العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

مقال في ضرورة تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
إمتاع الزكي بضرورة تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو الرد على فرية أن النبي  كان رجلاً مزواجاً وصاحب شهوة ؛ لأنه تزوج بأكثر من امرأة ، وهذه فرية يغني فسادها عن إفسادها ، وبطلانها عن إبطالها فلو كان تعدد زوجاته قدحاً في نبوته ما سكت أعداء الدين عنه رغم أنهم كانوا يتربصون به الدوائر لكي يصدوا الناس عن دعوته فالعدو يقصد لدفع قول عدوه بكل ما قدر عليه من المكايد ، فلما لم يطعن الأعداء فيه  من خلال تعدده للزوجات دل ذلك على أن هذا أمر طبيعي عند العرب ، ولو فرض أنه  تزوج امرأة لقضاء الوتر من الشهوة ، والتمشي مع ما تقتضيه الفطرة لم يكن ذلك قصوراً في مقام النبوة ،ولو كان النبي  تزوج من أجل قضاء الوتر لاختار الأبكار الشابات باهرات الجمال ،وأول امرأة تزوجها خديجة رضي الله عنها كانت أكبر منه بخمسة عشرة عاماً فقد كان في الخامسة والعشرين من عمره ،وكانت في الأربعين من عمرها فهل هذا من صفات الرجل الشهواني ؟!!!!! وغالب من تزوجهن النبي  كن كبيرات السن فهل هذا من صفات الرجل الشهواني ؟!!!!! ،وبدء تزوج النبي زوجاته كان بعد الثالثة والخمسين من عمره فهل الرجل الشهواني يصبر عن النساء حتى هذا السن ؟!!!!!! ، والنبي  زُوج ،ولم يتزوج كزواجه من زينب بنت جحش حيث كانت زوجة لزيد بن ثابت فعايرته بنسبه ،وأنه عبد ،وكان النبي يأمره بالصبر حتى طلقها فأمره الله بالزواج منها قال تعالى : ﴿ َإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً ﴾ ( الأحزاب : 37 ) لتحريم عادة التبني ،ولبيان أن الذي قد تبنى أحداً يحل له أن يتزوج زوجة الذي تبناه ،والسيدة عائشة رضي الله عنها قد رآها  في المنام مرتين ورؤيا الأنبياء حق ،وتعدد زوجات النبي كان سنة الأنبياء قبله فقد تزوج إبراهيم عليه السلام ثلاث زوجات ،وتزوج موسى عليه السلام بأربع ،وتزوج داود عليه السلام بسبع ، وتعدد زوجاته  كان ضرورة من أجل الرسالة لتكثير من يشاهد أحواله  الباطنة فينتفي عنه ما يظن المشركون أنه ساحر فالزوجات أعلم بأزواجهن ،وتعدد زوجات النبي  كان ضرورة لتكثير عشيرته فيزداد أعوانه على من يحاربه ، وتعدد زوجات النبي  كان ضرورة لتوثيق الصحبة بينه وبين أصحابه فالزواج من عائشة يوثق العلاقة بينه وبين أبي بكر ،والزواج من حفصة لتوثيق العلاقة بينه وبين عمر بن الخطاب ، و تعدد زوجات النبي  كان ضرورة لإعانة الأرامل فزواجه من ميمونة رضي الله عنها كان ضرورة فهي كانت أرملة كبيرة السن تحتاج لمن يرعاها ،وأيضاً قرابتها متشعبة في بني هاشم وببني مخزوم ،وسودة بنت زمعة كانت من زوجات أحد المحاربين عن رسول الله  فتزوجها من أجل رعايتها وإكرام زوجها الذي كان يحارب معه ،وأم سلمة تزوجها إكراماً لزوجها المدافع عن الإسلام ،وكفالة لأولادها ،ولرعايتها فهي تحتاج إلى من يرعاها ،وأم حبيبة تزوجها إكراماً لها ،ولإعانتها ورعايتها ،وحتى لا ترجع إلى أهل الكفر ،وزينب بنت خزيمة تزوجها إكراماً لزوجها المدافع عن الإسلام ولإعانتها ورعايتها فهي تحتاج إلى من يرعاها ،و تعدد زوجات النبي  كان ضرورة لتحقيق مصالح تشريعية ولانتشار الشريعة بأكثر من شخص فالزواج من السيدة زينب بنت جحش كان لإبطال عادة التبني ،وجواز تزوج المتبني لزوجة المتبنى ،وقد روت السيدة زينب بنت جحش تسعة أحاديث أما الزواج من السيدة عائشة كان لإبطال عادة التآخى ،وقد روت السيدة عائشة 2210 حديثاً ،والزواج من أم سلمة كان للعلم بأن الثيب لها ثلاثة أيام والبكر لها سبعة أيام ،وقد روت 378 حديثاً ،وميمونة رضي الله عنها روت 76 حديثاً وأم حبيبة روت 65 حديثا ،و حفصة روت 60 حديثاً و جويرية روت خمس أحاديث فكان تعدد زوجاته ضرورة لتخريج مجموعة من النساء تعلم النساء الأخرى الأمور التي يخجلن من ذكرها ،وتعدد الزوجات كان ضرورة لتحقيق مصالح سياسية ككسب تأييد القبائل وكان الزواج من أم حبيبة لكي لا ترجع إلى الكفر بتعذيب أهلها لها ،وكان الزواج من جويرية حتى تهتدي قبيلتها فيكثر سواد المسلمين ،وكان الزواج من ميمونة ؛لأن قرابتها كانت متشعبة في بني هاشم ،و تعدد زوجات النبي  كان ضرورة لإظهار كمال عدله في معاملته مع زوجاته فتقتدي الأمة به هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وكتب ربيع أحمد طب عين شمس الفرقة السادسة الأربعاء 24/1/ 2007 م
 
أعلى