العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

من الأمور التي جربها الفقهاء والعلماء ..... شاركهم التجربة

إنضم
6 فبراير 2010
المشاركات
84
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو محمد
التخصص
هندسة ميكانيكية
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
حنبلي عموماً
من الأمور التي جربها الفقهاء والعلماء ..... شاركهم التجربة

المقدمة
قال العثيمين : وأما التجربة فإن كان المجرب له أصل فإن التجربة تكون تصديقاً له، وإن لم يكن له أصل فإن كانت هذه التجربة في أمور محسوسة فلا شك أنها عمدة، وإن كانت في أمور شرعية فلا، القرآن الكريم الاستشفاء به له أصل، قال الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء:82] فله أصل، فإذا جربت آيات من القرآن لمرض من الأمراض ونفعت صار هذا النفع تصديقاً لما جاء في القرآن من أنه شفاء للناس. أما غير الأمور التعبدية فهذه خاضعة للتجربة بلا شك، فلو أن إنساناً مثلاً له بصيرة فيما يخرج من الأرض من الأعشاب ونحوها خرج إلى البر وجمَّع ما يرى أن فيه مصلحة وجرب فإنه يثبت الحكم به. اللقاء الشهري (2/ 401)


فقهاء المذهب الحنفي :

دفع التثاؤب
قال ابن عابدين في حاشيته (1/ 478و 645)
فائدة رأيت في شرح تحفة الملوك المسمى بهدية الصعلوك ما نصه قال الزاهدي الطريق في دفع التثاؤب أن يخطر بباله أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ما تثاءبوا قط
قال القدوري جربناه مرارا فوجدناه كذلك ا ه
قلت وقد جربته أيضا فوجدته كذلك

إدامة النظر في المصحف
وقال أبو سعيد الخادمى الحنفي :
يقال النظر إلى العلماء والمصحف عبادة كالنظر إلى الكعبة ولكثرة القراءة من المصحف قوة عجيبة مجربة لحفظ قوة البصر وتقويته وقد قيل الختمة من المصحف بسبع . بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية (1/ 121)



فقهاء المالكية :

تجنب الزكام بسبب الغسل من الجنابة
قال شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي :
قال الشيخ أبو عمران الجورائي ويبدأ في ذلك – يعني غسل الرأس في الغسل من الجنابة - من مؤخر الجمجمة لأنه يمنع من الزكام والنزلة وهو صحيح مجرب ثم يغرف بهما على رأسه ثلاث غرفات إثر تخليله والتثليث مستحب . مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (1/ 316)

تغميض عين الميت
وقال أيضاً :
فائدة قال الشيخ يوسف بن عمر قال أبو يوسف بن أسباط عن الثوري أنه قال ومن لم يغمض عند موته وبقي مفتوح الأجفان والشفتين فإنه يأخذ واحد بعضده وآخر بإبهامي رجليه ويجذبانه قليلا فإنه يتغمض وذلك مجرب صحيح انتهى والله أعلم . مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (2/ 221)

تأخر النطق عند الأطفال
وقال أيضاً :
قال الفاكهاني أيضا كان من سنة المكيين وهم على ذلك إلى اليوم إذا ثقل لسان الصبي وأبطأ كلامه عن وقته جاؤا به إلى حجبة الكعبة فسألوهم أن يدخلوا مفتاح الكعبة في فمه فيأخذونه الحجبة فيدخلون خزانة الكعبة ثم يغطون وجهه ثم يدخل مفتاح الكعبة في فمه فيتكلم سريعا وينطلق لسانه بإذن الله تعالى وذلك مجرب بمكة إلى يومنا هذا انتهى
قال بعض شيوخ شيوخنا وإلى عصرنا هذا وهو سنة خمس وثمانمائة
قلت وإلى وقتنا هذا وهو سنة أربعين وتسعمائة ولا يخصون بذلك من ثقل لسانه بل يفعلون ذلك بالصغار مطلقا تبركا بذلك ورجاء أن يمن عليه بالحفظ والفهم وقد فعل ذلك آباؤنا وفعلناه بأولادنا والحمد لله على ذلك . مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (3/ 331)



فقهاء الشافعية :

علاج ذات الجنب
قال سليمان بن محمد بن عمر البُجَيْرَمِيّ المصري الشافعي :
( وذات جنب ) وهي المعروفة بالقصبة وينفعها شرب البنفسج وضمادها أي إدهانها به واستعمال القرفة على الريق وهو من المجربات. حاشية البجيرمي على شرح منهج الطلاب (التجريد لنفع العبيد) (3/ 276)

من أراد الذكر من الولد
وقال ايضاً :
فائدة : رأيت بخط الأزرق عن رسول الله ( أن من أراد أن تلد امرأته ذكراً فإنه يضع يده على بطنها في أول الحمل ويقول : بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني اسمي ما في بطنها محمداً فاجلعه لي ذكراً فإنه يولد ذكراً إن شاء الله تعالى ) مجرب اه . وقد جربناه كثيراً لغير واحد فصدق والحمد لله على صحة ذلك ، وقيل إن المرأة إذا جومعت وهي قائمة فإن شالت رجلها اليمنى أذكرت وإن شالت رجلها اليسرى أنثت . قال الفخر الرازي : جربت ثلاث مرات فصح اه . تحفة الحبيب على شرح الخطيب (البجيرمي على الخطيب) (1/ 520)

علاج ورم الأنثيين
وقال أيضاً :
ومما جرب لورم الأنثيين ولو كبرت ونفرت سواء كانت لحماً أو ريحاً أو الريح المعقود تأخذ من الحلبة جزءاً ومن البابونج جزءاً ثم تغليهما معاً ويشرب العليل منه قدر فنجان ثم يتفور على الباقي فإنه جيد لكل ورم سواء كان بارداً أو حارّاً ، يفعل ذلك مرة أو مرتين أو ثلاثاً ، مجرب مراراً بعد طول المدة ، وقد جربته بعد ثلاثين سنة فحصل الشفاء . تحفة الحبيب على شرح الخطيب (البجيرمي على الخطيب) (3/ 298)

سوء الخاتمة عاقبة آكل مال اليتيم
الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/ 417)
قال ابن دقيق العيد: أكل مال اليتيم مجرب لسوء الخاتمة والعياذ بالله.



فقهاء الحنابلة :

آية الكرسي لدفع أهل الظلم والغضب وأهل الشهوة والطرب وأرباب السماع
قال شيخ الإسلام ومفخرة هذه الملة :
ومع هذا فقد جرب المجربون الذين لا يحصون كثرة أن لها – يعني آية الكرسي - من التأثير فى دفع الشياطين وإبطال أحوالهم مالا ينضبط من كثرته وقوته فان لها تأثيرا عظيما فى دفع الشيطان عن نفس الإنسان وعن المصروع وعن من تعينه الشياطين مثل أهل الظلم والغضب وأهل الشهوة والطرب وأرباب السماع المكاء والتصدية إذا قرئت عليهم بصدق دفعت الشياطين وبطلت الأمور التى يخيلها الشيطان ويبطل ما عند إخوان الشياطين من مكاشفة شيطانية وتصرف شيطاني إذ كانت الشياطين يوحون الى أوليائهم بأمور يظنها الجهال من كرامات أولياء الله... مجموع الفتاوى (19/ 55)

