العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

مناقشة قول حجية الخلفاء الراشدين

إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
مناقشة قول حجية الخلفاء الراشدين

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : فقد قال r : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ . وإياكم ومحدثات الأمور . فإن كل محدثة بدعة . وكل بدعة ضلالة »[1] و قال r : « اقْتَدُوا بِاَللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ »[2] . وقال r : « فإن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا »[3]فقد أمر النبي r باتباع سنة الخلفاء الراشدين ،وهذا أمر مطلق غير مقيّد كما هو الحال في وجوب اتباع سنته، ومن هذه الأحاديث ذهب فريق من العلماء إلى القول بحجية قول الخلفاء الراشدين .


1]- سنن أبي داود 2/610 رقم 4607 قال الألباني : صحيح (الناشر : دار الفكر تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد )

[2] - سنن الترمذي 5/609 رقم 3662 ،و 5/610 رقم 3663 قال الألباني : صحيح ( الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت تحقيق : أحمد محمد شاكر وآخرون ) وسنن ابن ماجة 1/37 رقم 97 قال الألباني : صحيح ( الناشر : دار الفكر – بيروت تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي ) ومسند أحمد 5/399 رقم 23434 قال شعيب الأرناؤوط : حسن

[3]- رواه مسلم في صحيحه 1/472 رقم 681 ومسند أحمد 5/ 298 رقم 22599
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
تخطئة هذا القول بدلالة اللزوم

تخطئة هذا القول بدلالة اللزوم

وقد ظهر الاختلاف بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في بعض الأحكام فقد ساوى أبو بكر في توزيع الأموال الخراجية وقد فاوت فيها عمر رضي الله عنه ، وكان أبو بكر يرى طلاق الثلاث واحدا ، وعمر كان يرى طلاق الثلاث ثلاثا ، وقد منع عمر المتعتين ، ولم يمنع عنهما أبو بكر فيلزم من تفسير الحديث على هذا المعنى أن يكون الناس مأمورين بالعمل بالمختلفين ،وذلك لا يليق بحال النبيr ، و لذلك كان هذا القول فيه نظر .
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
المراد بسنة الخلفاء الراشدين طريقته الموافقة لطريقته

المراد بسنة الخلفاء الراشدين طريقته الموافقة لطريقته

،فليس المراد بسنة الخلفاء الراشدين إلا طريقتهم الموافقة لطريقتهr، ويكون معنى الحديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين فإنهم لم يعملوا إلا بسنتي أي أن الخلفاء الراشدين أهل للاقتداء بهم ، ففي قوله r : (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ) دليل على أن سنة النبي r هي هي سنة الخلفاء ،وليست سنة النبي r مختلفة عن سنة الخلفاء فهناك تشابه لفظي في قوله r : ( سنتي ) وقوله r : ( سنة الخلفاء ) ،وعرفت السُنة بالإضافة في قوله r : ( سنتي ) وقوله r : ( سنة الخلفاء ) ،ومن المعروف في اللغة أن الاسمين المكررينعندما يكونا معرفتين.. دل على أن الأول هو نفس الثاني ـ غالبا ـ ليدل علىالمعهود.[4] مثال ذلك قوله تعالى في سورة الفاتحة قوله تعالى : ﴿ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ﴾ فالصراط في المَوضع الأول معرفة بأل.. والصراط بالثاني معرفة بالإضافة والمراد بالاسم الأول الاسم الثاني.. فصراط الذين أنعمالله عليهم هو نفس الصراط المستقيم. وأيضا قوله تعالى : ﴿ َوقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ..... ﴾[5]فكلمة زينتهن كررت مرتين فالزينة الأولى هي عين الزينة الثانية كما هو معروف في الأسلوب العربي : أنهم إذا ذكروا اسما معرفا ثم كرروه فهو هو ، وفي قوله r : ( تمسكوا بها وعضوا عليها ) عود الضمير على سنة النبي r ،وسنة الخلفاء بلفظ المفرد لا بالتثنية مما يدل على أنهما سنة واحدة ،وهو من باب الجمع بين شيئين اثنين ثم ذكر أحدهما في الكناية دون الآخر والمراد به كلامهما معا فالعرب تقول : رأيت عمراً وزيداً وسلمت عليه ، أي عليهما ، وقال تعالى : ﴿والَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ ﴾[6] وتقدير الكلام : ولا ينفقونهما في سبيل الله ،وقال تعالى : ﴿ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ ﴾[7] والمراد يرضوهما وقال تعالى : ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً ﴾[8] وتقديره : انفضوا إليهما فاكتفى بالضمير الواحد لاتفاق المعنى ؛ كما أن تلازمهما جُعِلا كشيء واحد فعاد إليهما الضمير المفرد ،وفي الحديث الذي نحن بصدده جمع النبي r سنته وسنة الخلفاء بضمير واحد مما يوحي بلا شك أنهما من نفس الجنس ،وأنهما في حكم واحد ، و الفقهاء هذا قول فلان وقول فلان ،وهما نفس القول وليسا متغايرين ،والفقهاء يقولون هذا مذهب فلان ومذهب فلان وهما نفس المذهب وأنت تقول قال والدي وقالت والدتي كذا وهما نفس القول .


