجوم العواتم

علياً حليف النجداة ابن محمد **** وأبناء أخيه الغر من آل حاتم

ومن في تريم من فقيه مهذب **** وسيد أهل العلم يحي بن سالم

وامتدحهم الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن أسعد اليافعي المكي من أهل القرن الثامن وقال:

مررت بوادي حضرموت مسلما **** فألفيته بالبشر مبتسماً رحبا

وأدركت فيه من جهابذة العلى **** خلائق لا يلقون شرقا ولا غربا

{أربطة التعليم:}

وحديثنا عن المدارس والأربطة التي انتشرت في مواقع متعددة والتي تضيف إلى التعليم تقديم الأكل وتوفير السكن سنختصره ونقتصر على ذكر أربعة أربطة:

1- رباط الفقيه المقدم محمد بن علي باعلوي المتوفى 653ه.

أحد كبار علماء حضرموت ومصلحيها في القرن السابع من الهجرة بمدينة تريم.

2- رباط الشيخة سلطانة الزبيدية الكندية المتوفاه 843ه.

كانت عابدة لها مشاركات ومباحثات علمية مع كبار علماء حضرموت كالشيخ عبد الرحمن السقاف، ومن الطريف أن أحد الباحثين معها في المسائل العلمية يباسطها ويقول لها: إن من السفاهة أن نعتقد أنها تكافئ الرجال في المكانة العلمية فيخاطبها بالشعر الحميني:
ياما اسفهش ما بدا بكره تماري جمال

وقد أجابته بقولها:

الحمل بالحمل والزائد لبن والعيال.

3- رباط الخريبة بوادي دوعن.

أسسه العلامة الشيخ عبد الله بن أحمد باسودان عام 1213من الهجرة بتمويل من السادة آل الكاف وآل باهارون.

واتسعت في هذا الرباط الدروس العلمية وقصده الطلاب من جميع المناطق بوادي حضرموت ومن يافع والعوالق وبيحان والبيضاء والصومال فتخرج منه كبار الفقهاء والعلماء وشارك الشيخ عبد الله باسودان في التدريس فيه كبار الفقهاء والعلماء وشارك الشيخ عبد الله باسودان في التدريس فيه كبار تلاميذه وخلفه فيه ابناه الشيخان محمد وأبو بكر ثم السيد عمر بن أحمد الجيلاني ثم تولى التدريس فيه ستين عاماً الوالد السيد حامد بن عبد الهادي الجيلاني رحمهم الله أجمعين.

4- الرباط الرابع: رباط تريم.
الذي تأسس عام 1304 من الهجرة على أيدي السادة عبد القادر بن أحمد الحداد وعبد الرحمن بن علي الجنيد ومحمد عرفان بارجاء. وعندما تولى إدارته العلمية شيخ الشيوخ السيد عبد الله بن عمر الشاطري نصف قرن سطع نور الفقه منه فأضاء جميع حضرموت وما حولها ووصل ذلك الضياء إلى شرق أفريقيا وبلاد الملايو.

كان الطلاب يردون على حياضه فلا يصدرون إلا فقهاء علماء.
يمرون بالدهناء خفافا عيابهم... ويرجعن من دارين بجر الحقائب

وكان شيخ الرباط الحبيب عبد الله يبعث في نفوس طلابه النابهين روح البحث والتحقيق ويجرؤهم على مسائلته ومن هذا الباب ما حدثني به والدي العلامة الفقيه قال:

كان الدارس في فتح المعين في باب البيع ومن مسائله ( وحرم تفريق بين أمة وإن رضيت وفرع لم يميز ولو من من زنا المملوكين لواحد بنحو بيع كهبة وقسمة وهدية لغير من يعتق عليه).

فسأل الشيخ الحبيب عبد الله تلاميذه عن تصوير جواز التفريق بالقسمة قال الوالد: فبدء يى وكنت على يساره قلت ياسيدي التيامن سنة.