الاعتداء على مقدسات المسلمين سبب من أسباب النصر على الإعداء
وقال أيضاً :
ومن المعروف المشهور المجرب عند عساكر المسلمين بالشام إذا حاصروا بعض حصون أهل الكتاب أنه يتعسر عليهم فتح الحصن ويطول الحصار إلى أن يسب العدو الرسول صلى الله عليه و سلم فحينئذ يستبشر المسلمون بفتح الحصن وانتقام الله من العدو فإنه يكون ذلك قريبا كما قد جربه المسلمون غير مرة تحقيقا لقوله تعالى إن شانئك هو الأبتر ولما مزق كسرى كتابة مزق الله ملك الأكاسرة كل ممزق ولما أكرم هرقل والمقوقس كتابه بقي لهم ملكهم . الجواب الصحيح (6/ 296)

الحناء علاج للجدري
زاد المعاد (4/ 82)
قال العالم الرباني وشيخ الإسلام الثاني ابن القيم :
ومن خواصه – يعني الحناء - أنه إذا بدأ الجدري يخرج بصبي فخضبت أسافل رجليه بحناء فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيها شئ منه وهذا صحيح مجرب لا شك فيه . راجع أيضاً الآداب الشرعية والمنح المرعية (2/ 417)

الكتابة بالباذنجان
الآداب الشرعية والمنح المرعية (3/ 14)
قال ابن مفلح :
ومن المجرب أيضا إذا سحق الزئبق بماء الباذنجان سحقا بليغا وكتب به كتابة وأحمي في النار بقيت الكتابة عليه كأنها الفضة.

التداوي بالتوكل على الله
الآداب الشرعية والمنح المرعية (3/ 124)
وقال أيضاً :
واعلم أنه يحصل بأعمال القلوب من التوكل على الله، والاعتماد عليه وغير ذلك من الشفاء ما لا يحصل بغيره؛ لأن النفس تقوى بذلك. ومعلوم أن النفس متى قويت وقويت الطبيعة تعاونا على فعل الداء وأوجب ذلك زواله بالكلية ومثل هذا معلوم مجرب مشهور، ولا ينكره إلا جاهل أو بعيد عن الله.

التكبير يطفىء النار
الآداب الشرعية والمنح المرعية (3/ 250)
فالتكبير يهرب منه الشيطان ويقمعه وفعله فكذا النار وهذا مجرب شاهد

علاج من حبس عن أهله
قال ابن باز :
قال الشارح ( وقال ابن بطال : في كتاب وهب بن منبه : أنه يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين ثم يضربه بالماء ويقرأ فيه آية الكرسي والقواقل ثم يحسو منه ثلاث حسوات ثم يغتسل به يذهب عنه كل ما به وهو جيد للرجال ( هكذا ولعله الرجل ) إذا حبس عن أهله ) أ. هـ قال الشيخ : المراد بالقواقل : قل هو الله أحد والمعوذتين وقل يأأيها الكافرون . وهذا واقع ومجرب فهو نافع ولا نحصي من جربه ونفع الله به . التعليقات البازية على كتاب التوحيد (ص: 45)

رقية مجربة لعلاج المسحور
وقال أيضاً:
فمن الرقى التي تستعمل أن يرقى المسحور بفاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، و سورة الكافرون الآية 1 قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ و سورة الإخلاص الآية 1 قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و سورة الفلق الآية 1 قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و سورة الناس الآية 1 قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مع آيات السحر التي جاءت في سورة الأعراف ، وسورة يونس ، وسورة طه ، وهي قوله سبحانه في سورة الأعراف : سورة الأعراف الآية 117 وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ سورة الأعراف الآية 118 فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ سورة الأعراف الآية 119 فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ [الأعراف : 117 ، 119]وفي سورة يونس يقول سبحانه : سورة يونس الآية 79 وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ سورة يونس الآية 80 فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ سورة يونس الآية 81 فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ سورة يونس الآية 82 وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ [يونس : 79 ، 81]
وفي سورة طه يقول سبحانه : سورة طه الآية 65 قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى سورة طه الآية 66 قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى سورة طه الآية 67 فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى سورة طه الآية 68 قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى سورة طه الآية 69 وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى [طه : 65 - 69] .
هذه الآيات الكريمات العظيمات ينفث بها في الماء ، ثم بعد ذلك يصب هذا الماء الذي قرأت فيه على ماء أكثر ، ثم يغتسل به المسحور ، ويشرب منه بعض الشيء ، كثلاث حسوات يشربها منه ، ويزول السحر بإذن الله ويبطل ، ويعافى من أصيب بذلك ، وهذا مجرب مع المسحورين ، جربناه نحن وغيرنا ونفع الله به من أصابه شيء من ذلك . فتاوى نور على الدرب (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 194)

علاج العين بأخذ شيء من مما يلي جسد العائن
قال العثيمين :
ويستعمل للعين طريقة أخرى غير الرقية، وهو الاستغسال، وهي أن يؤتي بالعائن، ويطلب منه أن يتوضأ، ثم يؤخذ ما تناثر من الماء من أعضائه، ويصب على المصاب، ويشرب منه، ويبرأ بإذن الله.
وهناك طريقة أخرى، ولا مانع منها أيضاً، وهي أن يؤخذ شيء من شعاره، أي: ما يلي جسمه من الثياب، كالثوب، والطاقية، والسروال، وغيرها، أو التراب إذا مشى عليه وهو رطب، ويصب على ذلك ماء يرش به المصاب أو يشربه، وهو مجرب. القول المفيد على كتاب التوحيد (1/ 67) لابن عثيمين

تيسير الولادة عند شدة الطلق
وقال أيضاً :
إذا قرأ الإنسان على الحامل التي أخذها الطلق ما يدل على التيسير، مثل: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ). ويتحدث عن الحمل والوضع، كقوله تعالى:( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِه). ومثل قوله تعالى: (إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا). فإن هذا نافع ومجرب بإذن الله، والقرآن كله شفاء. فتاوى نور على الدرب - لابن عثيمين (6/ 18)

الجلوس بين الظل والشمس يحدث الزكام
وقال أيضاً :
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن الجلوس بين الظل والشمس وأن هذا مجلس الشيطان لكنني لم أحرر هذه المسألة تحريراً بالغاً وأكتفي بالجواب عن ذلك بأن بعض العلماء ذكر أن من الحكمة في النهي هو أن الدورة الدموية تنتقل من الظل البارد إلى الشمس الحارة وهذا بلا شك يؤثر عليها تأثيراً بالغاً أن تنتقل من حار إلى بارد ومن بارد إلى حار، ثم إنه قد قال بعض العلماء أيضاً إن من المجرب أنه يحدث الزكام . فتاوى نور على الدرب - لابن عثيمين (154/ 16)

القيلولة تعين على قيام الليل
قال الشنقيطي :
وهذه القيلولة تعين على قيام الليل؛ لأن الغالب أن الإنسان إذا نامها يستعين بها على قيام الليل، وهذا شيء معروف ومجرب، ولذلك تجد كبار السن يسهل عليهم قيام الليل، وهم يحافظون على هذه النومة التي قبل الظهر، وتكون قبل الظهر بحدود الساعة . شرح زاد المستقنع للشنقيطي (3/ 241)



علماء الحديث :

إكثار الاستخارة ترياق
قال صديق خسن خان :
قال في الحجة البالغة: وعندي أن إكثار الاستخارة في الأمور ترياق مجرب بتحصل شبه الملائكة وضبط النبي صلى الله وسلم عليه آدابها ودعاءها فشرع ركعتين وعلم اللهم إني أستخيرك الخ ا هـ. الروضة الندية شرح الدرر البهية (1/ 116)


