العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

من أعلام المالكية في قطر الشيخ أحمد بن مشرف التميمي رحمه الله.

السرخسي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
21 سبتمبر 2008
المشاركات
170
التخصص
عام
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
مالكي
أولاً: اسمه ونسبه:
هو الشيخ العـلامة الفقيه المحدّث الأديب الشاعر المجوّد أحمد بن عـلي بن حسين بن مشرّف الوهيبي التميمي نسبا المالكي مذهبا .

ثانياً: مولده ونشأته:
ولد الشيخُ أحمد بن مشرف في بلدة (الزبارة) بقطر، في أوائل القرن الثاني عـشر الهجري، ثم انتقلَ صغـيراً إلى الأحساء ودرسَ بها، وحفظَ القرآن، وبعـض المتون العـلميّة في الحديث والفقه والعـقيدة وغيرها، وتفـقـّهَ على مذهب الإمام مالك بن أنس ـ رحمه الله تعـالى ـ .

ثالثاً: رحلاته وطلبه للعـلم:
رحل الشيخُ ابنُ مشرف إلى الرياض، وأخذ عن علمائِها الأجلاّء في تلك الحقبة، ثم عادَ إلى الإحساء، وواصلَ طلبَ العلم على مشايخِه هناك، وكان ذا صلةٍ حسنةٍ بالإمام فيصل بن تركي
رحمه الله وقد بقيَ في الأحساء يُعلمُ ويفتي إلى أن توفيَ ـ رحمه الله ـ بها سنة(1285هـ) . ووليَ القضاءَ مدة بها . ـ كما ذكر ذلك الزركلي في ترجمتِه ـ .

رابعاً: عـقيدته ومذهبه:
كان الشيخُ ابن مشرف ـ رحمه الله ـ سلفيَّ العـقيدة،على منهج أهل السنةِ والجماعة في إثباتِ الصفاتِ واقـتفاء آثار السلفِ الصالح في العـلم والعـمل والدعـوة، وكان من أهل الحديث الراسخين في العـلم هذا في جانب أصول الدين .

وأما مذهبه في الفروع ـ فكما سبق ـ أنه تـفـقـه على مذهب الإمام مالك رحمه الله، فكان فقيهاً مالكياً في الجملة، وإلا فله ـ رحمه الله ـ اجتهادات تخالفُ المذهب حينما يتبيّن له القول الراجح بدليله فيرجع إليه .
وقد أجمل الزركلي ما تقدم فقال: " فقيهٌ مالكي، كثيرُ النظم، سلفيُّ العـقيدة" .

خامساً: آثاره ومصنفاته:
لقد خلّف الشيخُ ابنُ مشرف ـ رحمه الله ـ للمكتبة الإسلاميّة مصنفاتٍ قيّمة ونافعـة منها:
1ـ (جوهرة التوحيد) وهي منظومة مختصرة في التوحيد وأنواعه، وقواعد الدين الإسلام والإيمان والإحسان، والتحذير من الشرك يقول في مطلعـها:

2ـ ديوانه واسمه: (ديوان ابن مشرف) ويأتي الحديث عنه في أدبه وشعـره .

3ـ (الشهب المرميّة عـلى المعـطلة والجهميّة) وهي لاميّتـُه المشهورة في العقيدة ومطلعها:

4ـ (مختصر صحيح الإمام مسلم) قال الزركلي عنه: "مخطوط بمكتبةِ الرياض العلميّة" .

5ـ (المنظومة التاريخيّة) وهي منظومة مختصرة نظمَ فيها مولدَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومبعـثه، ومدة الخلفاء الأربعـة ـ رضي الله عنهم ـ وتاريخَ الأمويين والعباسيين ، وكلها على قافيةِ الفاء، ومطلعها:

6ـ (نظم مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة) وهي رائيّة مشهورة ومطلعها:

7ـ (نظم رسالة ابن أبي زيد القيرواني في فقه المالكيّة) وكان الشيخُ قد قرأها فنظمها نظماً طريفاً سهلاً للحفظِ ، فكان متـناً مختصراً للمبتدئين في فقه المالكيّة .