فقال: صدقت. فسأل من على يمينه فلم يجب ثم صورها أحد النابهين تصويراً لا يكاد يعترض عليه فسأل من بعده وكلهم يقول صورته صحيحة حتى انتهى إلي فقلت: صورته هذه صحيحة فأدرك مرادي وقال: قد علمنا أنه صحيح البدن ولكن أخبرنا عن تصويره للمسألة قال: فتعجلت وقلت تصويره غير صحيح وأدركني الله بأذان العشاء الذي ينتهي به الدرس ووعدته أن آتى بالتصوير الصحيح في اليوم الثاني، ووفى بما وعد وجاء بخمس صور غير منصوص عليها يقع بها جواز التفريق بالقسمة لوقوع العتق بذلك.
أدى هذا الرباط دورا عظيماً وكانت وجوه الفقهاء فى حضرموت في القرن الرابع عشر من الهجرة من خريجية، وهناك أربطة أخرى أدت أدواراً عظيمة كرباط السيد علي بن محمد الحبشي المؤسس في سيؤن عام 1296 ورباط الشيخ محمد بن عمر بن سلم بغيل باوزير المؤسس عام 1321ه.

استمرت هذه الأربطة تؤدي دورها متأثرة بعوامل خارجية وداخلية فتارة تقوى وتارة يعتريها الوهن، ومع غزو الثقافة الغربية وانتشار المدارس العصرية ضعف الإقبال على هذه الأربطة وتأثر بعضها بضعف مصادر تمويلها.

وقبيل نهاية العقد الثامن من القرن الرابع عشر دفت دافة قضت على الخاصة والكافة وقامت حكومة تنتمي إلى المعسكر الشيوعي الاشتراكي ونادوا بما أسموه الثورة الثقافية على غرار ما فعل في الصين فأغلق ما بقى من هذه الأربطة والمدارس وحوصر الفقهاء وقتل بعضهم وسجن البعض الآخر وعطلت الأحكام الشرعية واستمر ذلك نحو ربع قرن.

ثم إن الله جل وعلا وهو الذي كتب الغلبة لنفسه ولرسله أطاح بالشيوعية في ديارها ونكست أعلامها وخرت على أم إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك(رأسها وذل القائمون عليها وصدق الله القائل:.(في الأذلين كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز
وبدأت الحياة العلمية تعود الى هذه المعاهد والاربطة وفتحت معاهد جديدة وعلى رأسها (كلية الشريعة بجامعة الاحقاف ) التي وضعت لها مناهج يتخرج بها فقهاء وقضاة ومفتون.

نسأل الله أن يبارك في جميع دور العلم في سائر البلاد الإسلامية وأن ينفع بها.

نشر الفقهاء الحضارم الفقه الشافعي في البلاد التي ادخلوا الإسلام إليها أو ذهبوا إليها متجرين أو داعين، وبرز منهم علماء في تلك البلاد وكان منهم أئمة ومفتون في الحرم المكي الشريف.

وفي كتاب الجامع لأعلام المهاجرين اليمنيين للأستاذ المؤرخ محمد عبد القادر بامطرف وكتاب مصادر الفكر الإسلامي في اليمن للأستاذ البحاثة عبد الله محمد الحبشي ذكر لكثير منهم.

{القسم الثاني:}

الذي تمثلت فيه خدمة فقهاء حضرموت للمذهب الشافعي هو إقامة المحاكم الشرعية وصدور الأحكام منها حسب الراجح في المذهب الشافعي.

فبعد أن ترسخت أقدام المذاهب في البلاد كانت الأحكام تصدر وفق الراجح في المذهب الشافعي ولا تخرج عنه سوى ما وقع في مسألة بيع العهدة المسمى عند الأحناف بيع الوفاء وسنشير إليه عند ذكر الكتب المؤلفة فيه وإلا في المسائل المختارة من غير الراجح في المذهب الشافعي أو المأخوذة من المذاهب الثلاثة أصناء المذهب الشافعي للعمل بها في المحاكم الشرعية أيام الدولة القعيطية.

وقد أثرى الفقه القضائي مما كتبه فقهاء حضرموت من ملاحظات على بعض الأحكام ومن مدافعة القضاة عما اجتهدوا فيه وهناك مباحث وردود بين الفقهاء والقضاة تتعلق ببعض الأحكام توسعت بها دوائر البحث في المسائل القضائية كالردود التي بين مفتي حضرموت السيد عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف وبين كبار قضاتها الشيخ عبد الله بن عوض بكير.