قال الصنعاني :
الصدقة معوضة
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله تعالى } أخرجه مسلم ) فسر العلماء عدم النقص بمعنيين :
( الأول ) أنه يبارك له فيه ويدفع عنه الآفات فيجبر نقص الصورة بالبركة الخفية ،
( والثاني ) : أنه يحصل بالثواب الحاصل عن الصدقة جبران نقص عينها فكأن الصدقة لم تنقص المال لما يكتب الله من مضاعفة الحسنة إلى عشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة .
قلت : والمعنى الثالث أنه تعالى يخلفها بعوض يظهر به عدم نقص المال بل ربما زادته ودليله قوله تعالى : { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه } وهو مجرب محسوس . سبل السلام (7/ 233)





تجارب الصوفية نحذر منها ولا نجربها

صوفية الحنفية

قال ابن عابدين في حاشيته (4/ 286) :
فائدة ذكر ابن حجر في حاشية الإيضاح عن بعض الصوفية قدس الله تعالى أسرارهم ما نصه إذا ضاع منك شيء فقل يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد اجمع بيني وبين كذا ويسميه باسمه فإنه مجرب
قال النووي وقد جربته فوجدته نافعا لوجود الضالة عن قرب غالبا ونقل عن بعض مشايخه مثل ذلك اهـ والله سبحانه أعلم

وقال أبو سعيد الخادمى الحنفي :
وذكر بعض المجربين إنه ما ذبح الديك في دار إلا وأصاب أهله نكبة . بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية (4/ 454)


صوفية الشافعية :

قال سليمان بن عمر بن منصور العجيلي الأزهري، المعروف بالجمل :
ونقل عن بعض الصوفية أن من قرأ هذا الدعاء في يوم عاشوراء لم يمت في سنته ومن فرغ أجله لم يلهمه الله تعالى قراءته وهو من المجربات التي لا شك فيها وهو بسم الله الرحمن الرحيم سبحان الله ملء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وعدد النعم وزنة العرش والحمد لله ملء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وعدد النعم وزنة العرش لا إله إلا الله ملء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وعدد النعم وزنة العرش الله أكبر ملء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وعدد النعم وزنة العرش لا حول ولا قوة إلا بالله ملء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وعدد النعم وزنة العرش لا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه سبحان الله عدد الشفع والوتر وعدد كلمات الله التامات الحمد لله عدد الشفع والوتر وعدد كلمات الله التامات لا إله إلا الله عدد الشفع والوتر وعدد كلمات الله التامات الله أكبر عدد الشفع والوتر وعدد كلمات الله التامات لا حول ولا قوة إلا بالله عدد الشفع والوتر وعدد كلمات الله التامات حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ا هـ . حاشية الجمل على المنهج (4/ 453)

قال عبد الرحمن بن محمد بن حسين بن عمر باعلوي :
فائدة : قال الحبيشي في كتاب البركة : من قرأ يس أربع مرات لا يفرق بينها بكلام في موضع نظيف خال ، ثم قال ثلاثاً : سبحان المنفس عن كل مديون ، سبحان المفرّج عن كل محزون ، سبحان من أمره بين الكاف والنون ، سبحان من إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ، يا مفرّج الهموم ، يا حيّ يا قيوم ، صلّ على سيدنا محمد وآله وافعل لي كذا وكذا ، قضيت حاجته مجرب اهـ. بغية المسترشدين (ص: 634)

قال أبو بكر ابن السيد محمد شطا الدمياطي :
قال الغزالي في كتاب وسائل الحاجات بلغنا عن غير واحد من الصالحين من أرباب القلوب ، أن من قرأ في ركعتي الفجر ألم نشرح لك وألم تر قصرت عنه يد كل عدو ولم يجعل لهم عليه سبيلا ، وهذا صحيح مجرب بلا شك . اهـ
حاشية إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين لشرح قرة العين بمهمات الدين (1/ 246)،و تحفة الحبيب على شرح الخطيب (البجيرمي على الخطيب) (2/ 80)



تنبيه
الأذكار عبادة من العبادات فلا يدخلها القياس، فلا يقال بعد النافلة ما يقال بعد الفريضة من الأذكار، ولا يجوز التعبد إلا بذكر مشروع ثابت في القرآن والسنة أو في أحدهما، فلا يشرع العمل بالذكر المجرب إذا لم يكن له أصل؛ لأن الذكر من الدين، والدين لا يثبت بالتجربة؛ بل بالنص، والأذكار الشرعية تقال في السفر كما تقال في الحضر.
 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: من الأمور التي جربها الفقهاء والعلماء ..... شاركهم التجربة

تجارب الصوفية نحذر منها ولا نجربها

صوفية الحنفية

قال ابن عابدين في حاشيته (4/ 286) :
فائدة ذكر ابن حجر في حاشية الإيضاح عن بعض الصوفية قدس الله تعالى أسرارهم ما نصه إذا ضاع منك شيء فقل يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد اجمع بيني وبين كذا ويسميه باسمه فإنه مجرب
قال النووي وقد جربته فوجدته نافعا لوجود الضالة عن قرب غالبا ونقل عن بعض مشايخه مثل ذلك اهـ والله سبحانه أعلم

جَرَّبَه الإمامُ المحدث الحافظ المتفق على جلالته النووي الشافعي
وشيخه العالم الحافظ المحدث أعلم أهل زمانه بالرجال أبو البقاء خالد المقدسي النابلسي الشافعي رضي الله عنهما، وهو الذي علمه النووي
وهما أجل ممن قبلهما، فهلا قبلتها منهما كما قبلتها ممن دونها.

علما بأن الصوفية طوائف، ومَن نُقِلَ عنه هذا الدعاء هو من تلاميذ تلامذة الجنيدِ: أبو نصر السراج ت 378 هـ، وذكروا عنه أنه كطريقة أسلافه من المتمسكين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وقد نقل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الاستقامة وتلميذه ابن القيم في المدارج
وفي الكتابين تعظيم للتصوف المبني على الكتاب والسنة
وسمه إن شئت سلوكا أو تربية أو غير ذلك

وليحذر طالب العلم من إطلاق الأحكام
والله أعلم
 
التعديل الأخير:
إنضم
6 فبراير 2010
المشاركات
84
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو محمد
التخصص
هندسة ميكانيكية
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
حنبلي عموماً
رد: من الأمور التي جربها الفقهاء والعلماء ..... شاركهم التجربة

جَرَّبَه الإمامُ المحدث الحافظ المتفق على جلالته النووي الشافعي
وشيخه العالم الحافظ المحدث أعلم أهل زمانه بالرجال أبو البقاء خالد المقدسي النابلسي الشافعي رضي الله عنهما، وهو الذي علمه النووي
وهما أجل ممن قبلهما، فهلا قبلتها منهما كما قبلتها ممن دونها.

