العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

مقدمة عن الظاهرية وأئمتهم

إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
290
مقدمة عن الظاهرية وأئمتهم:
أهل الظاهر هم ثلة من العلماء ... من علماء السلف ومن علماء الخلف ، اختلفت مشاربهم وأوطانهم وأنسابهم ، إلا أنهم جميعاً اتفقوا على أمر واحد ، وهو ( وجوب الرد إلى الأمر الأول ) أي الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في فهم الشريعة الإسلامية والعمل بها ، وقد سار على هذا الطريق الكثير من أئمة الدين والهدى ، نذكر منهم على سبيل المثال بلا ترتيب زمني : داود الظاهري وابنه محمد بن داود الظاهري ، وإبراهيم بن عرفه الأزدي ، وأبو يعلى الموصلي التميمي الظاهري ، وعبد العزيز الخرزي القاضي الظاهري ، وابن المغلس الظاهري ، وابن أبي عاصم الظاهري ، والشعار الظاهري ، ومحمد الرضيع الظاهري ، ورويم الظاهري ، والحسين بن عبد الله السمرقندي الظاهري ، والحسن النهرباني الظاهري ، وأبو بكر بن النجاد الظاهري ومحمد بن عمر القاضي الظاهري ، وابن حزم الظاهري ، ومنذر بن سعيد البلوطي الظاهري ، والبرمكي الظاهري نزيل الاندلس ، وأبو عامر العبدري الظاهري ، والحميدي الظاهري ، وابن طاهر القيسراني الظاهري ، وأبو حيان الأندلسي الظاهري ، وابن دحية الظاهري ، وابن الرومية النباتي العشاب ، وابن البرهان الظاهري ، والبشتكي الظاهري ، وحفيد الإمام ابن حزم أبو محمد أيضاً ، وابنائه الفضل ، ويعقوب ، وأسامة كانوا على الظاهر ، وكذلك ابن هلال الظاهري ، والقاضي الفامي الظاهري ، ومن المتأخرين كالإمام بديع الزمان السندي ، وتقي الدين الهلالي ، وأبي تراب الظاهري ، والعلامة الجهبذ ابن عقيل الظاهري حفظه الله ، والعلامة الأثري مقبل بن هادي الوادعي ، وغيرهم من أهل العلم والدين والتقى رحم الله جميعهم.

منهج أهل الظاهر :
هو الوقوف على اليقين في كل شيء من أحكام الشريعة الإسلامية ، فإن وقفوا على يقين يقطعون به ويمكن نسبته إلى الله تعالى قالوا به وأخذوه ، وتركوا ما عداه من الأقوال التي كانت بناء عن الرأي والظن ؛ لأن أهل الظاهر يبحثون عن التشريع ، والتشريع عندهم لا يكون إلا من له التشريع ، وهو الله تعالى في كتابه ، ورسوله صلى الله عليه وسلم الناطق بالوحي .

وقد ظن كثير من طلبة العلم أو حتى العلماء حين اعتبروا الظاهرية مذهباً كمذاهب الأئمة الأربعة ، يتبع الثاني منهم الأول ، بحيث يكون الإمام داود الظاهري هو إمام المذهب ، فيكون من بعده تبعاً له ، مستنبطاً من أقواله !

وهذا خطأ لأن الظاهرية ليست مذهباً لتقليد أحد واستنباط الشريعة من أقواله ، وإنما هم ينزعون إلى الاجتهاد في كل أمرهم ، ويحرمون تقليد أحد من البشر ، فليس عندهم إلا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط دون غيره من الناس .

فالظاهرية تدعو إلى الاجتهاد بما يصل به الإنسان إلى القطع الذي يجوز أن ينسبه إلى الله تعالى ، لذلك قرن بعض الباحثين الاجتهاد بمنهج أهل الظاهر ، لأنه السمة الظاهرة لهذا المنهج المبارك ، إلا أن ذلك خطأ ، لأن الاجتهاد أعم وأشمل ، ويدخل تحته النظر الظاهري ، وغيره من أنواع ومناهج النظر في الشريعة الإسلامية .
فليس كل مجتهد ظاهري ، وإنما كل ظاهري مجتهد أو في طريق الاجتهاد ، فالظاهري ليس له أن يقلد لا إمام ظاهري ولا غيره ، وإنما عليه أن يتعلم العلوم ويتقنها ، حتى يتمكن من بلوغ قول الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في شيء من الأشياء .

ويعتبر الإمام داود الظاهري إماماً فيه لأنه أول من أعلن القول بالظاهر بمعنى التصنيف فيه وبثه والدعوة إليه ، وإلا فإن الظاهر من مقتضيات الفهم في الخطاب ، هكذا يعرف العربي عندما تقول له : كل مالك ، فإنه يعرف أنك تعني كل من مالك .

فالإمام داود أول من صنف فيه ودعا إليه

عقيدة أهل الظاهر :
هى كعقيدة السلف الصالح بلا فرق ، لكن الظاهرية ليسوا فرقة من الفرق التي قلّد بعضهم بعض ، فهم ليسوا كالمعتزلة أو الأشعرية أو غيرهم من الطوائف والنحل التي وضعت قواعد ما في باب الاعتقاد ، فسار عليها كل أتباعها .
 
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
130
التخصص
التاريخ والحضارة الإسلامية
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الظاهرى
بارك الله فى الجميع ونفع بهم
ومن أكابر ظاهرية المشرق
إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدى العتكى أبو عبدالله الملقب بنفطويه توفى سنة 323هـ
من أحفاد المهلب بن أبى صفرة . كان فقيها راسا فى المذهب الظاهرى
جالس الملوك والوزراء وأتقن حفظ السيرة ووفيات العلماء.
قال أبو منصور الثعالبي : وكان عالما بالعربية ، واللغة ، والحديث ، أخذ عن ثعلب ، والمبرد ، وكان من طهارة الأخلاق، وحسن المجالسة، والصدق فيما يرويه، على حال ما شاهدت عليها أحدا ، وكان حسن الحفظ للقرآن يبتدأ في مجلسه بشيء منه على قراءة عاصم، ثم يقرئ غيره، وكان فقيها ، عالما بمذهب داوود، رأسا فيه، وكان مسندا في الحديث ثقة صدوقا.

شيوخه :
داود بن علي الظاهري
إسحاق بن وهب العلاف.
داود إسحاق بن وهب العلاف.
خلف بن محمد كردوس.
محمد بن عبد الملك الدقيقي.
شعيب بن أيوب الصريفيني.
محمد بن عبد الملك الدقيقي.
أحمد بن عبد الجبار العطاردي.
المبرد.
ثعلب
عباس بن محمد الدوري.
عبد الله بن محمد بن شاكر.
أحمد بن عبد الجبار العطاردي.
عبد الكريم بن الهيثم العاقولي.

تلاميذه :
المعافي بن زكريا.
أبو بكر بن شاذان.
أبو عمر بن حيويه.
أبو بكر بن المقرئ.