ومن أشهر القضاة آل أبي شكيل وآل بامخرمه والباحميش في القرن الثامن والتاسع والعاشر والشيخ سليمان باحويرث وابنه الشيخ محمد في القرن الحادي عشر والشيخ عمر بن ابي بكر الفقيه باجنيد وابنه الشيخ محمد في القرن الثالث عشر والقاضيان الشيخان عبد الرحمن بن أحمد باشيخ وعبد الله بن سعيد باجنيد في أوائل القرن الرابع عشر.

كما أن من أشهر القضاة في شرق افريقيا في مدينة زنجبار السيد أحمد بن أبي بكر بن سميط الذى تولى القضاء أربعين عاماً أيام السلطان برغش من أهل عمان الذين حكموا في شرق أفريقيا.

ج القسم الثالث:



من خدمة فقهاء حضرموت للفقه الشافعي ما ألفوه من كتب في هذا المذهب.

لقد ترك فقهاء حضرموت تراثاً عظيماً في الفقه الشافعي إذ نوعوا الكتابة في موضوعاته وساعدهم وجود مكتبات عامة كبيرة تحوي مراجع كثيرة وتخصص جماعة في النسخ بخطوطهم الجميلة.

ومع أن ما وصل إلينا لا يعد قليلا إلا أن كثيرا منه قد تلف إما بسبب جهل الأخلاف وأضاعتهم لتراث أهلهم أو بسبب الكوارث السياسية التي حلت بالبلاد كحملة عثمان الزنجيلي على حضرموت التي قتل فيها فقهاء حضرموت ونكل بأهلها واتلف ممتلكاتهم، وكمثل بعض الغارات من البادية التى تسببت في اتلاف بعض المكتبات كمكتبتى الهندوان والعيدروس ولو وصل إلينا الكتاب المسمى رشف الزلال الروي في التكميل والتذليل على طبقات الاسنوي للشيخ عبد الله بامخرمة لكشف لنا الكثير من التراث الفقهي الضايع.

يمكن ان نصنف التراث الفقهي الحضرمي في المذهب الشافعي إلى ثلاثة أقسام:

1- القسم الأول:

ما كتب قبل تحرير المذهب على أيدي شيخيه الكبيرين الرافعي والنووي ككتب الإمام عبد الله بن عبد الرحمن باعبيد المتوفى عام 603 والشيخ إسماعيل الحضرمي المتوفى 677ه والشيخ محمد بن سعد باشكيل المتوفى بعد ال 700ه ومن في طبقتهم.


2- القسم الثاني:

ما كتب بعد دور تحرير المذهب على أيدي الامامين الرافعي والنووي ككتب الشيخ محمد بن أحمد باحميش وكتب الشيخ محمد بن مسعود باشكيل والسيد علي بن ابي بكر السقاف ومن في طبقتهم.

3- القسم الثالث:

ما كتب بعد استقرار المذهب في ترجيحاته الأخيرة على أيدي الشيخين ابن حجر الهيتمي والشمس الرملي ونظرائهما كالشيخ زكريا والشهاب الرملي والخطيب وابن زياد وبامخرمة.

لقد تنوعت المواضيع التي حوتها كتب الفقهاء الحضارمة فى المذهب الشافعي ويمكن ترتيبها على النحو التالي:

1- الكتب المرتبة على أبواب الفقه والحاوية لأبوابه.

2- الكتب المؤلفة في قسم العبادات.

3- كتب المواريث.

4- كتب المناسك.

5- الفتاوى.

6- الكتب المؤلفة في النكاح أو في مسألة من مسائل بعض أبواب الفقه.

7- الكتب المؤلفة في القضاء والدعاوي وصيغ العقود.

8- الكتب المؤلفة في بيع العهدة.

9- الردود.

10- الكتب المؤلفة في اصطلاح كتب المذهب وما يعتمد منها.

أ- الكتب المرتبة على أبواب الفقه:

1- الاكمال لما وقع التنبيه من الإشكال للإمام عبد الله بن عبد الرحمن باعبيد المتوفى 603ه.