علما بأن الصوفية طوائف، ومَن نُقِلَ عنه هذا الدعاء هو من تلاميذ تلامذة الجنيدِ: أبو نصر السراج ت 378 هـ، وذكروا عنه أنه كطريقة أسلافه من المتمسكين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وقد نقل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الاستقامة وتلميذه ابن القيم في المدارج
وفي الكتابين تعظيم للتصوف المبني على الكتاب والسنة
وسمه إن شئت سلوكا أو تربية أو غير ذلك

وليحذر طالب العلم من إطلاق الأحكام
والله أعلم




(( دعاء إذا ضاع منك شيء )) وعلاقته بالصوفية

1- أين ذكر النووي هذا الدعاء محتجاً به ؟
قال النووي في بستان العارفين للنووي (ص: 45)
وروينا في رسالة القشيري رحمه الله في باب كرامات الأولياء قال كان لجعفر الخلدي فص فوقع يوما في دجلة وكان عنده دعاء مجرب للضالة ترد فدعا به فوجد الفص في وسط أوراق كان يتصفحها. قال القشيري سمعت أبا حاتم السجستاني يقول سمعت أبا نصر السراج يقول إن ذلك الدعاء يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع على ضالتي.
قلت وقد جربت هذا الدعاء فوجدته نافعا سببا لوجود الضالة على قرب غالبا وأنه لم ينخرم.
وسمعت شيخنا أبا البقاء يقول نحو ذلك وهو علمنيه أولا .....

قال وأما جعفر بن محمد بن نصر الخلدي الخواص أبو محمد أحد مشايخ الصوفية له كرامات ظاهرة !!!!
وإنما قيل له الخلدي لأنه كان يوما عند الجنيد فسأل يوما على مسألة فقال الجنيد أجبهم فأجابهم فقال له الجنيد من أين لك هذه الأجوبة فقال من خلدي فبقي عليه هذا الاسم حتى توفي سنة ثمان وأربعين وثلثمائة.
راجع أيضاً الطبقات الكبرى للشعراني (ص: 118)


2- ما هي رتبة أثر جعفر الخلدي ؟
أخرجه ابن النجار في " في " ذيل تاريخ بغداد " (3/ 17، 18)
بسنده إلى جعفر بن محمد الخلدي، قال:
" كان لي خاتم قد ورثته عن أبي، فعبرت به دجلة، فمددت يدي لأغرف من الماء، فسقط الفص فغمني، فذكرت حديثاً روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه من قرأ هذه الآية على شيء ضاع منه؛ رده الله عليه؛ فقرأتها ويدي في الماء، فإذا الفص بين أصابعي،
والآية هي: {ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه، إن الله لا يخلف الميعاد}، اللهم! يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، إنك لا تخلف الميعاد، اجمع بيني وبين خاتمي، إنك على كل شيء قدير ".
قلت: إسناده موضوع؛ فيه أحمد بن عبيدالله أبوالعز بن كادش، كان يضع الحديث.
وقال الذهبي: " أقر بوضع الحديث، وتاب وأناب ".
والسند معضل.
راجع أيضاً فتح القدير للشوكاني (1/ 367) بصيغة التمريض.


3- من هو جعفر الخلدي ؟
الخُلْدِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نُصَيْرٍ
جاء في تاريخ الإسلام ت بشار (7/ 862): شيخ الصوفية وكبيرهم ومحدثهم.
وكان المرجع إليه في علم القوم وتصانيفهم وحكاياتهم. قال: عندي مائة ونيف وثلاثون ديوانا من دواوين الصوفية.

وفي سير أعلام النبلاء ط الرسالة (15/ 559) :
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِي: سَمِعْتُ الخُلْدِيّ يَقُوْل:
مضيتُ إِلَى عَبَّاس الدُّوْرِيّ، وَأَنَا حَدَث، فكتبتُ عَنْهُ مَجْلِساً، وَخَرَجْتُ، فلقينِي صُوفيٌ، فَقَالَ: أَيشٍ هَذَا؟
فَأَريتُه فَقَالَ: وَيْحَك، تَدَعُ عِلْمَ الخِرَق، وَتَأَخذُ عِلْم الوَرَق! ثُمَّ خرَّق الأَورَاق، فَدَخَلَ كَلاَمُه فِي قلبِي، فَلم أَعدْ إِلَى عَبَّاس ، وَوقفتُ بعرَفَة ستاً وَخَمْسِيْنَ وَقفَة.
قُلْتُ: مَاذَا إِلاَّ صُوفيٌّ جَاهِلٌ يمزِّق الأَحَادِيْثَ النَّبويَة، وَيحُضُّ عَلَى أَمرٍ مَجْهُول، فَمَا أَحْوَجَه إِلَى العِلْم.
قيل: عجَائِب بَغْدَاد: نُكَتُ المُرْتَعِش ، وَإِشَارَات الشِّبْلِي ، وَحكَايَات الخُلْدِيّ .


من غرائب وعجائب الخلدي

جاء في تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (7/ 235)
يقول قَالَ: جَعْفَر الخلدي: كنت فِي ابتداء أمري وإرادتي ليلة نائما، فإذا بهاتف يهتف بي ويقول: يا جَعْفَر امض إِلَى موضع كذا وكذا واحفر، فإن لك هناك شيئا مدفونا، قَالَ فجئت إِلَى الموضع وحفرت، فوجدت صندوقا فيه دفاتر، وإذا فيه حزمة فأخرجتها وقرأتها، فإذا فيها أسماء ستة آلاف شيخ من أهل الحقائق، والأصفياء والأولياء. من وقت آدم إِلَى زماننا هذا، ونعوتهم وصفتهم وكلهم كانوا يدعون هذا- يعني مذهب الصوفية- قَالَ الْحَسَن بن سُلَيْمَان: وكان فِي تلك الكتب عجائب، فقرأ ولم يدفع إلي أحد، ثم دفنها ولم يظهر ذلك لأحد إِلَى أن مات! أخبرنا عَلِيّ بن أَبِي عَلِيّ حدّثنا إبراهيم بن أحمد الطّبريّ حدّثنا جعفر بن الخلدي.
قال: ودعت في بعض حجاتي المريني الكبير الصوفي فقلت: زودني شيئا فَقَالَ: إن ضاع منك شيء، أو أردت أن يجمع اللَّه بينك وبين إنسان فقل: يَا جَامِعَ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إن اللَّه لا يخلف الميعاد، اجمع بيني وبين كذا وكذا، فإن اللَّه يجمع بينك وبين ذلك الشيء، أو ذلك الإنسان بتلك. فجئت إِلَى الكتاني الكبير الصوفي فودعته، وقلت: زودني شيئا، فأعطاني فصا عليه نقش كأنه طلسم وَقَالَ: إذا اغتممت فانظر إِلَى هذا فإنه يزول غمك، قَالَ: فانصرفت فما دعوت اللَّه بتلك الدعوة فِي شيء إلا استجيب، ولا رأيت الفص وقد اغتممت إلا زال غمي، فأنا ذات يوم قد توجهت أعبر إِلَى الجانب الشرقي من بغداد حتى هاجت ريح عظيمة وأنا فِي السميرية، والفص فِي جيبي، فأخرجته لأنظر إليه، فلا أدري كيف ذهب مني، فِي الماء، أو فِي السفينة، أو ثيابي؟ فاغتممت لذهابه غما عظيما، فدعوت بالدعوة وعبرت، فما زلت أدعو اللَّه بها يومي وليلتي ومن غد وأياما. فلما كان بعد ذلك أخرجت صندوقا فيه ثيابي لأغير منها شيئا، ففرغت الصندوق فإذا بالفص فِي أسفل الصندوق، فأخذته وحمدت اللَّه عَلَى رجوعه.