مؤلفاته
كتاب المقنع
كتاب البارع
تاريخ الخلفاء
كتاب الأمثال
الشهادات
القوافي
الاقتصارات
كتاب الاستثناء والشروط في القراءات
كتاب التاريخ
كتاب الملح
كتاب غريب القرآن
كتاب الرد على من قال بخلق القرآن (1)
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) أنظر : ترجمته فى الشيرازى ، طبقات الفقهاء ؛ الذهبى فى سير أعلام النبلاء ن وفى تاريخ الغسلام ، وفى ميزان الاعتدال ؛ البغدادى فى تاريخ بغداد ؛ ياقوت ، معجم الأدباء ؛ توفيق الغلبزورى ، المدرسة الظاهرية
 
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
130
التخصص
التاريخ والحضارة الإسلامية
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الظاهرى
ومن ظاهرية المشرق الكبار
أحمد بن محمدبن صالح المنصورى ، كان من أفاضل الظاهرية متبعا لداود بن على ، ومن أشهر كتبه :
1- المصباح الكبير
2-كتاب الهادى
3-كتاب النير .

عبدالعزيز بن أحمد الاصفهانى الجزرى أحد المتمكنين فى المذهب الظاهرى ، كان معاصرا لابن النديم صاحب الفهرست ، ولاه عضد الدولة البويهى قضاء الربع الاسفل من الجانب الشرقى من بغداد
من أشهر كتبه " مسائل الخلاف"

أبو إسحاق إبراهيم بن جابر توفى سنة 310هـ ، من أكابر أهل الظاهر فى عصره ، له من الكتب كتاب الاختلاف ، الذى استحسنه أصحابه .

أبو سعيد الحسن بن عبيد النهربانى من أشهر كتبه " إبطال القياس".

ابو سعيد الرقى من أكابر الظاهرية فى عصره ،وله من كتب شرح الموضح لابن المغلس ، وكتاب الأصول يشتمل على مائة كتاب .
 
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
130
التخصص
التاريخ والحضارة الإسلامية
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الظاهرى
ومن ظاهرية المشرق أيضا

إبراهيم بن أحمد بن الحسن الرباعى البغدادى ، مات بمصر ، ومن كتبه " الاعتبار فى إبطال القياس".

أبو الحسن حيدة ، كان صديقا لابن النديم صاحب كتاب الفهرست .

محمد بن موسى الواسطى كان فقيها ومفسرا ، توفى سنة 320هـ.

أحمد بن بندار بن إسحاق الاصبهانى الفقيه كان ثقة فاضلا ، توفى سنة 359هـ .

يوسف بن عمر بن محمد بن يوسف الأزدى ، كان مالكيا وانتقل إلى مذهب داود ، وأتم كتاب الإيجاز لمحمد بن داود .

محمد بن موسى بن المثنى البغدادى ، كان فقيها فاضلا نبيلا ، توفى سنة 385هـ .

الحافظ ابن القيسرانى محمد بن طاهر بن على بن أحمد المقدسى ، كان فقيها ومحدثا ، من كتبه فى الفقه كتاب السماع .
 
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
130
التخصص
التاريخ والحضارة الإسلامية
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الظاهرى
ومن الظاهرية المشارقة
أحمد بن محمد بن عمرو النبيل المعروف بأبى عاصم الضحاك .
سكن البصرة ، وتولى قضاء أصفهان .
ترك آثارا ضاع أكثرها فى ثورة الزنج بالبصرة .
توفى رحمه الله عام 287هـ .
بقى من مؤلفاته :
- كتاب الديات ، طبع بالقاهرة ، سنة 1323هـ
- كتاب الأوائل ، توجد نسخة مخطوطة منه فى المكتبة الظاهرية بدمشق .
 
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
130
التخصص
التاريخ والحضارة الإسلامية
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الظاهرى
وهذه ترجمة الإمام العلامة الجهبذ محمد بن داود بن على الاصبهانى الظاهرى كما طلب الأخ الحبيب فؤاد يحيى هاشم
أنقلها من كتابنا "تاريخ علماء الظاهرية من النشاة حتى القرن الخامس عشر الهجرى " بتصرف ( لم يطبع بعد) .
2- أبوبكرمحمد بن داود بن على الفقيه ابن الفقيه الظاهرى: كان عالمًا بارعًا أديبا شاعرا فقيها ماهرا له كتاب الزهرة اشتغل على أبيه وتبعه فى مذهبه ومسلكه وما اختاره من الطرائق وارتضاه وكان أبوه يحبه ويقربه ويدنيه.



قال رويم بن محمد: كنا يوما عند داود إذ جاء ابنه هذا باكيا، فقال: ما لك؟ فقال: إن الصيبان يلقبوننى عصفور الشوك فضحك أبوه فاشتد غضب الصبى وقال لأبيه: أنت أضر على منهم فضمه أبوه إليه وقال لا إله إلا الله ما الألقاب إلا من السماء ما أنت يابنى إلا عصفور الشوك ولما توفى أبوه أجلس فى مكانه فى الحلقة فاستصغره الناس عن ذلك فسأله سائل يوما عن حد السكر، فقال: إذا غربت عنه الفهوم وباح بسره المكتوم فاستحسن الحاضرون منه ذلك وعظم فى أعين الناس .



وقال ابن الجوزى وقد ابتلى بحب صبى اسمه محمد بن جامع ويقال محمد بن زحرف فاستعمل العفاف والدين فى حبه ولم يزل ذلك دأبه فيه حتى كان سبب وفاته فى ذلك، فدخل فى الحديث المروى عن ابن عباس موقوفا عليه ومرفوعا عنه: [من عشق فكتم فعف فمات مات شهيدا]([1])