2- عمدة القوى والضعيف الكاشف لما وقع في وسيط الواحدى من التبديل والتحريف للشيخ إسماعيل الحضرمي المتوفى 677ه.

3- شرح كتاب الوسيط للشيخ محمد بن سعد باشكيل المتوفى بعد السبعمائة قال الطيب بامخرمة لم اقف على تاريخ وفاته.

4- شرح الحاوي للماوردي للشيخ محمد بن أحمد باحميش المتوفى 861ه.

5- شرح المنهاج للشيخ محمد بن مسعود باشكيل المتوفى 871 ه.

6- مختصر الأنوار للاردبيلي للشيخ محمد بن أحمد بافضل المتوفى 903 ه.

7- قلايد الخرايد وفرايد الفوايد للشيخ عبد الله بن محمد باقشير المتوفى 958 ه.

جمع فيه مالا يوجد صريحا في المختصرات مما أخذه من الكتب المبسوطة والفتاوى المتفرقة.

8- حاشية على أسنى المطالب للشيخ عبد الله بن عمر بامخرمة المتوفى 972 ه.

9- هداية العباد نظم الارشاد للشيخ محمد بن عبد الرحمن باجمال المتوفى 1019 ه.

10- حاشية على تحفة المحتاج للسيد عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف المتوفى 1375 ه.

11- ترشيح المستفيدين حاشية علي فتح المعين للسيد علوي بن احمد السقاف المتوفى 1335ه.

12- عمدة الطالبين للشيخ عبد الله بن عمر باجماح العمودي المتوفى 1355 ه.

13- الياقوت النفيس في مذهب ابن إدريس للسيد أحمد بن عمر الشاطري المتوفى 1360ه.

* * *

ب الكتب المؤلفة في قسم العبادات:

1- المقدمة الحضرمية في فقه السادة الشافعية للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بافضل المتوفى 918 هـ.

وقد انتشرت داخل حضرموت وخارجها واعتنى بشرحها جمع من الفقهاء الحضارم وغيرهم، كالشيخ بن حجر الهيتمي والشيخ الرملي والشيخ سليمان الكردي والشيخ محفوظ الترمسي والشيخ عبد الرحمن السويدي والشيخ ماجد الحموي وهؤلاء من خارج حضرموت.

2- الرسالة الجامعة والتذكرة النافعة للسيد أحمد بن زين الحبشي المتوفى 1145 ه.

وقد شرحها غير واحد منهم الشيخ عبد الله بن أحمد باسودان المتوفى 1266 ه.

3- سفينة النجاة فيما يجب على العبد لمولاه للشيخ سالم بن عبد الله بن سعد بن سمير المتوفى 1270 ه.
4- الدرة الوقادة شرح الافادة للشيخ محمد بن عبد الله باسودان المتوفى 1281 ه.

5- مواهب الديان شرح فتح الرحمن للشيخ سعيد بن محمد باعشن المتوفى 1270 ه.

6- بشرى الكريم بشرح مسائل التعليم للشيخ سعيد بن محمد باعشن المتوفى 1270 ه.

وكتاب بشرى الكريم من أهم الكتب واجمعها في فقه العبادات وقد بدأت في تحقيقه أرجو الله أن يساعد ويعين على إتمامه.

* * *



ج -كتب المواريث:

1- الدرة الزهية شرح الرحبية للشيخ عبد الله بن عمر بامخرمة المتوفى 972 ه.

2- تقرير المباحث في إرث الوارث للشيخ محمد بن عبد الله باسودان المتوفى 1281 ه.

3- فتوحات الباعث شرح تقرير المباحث للسيد أبى بكر بن عبد الرحمن بن شهاب المتوفى 1341 ه.

4- ذريعة الناهض إلى علم الفرايض للسيد أبى بكر بن عبد الرحمن بن شهاب المتوفى عام 1341 ه.

وقد نظمها في ليلة واحدة وعمره 18 عاماً وقال فيها:

وعذر من لم يبلغ العشرين **** يقبل عند الناس اجمعينا

د- كتب المناسك:

1- حلية البررة فى الحج والعمرة للشيخ محمد بن أحمد بافضل المتوفى 903 ه.