[4]- انظر الإتقان للسيوطي 1/560 تحت عنوان قاعدة أخرى تتعلق بالتعريف والتنكير

[5]- سورة النور من الآية 31

[6] - سورة التوبة من الآية 34

[7] - سورة التوبة من الآية 62

[8] - سورة الجمعة من الآية 11
 
التعديل الأخير:
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
احتمالات معنى سنة الخلفاء ،وترجيح أنها سنتهم الموافقة لسنته

احتمالات معنى سنة الخلفاء ،وترجيح أنها سنتهم الموافقة لسنته

وأيضا اتباع سنة الخلفاء له ثلاثة تفسيرات : التفسير الأول : أن يكون اتباع سنتهم منفصلا ومغايرا لاتباع سنة النبي r ففي هذه الحال إما أن تنسب إليهم العصمة ، لأن من تساوى أمر اتباعه بأمر اتباع النبي r مع اختلاف سنتهما ، يجب أن يكون كالنبي r معصوما ، فالسنة وحي بلا ريب والوحي معصوم ، والأمر باتباع سنة النبي r هو نفس الأمر باتباع سنة الخلفاء ، إذا تجب عصمتهم . وعند عدم العصمة يكون الأمر باتباع سنة الخلفاء التي يمكن أن يعتريها الخطأ أمرا باتباع الخطأ ، وهذا لا يصح . ولكن لا تثبت عصمتهم ولا يؤيدها الحال فقد أخطأ الخلفاء في بعض المسائل فعمر رضي الله عنه الخليفة الراشد وخلفه عثمان رضي الله عنه الخليفة الراشد أيضا يمنعان الناس من التمتع بالحج ،ويعترض على ذلك عمران بن حصين وعلى بن أبي طالب رضي الله عنهما ،وقد جاء التمتع في كتاب الله ،وأمر ربه رسول الله r أصحابة ....وعمر رضي الله عنه يخفى عليه حديث الاستئذان ثلاثا ،ويطلب من أبي موسى الأشعري رضي الله عنه البينة[9] ،وهذه بعض ما جانب فيه أحد الخلفاء الصواب فإذا لا يصح القول بأن النبي r قد أمر باتباعهم مع مغايرة سنتهم لسنته ، وذلك لعدم عصمتهم . والتفسير الثاني أن لا تنسب إلى الصحابة العصمة ، فيكون النبي rقد أمر باتباعهم في سنتهم المغايرة لسنته رغم عدم عصمتهم ورغم حتمية وقوعهم في الخطأ والشك والريب .وهذا لا يصح ،والتفسير الثالث: أن يكون اتباع سنة الخلفاء الراشدين هو اتباع لسنة النبي r تكون عبارة " وسنة الخلفاء " تدل على شدة حرص هؤلاء الصحابة على الالتزام بالسنة أكثر من غيرهم .