وقد قيل عنه: إنه كان يبيح العشق بشرط العفاف .
وحكى هو عن نفسه أنه لم يزل يتعشق منذ كان فى الكتاب، وأنه صنف كتاب الزهرة فى ذلك من صغره ورد ما وقف أبوه داود على بعض ذلك.
قال الذهبى محمد بن داود ابن علي الظاهري العلامة البارع ذو الفنون أبو بكر فكان احد من يضرب المثل بذكائه وهو مصنف كتاب الزهرة في الاداب والشعر وله كتاب في الفرائض وغير ذلك حدث عن أبيه وعباس الدوري وأبي قلابة الرقاشي وأحمد ابن أبي خيثمة ومحمد بن عيسى المدائني وطبقتهم وله بصر تام بالحديث وباقوال الصحابة وكان يجتهد ولا يقلد احدا حدث عنه نفطويه والقاضي أبو عمر محمد بن يوسف وجماعة ومات قبل الكهولة .. فاستحسن ذلك منه قال أبو محمد بن حزم كان أبن داود من اجمل الناس واكرمهم خلقا وابلغهم لسانا وانظفهم هيئه مع الدين والورع وكل خله محمودة محببا إلى الناس حفظ القران وله سبع سنين وذاكر الرجال بالاداب والشعر وله عشر سنين وكان يشاهد في مجلسه أربع مئه صاحب محبره وله من التاليف كتاب الانذار والاعذار وكتاب التقصي في الفقه وكتاب الايجاز ولم يتم وكتاب الانتصار من محمد بن جرير الطبري وكتاب الوصول إلى معرفه الاصول وكتاب اختلاف مصاحف الصحابه وكتاب الفرائض وكتاب المناسك عاش ثلاثا وأربعين سنه قال ومات في عاشر رمضان سنه سبع وتسعين ومئتين .
قال أبو علي التنوخي أخبرنا أحمد بن عبد الله بن البختري الداوودي حدثني أبو الحسن بن المغلس الداوودي قال كان محمد بن داود وابن سريج إذا حضرا مجلس أبي عمر القاضي لم يجر بين اثنين فيما يتفاوضانه احسن ومن ما يجري بينهما فسال أبا بكر عن العود الموجب لكفارة الظهار فقال اعادة القول ثانيا وهو مذهبه ومذهب أبيه فطالبه بالدليل فشرع فيه فقال ابن سريج يا أبا بكر هذا قول من من المسلمين تقدمكم فيه فغضب أبو بكر وقال أتظن أن من اعتقدت قولهم اجماعا في هذه المسألة عندي إجماع أحسن أحوالهم أن أعدهم خلافا وهيهات أن يكونوا كذلك فغضب ابن سريج وقال انت بكتاب الزهرة أمهر منك بهذه الطريقة قال وبكتاب الزهرة تعيرني والله ما تحسن تستتم قراءته قراءة من يفهم وإنه لمن أحد المناقب لي إذ أقول فيه أكرر في روض المحاسن مقلتي وأمنع نفسي أن تنال محرما وينطق سري عن مترجم خاطري فلولا اختلاسي رده لتكلما رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم فما إن أرى حبا صحيحا مسلما فقال ابن سريج فأنا الذي أقول ومشاهد بالغنج من لحظاته قد بت أمنعه لذيذ سباته ضنا بحسن حديثه وعتابه وأكرر اللحظات في وجناته حتى إذا ما الصبح لاح عموده ولى بخاتم ربه وبراته فقال أبو بكر أيد الله القاضي قد أخبر بحالة ثم ادعى البراءة مما توجبه فعليه البينة فقال ابن سريج من مذهبي أن المقر إذا أقر إقرارا ناطه بصفة كان إقراره موكولا إلى صفته تلك.
وقال أبو إسحاق الشيرازي ثم انتهى الفقه بعد ذلك في جميع البلاد التي انتهى اليها الاسلام إلى أصحاب الشافعي وأبي حنيفة ومالك وأحمد وداود وانتشر عنهم الفقه في الافاق وقام بنصرة مذاهبهم ائمة ينتسبون اليهم وينصرون اقوالهم .
وقال أبو إسحاق رحمه الله واما داود فقام بنقل فقهه جماعه من أصحابه منهم ابنه أبو بكر محمد وكان فقيها اديبا شاعرا ظريفا وكان يناظر امام أصحابنا أبا العباس بن سريج وخلف اباه في حلقته عليه فقال يا قد هذه اجبتك ولست بسلطان فامضي ولا قاض فاقضي ولا زوج فارضي فانصرفي .
قال وهب بن جامع ابن وهب العطار الصيدلاني صاحب محمد بن داود كان قد احبه وشغف به حتى مات من حبه ومن اجله صنف كتاب الزهرة .
وقد حدث عن ابن داود محمد بن موسى البربري روى عنه ابنه قاسم ، ووهب بن جامع العطار
وقال وهب بن جامع العطار صديق ابن داود قال دخلت على المتقي لله فسالني عن أبي بكر بن داود هل رايت منه ما تكره قلت لا يا امير المؤمنين الا اني بت عنده ليلة فكان يكشف عن وجهي ثم يقول اللهم انك تعلم اني لاحبه واني لاراقبك فيه قال فما بلغ من رعايتك من حقه قلت دخلت الحمام فلما خرجت نظرت في المراة فاستحسنت صورتي فوق ما اعهد فغطيت وجهي واليت ان لا ينظر إلى وجهي احد قبله وبادرت اليه فكشف وجهي ففرح وسر وقال سبحان خالقه ومصوره وتلا قوله تعالى (هوالذي يصوركم في الارحام كيف يشاء الاية) ([2])
وقال القاضى أبوعمر كنت يوما أنا وأبوبكر بن داود راكبين فإذا جارية تغنى بشئ من شعره:
أشكو إليك فؤادا أنت متلفه سقمى تزيد على الأيام كثرته اللـــه حــرم قتلى فى الهوى أسفا شكوى عليل إلى إلف يعلله وأنت فى عظم ما ألقى تقلله وأنــت يــا قاتلــى ظلمـــا تحللــه
فقال أبو بكر: كيف السبيل إلى استرجاع هذا؟ فقلت: هيهات سار به الركبان.
وقال الخطيب البغدادى كان عالما أديبا، شاعرا ظريفا، وله في[الزهرة] أحاديث عن عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري وطبقته، ولم نكتب له حديثا اتصل فيه الإسناد بيننا وبينه غير حديث واحد .
قلت : هو حديث رويم بن محمد السابق .
قال:أَبُو العَبَّاس الخُضري ـ شيخ كان بطبرستان وكان ممن يحضر مجلس مُحَمَّد بن دَاوُد الأَصْبَهَانِيّ كنت جالسا عند أَبِي بَكْر مُحَمَّد بن داود فجاءته امرأة فقالت له: ما تقول في رجل عنده زوجة لا هو ممسكها، ولا هو مطلقها؟ ومعني قولها: لا ممسكها أنه لا يقدر علي نفقتها. فقال أَبُو بَكْر بن دَاوُد: اختلف في ذلك أهل العلم فقال قائلون: تؤمر بالصبر والاحتساب، ويبعث على التطلب والاكتساب. وقال قائلون: يؤمر بالإنفاق، وإلا يحمل على الطلاق. قال أَبُو العَبَّاس: فلم تفهم قوله وأعادت مسألته وقالت له: رجل له زوجة لا هو ممسكها ولا هو مطلقها؟ فقال: يا هذه قد أجبتك عن مسألتك، وأرشدتك إلى طلبتك، ولست بسلطان فأمضي، ولا قاضي فأقضي، ولا زوج فأرضي، انصرفي رحمك اللة. قال: فانصرفت المرأة ولم تفهم جوابه.
وقال القاضي أَبُو الطَّيِّب: كان الخضري شافعي المذهب إلا أنه كان يعجب بابن دَاوُد يقرظه ويصف فضله.
وقد كتب بعض أهل الأدب إلى أَبِي بَكْر بن دَاوُد الفَقِيه الأَصْبَهَانِيّ:
أفتنا في قواتل الأحداق
أم حلال لها دم العشاق يا بن داود يا فقيه العراق
هل عليها القصاص في القتل يوما
فأجابه ابن دَاوُد:
اسمعه من قلق الحشا مشتاق
أجريت دمعا لم يكن بالراق
تك في الهوى شنقا من الأشناق
كان المعذب أنعم العشاق؟عندي جواب مسائل العشاق
لما سألت عن الهوى أهل الهوى
أخطأت في نفس السؤال وإن تصب
لو أن معشوقا يعذب عاشقا.
وقال أَحْمَد بن نَصْر الذارع سَمِعْت أبا بَكْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن عَلِيّ الأَصْبَهَانِيّ ينشد: من الشرب من سؤر الكلاب تغضبا
وخاف المنايا أن يدل ويشربا
أرادالذي يقضي له شاء أم أبى ومن يمنع العذب الزلال ويمتنع
خليق إذا ما لم يجد شرب غيره
إذا لم يقدرللفتى ما أراده
ومن شعرمُحَمَّد بن دَاوُد الأَصْبَهَانِيّ لنفسه:
ولكن إنفاقي على الصبر من عمري
سلوا فإن الجمر يسعر بالجمروإني لأدري أن في الصبر راحة
فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا

ومن شعره:-
شوق إليك فهل لي فيك من حظ؟
بقيا عليك فما أروي من اللحظقدمت قلبك قد والله برح بي
قلبي يغار على عيني إذا نظرتقال: وأنشدنا القَاسِم له أيضا:
لنفسك نفس مثلي أو وقاء
وليس محل نفسينا سواء؟جعلت فداك إن صلحت فداء
وكيف يجوز أن تفديك نفسيحَدَّثَنِي مُحَمَّد بن الحَسَن الساحلي
ومن قوله:-
وليس في غير ما يرضيك لي أرب
إلا مننت بعفو ماله سببالعذر يلحقه التحريف والكذب
وقد أسأت فبالنعمى التي سلفت
ومن قوله
لأعجز عن حمل القميص وأضعف
ولكنه شيء به الروح تكل فحملت جبال الحب فيك وإنني
وما الحب من حسن ولا من سماجة
وقال مُحَمَّد بن دَاوُد بن عَلِيّ في حَبِيبه مُحَمَّد بن زُخْرُف:
يا طلعة ليس إلا البدر يحكيها
صيغت معانيك إلا من معانيها
نور البدور عن التحذيف يغنيها
ولا يزاد على النقش الذي فيهايا يوسف الحسن تمثيلا وتشبيها
من شك في الحور فلينظر إليك فما
ما للبدور وللتحذيف يا أملي
إن الدنانير لا تجلى وإن عتقت تامر
وقال مُحَمَّد بن دَاوُد الأَصْبَهَانِيّ: ما انفككت من هوي منذ دخلت الكتاب ،وقال بدأت بعمل كتاب [الزهرة] وأنا في الكُتَّاب، ونظر أَبِي في أكثره.
وكان مُحَمَّد بن دَاوُد وأَبُو العَبَّاس بن سريج يسيران في طريق ضَيِّقَة، فقال أَبُو العَبَّاس: الطرق الضيقة تورث العقوق، فقال له مُحَمَّد بن دَاوُد: وتوجب الحقوق.
وقال أَبُو العَبَّاس بن سريج لمُحَمَّد بن دَاوُد ـ في كلام ناظره فيه: عليك بكتاب [الزهرة]: فقال: ذاك كتاب عملناه هزلا، فاعمل أنت مثله جدًّا.
كان مُحَمَّد بن دَاوُد خصمًا لأبي العَبَّاس بن سُرَيْج القَاضِي وكانا يتناظران ويترادان في الكتب، فلما بلغ ابن سريج موت مُحَمَّد بن دَاوُد نحي مخاده ومشاوره وجلس للتعزية. وقال: ما آسي إلا علي تراب أكل لسان مُحَمَّد بن دَاوُد.
كان مُحَمَّد بن دَاوُد يميل إلى مُحَمَّد بن جامع الصيدلاني، وبسببه عمل الكتاب [الزهرة]، وقال في أوله: وما ننكر من تغيّر الزمان وأنت أحد مغيريه، ومن جفاء الإخوان وأنت المقدم فيه، ومن عجيب ما يأتي به الزمان ظالم يتظلم، وغابن يتندم، ومطاع يستنصر. قال الحَسَن: وبلغنا أن مُحَمَّد بن جامع دخل الحمام وأصلح من وجهه، وأخذ المرآة فنظر إلى وجهه فغطَّاه، وركب إلى مُحَمَّد بن دَاوُد، فلما رآه مغطي الوجه خاف أن يكون لحقته آفة. فقال: ما الخبر ؟ فقال: رأيت وجهي الساعة في المرآة فغطيته وأحببت ألا يراه أحد قبلك: فغشي على مُحَمَّد بن دَاوُد.
كان مُحَمَّد بن جامع ينفق علي مُحَمَّد بن دَاوُد، وما عرف فيما مضي من الزمان معشوق ينفق علي عاشق إلا هو.
كان أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن دَاوُد وأَبُو العَبَّاس ابن سريج إذا حضرا مجلس القَاضِي أَبِي عُمَر ـ يعني مُحَمَّد بن يُوسُف ـ لم يجر بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن ما يجري بينهما، وكان ابن سريج كثيرًا ما يتقدم أبا بَكْر في الحضور إلى المجلس، فتقدمه في الحضور أَبُو بَكْر يومًا فسأله حدث من الشافعيين عن العود الموجب للكفارة في الظهار ما هو ؟ فقال: إنه إعادة القول ثانيًا وهو مذهبه ومذهب دَاوُد، فطَالبه بالدليل فشرع فيه ودخل ابن سريج فاستشرحهم ما جري فشرحوه، فقال ابن سريج لابن دَاوُد: أولا يا أبا بَكْر أعزك اللة هذا قول مَنْ من المُسْلِمين تقدمكم فيه ؟ فاستشاط أَبُو بَكْر من ذلك. وقال: أتقدر أن من اعتقدت قولهم إجماع في هذه المسألة إجماع عندي، أحسن أحوالهم أن أعدهم خلافًا وهيهات أن يكونوا كذلك! فغضب ابن سريج وقال له: أنت يا أبا بَكْر بكتاب [الزهرة] أمهر منك في هذه الطريقة، فقال أَبُو بَكْر: وبكتاب [الزهرة] تعيرني، واللة ما تحسن تستتم قراءته قراءة مَن يفهم، وإنه لمن أحد المناقب إذ كنت أقول فيه:
وأمنع نفسي أن تنال محرما
فلولا اختلاسي رده لتكلما
فما أن أرى حبا صحيحا مسلماأكرر في روض المحاسن مقلتي
وينطق سري عن مترجم خاطري
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهمفقال له ابن سريج: أو علي تفخر بهذا القول وأنا الذي أقول:
قد بت أمنعه لذيذ سباته
وأكرر اللحظات في وجناته
ولى بخاتم ربه وبراتهومساهر بالغنج من لحظاته
ضنا بحسن حديثه وعتابه
حتى إذا ما الصبح لاح عموده فقال ابن دَاوُد لأبي عُمَر: أيد اللة القَاضِي، قد أقر علي نفسه بالمبيت علي الحال التي ذكرها وادعي البراءة مما توجبه، فعليه إقامة البينة. فقال ابن سريج: من مذهبي أن المقر إذا أقر إقرارًا وناطه بصفة كان إقراره موكولا إلى صفته. فقال ابن دَاوُد: للشافعي في هذه المسألة قولان. فقال ابن سريج: فهذا القول الذي قلته اختياري الساعة.