2- زاد المسافر وعماد الحاج والزائر للشيخ علي بن عمر بن قاضي باكثير المتوفى 1218ه.

2- عدة المسافر وعمدة الحاج والزائر للشيخ عبد الله بن أحمد باسودان المتوفى 1266 ه.

4- الطاف الستار على عمدة الابرار للشيخ سعيد بن محمد باعشن المتوفى 1270 ه.

حاشية عظيمة حوت تحقيقات نادرة وتعليقات على عمدة الونائي وقد نقل عن هذه الحاشية عبد الحميد الشرواني الداغستاني في حاشيته على تحفة المحتاج وعثمان الشاشي في تعليقاته على كتاب التمشية على ارشاد الغاوي لابن المقري.

* * *

ه - الفتاوي:

توفر في كثير من فقهاء حضرموت شروط الفتيا من فقه النفس وسلامة الذهن ورجاحة العقل والورع مع النزاهة عن أسباب الفسوق وما يخرم المروءة وكتبوا على وقائع الأحوال التى يستفتون فيها ما تكونت به مكتبة عظيمة منها:

1- فتاوى الفقيه المقدم محمد بن على باعلوي المتوفى 653 ه. وقد أجاب فيها على ثلاثمائة مسألة.

2- فتاوى الشيخ محمد بن مسعود باشكيل المتوفى 871 ه.

3- فتاوى الشيخ عبد الله بن أحمد بامخرمة المتوفى 903 ه.

4- فتاوى الشيخ عبد الله بن عمر بامخرمه المتوفى 972 ه الهجرانية والعدنية.

5- فتاوى الشيخ محمد بن عمر باقضام المتوفى 951 ه.

6- فتاوى الشيخ عبد الرحمن بن عمر العمودي المتوفى 967 ه المسماة حسن النجوى فيما لأهل اليمن من الفتوى.

7- المجموع لمهمات المسائل والفروع للسيد طه بن عمر السقاف المتوفى 1063 ه. جمع فيه من الفتاوي والمسائل مالا يوجد في كتاب واحد.

8- فتاوي الشيخ محمد بن عبد الله باسودان المتوفي 1281 ه.

9- بغية المسترشدين في تلخيص فتاوي بعض الأئمة من العلماء المتأخرين للسيد عبد الرحمن بن محمد المشهور المتوفي 1320 ه.

10- الفتاوى النافعة في مسائل الاحوال الواقعة للشيخ أبي بكر بن أحمد الخطيب المتوفي 1356 ه.

11- فتاوي السيد علوي بن طهر الحداد المتوفي 1382 ه. وقد بلغت مسائلها اثنا عشر مسألة محفوظة في ماليزيا.

12- فتاوي الشيخ سالم سعيد بكير باغيثان المتوفي 1386 ه. المسماة فتح الاله المنان.

13- فتاوى الشيخ علي بن ابي بكر بافضل المتوفي 1399 ه. وتتسمى مواهب الفضل من فتاوى بافضل.

وكان من عادة بعض المفتين أن يعرض ما يفتى به على بعض أقرانه فيصوب فتواه أو يبدي عليها بعض الملاحظ. وقد تأسس مجلس للإفتاء بتريم عام 1360 ه برئاسة الشيخ سالم بن سعيد بكير باغيثان.

* * *
و الكتب المؤلفة في النكاح:

1-العدة والسلاح فى أحكام النكاح للشيخ محمد بن أحمد بافضل المتوفى 903 ه.

2- مشكاة المصباح شرح العدة والسلاح للشيخ عبد الله بن عمر بامخرمة المتوفي 972ه.

3- منظومة في النكاح للشيخ محمد بن عبد الرحمن باجمال المتوفي 1019 ه.

4- زيتونة الالقاح على ضوء المصباح للشيخ عبد الله بن احمد باسودان المتوفي 1266 ه.

5- النقول الصحاح على مشكاة المصباح للسيد محمد بن سالم بن حفيظ.

ز- الكتب التى أفردت بعض المسائل بالتأليف:

1- مؤلف في تكبيرة الاحرام والاستفتاح والتعوذ والبسملة للسيد علي بن أبي بكر السقاف المتوفي 895 ه.

