العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

مقدمة إملاء الاستذكار للحافظ أبي عمر ا بن عبدالبر القرطبي

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الموضوع من إعداد: ثمرة المطابع
----------------------------

مقدمة إملاء الاستذكار للحافظ أبي عمر ا بن عبدالبر القرطبي

تأليف : الحافظ أبي طاهر السلفي الأصبهاني ( ت576هـ )
تحقيق : عبداللطيف بن محمد الجيلاني
النسخ المعتمدة في التحقيق : اعتمد المحقق على نسختين خطيتين : الأولى : ضمن مجموع برقم (71) بالمكتبة الظاهرية . الثانية : من محفوظات المكتبة المحمودية ضمن مجموعة المكتبات الوقفية التي ضمنتها مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة النبوية ورقمها 396 وهي مقدمة الجزء الأول من إملاءات في مجالس على موطأ الإمام مالك .
الناشر : دار البشائر الإسلامية - بيروت - لبنان
رقم الطبعة : الأولى
تاريخ الطبعة: 29/11/2001
نوع التغليف: عادي ( ورقي )
عدد الأجزاء : 1
اسم السلسلة : لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام
الرقم في السلسلة : 31
عدد الصفحات : 63
حجم الكتاب : 17 × 24 سم
السعر : 5.0 ريال سعودي ($1.33)
التصنيف : / علوم الحديث / الحديث رواية / مصنفات الحديث
نبذة عن الكتاب :
تعد هذه الرسالة من أوائل كتب الافتتاحيات وهي من أقدم ما وصلنا من هذا النوع من التأليف .

وهذه الكتب هي عبارة عن : مصنفات يضعها العالم أو يمليها عند البدء بإقراء كتاب من الكتب أو تدريسه ، ويتناول فيه ترجمة صاحب الكتاب المراد إقراؤه ، ويتحدث عن خصائص كتابه ، ومنهجه فيه ، ويعرض ما قيل في مصنفه من ثناء وهذا ما فعله الحافظ السِلفي - بكسر السين - فقد شرع في إقراء الموطأ بالمدرسة العادلية ثم عدل عنه إلى كتاب الاستذكار - لأسباب ذكرها في الرسالة - وفي أثناء الكتاب أشاد بالإمام مالك وبكتابه الموطأ وذكر نبذاً في الثناء عليه ثم ذكر أسانيده إلى كتب ابن عبدالبر واستطرد - لمناسبة ذكر إجازته بكتب ابن عبدالبر - في الخلاف بين أهل المشرق والمغرب في مسألة في الإجازة ثم ترجم للحافظ ابن عبدالبر وذكر بعض الأقوال في وفاته مرجحاً بينها وختم الكتاب بذكر بعض الأشعار من قوله ومنقوله في الثناء على كتب ابن عبدالبر عموماً وكتاب الاستذكار خصوصاً .

وقد اعتنى المحقق بالكتاب عناية جيدة وشملت :

1- تقديمه للرسالة بدراسة موجزة : ذكر فيها ، ترجمة المؤلف ، والتعريف بالرسالة - وذكر عناية العلماء بكتاب الاستذكار - وصحة نسبتها للمؤلف ، ووصف النسخ الخطية .

2- وثق النقول واعتنى بتوضيح بعض العبارات .

3- صنع فهارس منوعة .

4- عرف ببعض الأماكن .

5- اعتنى بضبط الأسماء والألفاظ .

الخلاصة : قراءة في منهجية تعلم العلم وتعليمه من خلال رسالة الحافظ السلفي .

هذه بعض الفوائد المستفادة في منهج تعلم العلم وتعليمه من خلال قراءة (مقدمة إملاء الاستذكار ) للحافظ السلفي رحمه الله ويجدر بطلاب العلم عامة ومن يتصدر لتدريس الناس خاصة أن يتأمل في تلك الرسالة وغيرها ليستفاد منه هذا المنهج ، فنحن أحوج ما نكون في هذه الأيام -التي قل فيها العلم وكثر فيها الجهل - إلى اقتفاء آثار السالفين الذين حملوا ميراث النبوة وأوصلوه إلينا غضا طريا . بعد أن صرنا في زمن كثر فيه من يريد أن يتعلم ويبتدع في ذلك منهجاً ولا يرجع إلى كتب الأولين ليعرف كيف نالوا العلم ويقول : هم رجال ونحن رجال فخرجت لنا مفاضلات جديدة تقدم حفظ الحديث على حفظ القرآن و دراسة أحاديث الأحكام على دراسة الفقه ولما يفرق بعد بين أركان الصلاة وشروطها وهكذا . وإلى نماذج من هذه الرسالة .

