العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

مطلب نجاة

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغَلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ".

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَلِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ ".
اللهم اجعلنا وإياكم منهم ومعهم، اللهم آمين


مطلب نجاة

صلاح كل نفس مسلمة مطلب نجاة، وليس مطلب نصيحة، فهو ضرورة واجبة ملّحة، وليس للإخوة؛ بل هو لنجاة نفس كل فرد مسلم.

وهذا رمضان قد أقبل بالخير، تعالوا ننوي بصدق وإخلاص لله تعالى أن نغير أنفسنا بحق، ونصلح شأننا، نتقي الله في السر والعلن، نحب لغيرنا ما نحبه لأنفسنا، لنحيا في الدنيا لتحقيق مقصد الله تعالى لخلقنا.

فلا نجعل أي أحد -كائن من كان- يسرق منّا عطايا شهر رمضان المبارك، كلمات أذكر بها نفسي لأنها تنسى وتكسل، وإن أول من يسرق هذا الشهر من المسلم: هي النفس، سواء بسوء الخلق، أو بالهوى والميل عن مقصد الله تعالى لنا في تشريع هذا الركن الهام في الإسلام وهو صيام شهر رمضان المبارك، بأن يكون كله عبادة لله تعالى، وهو سبحانه يجزي به.

نحن نحاول ونجتهد ونحارب أن نصلح دنيانا لينصلح مقامنا فيها، مع إنها ضيافة عابرة.. فمقامنا ليس هنا .. بل هناك، ونحن نكسل وقد نغفل عن إصلاح المقام هناك، لأننا نراه بعيدا، مع إنه قريب جدا.

غير ذلك أن منهج وطريقة إصلاح دنيانا عندما تختلف أو لا يماثل ويوافق المنهج الذي أراده الله لنا؛ يكون حالنا هذا هو الذي نعيشه الآن، والعياذ بالله.

فالمسلمون في مشارق الارض ومغاربها ينكل بهم، ونحن نعيش في أمن ورغد،.. حتى أن ابتلاءاتنا أحلام لغيرنا، عفى الله عنا جميعا.

وإن كل الذي يحدث لنا بسبب أننا ركنّا إلى الدنيا، وإلا ما كان هذا هو حال أمتنا المذبوحة بنصال معاصي أولادها، والمتخلفة بالتفافهم لمقاصد لم يخلقنا الله تعالى لها، أمة فقيرة بسبب تحول قبلة قلب أولادها إلى ما لا يصلحها، الذليلة بسبب تفشي الهوى والشهوات والمجاهرة بما يغضب الله سبحانه، (إلا من رحم ربي)، وياليتنا على الأقل نستغفر عندما نذنب ونعصي، فلسنا ملائكة، وكلنا خطاء.


أسئلة وأجابات
هل خلقنا الله في الدنيا لننعم فيها؟ يأت الجواب في قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ).
وما سبب خلقنا؟ يأت الجواب في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).

ولكن الكثير منّا تصرفاته والبعض فهمه يبينه قوله تعالى: (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ).

وقد نغفل تارة وننسى تارة أخرى أن وأحيانا لا نريد أن نتذكر أن: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ
فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ).
والحقيقة تأتي في قوله تعالى: (وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى
أَفَلَا تَعْقِلُونَ).

(إلا من رحم ربي).

كل عام وأنتم وكل فرد في أمة الإسلام -إلى يوم الدين- أحب لله تعالى وأقرب، يحيا في هناء رضا الله تعالى، يحيا في عز وكرامة ومنعة، في صحة وعافية ورغد وغنى عن الناس، اللهم آمين




اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين
 
أعلى