2- القول المعهود فيما لأهل الذمة من العهود للشيخ عبد الله باقشير المتوفي 958 ه.

3- القول الأمثل في مسألة باحنشل للشيخ علي بن عمر بن قاضي باكثير المتوفي بعد 1218 ه.

ألف هذه الرسالة تأييداً لجواب الشيخ أحمد بن سعيد باحنشل الذي ذكر فيه حكم الفاظ يستعملها العامة في الطلاق مثل قولهم بالثلاث أو بالحرام أو في كل حلال استحله.

4- تعريف طريق التيقظ والانتباه فيما يقع فى مسائل الكفاءة من الاشتباه للشيخ عبد الله بن احمد باسودان المتوفي 1266 ه.

5- التحفة السنية المقربة في بيان مرمى جمرة العقبة للشيخ على بن أحمد باصبرين المتوفي 1306 ه ألفه على أثر وضع الدولة العثمانية عام 1291 ه شباك الحديد على جمرة العقبة وأوضح فيه ما يجب مراعاته عند الرمي.

6- الاتحاف بتقرير مسألة الازورار والانحراف للسيد محمد بن حامد السقاف المتوفي 1338 ه.

7- ايضاح الاحاديث وتقوية الابحاث في بيان وقوع الطلاق بالثلاث للسيد محمد بن عبد الله البار المتوفي 1347 ه.

8- غاية المطلوب فيما يتعلق بنسك المعضوب للشيخ أحمد بن عبد الرحمن باجنيد المتوفي بعد 1300 ه.

9- الاقوال الصحيحة المحققة في أحكام وتفاريع مسألة اللقطة للسيد محمد بن هادي السقاف المتوفي 1382 ه.

ح الكتب المؤلفة فى القضاء والدعاوى وشروطها:

1- المحاضر والسجلات الشرعية للشيخ محمد بن أحمد بافضل المتوفى 903 ه.

2- النبذة المقررة فى الدعاوى المحررة للشيخ محمد بن عمر بحرق المتوفي 930 ه.

3- تحصيل المقصود فيما طلب من تعريف صيغ العقود للشيخ محمد بن عبد الله باسودان المتوفي 1281 ه.

4- صيغ العقود والدعاوي في الياقوت النفيس للسيد أحمد بن عمر الشاطري المتوفي 1360 ه.

5- صوب الركام فى تحقيق الاحكام للسيد عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف المتوفي 1375 ه.

جعل هذا الكتاب خاتمة لحاشيته على تحفة المحتاج وخصه بباب القضاء وخصه بباب القضاء من التحفة التي كان يمليها أثناء درسه من حفظه وكان هذا محل دهشة من الناس وقد تعقب فيه الشيخ ابن حجر في باب القضاء من التحفة ومع رباطة جاش بن عبيد الله وعلو كعبه فقد تهيب المقام إذ ابن حجر شيخ الاسلام بالبلد الحرام فقال: فلا بدع إن إمتلأت رعبا فقد أرتقيت صعبا ومتى الوصول مع كثرة النواسخ وأن بالثياب والقدم غير راسخ ولكن لا مخافة مع دعاء لامس سماء القبول من المشائخ.

6- تعليقات على عماد الرضاء للشيخ سالم سعيد بكير باغيثان المتوفي 1386 ه.

7- تحقيق كتاب فتح الرؤوف للمناوي شرح عماد الرضاء بيان آداب القضاء للشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بكير.

ط -الكتب المؤلفة في بيع العهدة:

بيع العهدة بيع يشترط فيه شروط البيع إلا أن الايجاب والقبول يسبقها اتفاق بين المتبايعين بأن البائع متى أراد رجوع المبيع اليه أتى بمثل الثمن المعقود عليه فيبذله للمشتري ويفسخ المشتري عليه البيع ويشترطون ان يسبق هذا الاتفاق العقد ويبطلون البيع ان وقع فيه الشرط أو في زمن الخيار ويلزمون المشتري بالوفاء بما التزمه في هذا الاتفاق. وقد ظهر هذا البيع في حضرموت في القرن الثامن من الهجرة وأيده أكثر الفقهاء وعارضه بعضهم كالشيخ عبد الله بن محمد العمودي الذمادي فقد منعه أيام ولايته على دوعن، لست أريد الحديث في العهدة من حيث الصحة أو البطلان فلذلك مبحث وانما أريد عرض ماكتب فيها.