مصنفاته :
له من الكتب الفقهية كتاب الإنذار كتاب الاعذار كتاب الوصول الى معرفة الأصول كتاب الإيجاز كتاب الرد على بن شرشير كتاب الرد على أبي عيسى الضرير كتاب الانتصار من أبي جعفر الطبري ([3])
وفاته رضى الله عنه :-

وقال نفطويه دخلت علي مُحَمَّد ابن دَاوُد الأَصْبَهَانِيّ في مرضه الذي مات فيه فقلت: له كيف تجدك ؟ فقال حب من تعلم أورثني ما تري، فقلت: ما منعك من الاستمتاع به مع القدرة عليه ؟ فقال: الاستمتاع علي وجهين؛ أحدهما النظر المباح، والثاني اللذة المحظورة. فأما النظر المباح فأورثني ما تري، وأما اللذة المحظورة، فإنه منعني منها ما.
حَدَّثَنِي به أَبِي، حَدَّثنَا سويد بن سَعِيد، حَدَّثنَا عَلِيّ بن مسهر عن أَبِي يَحْيَى القتات، عن مجاهد، عن ابن عَبَّاس، عن النبي صلي اللة عليه وسلم أنه قال: [من عشق وكتم وعف وصبر غفر اللة له وأدخله الجنة]. ثم أنشد لنفسه:
وانظر إلى دعج في طرفه الساجي
كأنهن نمال دب في عاجانظر إلى السحر يجري في لواحظه
وانظر إلى شعرات فوق عارضهوأنشدنا لنفسه:
ـه ولا ينكرون ورد الغصون
ـعر فعيب العيون شعر الجفونما لهم أنكروا سوادا بخديـ
إن يكن عيب خده بدد الشـفقلت له: نفيت القياس في الفقه وأثبته في الشعر. فقال: غلبة الهوي، وملكة النفوس دعوا إليه، قال: ومات في ليلته أو في اليوم الثاني.
قال أَحْمَد بن كَامِل: توفي مُحَمَّد بن دَاوُد الفَقِيه في سنة سبع ومائتين بعد وفاة يُوسُف القَاضِي، وقال الدَّاوُدي: كانت وفاة مُحَمَّد بن دَاوُد لسبع خلون من شوال. وقال غيره: مات لأيام بقين من شهر رمضان. وجلس ابن شريح لعزاه وقال ما أثنى إلا على التراب الذى أكل لسان محمد بن داود رحمه الله.

من فقه محمد بن داود :
ومن آرائه الفقهية رضى الله عنه قوله إذا تخالط اثنان فأكثر فى إبل أو فى بقر أو فى غنم فإنهم تؤخذ من ماشيتهم الزكاة كما كانت تؤخذ لو كانت لواحد والخلطة عندهم أن تجتمع الماشية فى الراعى والمراح والمسرح والمسقى ومواضع الحلب عاما كاملا متصلا وإلا فليست خلطة .
وقال وإن كان لجماعة خمسة من الإبل أو أربعون من الغنم أو ثلاثون من البقر بينهم كلهم أن الزكاة مأخوذة منها وأن ثلاثة لو ملك كل واحد منهم أربعين شاه وهم خلطاء فيها فليس عليهم إلا شاه واحدة كما لو كانت لواحد .
قال وقالوا إن خمسة لكل واحد منهم خمسة من الإبل تخالطوا بها عاما فليس فيها إلا بنت مخاض ، وهكذا فى جميع صدقات المواشى([4]) .
ومن أقواله ويجمع بين المغرب والعشاء بمزدلفة بإقامة واحدة([5]) .
ومنها قوله وبيع الجمل الشارد والعبد الآبق جائزان ([6])
وكان محمد بن داود قد سأل من أجاز تأخير الحج فقال : متى صار المؤخر للحج إلى أن مات عاصيا ، أفى حياته ؟ فهذا غير قولكم أو بعد موته ؟ فالموت لا يثبت على أحد معصية لم تكن لازمة فى حياته .
فأجابه بعض المجيزين لذلك وهو أبوالحسن القطان الشافعى بأن قال : إنما كان له فى التأخير بشرط أن يفعل قبل أن يموت ، فلما مات قبل أن يفعل علمنا أنه لم يكن له مباحا التأخير .([7])

https://feqhweb.com/vb/threads/213-2#_ftnref1([1] ) أنظر ترجمة محمد بن داود فى ابن الجوزى ، المنتظم ، 6/93-95.

https://feqhweb.com/vb/threads/213-2#_ftnref2([2] ) أنظر : سير أعلام الانبلاء ، 13/108- 117. ، وانظر ترجمة محمد بن داود فى الشيرازى ، طبقات الفقهاء ، ص175،176.

https://feqhweb.com/vb/threads/213-2#_ftnref3([3] ) ابن النديم ، الفهرست ، ص305.

https://feqhweb.com/vb/threads/213-2#_ftnref4([4] ) أنظر ابن حزم ، المحلى ، ج5 مسألة 681.

https://feqhweb.com/vb/threads/213-2#_ftnref5([5] ) أنظر : المحلى ، 7/126.

https://feqhweb.com/vb/threads/213-2#_ftnref6([6] ) أنظر : المحلى ، 8/392.

https://feqhweb.com/vb/threads/213-2#_ftnref7([7] ) أنظر ابن حزم ، الإحكام ، دار الحديث ، مجلد 1 ص310.
 
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
130
التخصص
التاريخ والحضارة الإسلامية
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الظاهرى
وهذه ترجمة الإمام العلامة الجهبذ محمد بن داود بن على الاصبهانى الظاهرى كما طلب الأخ الحبيب فؤاد يحيى هاشم
أنقلها من كتابنا "تاريخ علماء الظاهرية من النشاة حتى القرن الخامس عشر الهجرى " بتصرف ( لم يطبع بعد) .
أبوبكرمحمد بن داود بن على الفقيه ابن الفقيه الظاهرى: كان عالمًا بارعًا أديبا شاعرا فقيها ماهرا له كتاب الزهرة اشتغل على أبيه وتبعه فى مذهبه ومسلكه وما اختاره من الطرائق وارتضاه وكان أبوه يحبه ويقربه ويدنيه.



قال رويم بن محمد: كنا يوما عند داود إذ جاء ابنه هذا باكيا، فقال: ما لك؟ فقال: إن الصيبان يلقبوننى عصفور الشوك فضحك أبوه فاشتد غضب الصبى وقال لأبيه: أنت أضر على منهم فضمه أبوه إليه وقال لا إله إلا الله ما الألقاب إلا من السماء ما أنت يابنى إلا عصفور الشوك ولما توفى أبوه أجلس فى مكانه فى الحلقة فاستصغره الناس عن ذلك فسأله سائل يوما عن حد السكر، فقال: إذا غربت عنه الفهوم وباح بسره المكتوم فاستحسن الحاضرون منه ذلك وعظم فى أعين الناس .



وقال ابن الجوزى وقد ابتلى بحب صبى اسمه محمد بن جامع ويقال محمد بن زحرف فاستعمل العفاف والدين فى حبه ولم يزل ذلك دأبه فيه حتى كان سبب وفاته فى ذلك، فدخل فى الحديث المروى عن ابن عباس موقوفا عليه ومرفوعا عنه: [من عشق فكتم فعف فمات مات شهيدا]([1])

