العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

منادمة النعسى بذكر أصل عصا موسى

إنضم
4 يوليو 2008
المشاركات
46
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
الفلسفة والفكر والحضارة
المدينة
تطوان
المذهب الفقهي
الحديث
منادمة النعسى
بذكر أصل عصا موسى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله أما بعد
فقد ذكر في أصل عصى موسى عليه السلام أقوال أجملها في ما يلي:
قال مقاتل بن سليمان كما في تفسيره المنسوب إليه (2/449): قال ابن عباس : (إن جبريل دفع العصا إلى موسى عليهما السلام بالليل حين توجه إلى مدين, وكان آدم عليه السلام أخرج بالعصا من الجنة. فلما مات آدم قبضها جبريل عليه السلام)

وروى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (61/42): عن وهب بن منبه في عصا موسى :
(أن شعيبا حين زوج موسى وأمره أن يخرج قال له ادخل المخدع الذي فيه العصي فخذ منها عصا وائتني بها قال فدخل موسى فمد يده إلى العصي فوقعت في يده منها عصا فأخرجها إلى شعيب فلما أبصرها شعيب ضحك قال ردها فردها مكانها وخرج إلى شعيب فقال له: اذهب فائتني بعصا أخرى قال فدخل فمد يده فوقعت تلك العصا في يده فأخرجها إلى شعيب فإذا هي هيه فزعم وهب أنه رده سبع مرات كل ذلك تقع العصا في يده فقال شعيب يا موسى أنت صاحبها فاستوص بعصاك خيرا واحتفظ بها فإنك سترى منها أمرا عجيبا من أمر الله وسلطانه) فزعم وهب (أنها هي التي أخرجها آدم من الجنة)

وفي تفسير البغوي (3/443):
(قال عكرمة: خرج بها آدم من الجنة فأخذها جبريل بعد موت آدم فكانت معه حتى لقي بها موسى ليلا فدفعها إليه وقال آخرون كانت من آس الجنة حملها آدم من الجنة فتوارثها الأنبياء وكان لا يأخذها غير نبي إلا أكلته فصارت من آدم إلى نوح ثم إلى إبراهيم حتى وصلت إلى شعيب وكانت عصا الأنبياء عنده فأعطاها موسى)

وروى الطبري في تفسيره (20/67) عن السدي قال: ( أمر يعني أبا المرأتين إحدى ابنتيه أن تأتيه يعني أن تأتي موسى بعصا فأتته بعصا وكانت تلك العصا عصا استودعها إياه ملك في صورة رجل فدفعها إليه فدخلت الجارية فأخذت العصا فأتته بها فلما رآها الشيخ قال لا ائتيه بغيرها فألقتها تريد أن تأخذ غيرها فلا يقع في يدها إلا هي وجعل يرددها وكل ذلك لا يخرج في يدها غيرها فلما رأى ذلك عمد إليها فأخرجها معه فرعى بها
ثم إن الشيخ ندم وقال كانت وديعة فخرج يتلقى موسى فلما لقيه قال أعطني العصا فقال موسى هي عصاي فأبى أن يعطيه فاختصما فرضيا أن يجعلا بينهما أول رجل يلقاهما فأتاهما ملك يمشي فقال ضعوها في الأرض فمن حملها فهي له فعالجها الشيخ فلم يطقها وأخذ موسى بيده فرفعها فتركها له الشيخ فرعى له عشر سنين )

وروى عن ابن وهب قال :قال ابن زيد قال - يعني أبا الجارية -: لما زوجها موسى لموسى أدخل ذلك البيت فخذ عصا فتوكأ عليها فدخل فلما وقف على باب البيت طارت إليه تلك العصا فأخذها فقال ارددها وخذ أخرى مكانها قال فردها ثم ذهب ليأخذ أخرى فطارت إليه كما هي فقال لا أردها فعل ذلك ثلاثا فقال ارددها فقال لا أجد غيرها اليوم فالتفت إلى ابنته فقال لابنته إن زوجك لنبي

وروى عن أبي بكر – ولعله الهذلي كما قال ابن تيمية في الفتاوى (1/64) - قال : سألت عكرمة قال أما عصا موسى فإنها خرج بها آدم من الجنة ثم قبضها بعد ذلك جبرائيل عليه السلام فلقي موسى بها ليلا فدفعها إليه)

قال ابن تيمية في جامع الرسائل (1/64): (ما يذكرونه في عصا موسى وأن شعيبا أعطاه إياها وقيل أعطاه إياها هذا الشيخ وقيل جبريل وكل ذلك لا يثبت)
واستنكر أن يكون أبو المرأتين شعيبا كما في رواية وهب بن منبه - على فرض صحة خبر العصا – وقال في جامع الرسائل (1/65) : (لو كان هذا هو شعيبا النبي لم ينازع موسى ولم يندم على إعطائه إياها ولم يحاكمه, ولم يكن موسى قبل أن ينبأ أحق بالوفاء منه فإن شعيبا كان نبيا وموسى لم يكن نبيا فلم يكن موسى قبل أن ينبأ أكمل من نبي )
 
أعلى