رد: مكانة ’فتح المعين بشرح قرة العين‘ بين الشافعية في العالم.
ثانيًا: مكانة "فتح المعين" عند المجتمعات الشافعية في العالم
وتظهر مكانته أيضًا من قبوله الواسع في المجتمعات الشافعية المختلفة في العالم، فهو كتاب متداول يدرس في كثير من البلاد العربية والإسلامية؛ كاليمن، وسوريا، وإندونيسيا، وماليزيا، والصومال، وغيرها. وكان هذا الكتاب يَدْرسه طلاب العلم في المجالس العلمية في مكة المكرمة والمدينة المنورة في بلاد الحرمين الشريفين عند كبار علمائها الشافعية[SUP](
[SUP][26][/SUP][/SUP])، كما كان يُقرأ في الحلقات العلمية بأروقة جامع الأزهر الشريف بالقاهرة[SUP](
[SUP][27][/SUP][/SUP]). ولا يزال يبقى في قائمة الكتب التي تُشرح في حلقات الدروس المعقودة في الجامع الأموي بدمشق الشام حتى الآن[SUP](
[SUP][28][/SUP][/SUP]).
وتوجد تسجيلات صوتية لكبار علماء الشافعية في العالم الإسلامي، مثل: العالم الشيخ محمد شقير[SUP](
[SUP][29][/SUP][/SUP])، والفقيه الشيخ رشدي سليم القلم[SUP](
[SUP][30][/SUP][/SUP])، والشيخ حسين عبد الله العلي[SUP](
[SUP][31][/SUP][/SUP]) في شرح هذا الكتاب الفقهي. وقد أُدرج هذا المختصر الفقهي في المناهج الدراسية في معظم الجامعات والكليات والمعاهد الإسلامية الشافعية في الهند، كما أنه يُدرّس في الحلقات العلمية التي تعقد في مساجد أنحاء ولاية "كيرالا" في جنوب الهند.
ومن أشهر الجامعات والكليات الهندية التي أدرجت هذا الكتاب في منهجها الدراسي: كلية الباقيات الصالحات[SUP](
[SUP][32][/SUP][/SUP]) بـ"ويلور" في ولاية "تامل نادو": أدرجت "فتح المعين" في منهجها في الزمرة الثالثة (في السنة الثالثة)[SUP](
[SUP][33][/SUP][/SUP]). والجامعة النورية العربية بمنطقة "فَتِّكَّادْ" في ولاية "كيرالا": أدخلته في منهج كلياتها في مرحلة الإجازة العالية. وجامعة دار الهدى الإسلامية في ولاية "كيرالا": أدخلته في منهجها في مرحلة الإجازة العالية. وتنسيق الكليات الإسلامية في ولاية "كيرالا": يُدرس "فتح المعين" في كليات التنسيق في مرحلة الإجازة العالية في السنة الأولى والثانية.
هذه بعض نماذج مراكز الشافعية في مختلف ولايات الهند التي وضعت في مناهجها الدراسية كتاب الإمام المليباري "فتح المعين" كمقرر دراسي، وإن الجامعات والكليات والمدارس والمعاهد والمراكز الإسلامية الشافعية في الهند، أكثرها تابع لهذه النماذج المذكورة في اهتمامه بهذا الكتاب الفقهي في مناهجه الدراسية.
ونرى أيضًا أن كثيرًا من أتباع المذهب الشافعي في البلاد المختلفة يهتمون بهذا الكتاب الفقهي اهتمامًا بالغًا، ويعتمدون عليه في قضاياهم ومسائلهم الفقهية، فبعضهم أدرجوه في مناهجهم الدراسية في جامعاتهم وكلياتهم ومدارسهم، وبعضهم يدرسونه في الحلقات العلمية الخارجة عن دروس الجامعات والكليات الرسمية.
وفي اليمن يقرأ الشافعيون هذا الكتاب في معاهدهم ومراكزهم وحلقاتهم العلمية، ويعتبرونه كمرجع مهم في الفقه الشافعي، وهو مطبوع فيها، والطلبة يعتمدون لفهم عباراته وحل مسائله على حاشيتيه المشهورتين - "إعانة الطالبين" و"ترشيح المستفيدين" -. وهذا الكتاب مقرر دراسي في بعض المعاهد الشرعية، مثل: "دار المصطفى"[SUP](
[SUP][34][/SUP][/SUP]) بتريم، و"رباط مدرسة الفتح والإمداد"[SUP](
[SUP][35][/SUP][/SUP]) بحضرموت، و"رباط تريم العلمي"[SUP](
[SUP][36][/SUP][/SUP])بتريم، وغيرها.
ويُدرس "فتح المعين" في سوريا في بعض المعاهد والمراكز الإسلامية، وفي بعض الحلقات العلمية التي تعقد في المساجد والجوامع، كما أنه يُشرح في حلقات الدروس في الجامع الأموي[SUP](
[SUP][37][/SUP][/SUP]) وغيره.
وإن هذا الكتاب نال مكانة رفيعة في الحلقات العلمية التي تعقد في الحرم الشريف بمكة المكرمة، حيث يُشرح فيها في اللغة الإندونيسية[SUP](
[SUP][38][/SUP][/SUP]).
وفي الصومال يُعتبر "فتح المعين بشرح قرة العين" في الرتبة الأولى في قائمة كتب الفقه الشافعي، وهو كتاب مشهور ومتداول عند الشافعية فيها، ومرجع من المراجع المهمة عندهم في الفقه الإسلامي، ومرجع للفتوى والقضاء، وله مكانة عالية عند علمائها، ويُدرس في بعض المعاهد الإسلامية والحلقات العلمية في مساجدها مع حاشيته المشهورة "إعانة الطالبين"[SUP](
[SUP][39][/SUP][/SUP]).
وهذا الكتاب المختصر يُعتبر كمقرر دراسي في مناهج بعض كليات ومعاهد "جمهورية سريلانكا" منذ زمن قديم، وهو مشهور بين شافعيتها، ومرجع مهم للفتوى والقضاء عندهم[SUP](
[SUP][40][/SUP][/SUP]).
وله مكانة عالية عند شافعية إندونيسيا وماليزيا، حيث يعتبرونه مرجعًا أساسًا ومعتمدًا في القضايا والمسائل الفقهية، ويدرسونه في بعض معاهدهم ومدارسهم وكلياتهم وحلقاتهم العلمية كمقرر دراسي. وله ترجمات عديدة في لغتي إندونيسيا وملايو[SUP](
[SUP][41][/SUP][/SUP]).
وفي كردستان: يقرأ شافعيتها "إعانة الطالبين" حاشية كتاب الإمام المليباري "فتح المعين" في بعض مدارسهم الدينية[SUP](
[SUP][42][/SUP][/SUP])، ويعتمدون عليها وعلى "فتح المعين" في مسائلهم وقضاياهم الفقهية[SUP](
[SUP][43][/SUP][/SUP]).
وتوجد مجتمعات شافعية أخرى في مختلف أنحاء العالم تهتم بهذا الكتاب اهتمامًا كبيرًا، وتعتبره مرجعًا مهمًّا بين الكتب الفقهية على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله. وطُبع "فتح المعين" عدة مرات في المطابع المختلفة في داخل الهند وخارجها.