وفي الأخير نقاط على الحروف:

1: ليس هذا المقال هو المقال الذي يبين ويفصل أقسام الصوفية، فمحله غير هذا.

2: الصوفية طائفة يغلب عليها الضلال والبعد عن السنة في العموم.

3: احترامنا لعلمائنا وتوقيرنا لهم لا يقتضي تقديسهم وتنزيههم عن الخطاء والزلل.

4: الحق لا يعرف سنا" ولا منزلة"، اعرف الحق تعرف رجاله، والأمة ما وافق الحق وإن كنت وحدك.

5: لم أطلق أي حكم على أي أحد، فالنقل الذي نقلت عن ابن عابدين نص فيه هو نفسه عن بعض الصوفية ...

وذكر ابن كثير هذا الدعاء في البداية والنهاية (11/219)وقال : وفي مشايخ الصوفية آخر يقال له أبو جعفر المزين الكبير ... فذكره

والحمد لله رب العالمين
 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: من الأمور التي جربها الفقهاء والعلماء ..... شاركهم التجربة

جزاك الله خيرًا

أولا: هذا الدعاء جَرَّبَهُ النووي وشيخه أبو البقاء خالد النابلسي، فاستفد من تجربتهما، واطرح مَن قبلهما، إلا إذا كنت لا تثق فيهما أيضا.

ثانيا: لا تأت إلى ترجمة عالمٍ ما فتبتر ما فيها من الثناء!، وتروي ما يظن فيه قدح، فتوهم القارئ خلاف ما أرادوه.

فيقال لك:
أليس الحافظ الذهبي أعلم أهل زمانه ومن بعدهم بالرجال، وله في نقدهم وسبر أحوالهم اليد الطولى؟
أليس هذا فنه الذي اشتهر فيه، وعول عليه من بعده؟.
فإن أقررت بالقول، وقلتَ: إن الذهبي إمام هذه الصنعة، وعالمها، وحبرها.
فنسألك: ما هي الألقاب التي أطقلها الذهبي مِن جعبته على هذا الرجل بعد أن درس حاله، ونقده.
ألم يقل في ترجمة الخلدي من سير أعلام النبلاء الذي نقلت عنه، وأعرضت عنه: (الشَّيْخُ، الإِمَام، القُدْوَة، المحدِّث)، فما معنى هذه العبارات: (الإمام، القدوة، المحدث).
وقد ذكره في تذكرة الحفاظ (3/ 58)، وذكر أنه توفي سنة 348، وقال عنه فيه: (المحدث).
ونقل توثيق الخطيب له، ولم ينقل فيه جرحًا، وسكت على توثيق الخطيب.
وقال عنه ابن كثير في البداية والنهاية (15/ 239): (كَانَ ثِقَةً صَدُوقًا دَيِّنًا).
ولم يذكره أحد في كُتُبِ الضُّعَفَاء والمجروحين كالمغني في الضعفاء وميزان الاعتدال كلاهما للذهبي، ولا لسان الميزان لابن حجر، وغيرهما.
هكذا، وَثَّقُوه، وأثنوا عليه خيرا، ومدحوا دِينَه وورعه وزهده وعِلْمَه.


ثالثا:
[/B قال:
رأفت الحامد العدني;157937]5: لم أطلق أي حكم على أي أحد، فالنقل الذي نقلت عن ابن عابدين نص فيه هو نفسه عن بعض الصوفية ...



قولك:
[/B قال:
رأفت الحامد العدني;157923]تجارب الصوفية نحذر منها ولا نجربها



هذا يسمى حكما، لا سيما وقد ذكرت بعده، دعاءَ إيجاد المفقود.

فيَفهم كلُّ قارئ لكلامك أنك:
تُحَذِّر مما جرَّبه النووي.
ومما جرَّبه شيخُه النابلسي.
ومما جرَّبه (الشيخ الإمام القدوة المحدث) كما قال الذهبي، و(الثقة الصدوق الدَّيِّن) كما قال ابن كثير: جعفرٌ الخُلْدي.

فعندي هذا المجرَّبُ: أحسنُ حالاً، مِن مجرَّبَات: (دفع التثاؤب، إدامة النظر في المصحف، تجنب الزكام، ...).