فمن الكتب المؤلفة في بيع العهدة:

1- اطلاق العقدة شرح مسائل العهدة للشيخ عبد الله بن أحمد بازرعة من اهل القرن العاشر.

وقد نظمها السيد محمد بن سالم بن حفيظ.

2- فك العقدة في مسائل العهدة للشيخ عبد الرحمن بن عمر العمودي المتوفي 967 ه.

3- حل العقدة في تصحيح بيع العهدة للشيخ محمد بن سليمان باحويرث من أهل القرن الحادي عشر.

4- ماحوته دشتة السيد عبد الرحمن بن محمد العيدروس المتوفي 1113 ه من فتاوي في العهدة.

5- ايضاح العهدة شرح الزبدة في احكام العهدة للشيخ على بن عبد الرحيم بن قاضي باكثير المتوفي 1145 ه.

6- ( بيع العهدة بين مؤيديه ومعارضيه ) للشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بكير.

ي- الردود:

قد يحدث إختلاف بين فقيهين فتؤلف الرسائل كل طرف يعبر عما عنده ويعرض ما لديه من حجج يرد بها على مخالفه وقد يطول الأخذ والرد وقد ينتهي ويتصف بعض هذه الردود بالانصاف التام ويعتري شيء من الانفعال والتهجم فيقل فيه الانصاف، ويظهر أن هناك أتفاقاً بين فقهاء حضرموت إذا حدث بينهم خلاف أن يحكم فيه فقهاء الحرمين الشريفين كما يفهم في مسألة الخلاف بين السيد أحمد بن عمر عيديد من أهل القرن الحادي عشر وبين شيخه السيد أحمد بن حسين بن عبد الرحمن بلفقيه في موضوع رد الشهادة إذا منعها أهل الحساب كما جاء تفصيل ذلك في المشرع الروي.

ومن كتب الردود:

1- قاطع الجدال في مسألة الهلال للسيد عبد الرحمن بن عبد الله بلفقيه المتوفي 1162 ه يرد فيه على الشيخ على بن عبد الرحيم بن قاضي باكثير القائل بالأخذ بالحساب ورد الرؤية إذ احالها الحساب.

2- البراهين العقلية في أحكام رؤية الاشهر الهلالية للشيخ عبد الله بن محمد بن قطنة من أهل القرن الحادي عشر.

3- سلامة الحجاج في كل عام من رفض مختارات محمود الهمام للشيخ علي بن أحمد باصبرين المتوفي 1306 ه.

يرد فيه على الشيخ محمود شكري في كتابه قطع التوهم الذي ألفه في الرد على كتاب الشيخ باصبرين التحفة السنية المقربة في بيان مرمى جمرة العقبة.

4- السيف المجرد البتار في الرد على من قال بعدم ثبوت الشفعة على الاطلاق فيما في دوعن من ديار للشيخ عبد الله بن سعيد باجنيد المتوفي 1359 ه.

يرد على فتوي القاضي المفتي الشيخ عبد الرحمن بن أحمد باشيخ المتوفي 1342 ه.

5- إقامة البراهين والادلة وكشف تمويهات الاراء المضلة في الحكم بتعميم الرؤية وتوحيد إثبات الاهلة للشيخ سالم بن سعيد بكير المتوفي 1386 ه.

يرد فيه على من لا يعتبرون أختلاف المطالع ويعممون الحكم بالرؤية وعلى من يمنعون الأخذ بالحساب ويعتبرون ذلك خروجا على نصوص الشارع.

ك- الكتب المؤلفة فى الاصطلاح:


كتب فقهاء حضرموت فى اصطلاح المذهب الشافعي رسائل متعددة تحدثوا فيها عن التقليد وأحكامه وعن موضوع الخروج من الخلاف وعن عمل القاضي والمفتى وعن الكتب المعتمدة في المذهب الشافعي وترتيبها ومصطلحاتها:

1- توجيه الاعتراف من بحر الاختلاف للشيخ علي بن عبد الرحيم بن قاضي باكثير المتوفي 1145 ه.