[9]- مفاتيح للفقه في الدين للشيخ مصطفى العدوي ص 83 – 86 دار أهل الحديث الطبعة الأولى 1414هـ - 1994م
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
تخطئة القول بالحجية بلازم عدم دعوة الخلفاء الراشدين الناس لأقوالهم

تخطئة القول بالحجية بلازم عدم دعوة الخلفاء الراشدين الناس لأقوالهم

ولم يظهر من الخلفاء الراشدين دعاء الناس إلى أقاويلهم ، ولو كان قول الواحد منهم مقدما على الرأي لدعا الناس إلى قوله كما كان رسول الله r يدعو الناس إلى العمل بقوله، وكما كانت الصحابة تدعو الناس إلى العمل بالكتاب والسنة وإلى العمل بإجماعهم فيما أجمعوا عليه ، إذ الدعاء إلى الحجة واجب .
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
تخطئة القول بالحجية بلازم إجماع الصحابة على جواز مخالفتهم وعدم انكارهم ذلك عليهم

تخطئة القول بالحجية بلازم إجماع الصحابة على جواز مخالفتهم وعدم انكارهم ذلك عليهم

ولأن قول الواحد منهم لو كان حجة لم يجز لغيره مخالفته بالرأي كالكتاب والسنة، و لو كان اجتهاد الخلفاء الراشدين حجة فَيَلْزَمْ من هذا تَحْرِيمُ الِاجْتِهَادِ عَلَى باقي الصحابة إذْ أفتى الخلفاء في المسألة ، ومن المعلوم أن باقي الصحابة كَانُوا يُخَالِفُونَ الخلفاء في بعض أقوالهم ،وَكَانُوا يُصَرِّحُونَ بِجَوَازِ الِاجْتِهَادِ فِيمَا ظَهَرَ لَهُمْ .
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
دليل الاستحالة العقلية

دليل الاستحالة العقلية

وَأيضا إِيجَابُ اتِّبَاعِ كُلِّ وَاحِدٍ من الخلفاء مُحَالٌ مَعَ اخْتِلَافِهِمْ فِي مَسَائِلَ ، لَكِنَّ الْمُرَادَ بِالْحَدِيثِ إمَّا أَمْرُ الْخَلْقِ بِالِانْقِيَادِ وَبَذْلِ الطَّاعَةِ لَهُمْ ، وهذا واضح في قوله r : « فإن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا »[10]وقد رأينا أن بعض الصحابة يخالف الخلفاء الراشدين برأيه فكان ذلك اتفاق منهم على أن قول الخلفاء ليس بحجة . وإن قيل هَذَا الْخِطَابَ للعوام ، وَهُوَ تَخْيِيرٌ لَهُمْ فِي الِاقْتِدَاءِ بِمَنْ شَاءُوا مِنْهُمْ بِدَلِيلِ أَنَّ الصَّحَابِيَّ غَيْرُ دَاخِلٍ فِيهِ إذْ لَهُ أَنْ يُخَالِفَ صَحَابِيًّا آخَرَ ، يقال كَمَا خَرَجَ الصَّحَابَةُ بِدَلِيلٍ فَكَذَلِكَ خَرَجَ الْعُلَمَاءُ بِدَلِيلٍ .