رابعا:
كونه صوفيًا كتصوف الجنيد: هذا لا يعدونه ذما، يل يعدونه مدحًا.
يَعرِف ذلك مَن قرأ كُتُبَ شيخ الإسلام وتلامذته كابن القيم والذهبي وابن كثير، فقد سعوا إلى التفريق بين تصوفِ الجنيد وسهل بن عبدالله التستري، وتصوّف غيرهما.
بل جعلوا ذمَّ الجنيد وسهلا علامة على أن أحواله شيطانية كما في الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان: 231.
وليتك ترجع إلى الفتاوى الكبرى (2/ 390، رقم: 322 – 10): مسألة : فيما ذكر الأستاذ القشيري في باب الرضا عن الشيخ أبي سليمان أنه قال : الرضا أن لا يسأل الله الجنة ولا يستعيذ من النار فهل هذا الكلام صحيح ؟
فقد أجاد رحمه الله تعالى وأفاد وأنصف.
وعباراتهم كثيرة جدا جدا، يصعب حصرها، فخذ قطرة من بحر:
مجموع الفتاوى (10/ 516)، جامع الرسائل لابن تيمية (2/ 145): (... الشَّيْخُ عَبْدُالْقَادِرِ [صاحب الطريقة القادرية] وَشَيْخُهُ حَمَّادٌ الدباس وَغَيْرُهُمَا مِنْ الْمَشَايِخِ أَهْلِ الِاسْتِقَامَةِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - ... فَأَما المستقيمون من السالكين كجمهور مَشَايِخ السّلف: مثل الفضيل بن عِيَاض وَإِبْرَاهِيم بن أدهم وَأبي سُلَيْمَان الدَّارَانِي ومعروف الْكَرْخِي وَالسري السَّقطِي والجنيد بن مُحَمَّد وَغَيرهم من الْمُتَقَدِّمين، وَمثل الشَّيْخ عبدالْقَادِر وَالشَّيْخ حَمَّاد وَالشَّيْخ أبي الْبَيَان وَغَيرهم من الْمُتَأَخِّرين. فهم لَا يسوغون للسالك وَلَو طَار فِي الْهَوَاء أَو مَشى على المَاء أَن يخرج عَن الْأَمر وَالنَّهْي الشرعيين بل عَلَيْهِ أَن يفعل الْمَأْمُور ويدع الْمَحْظُور إِلَى أَن يَمُوت وَهَذَا هُوَ الْحق الَّذِي دلّ عَلَيْهِ الْكتاب وَالسّنة وَإِجْمَاع السّلف. وَهَذَا كثير فِي كَلَامهم).
مجموع الفتاوى (5/ 491)، شرح حديث النزول (ص: 123): (ولهذا كان الجنيد رضي الله عنه سيد الطائفة إمام هدى، فكان قد عرف ما يعرض لبعض السالكين، ... والجنيد وأمثاله أئمة هدى، ومن خالفه في ذلك فهو ضال).
مجموع الفتاوى (2/ 474): (وَأَئِمَّةُ الْهُدَى الَّذِينَ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْأُمَّةِ: مِثْلُ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَالْأَوْزَاعِي وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ والْفُضَيْل بْنِ عِيَاضٍ وَمَعْرُوفٍ الْكَرْخِي وَالشَّافِعِيِّ وَأَبِي سُلَيْمَانَ وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَبِشْرٍ الْحَافِي وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ وَشَقِيقٍ البلخي وَمَنْ لَا يُحْصَى كَثْرَةٌ.
إلَى مِثْلِ الْمُتَأَخِّرِينَ: مِثْلُ الْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ القواريري وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري وَعُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ الْمَكِّيِّ وَمَنْ بَعْدَهُمْ.
إلَى أَبِي طَالِبٍ الْمَكِّيِّ.
إلَى مِثْلِ الشَّيْخِ عَبْدِالْقَادِرِ الكيلاني وَالشَّيْخِ عَدِيٍّ وَالشَّيْخِ أَبِي الْبَيَانِ وَالشَّيْخِ أَبِي مَدِينٍ وَالشَّيْخِ عَقِيلٍ وَالشَّيْخِ أَبِي الْوَفَاءِ وَالشَّيْخِ رَسْلَانَ وَالشَّيْخِ عَبْدِالرَّحِيمِ وَالشَّيْخِ عَبْدِاللَّهِ اليونيني وَالشَّيْخِ الْقُرَشِيِّ وَأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ الْمَشَايِخِ الَّذِينَ كَانُوا بِالْحِجَازِ وَالشَّامِ وَالْعِرَاقِ وَمِصْرَ وَالْمَغْرِبِ وَخُرَاسَانَ مِنْ الْأَوَّلِينَ والآخرين...).
مجموع الفتاوى (11/ 21): (... لَمَّا كَانَ جِنْسُ الزُّهْدِ فِي الْفُقَرَاءِ أَغْلَبَ صَارَ الْفَقْرُ فِي اصْطِلَاحِ كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ عِبَارَةً عَنْ طَرِيقِ الزُّهْدِ وَهُوَ مِنْ جِنْسِ التَّصَوُّفِ. فَإِذَا قِيلَ: هَذَا فِيهِ فَقْرٌ أَوْ مَا فِيهِ فَقْرٌ لَمْ يَرِدْ بِهِ عَدَمُ الْمَالِ، وَلَكِنْ يُرَادُ بِهِ مَا يُرَادُ بِاسْمِ الصُّوفِيِّ مِنْ الْمَعَارِفِ وَالْأَحْوَالِ وَالْأَخْلَاقِ وَالْآدَابِ وَنَحْوِ ذَلِكَ.
وَعَلَى هَذَا الِاصْطِلَاحِ قَدْ تَنَازَعُوا أَيُّمَا أَفْضَلُ: الْفَقِيرُ أَوْ الصُّوفِيُّ؟ فَذَهَبَ طَائِفَةٌ إلَى تَرْجِيحِ الصُّوفِيِّ كَأَبِي جَعْفَرٍ السهروردي وَنَحْوِهِ، وَذَهَبَ طَائِفَةٌ إلَى تَرْجِيحِ الْفَقِيرِ - كَطَوَائِفَ كَثِيرِينَ -.
وَرُبَّمَا يَخْتَصُّ هَؤُلَاءِ بِالزَّوَايَا وَهَؤُلَاءِ بالخوانك وَنَحْوِ ذَلِكَ.
وَأَكْثَرُ النَّاسِ قَدْ رَجَّحُوا الْفَقِيرَ.
وَالتَّحْقِيقُ: أَنَّ أَفْضَلَهُمَا أَتْقَاهُمَا، فَإِنْ كَانَ الصُّوفِيُّ أَتْقَى لِلَّهِ كَانَ أَفْضَلَ مِنْهُ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ أَعْمَلَ بِمَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَأَتْرَكَ لِمَا لَا يُحِبُّهُ فَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ الْفَقِيرِ وَإِنْ كَانَ الْفَقِيرُ أَعْمَلُ بِمَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَأَتْرَكَ لِمَا لَا يُحِبُّهُ كَانَ أَفْضَلَ مِنْهُ فَإِنْ اسْتَوَيَا فِي فِعْلِ الْمَحْبُوبِ وَتَرْكِ غَيْرِ الْمَحْبُوبِ اسْتَوَيَا فِي الدَّرَجَةِ. وَ " أَوْلِيَاءُ اللَّهِ " هُمْ الْمُؤْمِنُونَ الْمُتَّقُونَ سَوَاءٌ سُمِّيَ أَحَدُهُمْ فَقِيرًا أَوْ صُوفِيًّا أَوْ فَقِيهًا أَوْ عَالِمًا أَوْ تَاجِرًا أَوْ جُنْدِيًّا أَوْ صَانِعًا أَوْ أَمِيرًا أَوْ حَاكِمًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ï´؟أَلَا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَï´¾).
مجموع الفتاوى (10/ 686): (وَكَذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ مُعَلَّقًا قَالَ: قَالَ الشِّبْلِيُّ بَيْنَ يَدَيْ الْجُنَيْد: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ. فَقَالَ الْجُنَيْد: قَوْلُك ذَا ضِيقِ صَدْرٍ وَضِيقُ الصَّدْرِ لِتَرْكِ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ. فَإِنَّ هَذَا مِنْ أَحْسَنِ الْكَلَامِ. وَكَانَ الْجُنَيْد - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - سَيِّدَ الطَّائِفَةِ وَمِنْ أَحْسَنِهِمْ تَعْلِيمًا وَتَأْدِيبًا وَتَقْوِيمًا - وَذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ كَلِمَةُ اسْتِعَانَةٍ؛ لَا كَلِمَةُ اسْتِرْجَاعٍ وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ يَقُولُهَا عِنْدَ الْمَصَائِبِ بِمَنْزِلَةِ الِاسْتِرْجَاعِ وَيَقُولُهَا جَزَعًا لَا صَبْرًا. فالْجُنَيْد أَنْكَرَ عَلَى الشِّبْلِيِّ حَالَهُ فِي سَبَبِ قَوْلِهِ لَهَا إذْ كَانَتْ حَالًا يُنَافِي الرِّضَا وَلَوْ قَالَهَا عَلَى الْوَجْهِ الْمَشْرُوعِ لَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ).

فتأمل حال الجنيد شيخ الخلدي، وثناء الأئمة عليه، وحسن تأديبه وتعليمه وتربيته
وتأثر الخلدي به، ثم ثناؤهم عليه
تَعْلَمْ أن ما نقلتَه عنه أحسن حالا بكثير مما نقلته عن غيره.


وما وضعته من علامات بعد نقلك:
[/B قال:
رأفت الحامد العدني;157937]قال وأما جعفر بن محمد بن نصر الخلدي الخواص أبو محمد أحد مشايخ الصوفية له كرامات ظاهرة !!!!