أولاً : مما تفيدنا به هذه الرسالة أهمية التقديم بمداخل للكتب المراد تدريسها تشمل عنوان الكتاب وترجمة مؤلفه وقيمته ومنهجه ونحو ذلك ، ليكون عند المتعلم تصور عنه ولئلا يدخل المتعلم في كتاب لا يدري عنه مثل هذه الأمور فضلاً عن كونه صالحاً لأن يبدأ به أم لا .

ومما يشبه ذلك ما يعرف عند المتأخرين بالمبادئ العشرة وإن كانت الأخيرة أعم إذ هي في موضوعات العلوم وماله صله به وهذه في كتب خاصة في تلك العلوم . فلو جمع بين المدخلين عند التدريس لكان حسناً .

ثانياً : منهجية ترتيب العلوم عند الأخذ لها .

فالإمام السلفي رحمه الله قبل أن يشرع في إقرائهم لكتاب الموطأ ومن بعده شرحه الاستذكار ابتدأ بتدريسهم كتب الفقه والأصول أو علم أن هؤلاء الطلبة درسوا تلك العلوم أولاً فتجده يقول في المقدمة ص26 : (فقد سألتموني .. معشر فقهاء المالكية والشافعية ....بعد تضلعكم من أصول الفقه وفروعه ، واستيفائكم ، وقت استفتائكم كل نوع بينبوعه وتبحركم بعون الله تعالى في سائر فنونه وما يتعين تحصيله من نكته وعيونه أن أملي عليكم من الحديث الذي عليه مدار الشرع الأصل منه والفرع ما يمكنني إملاؤه ويخف عليّ إلقاؤه ) اهـ .

ولا يخفى أن الحديث مادة اختلطت فيها العلوم ويحتاج من يريد منهم دلالاته الفقهية على الاحكام إلى دراسة علوم مهمة كالأصول واللغة وغيرها فضلاً عن دراسة الفقه لترتب المسائل في الذهن ولمعرفة صور المسائل وشروطها وأركانها وتجمع كل ذلك في باب واحد ، ثم إن الحديث الواحد قد تنتزعه عشرات المسائل الفقهية فيتشتت ذهن الطالب إن بدأ بدراسته لها مع عدم استغناء الأخير عنها .

وهذا هو المنهج الذي سار عليه الحافظ السلفي كما هو واضح من عبارته .

ومن قرأ كتب المعاجم والمشيخات وكتب التراجم وجد هذا ظاهراً جداً في صنيع العلماء عند تلقيهم للعلم ، فتجد كبار الحفاظ يقال في ترجمة أحدهم : حفظ القرآن ثم حفظ التنبيه أو درس مختصرات ابن الحاجب ( الأصلي أو الفرعي أو كافيته أو الشافية ) أو حفظ المنهاج ونحو ذلك ، فمن أراد التفقه فليسر كما سار من قبله .

وبترك تلك المناهج الأصلية في طلب العلم وتلقيه خرج لنا في الساحة أنصاف متعلمين تجد الواحد منهم أفنى عمره في تحصيل العلم وما حصل إلا النز اليسر كما ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله عن أحد قرنائه : أنه ومع كثير اشتغاله بالعلم ما حصل شيئاً . فنجد في الساحة من يدرس المصطلح قبل الفقه ،وعلوم القرآن قبل البلاغة والحديث قبل الفقه والأصول قبل العقيدة ، وهكذا ، وإلى الله المشتكى .

الملاحظات : -

1- للحافظ السلفي مقدمة أخرى على كتاب معالم السنن للخطابي نشرها محمد حامد الفقي في آخر كتاب معالم السنن : 8/138-163 .

2- ساعد المحقق في مقابلة نسخ الكتاب ومعارضتها كل من : محمد ناصر العجمي ونظام محمد يعقوبي ورمزي سعد الدين دمشقية والدكتور قاسم علي سعد بسماع آخرين للرسالة وذلك بصحن المسجد الحرام تجاه الكعبة عام : 1421هـ ، وذلك ضمن لقاء العشر الأواخر الذي صدرت عنه هذه السلسلة .

التقويم : 1- تبرز أهمية هذه الرسالة في كونها من أوائل ما صنف في افتتاحيات الكتب ويستظهر المحقق - وفقه الله - أن الحافظ السلفي هو أول من شهر هذا اللون من التصنيف عند المحدثين .

2- تعتبر كتب الافتتاحيات - كما يذكر المحقق - مرجعاً مهماً في دراسة مناهج المصنفين ، إذ يتضمن كثيراً منها خلاصة الاستقراء لتلك المناهج كما أنها مصدر من مصادر تراجم العلماء ومعرفة أسانيد الكتب ومدى انتشارها واهتمام الناس بها .

ويضيف المحقق أن هذه الرسالة تؤرخ لجانب من النشاط العلمي في القرن السادس الهجري وتكشف جهود الحافظ السلفي في تدريس العلوم وعنايته بعقد مجالس الإملاء .
 
أعلى