8ـ (نغـمة الأغاني في عـشرة الإخوان) وهي أرجوزة مشهورة على الألسنة، ضمنها آداب العـشرة وتعـريف الصديق والصداقة وشروطها ونحو ذلك، وأودعـها حكاياتٍ طريفة تحذرُ من صحبةِ الأحمق والبخيل والكذاب والشرير ونحوهم ومطلعـها:

وله ـ رحمه الله ـ غـير ما ذكر من المصنفاتِ القيّمة، وأكثرها منظومات جُمعـتْ في ديوانِه، قال الزركلي: " وله منظوماتٌ في التوحيد والرد على المعـطلة ومدائح جُمِعـتْ في مجلد باسم (ديوان ابن مشرف) مطبوع " .

سادساً: أدبه وشعـره:
تقدّم أن الشيخَ أحمد بن مشرف ـ رحمه الله ـ شاعرٌ أديبٌ متفنن، والشاهدُ على ذلك قصائده المسطرة في ديوانه المشار إليه آنفاً، وقد طُبعَ طبعـتين: الأولى كانت في مطبعةِ جريدة أم القرى بمكة طبعـها الشيخ عبد الرحمن بن قاسم ـ رحمه الله ـ وقد نفِدتْ نسخُها من المكتبات، ولعـلها التي أشار إليها الزركلي، والطبعـة الثانية بمكتبةِ الفلاح (1410هـ) وهي مع الأسف طبعـة سقيمة كثيرة الأخطاء والتصحيفات، وليست مرتبة، وأدخلَ في الديوان ما ليس منه من القصائد القديمة المطبوعة كنونية القحطاني ولامية ابن الوردي، وفيه ملحق للشاعر محمد ابن عـثيمين .

كما طبعته إدارة إحياء التراث في دولة قطر في أواسط الثمانينيات الميلادية بعناية الشيخ عبدالله الأنصاري رحمه الله .

وقال الأستاذ/ محمد بن سعـد: " ومما يحسنُ التـنبيهُ عليه أن ديوان الرجل في حاجةٍ إلى عنايةِ الباحثين؛ لما فيه من سوء الترتيب ورداءة الإخراج" . وقد صدق فيما قال .

الشيخُ أحمد بن مشرف أديبٌ وشاعرٌ بارعٌ، وشعـره في قمةِ الجودة، وهـو من العلماء الذين لم يؤثر علمُهم على شعـرهم، وسببُ ذلك أنه عاد إلى فحول شعـراء القرن السابع مثل ابن المقرب فنسجَ على منوالِهم، فجاء شعـرُه رائقَ الأسلوب، سهلَ العـبارة، فصيحَ اللفظِ والتركيب، ومن أغراض شعـره: الشعـر التعـليمي ـ كما تقدم ـ والمدحُ، والرثاء، وهجاء أعداء الدعوة، والحكم والإخوانيات، ونظم القصص والحكايات، ومن أجمل شعـره قصيدته البائيّة المشهورة (أشمسٌ تجلّتْ) وقد ذكرتـُها في كتابي (نيل الأرب من أجمل قصائد العـرب) قالها يستنهضُ الإمام فيصل بن تركي على تأديبِ الأعراب الذين كثرَ فسادُهم في بلاد الأحساء آنذاك، وهي في قمةِ الجودة؛ حيث افتتحها بنسيبِ الأوائل، وثنى باستنهاضِ بني وائل، وأدرجَ فيها زهدَ أبي العتاهية، وفخرَ المتنبي، وتضمين الحِلي، وختمها ببراعةِ الختام.

وقد كانت وفاته - رحمه الله - سنة 1285 هـ الموافق 1868م​
 
أعلى