معنى القاعدة لغة واصطلاحاً، ومدلول القاعدة الفقهية

[د. عبدالحميد بن صالح الكراني]

معنى القاعدة لغة واصطلاحاً:
الدكتور/ أحمد بن محمد عزب​

- القاعدة في اللغة الأساس، وجمعها قواعد، وهي أسس الشيء وأصوله، سواء كان حسياً كقواعد البيت، أو معنوياً كقواعد الدين أي دعائمه، وقد جاء هذا اللفظ في القرآن الكريم، قال تعالى: (( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل))، وقوله تعالى: ( فأتى الله بنيانهم من القواعد)) فمعنى القاعدة في الآيتين الأساس وهو ما يرفع عليه البنيان، فكل ما يبنى عليه غيره يسمى قاعدة.

- القاعدة اصطلاحاً: قضية كلية منطبقة على جميع جزئياتها.

- القاعدة الفقهية اصطلاحاً: اختلف الفقهاء في تعريف القاعدة الفقهية، والسبب في اختلافهم هو : هل تعتبر القواعد كلية أو أمراً كلياً؟ لأن الكلية هي الحكم على جميع الأفراد فرداً فرداً أي الحكم على كل جزء من أجزاء القاعدة فلا يخرج عن القاعدة أدنى شيء، أما الكلي فهو الحكم على المجموع أو الحكم الأغلبي فيخرج عن القاعدة بعض الأمور، وهذا هو الصحيح لأن بعض الجزئيات قد تشذ وتخرج عن القاعدة ، لأن هذه القواعد في أغلبها جاءت عن طريق التتبع والاستقراء.

وقد عرّف المتأخرون القاعدة الفقهية أنها : حكم أغلبي يتعرف منه حكم الجزئيات الفقهية مباشرة.

 

[محمد بن فائد السعيدي]

بوركت شيخنا أبا أسامة

 

[رائف بن إسماعيل بن محمد العجمي]

رد: معنى القاعدة لغة واصطلاحاً، ومدلول القاعدة الفقهية

السلام عليكم أيها الإخوة الكرام
أشار الدكتور أحمد بن محمد عزب إلى أنّ الفقهاء قديما اختلفوا في تعريفهم للقاعدة الفقهية فيما جرى فيه الخلاف بين لفظ الكلية والأمر الكلي. ثم عرّف الكلية بالحكم المنطبق على جميع الأفراد فرداً فرداً أي الحكم على كل جزء من أجزاء القاعدة فلا يخرج عن القاعدة أدنى شيء.
وعرّف الكلي الحكم على المجموع أو الحكم الأغلبي وهذا من الجمع بين المتناقضات وهو مستحيل عقلا.
ووقع الدكتور أحمد بن محمد عزب في خلط كبير وهو التفرقة بين الكلية والأمر الكلي رغما كونها شيئا واحدا.
أما الكلية فهي القضية المحكوم فيها على جميع أفراد موضوعها بحيث لا يبقى فرد وقد عبّر عن القاعدة بالقضية العديد من الفقهاء كأبي البقاء الكفوي فقال: هي قضية كلية من حيث اشتمالها بالقوة على أحكام جزئيات موضوعها.
وعبر بعضهم بالأمر الكلي فقال التهانوي: هي أمر كلي منطبق على جميع جزئياته عند تعرف أحكامها منه. وجرى على مهيعه في تعريف القاعدة بالأمر الكلي العديد من الفقهاء كالفيومي والمقري وابن السبكي. فما هو الأمر الكلي؟
لاحظ معي جيدا في تعريف التهانوي: أمر كلي منطبق على جميع جزئياته، والكلية منطبقة على جميع الجزئيات فالمراد من الأمر الكلي القضية الكلية لا الكلّي ولا الكلّ، إذ الكلّي ما لا يمنع نفس تصور معناه عن وقوع الشركة فيه، والكلّ هو الحكم على المجموع أو الهيئة بحيث إذا انتفى جزء انتفى الكلّ. لذا قال التهانوي في شرحه لتعريفه: "وعُلم أنّ الأمر الكلي المذكور أُريد به القضية الكلية لا المفهوم الكلي كالإنسان وإن ذهب إليه بعض القاصرين".ا.ه
وموضوع القضية إما كلي وإما جزئي، فإن كان كليّا وتسوّر بسور كليّ كجميع وكلّ وقاطبة والألف واللام التي تفيد الاستغراق، صارت كلية أي أصبح الكلي هنا أمرا كليا أي يفيد الكلية كقولنا المشقة تجلب التيسير، فالألف واللام في كلمة المشقة تفيد الاستغراق وهو سور كلي فصار الحكم في هذه القضية متعلقا بجميع أفراد الموضوع.
وتجدر الإشارة أنّ بعض الفقهاء عبّر عن القاعدة بالحكم وهو مجاز مرسل علاقته الجزئية من باب إطلاق الجزء وإرادة الكلّ لأنّ القضية أعمّ من الحكم إذ تشتمل عليه وعلى غيره. والشأن أن تصان التعاريف عن المجاز، على أنّ في هذا التعريف من القرائن ما يصرف اللفظ عن معناه الحقيقي.
وبهذا نتبين أنّ تعريف القاعدة بالقضية الكلية أو الأمر الكلي أو الحكم الكلي مؤاداها واحد وهي ليست متباينة بل هي مترادفة. هذا والله تعالى أعلم.

​

 

[أنزور بن مبين بن سفربي]

رد: معنى القاعدة لغة واصطلاحاً، ومدلول القاعدة الفقهية

إليكم رابطا لدروس الدكتور عبد الرحمن الكيلاني حفظه الله تعالى لمادة القواعد الفقهية في مرحلة الماجستير، نفع الله به:
https://www.youtube.com/playlist?list=PL0xobTVQYRJGDMueOuR8BihPjeKtNeNSD

 

[محمد بن عبدالله الشهري]

رد: معنى القاعدة لغة واصطلاحاً، ومدلول القاعدة الفقهية

جزاك الله خير الجزاء د.عبدالحميد