[10]- رواه مسلم في صحيحه 1/472 رقم 681 ومسند أحمد 5/ 298 رقم 22599
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
الخلاصة

الخلاصة

،و نخلص من هذا الكلام بأنه ليس للخلفاءسنة تتبع إلا ما كان عليه النبي r، وقد كانت سنة الخلفاء الراشدين هي نفس سنتهr ، فإنهم أشد الناس حرصًاعليها، وعملاً بها في كل شيء، و كانوا يتوقون مخالفته r في أصغر الأمورفضلاً عن أكبرها ، وكانوا إذا أعوزهم الدليل في كتاب الله وسنة رسوله r عملوا بما يظهر لهم من الرأي بعد الفحص، والبحث والتشاوروالتدبير وعليه فلا يكون قولهم حجة هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وكتب ربيع أحمد سيد طب عين شمس الثلاثاء 13 رمضان 1428 هـ 25 سبتمبر2007 م
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
إعادة إيضاح في فهم الحديث

إعادة إيضاح في فهم الحديث

الحديث (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ . وإياكم ومحدثات الأمور . فإن كل محدثة بدعة . وكل بدعة ضلالة )) الوجه الأول : دلالة العبارة : في الكلام نفسه دليل على أن سنة الخلفاء الراشدين نفس سنة النبي صلى الله عليه وسلم وليس سنة مغايرة ،وهي أن السُنة عرفت بالإضافة في قوله : صلى الله عليه وسلم ( سنتي ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( سنة الخلفاء ) ،و الاسمين المكررين عندما يكونا معرفتين يكون الأول هو نفس الثاني ما لم يأت دليل قال الشيخ ابن عثيمين في تفسير جزء عم سورة الشرح : (( القاعدة : أنه إذا كرر الاسم مرتين بصيغة التعريف فالثاني هو الأول إلا ما ندر، وإذا كرر الاسم مرتين بصيغة التنكير فالثاني غير الأول، لأن الثاني نكرة، فهو غير الأول )) وهي كقولنا خذ بقول فلان وقول فلان ،وهما نفس القول وليسا متغايرين ،والفقهاء يقولون هذا مذهب فلان ومذهب فلان وهما نفس المذهب والعلماء يقولون هو مذهب فلان وفلان من السلف وهما نفس المذهب ،وأيضا في قوله صلى الله عليه وسلم ( تمسكوا بها وعضوا عليها ) عود الضمير على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ،وسنة الخلفاء بلفظ المفرد لا بالتثنية مما يدل على أنهما سنة واحدة ،ومن يقول : (( الأصل في العطف المغايرة )) يقال : النص نفسه يدل على أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء نفس السنة بدلالة تكرار المعرفة وعود الضمير على مفرد ،ومن يقول : (( الأصل في الكلام التأسيس لا التأكيد )) ومعنى التأسيس: أن الثانية لها معنى مستقل. ومعنى التوكيد: أن الثانية بمعنى الأولى يقال : لا يوجد تكرار للمعنى بل هناك معنى جديد ،و هو الأمر باتباع من اتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم فمعنى الحديث هو عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين فيما فعلوه من سنتي فهنا أمر باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ،وأمر باتباع من يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، وصورة السبب قطعية الدخول ،و ماعداها فدخولها ظني فيدخل الخلفاء الراشدين دخولا قطعيا في اتباع قولهم فيما فعلوه من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم يدخل دخولا ظنيا والحديث نفسه دل على أن سنة الخلفاء هي هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
إعادة إيضاح فهم الحديث الوجه الثاني

إعادة إيضاح فهم الحديث الوجه الثاني

الوجه الثاني : دلالة اللزوم : يلزم من تفسير الحديث على هذا المعنى أن يكون الناس مأمورين بالعمل بالمختلفين ،وهذا باطل ،وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم فصح أنهما سنة واحدة وليس سنتين ،وهذا دليل آخر .
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
إعادة إيضاح فهم الحديث الوجه الثالث