2- المقاصد السنية إلى المواد الهنية للشيخ محمد بن عبد الله باسودان المتوفي 1281 ه.

3- مطلب الايقاظ من غرر الالفاظ للسيد عبد الله بن حسين بلفقيه المتوفي 1266 ه.

4- الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة الشافعية للسيد علوي بن أحمد السقاف المتوفي 1335 ه.

5- الابتهاج في بيان اصطلاح المنهاج للسيد أحمد بن أبي بكر بن سميط المتوفى 1343 ه وهو من مراجع تحقيق كتاب غياث الامم والتياث الظلم لامام الحرمين.

لقد تركت كثيرا مما علمته من كتب التراث فعسى أن يسامحني ذووه إذ لهم علينا حق ذكره ودرسه ونشره ولقد أطلت عليكم فلا تؤاخذوني.
واختم الكلام بالدعاء الذي أعتاد أهل حضرموت أن يختموا به مجالسهم الفقهية:

ربنا انفعنا بما علمتنا... رب علمنا الذي ينفعنا

ب فقهنا وفقه أهلنا... وقرابات لنا في ديننا

مع أهل القطر أنثى وذكر

رب وفقنا ووفقهم لما... ترتضي قولا وفعلا كرما

وارزق الكل حلالا دائما... وأخلاء أتقياء علما

نحظى بالخير ونكفى كل شر

ربنا أصلح لنا كل الشئون... وأقر بالرضا منك العيون

واقض عنا ربنا كل الديون... قبل أن تأتينا رسل المنون

واغفر واستر أنت أكرم من ستر

وصلاة الله تغشى المصطفى... من إلى الحق دعانا والوفا

بكتاب فيه للناس شفا... وعلى الآل الكرام الشرفا

وعلى الصحب المصابيح الغرر

(اللهم أهدنا بهداك، واجعلنا ممن يسارع في رضاك، ولا تولنا وليا سواك، ولا تجعلنا ممن خالف أمرك وعصاك، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
 

أحمد بن فخري الرفاعي

:: مشرف سابق ::
إنضم
12 يناير 2008
المشاركات
1,432
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
باحث اسلامي
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
شافعي
جزاكم الله خيرا ابا عبدالله ونفع بكم
 
إنضم
20 أبريل 2009
المشاركات
14
التخصص
عام
المدينة
حضرموت
المذهب الفقهي
شافعي
جزيتم خيرا أبا عبد الله
وبقي من أعمال الحضارم في خدمة الفقه مجموعة ليست بالقليلة
لعل أخانا رشيدا الحضرمي يدلي بما عنده
ولمحمد أبوبكر باذيب رسالة جامعية عن خدمة الحضارم للفقه الشافعي (إن لم أكن واهما)
ولما تطبع
 

محمد ال عمر التمر

:: مطـًـلع ::
إنضم
30 أغسطس 2008
المشاركات
130
التخصص
غير متخصص
المدينة
المدينة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: مشاركة فقهاء حضرموت في خدمة الفقه الشافعي- للسيد عمر بن حامد الجيلاني

الذي يظهر أن شرح وسيط الواحدي كتاب في التفسير وليس في الفقه ، فالواحدي مفسر معروف وليس له كتاب في الفقه.
أما شرح الحاوي أظنه للحاوي الصغير فهو الذي يعتني العلماء بشرحه والله اعلم
وللمزيد حول فقهاء اليمن الشافعةي فليراجع كتاب طبقات فقهاء اليمن لابن سمرة الجندي فهو نفيس في بابه.
 

د. محمد بن عمر الكاف

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
20 مايو 2009
المشاركات
326
التخصص
فقه
المدينة
المدينة المنورة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: مشاركة فقهاء حضرموت في خدمة الفقه الشافعي- للسيد عمر بن حامد الجيلاني

رسالة شيخنا الشيخ محمد بن أبي بكر باذيب طبعت منذ سنتين وهي (جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي) وهي في مجلدين ضخمين .. ولا مزيد على ما ذكره فيها .. وقد طبعتها دار الفتح بالأردن ..
 
أعلى