وقد قيل عنه: إنه كان يبيح العشق بشرط العفاف .
وحكى هو عن نفسه أنه لم يزل يتعشق منذ كان فى الكتاب، وأنه صنف كتاب الزهرة فى ذلك من صغره ورد ما وقف أبوه داود على بعض ذلك.
قال الذهبى محمد بن داود ابن علي الظاهري العلامة البارع ذو الفنون أبو بكر فكان احد من يضرب المثل بذكائه وهو مصنف كتاب الزهرة في الاداب والشعر وله كتاب في الفرائض وغير ذلك حدث عن أبيه وعباس الدوري وأبي قلابة الرقاشي وأحمد ابن أبي خيثمة ومحمد بن عيسى المدائني وطبقتهم وله بصر تام بالحديث وباقوال الصحابة وكان يجتهد ولا يقلد احدا حدث عنه نفطويه والقاضي أبو عمر محمد بن يوسف وجماعة ومات قبل الكهولة .. فاستحسن ذلك منه قال أبو محمد بن حزم كان أبن داود من اجمل الناس واكرمهم خلقا وابلغهم لسانا وانظفهم هيئه مع الدين والورع وكل خله محمودة محببا إلى الناس حفظ القران وله سبع سنين وذاكر الرجال بالاداب والشعر وله عشر سنين وكان يشاهد في مجلسه أربع مئه صاحب محبره وله من التاليف كتاب الانذار والاعذار وكتاب التقصي في الفقه وكتاب الايجاز ولم يتم وكتاب الانتصار من محمد بن جرير الطبري وكتاب الوصول إلى معرفه الاصول وكتاب اختلاف مصاحف الصحابه وكتاب الفرائض وكتاب المناسك عاش ثلاثا وأربعين سنه قال ومات في عاشر رمضان سنه سبع وتسعين ومئتين .
قال أبو علي التنوخي أخبرنا أحمد بن عبد الله بن البختري الداوودي حدثني أبو الحسن بن المغلس الداوودي قال كان محمد بن داود وابن سريج إذا حضرا مجلس أبي عمر القاضي لم يجر بين اثنين فيما يتفاوضانه احسن ومن ما يجري بينهما فسال أبا بكر عن العود الموجب لكفارة الظهار فقال اعادة القول ثانيا وهو مذهبه ومذهب أبيه فطالبه بالدليل فشرع فيه فقال ابن سريج يا أبا بكر هذا قول من من المسلمين تقدمكم فيه فغضب أبو بكر وقال أتظن أن من اعتقدت قولهم اجماعا في هذه المسألة عندي إجماع أحسن أحوالهم أن أعدهم خلافا وهيهات أن يكونوا كذلك فغضب ابن سريج وقال انت بكتاب الزهرة أمهر منك بهذه الطريقة قال وبكتاب الزهرة تعيرني والله ما تحسن تستتم قراءته قراءة من يفهم وإنه لمن أحد المناقب لي إذ أقول فيه أكرر في روض المحاسن مقلتي وأمنع نفسي أن تنال محرما وينطق سري عن مترجم خاطري فلولا اختلاسي رده لتكلما رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم فما إن أرى حبا صحيحا مسلما فقال ابن سريج فأنا الذي أقول ومشاهد بالغنج من لحظاته قد بت أمنعه لذيذ سباته ضنا بحسن حديثه وعتابه وأكرر اللحظات في وجناته حتى إذا ما الصبح لاح عموده ولى بخاتم ربه وبراته فقال أبو بكر أيد الله القاضي قد أخبر بحالة ثم ادعى البراءة مما توجبه فعليه البينة فقال ابن سريج من مذهبي أن المقر إذا أقر إقرارا ناطه بصفة كان إقراره موكولا إلى صفته تلك.
وقال أبو إسحاق الشيرازي ثم انتهى الفقه بعد ذلك في جميع البلاد التي انتهى اليها الاسلام إلى أصحاب الشافعي وأبي حنيفة ومالك وأحمد وداود وانتشر عنهم الفقه في الافاق وقام بنصرة مذاهبهم ائمة ينتسبون اليهم وينصرون اقوالهم .
وقال أبو إسحاق رحمه الله واما داود فقام بنقل فقهه جماعه من أصحابه منهم ابنه أبو بكر محمد وكان فقيها اديبا شاعرا ظريفا وكان يناظر امام أصحابنا أبا العباس بن سريج وخلف اباه في حلقته عليه فقال يا قد هذه اجبتك ولست بسلطان فامضي ولا قاض فاقضي ولا زوج فارضي فانصرفي .
قال وهب بن جامع ابن وهب العطار الصيدلاني صاحب محمد بن داود كان قد احبه وشغف به حتى مات من حبه ومن اجله صنف كتاب الزهرة .
وقد حدث عن ابن داود محمد بن موسى البربري روى عنه ابنه قاسم ، ووهب بن جامع العطار
وقال وهب بن جامع العطار صديق ابن داود قال دخلت على المتقي لله فسالني عن أبي بكر بن داود هل رايت منه ما تكره قلت لا يا امير المؤمنين الا اني بت عنده ليلة فكان يكشف عن وجهي ثم يقول اللهم انك تعلم اني لاحبه واني لاراقبك فيه قال فما بلغ من رعايتك من حقه قلت دخلت الحمام فلما خرجت نظرت في المراة فاستحسنت صورتي فوق ما اعهد فغطيت وجهي واليت ان لا ينظر إلى وجهي احد قبله وبادرت اليه فكشف وجهي ففرح وسر وقال سبحان خالقه ومصوره وتلا قوله تعالى (هوالذي يصوركم في الارحام كيف يشاء الاية) ([2])
وقال القاضى أبوعمر كنت يوما أنا وأبوبكر بن داود راكبين فإذا جارية تغنى بشئ من شعره:
أشكو إليك فؤادا أنت متلفه سقمى تزيد على الأيام كثرته اللـــه حــرم قتلى فى الهوى أسفا شكوى عليل إلى إلف يعلله وأنت فى عظم ما ألقى تقلله وأنــت يــا قاتلــى ظلمـــا تحللــه
فقال أبو بكر: كيف السبيل إلى استرجاع هذا؟ فقلت: هيهات سار به الركبان.
وقال الخطيب البغدادى كان عالما أديبا، شاعرا ظريفا، وله في[الزهرة] أحاديث عن عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري وطبقته، ولم نكتب له حديثا اتصل فيه الإسناد بيننا وبينه غير حديث واحد .
قلت : هو حديث رويم بن محمد السابق .
قال:أَبُو العَبَّاس الخُضري ـ شيخ كان بطبرستان وكان ممن يحضر مجلس مُحَمَّد بن دَاوُد الأَصْبَهَانِيّ كنت جالسا عند أَبِي بَكْر مُحَمَّد بن داود فجاءته امرأة فقالت له: ما تقول في رجل عنده زوجة لا هو ممسكها، ولا هو مطلقها؟ ومعني قولها: لا ممسكها أنه لا يقدر علي نفقتها. فقال أَبُو بَكْر بن دَاوُد: اختلف في ذلك أهل العلم فقال قائلون: تؤمر بالصبر والاحتساب، ويبعث على التطلب والاكتساب. وقال قائلون: يؤمر بالإنفاق، وإلا يحمل على الطلاق. قال أَبُو العَبَّاس: فلم تفهم قوله وأعادت مسألته وقالت له: رجل له زوجة لا هو ممسكها ولا هو مطلقها؟ فقال: يا هذه قد أجبتك عن مسألتك، وأرشدتك إلى طلبتك، ولست بسلطان فأمضي، ولا قاضي فأقضي، ولا زوج فأرضي، انصرفي رحمك اللة. قال: فانصرفت المرأة ولم تفهم جوابه.
وقال القاضي أَبُو الطَّيِّب: كان الخضري شافعي المذهب إلا أنه كان يعجب بابن دَاوُد يقرظه ويصف فضله.
وقد كتب بعض أهل الأدب إلى أَبِي بَكْر بن دَاوُد الفَقِيه الأَصْبَهَانِيّ:
أفتنا في قواتل الأحداق
أم حلال لها دم العشاق يا بن داود يا فقيه العراق
هل عليها القصاص في القتل يوما
فأجابه ابن دَاوُد:
اسمعه من قلق الحشا مشتاق
أجريت دمعا لم يكن بالراق
تك في الهوى شنقا من الأشناق
كان المعذب أنعم العشاق؟عندي جواب مسائل العشاق
لما سألت عن الهوى أهل الهوى
أخطأت في نفس السؤال وإن تصب
لو أن معشوقا يعذب عاشقا.
وقال أَحْمَد بن نَصْر الذارع سَمِعْت أبا بَكْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن عَلِيّ الأَصْبَهَانِيّ ينشد: من الشرب من سؤر الكلاب تغضبا
وخاف المنايا أن يدل ويشربا
أرادالذي يقضي له شاء أم أبى ومن يمنع العذب الزلال ويمتنع
خليق إذا ما لم يجد شرب غيره
إذا لم يقدرللفتى ما أراده
ومن شعرمُحَمَّد بن دَاوُد الأَصْبَهَانِيّ لنفسه:
ولكن إنفاقي على الصبر من عمري
سلوا فإن الجمر يسعر بالجمروإني لأدري أن في الصبر راحة
فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا

ومن شعره:-
شوق إليك فهل لي فيك من حظ؟
بقيا عليك فما أروي من اللحظقدمت قلبك قد والله برح بي
قلبي يغار على عيني إذا نظرتقال: وأنشدنا القَاسِم له أيضا:
لنفسك نفس مثلي أو وقاء
وليس محل نفسينا سواء؟جعلت فداك إن صلحت فداء
وكيف يجوز أن تفديك نفسيحَدَّثَنِي مُحَمَّد بن الحَسَن الساحلي
ومن قوله:-
وليس في غير ما يرضيك لي أرب
إلا مننت بعفو ماله سببالعذر يلحقه التحريف والكذب
وقد أسأت فبالنعمى التي سلفت
ومن قوله
لأعجز عن حمل القميص وأضعف
ولكنه شيء به الروح تكل فحملت جبال الحب فيك وإنني
وما الحب من حسن ولا من سماجة
وقال مُحَمَّد بن دَاوُد بن عَلِيّ في حَبِيبه مُحَمَّد بن زُخْرُف:
يا طلعة ليس إلا البدر يحكيها
صيغت معانيك إلا من معانيها
نور البدور عن التحذيف يغنيها
ولا يزاد على النقش الذي فيهايا يوسف الحسن تمثيلا وتشبيها
من شك في الحور فلينظر إليك فما
ما للبدور وللتحذيف يا أملي
إن الدنانير لا تجلى وإن عتقت تامر
وقال مُحَمَّد بن دَاوُد الأَصْبَهَانِيّ: ما انفككت من هوي منذ دخلت الكتاب ،وقال بدأت بعمل كتاب [الزهرة] وأنا في الكُتَّاب، ونظر أَبِي في أكثره.
وكان مُحَمَّد بن دَاوُد وأَبُو العَبَّاس بن سريج يسيران في طريق ضَيِّقَة، فقال أَبُو العَبَّاس: الطرق الضيقة تورث العقوق، فقال له مُحَمَّد بن دَاوُد: وتوجب الحقوق.
وقال أَبُو العَبَّاس بن سريج لمُحَمَّد بن دَاوُد ـ في كلام ناظره فيه: عليك بكتاب [الزهرة]: فقال: ذاك كتاب عملناه هزلا، فاعمل أنت مثله جدًّا.
كان مُحَمَّد بن دَاوُد خصمًا لأبي العَبَّاس بن سُرَيْج القَاضِي وكانا يتناظران ويترادان في الكتب، فلما بلغ ابن سريج موت مُحَمَّد بن دَاوُد نحي مخاده ومشاوره وجلس للتعزية. وقال: ما آسي إلا علي تراب أكل لسان مُحَمَّد بن دَاوُد.
كان مُحَمَّد بن دَاوُد يميل إلى مُحَمَّد بن جامع الصيدلاني، وبسببه عمل الكتاب [الزهرة]، وقال في أوله: وما ننكر من تغيّر الزمان وأنت أحد مغيريه، ومن جفاء الإخوان وأنت المقدم فيه، ومن عجيب ما يأتي به الزمان ظالم يتظلم، وغابن يتندم، ومطاع يستنصر. قال الحَسَن: وبلغنا أن مُحَمَّد بن جامع دخل الحمام وأصلح من وجهه، وأخذ المرآة فنظر إلى وجهه فغطَّاه، وركب إلى مُحَمَّد بن دَاوُد، فلما رآه مغطي الوجه خاف أن يكون لحقته آفة. فقال: ما الخبر ؟ فقال: رأيت وجهي الساعة في المرآة فغطيته وأحببت ألا يراه أحد قبلك: فغشي على مُحَمَّد بن دَاوُد.
كان مُحَمَّد بن جامع ينفق علي مُحَمَّد بن دَاوُد، وما عرف فيما مضي من الزمان معشوق ينفق علي عاشق إلا هو.
كان أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن دَاوُد وأَبُو العَبَّاس ابن سريج إذا حضرا مجلس القَاضِي أَبِي عُمَر ـ يعني مُحَمَّد بن يُوسُف ـ لم يجر بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن ما يجري بينهما، وكان ابن سريج كثيرًا ما يتقدم أبا بَكْر في الحضور إلى المجلس، فتقدمه في الحضور أَبُو بَكْر يومًا فسأله حدث من الشافعيين عن العود الموجب للكفارة في الظهار ما هو ؟ فقال: إنه إعادة القول ثانيًا وهو مذهبه ومذهب دَاوُد، فطَالبه بالدليل فشرع فيه ودخل ابن سريج فاستشرحهم ما جري فشرحوه، فقال ابن سريج لابن دَاوُد: أولا يا أبا بَكْر أعزك اللة هذا قول مَنْ من المُسْلِمين تقدمكم فيه ؟ فاستشاط أَبُو بَكْر من ذلك. وقال: أتقدر أن من اعتقدت قولهم إجماع في هذه المسألة إجماع عندي، أحسن أحوالهم أن أعدهم خلافًا وهيهات أن يكونوا كذلك! فغضب ابن سريج وقال له: أنت يا أبا بَكْر بكتاب [الزهرة] أمهر منك في هذه الطريقة، فقال أَبُو بَكْر: وبكتاب [الزهرة] تعيرني، واللة ما تحسن تستتم قراءته قراءة مَن يفهم، وإنه لمن أحد المناقب إذ كنت أقول فيه:
وأمنع نفسي أن تنال محرما
فلولا اختلاسي رده لتكلما
فما أن أرى حبا صحيحا مسلماأكرر في روض المحاسن مقلتي
وينطق سري عن مترجم خاطري
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهمفقال له ابن سريج: أو علي تفخر بهذا القول وأنا الذي أقول:
قد بت أمنعه لذيذ سباته
وأكرر اللحظات في وجناته
ولى بخاتم ربه وبراتهومساهر بالغنج من لحظاته
ضنا بحسن حديثه وعتابه
حتى إذا ما الصبح لاح عموده فقال ابن دَاوُد لأبي عُمَر: أيد اللة القَاضِي، قد أقر علي نفسه بالمبيت علي الحال التي ذكرها وادعي البراءة مما توجبه، فعليه إقامة البينة. فقال ابن سريج: من مذهبي أن المقر إذا أقر إقرارًا وناطه بصفة كان إقراره موكولا إلى صفته. فقال ابن دَاوُد: للشافعي في هذه المسألة قولان. فقال ابن سريج: فهذا القول الذي قلته اختياري الساعة.