إعادة إيضاح فهم الحديث الوجه الثالث

الوجه الثالث : دلالة الاستحالة : الأمر باتباع سنة الخلفاء التي يمكن أن يعتريها الخطأ أمرا باتباع الخطأ ،وهذا مستحيل شرعا ،وإن قيل شرطنا عدم مخالفة سنة الخلفاء لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - فكل ما خالف القرآن ، وصحيح السنة فهو رد على صاحبه كائناً من كان ويكون هذا الرد من باب الترجيح بين الأدلة نقول أدلة الشرع منزهة عن الخطأ ومعلوم أن الخلفاء الراشدين أخطأوا فكيف يعتبر قول من يخطيء دليلا ؟!!! و من تساوى أمر اتباعه بأمر اتباع النبي صلى الله عليه وسلم مع اختلاف سنتهما ، يجب أن يكون كالنبي صلى الله عليه وسلم معصوما ، فالسنة وحي بلا ريب والوحي معصوم ، والأمر باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم هو نفس الأمر باتباع سنة الخلفاء ، إذا تجب عصمتهم ،وهذا يخالف ما في كتب التاريخ والفقه إذ أنهم أخطأوا ، وإن قيل لا تنسب إلى الصحابة العصمة ، فيكون النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر باتباعهم في سنتهم المغايرة لسنته رغم عدم عصمتهم ورغم حتمية وقوعهم في الخطأ والشك والريب ،وهذا قطعا قول خطأ ،ومن أين أتوا بهذا الشرط الذي هو غير موجود في الحديث ؟
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
إعادة إيضاح فهم الحديث الوجه الرابع

إعادة إيضاح فهم الحديث الوجه الرابع

الوجه الرابع : دليل الحس ( فهم صاحب الشأن وفهم معاصريه ) لو كان المقصود بالحديث أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم مغايرة لسنة الخلفاء ،وأن الناس مأمورون باتباع سنتهم لألزم الخلفاء الناس بقولهم ،ولما خالفهما بعض الصحابة في بعض المسائل وهل يصح أن الصحابة تخالف أقوال الخلفاء وهم يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتباعهم ؟ وهل يصح أن الخلفاء يأمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباعهم وهم يجيزوا للناس مخالفتهم ؟ فيكون هذا بمثابة الإجماع على أن قول الخلفاء ليس حجة فمن الصحابة من خالف الخلفاء الراشدين برأيه فكان ذلك اتفاق منهم على أن قول الخلفاء ليس بحجة ،وأيضا الخلفاء أنفسهم أجازوا ذلك فكان هذا دليل على أنهم لا يعتبرون قولهم حجة .
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
اتباع الناس للخلفاء الراشدين في المستجدات لا يدل على حجيتهم

اتباع الناس للخلفاء الراشدين في المستجدات لا يدل على حجيتهم

قد يستدل البعض باتباع الناس للصحابة في المستجدات مثل حروب الردة ، والأذان الثالث ، وتضمين الصناع ، وجمع القرآن ، وقتل الجماعة بالواحد ، وغير ذلك ،ويرد عليهم بأن اتباع الناس لهم لايدل على حجيتهم من وجوه منها :
الوجه الأول : أنهم خلفاء ،وعلى الناس السمع والطاعة لهم وفي الحديث الذي رواه مسلم : « فإن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا » .
الوجه الثاني : اتباع الناس لقول أحد لا يدل على حجيته ،وهو كاتباع الناس مذهب من المذاهب ،ولا أحد يقول بحجية هذا المذهب .
الوجه الثالث : كما أن الناس اتبعوهم فهناك من خالفوهم في أمور ،والقول بأن الأمر بالاتباع فيما لم يخالفوا فيه السنة أو في المستجدات تخصيص للكلام بلا مخصص ( استعملوا دلالة الاقتضاء ) فكما هم خصصوا فالأخرون استعملوا دلالة الاقتضاء أيضا بأنه فيما فعلوه من سنته ،وليس هذا بأولى من هذا .
الوجه الرابع : اتباع الناس فعل ،والفعل غاية ما فيه جواز اتباع قولهم ،وليس وجوبه ففرق شاسع بين الاتباع والأمر بالاتباع .
 
أعلى