علامات التعجب الأربع هذه:
هل هي في النص الذي نقلته، أم أضفتها من عندك؟
وإلام تشير، أتنكر الكرامات، أم تطعن في الرجل؟

فإن أردت الطعن في الخلدي: فاحذر أن تجعل مثل هؤلاء الذي رضي عنهم أئمة الدين سيرتهم، سبروا أحوالهم، فاحذر أن تجعلهم خصماءك يوم القيامة

وإن كنت تنكر الكرامات والمكاشفات فقد قال ابن القيم في مدارج السالكين (2/ 458): (وَلَقَدْ شَاهَدْتُ مِنْ فِرَاسَةِ شَيْخِ الْإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أُمُورًا عَجِيبَةً. وَمَا لَمْ أُشَاهِدْهُ مِنْهَا أَعْظَمُ وَأَعْظَمُ. وَوَقَائِعُ فِرَاسَتِهِ تَسْتَدْعِي سِفْرًا ضَخْمًا.
أَخْبَرَ أَصْحَابَهُ بِدُخُولِ التَّتَارِ الشَّامَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، وَأَنَّ جُيُوشَ الْمُسْلِمِينَ تُكْسَرُ، وَأَنَّ دِمَشْقَ لَا يَكُونُ بِهَا قَتْلٌ عَامٌّ وَلَا سَبْيٌ عَامٌّ، وَأَنَّ كَلَبَ الْجَيْشِ وَحِدَّتَهُ فِي الْأَمْوَالِ.
وَهَذَا قَبْلَ أَنْ يَهُمَّ التَّتَارُ بِالْحَرَكَةِ.
ثُمَّ أَخْبَرَ النَّاسَ وَالْأُمَرَاءَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِمِائَةٍ لَمَّا تَحَرَّكَ التَّتَارُ وَقَصَدُوا الشَّامَ: أَنَّ الدَّائِرَةَ وَالْهَزِيمَةَ عَلَيْهِمْ. وَأَنَّ الظَّفَرَ وَالنَّصْرَ لِلْمُسْلِمِينَ. وَأَقْسَمَ عَلَى ذَلِكَ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ يَمِينًا. فَيُقَالُ لَهُ: قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَيَقُولُ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَحْقِيقًا لَا تَعْلِيقًا. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ. قَالَ: فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيَّ. قُلْتُ: لَا تُكْثِرُوا. كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ. أَنَّهُمْ مَهْزُومُونَ فِي هَذِهِ الْكَرَّةِ. وَأَنَّ النَّصْرَ لِجُيُوشِ الْإِسْلَامِ. قَالَ: وَأَطْمَعَتْ بَعْضَ الْأُمَرَاءِ وَالْعَسْكَرِ حَلَاوَةُ النَّصْرِ قَبْلَ خُرُوجِهِمْ إِلَى لِقَاءِ الْعَدُوِّ.
وَكَانَتْ فِرَاسَتُهُ الْجُزْئِيَّةُ فِي خِلَالِ هَاتَيْنِ الْوَاقِعَتَيْنِ مِثْلَ الْمَطَرِ.
وَلَمَّا طُلِبَ إِلَى الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ، وَأُرِيدَ قَتْلُهُ - بَعْدَمَا أُنْضِجَتْ لَهُ الْقُدُورُ، وَقُلِّبَتْ لَهُ الْأُمُورُ - اجْتَمَعَ أَصْحَابُهُ لِوَدَاعِهِ. وَقَالُوا: قَدْ تَوَاتَرَتِ الْكُتُبُ بِأَنَّ الْقَوْمَ عَامِلُونَ عَلَى قَتْلِكَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يَصِلُونَ إِلَى ذَلِكَ أَبَدًا. قَالُوا: أَفَتُحْبَسُ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَيَطُولُ حَبْسِي. ثُمَّ أَخْرُجُ وَأَتَكَلَّمُ بِالسُّنَّةِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ. سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ.
وَلَمَّا تَوَلَّى عَدُوُّهُ الْمُلَقَّبُ بِالْجَاشِنْكِيرِ الْمُلْكَ أَخْبَرُوهُ بِذَلِكَ. وَقَالُوا: الْآنَ بَلَغَ مُرَادَهُ مِنْكَ. فَسَجَدَ لِلَّهِ شُكْرًا وَأَطَالَ. فَقِيلَ لَهُ: مَا سَبَبُ هَذِهِ السَّجْدَةُ؟ فَقَالَ: هَذَا بِدَايَةُ ذُلِّهِ وَمُفَارَقَةُ عِزِّهِ مِنَ الْآنِ، وَقُرْبُ زَوَالِ أَمْرِهِ. فَقِيلَ: مَتَى هَذَا؟ فَقَالَ: لَا تُرْبَطُ خُيُولُ الْجُنْدِ عَلَى الْقُرْطِ حَتَّى تُغْلَبَ دَوْلَتُهُ. فَوَقَعَ الْأَمْرُ مِثْلَ مَا أَخْبَرَ بِهِ. سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْهُ.
وَقَالَ مَرَّةً: يَدْخُلُ عَلَيَّ أَصْحَابِي وَغَيْرُهُمْ. فَأَرَى فِي وُجُوهِهِمْ وَأَعْيُنِهِمْ أُمُورًا لَا أَذْكُرُهَا لَهُمْ.
فَقُلْتُ لَهُ - أَوْ غَيْرِي -: لَوْ أَخْبَرْتَهُمْ؟ فَقَالَ: أَتُرِيدُونَ أَنْ أَكُونَ مُعَرِّفًا كَمُعَرَّفِ الْوُلَاةِ؟
وَقُلْتُ لَهُ يَوْمًا: لَوْ عَامَلْتَنَا بِذَلِكَ لَكَانَ أَدْعَى إِلَى الِاسْتِقَامَةِ وَالصَّلَاحِ. فَقَالَ: لَا تَصْبِرُونَ مَعِي عَلَى ذَلِكَ جُمُعَةً، أَوْ قَالَ: شَهْرًا.
وَأَخْبَرَنِي غَيْرَ مَرَّةٍ بِأُمُورٍ بَاطِنَةٍ تَخْتَصُّ بِي مِمَّا عَزَمْتُ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَنْطِقْ بِهِ لِسَانِي.
وَأَخْبَرَنِي بِبَعْضِ حَوَادِثَ كِبَارٍ تَجْرِي فِي الْمُسْتَقْبَلِ. وَلَمْ يُعَيِّنْ أَوْقَاتَهَا. وَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَهَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ بَقِيَّتَهَا.
وَمَا شَاهَدَهُ كِبَارُ أَصْحَابِهِ مِنْ ذَلِكَ أَضْعَافُ أَضْعَافِ مَا شَاهَدَتْهُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ).



قد أطلتُ، فأعتذر.
لكن خوفا عليك أولاً أخي.
وثانيا: يظهر لي: أنّ مفهومَ التصوف قد تشوّه عند كثيرين، فطعنوا قبل أن يمعنوا، وتطاولوا على من أثنى عليهم النقاد، فعَدَوْا واعْتَدَوا، وظلموا أنفسهم
وتشوه أيضا عن كثيرين، فجعلوه لعبة يتحايلون به على شرع الله تعالى، وعم الجهل فيهم، فابتعدوا عن الشرع، وابتدعوا.
والواجب على العالم وطالب العلم الإنصاف بأن يدقق وينظر ويتحرى، فيعطي كل ذي حق حقه.
وقبل أن يطول بيني وبينك الكلام، ألتمس منك أن تطلع على ما أحلتك عليه، من منهجية صادقة وصحيحة في التمييز بين الحق والباطل، ومدْح من يُمدح، وذم من يذم، صوفيا كان أو غيره.
وعدم الانجراف إلى المسميات دون النظر إلى المقصود
واجعل قدوتك في ذلك الأئمة المحققون، كشيخ الإسلام وتلامذته
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرام فلاح

والسلام
 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: من الأمور التي جربها الفقهاء والعلماء ..... شاركهم التجربة

الأذكار عبادة من العبادات فلا يدخلها القياس، فلا يقال بعد النافلة ما يقال بعد الفريضة من الأذكار، ولا يجوز التعبد إلا بذكر مشروع ثابت في القرآن والسنة أو في أحدهما، فلا يشرع العمل بالذكر المجرب إذا لم يكن له أصل؛ لأن الذكر من الدين، والدين لا يثبت بالتجربة؛ بل بالنص، والأذكار الشرعية تقال في السفر كما تقال في الحضر.