مصنفاته :
له من الكتب الفقهية كتاب الإنذار كتاب الاعذار كتاب الوصول الى معرفة الأصول كتاب الإيجاز كتاب الرد على بن شرشير كتاب الرد على أبي عيسى الضرير كتاب الانتصار من أبي جعفر الطبري ([3])
وفاته رضى الله عنه :-

وقال نفطويه دخلت علي مُحَمَّد ابن دَاوُد الأَصْبَهَانِيّ في مرضه الذي مات فيه فقلت: له كيف تجدك ؟ فقال حب من تعلم أورثني ما تري، فقلت: ما منعك من الاستمتاع به مع القدرة عليه ؟ فقال: الاستمتاع علي وجهين؛ أحدهما النظر المباح، والثاني اللذة المحظورة. فأما النظر المباح فأورثني ما تري، وأما اللذة المحظورة، فإنه منعني منها ما.
حَدَّثَنِي به أَبِي، حَدَّثنَا سويد بن سَعِيد، حَدَّثنَا عَلِيّ بن مسهر عن أَبِي يَحْيَى القتات، عن مجاهد، عن ابن عَبَّاس، عن النبي صلي اللة عليه وسلم أنه قال: [من عشق وكتم وعف وصبر غفر اللة له وأدخله الجنة]. ثم أنشد لنفسه:
وانظر إلى دعج في طرفه الساجي
كأنهن نمال دب في عاجانظر إلى السحر يجري في لواحظه
وانظر إلى شعرات فوق عارضهوأنشدنا لنفسه:
ـه ولا ينكرون ورد الغصون
ـعر فعيب العيون شعر الجفونما لهم أنكروا سوادا بخديـ
إن يكن عيب خده بدد الشـفقلت له: نفيت القياس في الفقه وأثبته في الشعر. فقال: غلبة الهوي، وملكة النفوس دعوا إليه، قال: ومات في ليلته أو في اليوم الثاني.
قال أَحْمَد بن كَامِل: توفي مُحَمَّد بن دَاوُد الفَقِيه في سنة سبع ومائتين بعد وفاة يُوسُف القَاضِي، وقال الدَّاوُدي: كانت وفاة مُحَمَّد بن دَاوُد لسبع خلون من شوال. وقال غيره: مات لأيام بقين من شهر رمضان. وجلس ابن شريح لعزاه وقال ما أثنى إلا على التراب الذى أكل لسان محمد بن داود رحمه الله.

من فقه محمد بن داود :
ومن آرائه الفقهية رضى الله عنه قوله إذا تخالط اثنان فأكثر فى إبل أو فى بقر أو فى غنم فإنهم تؤخذ من ماشيتهم الزكاة كما كانت تؤخذ لو كانت لواحد والخلطة عندهم أن تجتمع الماشية فى الراعى والمراح والمسرح والمسقى ومواضع الحلب عاما كاملا متصلا وإلا فليست خلطة .
وقال وإن كان لجماعة خمسة من الإبل أو أربعون من الغنم أو ثلاثون من البقر بينهم كلهم أن الزكاة مأخوذة منها وأن ثلاثة لو ملك كل واحد منهم أربعين شاه وهم خلطاء فيها فليس عليهم إلا شاه واحدة كما لو كانت لواحد .
قال وقالوا إن خمسة لكل واحد منهم خمسة من الإبل تخالطوا بها عاما فليس فيها إلا بنت مخاض ، وهكذا فى جميع صدقات المواشى([4]) .
ومن أقواله ويجمع بين المغرب والعشاء بمزدلفة بإقامة واحدة([5]) .
ومنها قوله وبيع الجمل الشارد والعبد الآبق جائزان ([6])
وكان محمد بن داود قد سأل من أجاز تأخير الحج فقال : متى صار المؤخر للحج إلى أن مات عاصيا ، أفى حياته ؟ فهذا غير قولكم أو بعد موته ؟ فالموت لا يثبت على أحد معصية لم تكن لازمة فى حياته .
فأجابه بعض المجيزين لذلك وهو أبوالحسن القطان الشافعى بأن قال : إنما كان له فى التأخير بشرط أن يفعل قبل أن يموت ، فلما مات قبل أن يفعل علمنا أنه لم يكن له مباحا التأخير .([7])


http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=213#_ftnref1([1] ) أنظر ترجمة محمد بن داود فى ابن الجوزى ، المنتظم ، 6/93-95.

http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=213#_ftnref2([2] ) أنظر : سير أعلام الانبلاء ، 13/108- 117. ، وانظر ترجمة محمد بن داود فى الشيرازى ، طبقات الفقهاء ، ص175،176.

http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=213#_ftnref3([3] ) ابن النديم ، الفهرست ، ص305.

http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=213#_ftnref4([4] ) أنظر ابن حزم ، المحلى ، ج5 مسألة 681.

http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=213#_ftnref5([5] ) أنظر : المحلى ، 7/126.

http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=213#_ftnref6([6] ) أنظر : المحلى ، 8/392.

http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=213#_ftnref7([7] ) أنظر ابن حزم ، الإحكام ، دار الحديث ، مجلد 1 ص310.


 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
وهذه ترجمة الإمام العلامة الجهبذ محمد بن داود بن على الاصبهانى الظاهرى كما طلب الأخ الحبيب فؤاد يحيى هاشم
أنقلها من كتابنا "تاريخ علماء الظاهرية من النشاة حتى القرن الخامس عشر الهجرى " بتصرف ( لم يطبع بعد) .


سلمت يمينك فضيلة الدكتور الكريم عبد الباقي السيد.
ولعلك تعطينا تقرير ملخص عن كتابكم الموسوعي في رجال اهل الظاهر، حتى نضيفه في قائمة التقارير العلمية والنتائج الفقهية الخاصة بالملتقى.
 
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
130
التخصص
التاريخ والحضارة الإسلامية
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الظاهرى
بارك الله فيك اخى الحبيب فؤاد يحيى وسلمك من كل شر .
بخصوص الكتاب اخى الحبيب هو دراسة حول رجال المذهب من لدن داود بن على إلى يومنا هذا
وهو يضم بين دفتيه علماء المذهب من الفقهاء والادباء والمحدثين والحكام والقضاة وغيرهم فى المشرق والمغرب .
وقد اتبعت فيه نهجا يقوم على الترتيب التاريخى .
ولعلى اعدل عن ذلك فاقسمه على البلدان .
والجديد فى هذا الكتاب هو ما طرح عن الظاهرية الحكام كحكام دولة الموحدين مع الحجج والبراهين الناصعة على ظاهرية هذه الدولة .
وهناك طروحات عن الظاهرية القضاة .
والظاهرية الولاة .
والظاهرية الوزراء وخلافه.
ولا زلت أمام تقديم عن نشاة المدرسة الظاهرية اؤكد فيها بدايتها من لدن النبى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ، ولا يخفى علينا حديث صلاة العصر فى بنى قريظة ، فضلا عن فتاوى أبى هريرة وابن عمر التى اعتمدت على النصوص فحسب .
وقد يقول قائل ما علاقة النص بالظاهرية التى نشات على يد داود بن على .
نقول له ان الظاهر هو النص كما عرفه العلامة ابن حزم ، ولعلى أفصل ذلك لاحقا .
بارك الله فيك اخى الحبيب وتقبل الله أعمالنا وأعمالك فى الصحالحين .
 
أعلى