قال ابن القيم في مدارج السالكين (1/ 446): (وَمِنْ تَجْرِيبَاتِ السَّالِكِينَ الَّتِي جَرَّبُوهَا فَأَلْفَوْهَا صَحِيحَةً أَنَّ مَنْ أَدْمَنَ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَوْرَثَهُ ذَلِكَ حَيَاةَ الْقَلْبِ وَالْعَقْلِ.
وَكَانَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ شَدِيدَ اللَّهْجِ بِهَا جِدًّا، وَقَالَ لِي يَوْمًا: لِهَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ وَهُمَا الْحَيُّ الْقَيُّومُ تَأْثِيرٌ عَظِيمٌ فِي حَيَاةِ الْقَلْبِ، وَكَانَ يُشِيرُ إِلَى أَنَّهُمَا الِاسْمُ الْأَعْظَمُ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ وَاظَبَ عَلَى أَرْبَعِينَ مَرَّةً كُلَّ يَوْمٍ بَيْنَ سُنَّةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ "يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ" حَصَلَتْ لَهُ حَيَاةُ الْقَلْبِ، وَلَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ).
مدارج السالكين (3/ 248): (وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: مَنْ وَاظَبَ عَلَى " يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ " كَلَّ يَوْمٍ بَيْنَ سُنَّةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ أَرْبَعِينَ مَرَّةً أَحْيَى اللَّهُ بِهَا قَلْبَهُ).


ولا أعلم له مستندا، لا في تحديده عددا، ولا في توقيته له وقتا
وفيه مخالفة لما قَعَّدتَه من قواعد لمسائل المجربات

ومن المجربات:
في مدارج السالكين (2/ 470): (وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ السَّكِينَةَ فِي كِتَابِهِ فِي سِتَّةِ مَوَاضِعَ.
الْأَوَّلُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 248] .
الثَّانِي: قَوْلُهُ تَعَالَى: {ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 26] .
الثَّالِثُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا} [التوبة: 40] .
الرَّابِعُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الفتح: 4] .
الْخَامِسُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18] .
السَّادِسُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح: 26] . الْآيَةَ.
وَكَانَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - إِذَا اشْتَدَّتْ عَلَيْهِ الْأُمُورُ: قَرَأَ آيَاتَ السَّكِينَةِ.
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي وَاقِعَةٍ عَظِيمَةٍ جَرَتْ لَهُ فِي مَرَضِهِ، تَعْجِزُ الْعُقُولُ عَنْ حَمْلِهَا - مِنْ مُحَارَبَةِ أَرْوَاحٍ شَيْطَانِيَّةٍ، ظَهَرَتْ لَهُ إِذْ ذَاكَ فِي حَالِ ضَعْفِ الْقُوَّةِ - قَالَ: فَلَمَّا اشْتَدَّ عَلَيَّ الْأَمْرُ، قُلْتُ لِأَقَارِبِي وَمَنْ حَوْلِيَ: اقْرَءُوا آيَاتِ السَّكِينَةِ، قَالَ: ثُمَّ أَقْلَعَ عَنِّي ذَلِكَ الْحَالُ، وَجَلَسْتُ وَمَا بِي قَلْبَةٌ.
وَقَدْ جَرَّبْتُ أَنَا أَيْضًا قِرَاءَةَ هَذِهِ الْآيَاتِ عِنْدَ اضْطِرَابِ الْقَلْبِ بِمَا يَرِدُ عَلَيْهِ. فَرَأَيْتُ لَهَا تَأْثِيرًا عَظِيمًا فِي سُكُونِهِ وَطُمَأْنِينَتِهِ).
 
إنضم
6 فبراير 2010
المشاركات
84
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو محمد
التخصص
هندسة ميكانيكية
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
حنبلي عموماً
رد: من الأمور التي جربها الفقهاء والعلماء ..... شاركهم التجربة

لم أبتر كلام الذهبي بما يقتضي تغيير كلامه
وإنما نقلت ما يؤيد كلامي ...

ولست خصماً لأحد
وإنما أردت أن أبين أن أصل الدعاء مأخوذ من الصوفية

ألم يقل في ترجمة الخلدي من سير أعلام النبلاء الذي نقلت عنه، وأعرضت عنه: (الشَّيْخُ، الإِمَام، القُدْوَة، المحدِّث)، فما معنى هذه العبارات: (الإمام، القدوة، المحدث).

الموضوع الأصلي: http://www.feqhweb.com/vb/t23854#ixzz4vCJpTfWO

يفسره قوله في تاريخ الإسلام (7/ 862): شيخ الصوفية وكبيرهم ومحدثهم.

لا أنكر الكرامات ولا أطعن في الرجل رغم اصرارك على ذلك ولكن أنبه أنه من القوم الذين يهتمون بهذه الأمور وهو شأن الصوفية قديما وحديثاً.

الصوفية وجه مشوه من أول يوم خالفوا فيه هدي محمد صلى الله عليه وسلم فلا تلمع مشوه قبيح ..

وأما مسألة الأذكار المخترعة
ففي أول الموضوع كلام الشيخ ابن عثيمين وفيه تقعيد وتأصيل وما نقلت عن شيخ الإسلام وابن القيم داخل فيه.

وأزيدك من الشعر بيت
فتح الباري لابن حجر (11/ 112)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري (3/ 188)، شرح الجامع الصغير للمناوي (فيض القدير) (2/ 154)
وأولى ما قيل في الحكمة في رده صلى الله عليه وسلم على من قال الرسول بدل النبي
أن ألفاظ الأذكار توقيفية ولها خصائص وأسرار لا يدخلها القياس فتجب المحافظة على اللفظ الذي وردت به
وهذا اختيار المازري قال فيقتصر فيه على اللفظ الوارد بحروفه وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف ولعله أوحى إليه بهذه الكلمات فيتعين أداؤها بحروفها

"مجموع الفتاوى" (22 /510-511)

الحمد لله ، لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات ، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع لا على الهوى والابتداع ، فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء ، وسالكها على سبيل أمان وسلامة ، والفوائد والنتائج التي تحصل لا يعبر عنه لسان ولا يحيط به إنسان ، وما سواها من الأذكار قد يكون محرما وقد يكون مكروها وقد يكون فيه شرك مما لا يهتدي إليه أكثر الناس ، وهي جملة يطول تفصيلها.

وليس لأحد أن يسن للناس نوعا من الأذكار والأدعية غير المسنون ، ويجعلها عبادة راتبة يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس ؛ بل هذا ابتداع دين لم يأذن الله به ، بخلاف ما يدعو به المرء أحيانا من غير أن يجعله للناس سنة ، فهذا إذا لم يعلم أنه يتضمن معنى محرما لم يجز الجزم بتحريمه ، لكن قد يكون فيه ذلك والإنسان لا يشعر به ... وأما اتخاذ ورد غير شرعي واستنان ذكر غير شرعي : فهذا مما ينهى عنه . ومع هذا ففي الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية غاية المطالب الصحيحة ، ونهاية المقاصد العلية ، ولا يعدل عنها إلى غيرها من الأذكار المحدثة المبتدعة إلا جاهل أو مفرط أو متعد " انتهى
 
أعلى