العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

من كان مرباه بالعسف و القهر من المتعلمين

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
يقول ابن خلدون رحمه الله في مقدمته:

" الفصل الأربعون: في أن الشدة على المتعلمين مضرة بهم:
و ذلك أن إرهاف الحد بالتعليم مضر بالمتعلم سيما في أصاغر الولد لأنه من سوء الملكة.
ومن كان مرباه بالعسف و القهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم:
1- سطا به القهر و ضيق عن النفس في انبساطها.
2- وذهب بنشاطها و دعاه إلى الكسل.
3- وحمل على الكذب و الخبث وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفا من انبساط الأيدي بالقهر عليه.
4- وعلمه المكر و الخديعة لذلك وصارت له هذه عادة وخلقا.
5- وفسدت معاني الإنسانية التي له من حيث الاجتماع و التمرن وهي الحمية والمدافعة عن نفسه و منزله.
6- وصار عيالا على غيره في ذلك.
7- بل وكسلت النفس عن اكتساب الفضائل و الخلق الجميل فانقبضت عن غايتها و مدى إنسانيتها فارتكس و عاد في أسفل السافلين.
و هكذا: وقع لكل أمة حصلت في قبضة القهر و نال منها العسف.
و اعتبره: في كل من يملك أمره عليه ولا تكون الملكة الكافلة له رفيقة به، وتجد ذلك فيهم استقراء.
وانظره في اليهود: ما حصل بذلك فيهم من خلق السوء حتى إنهم يوصفون في كل أفق وعصر بالحرج و معناه في الاصطلاح: المشهور التخابث و الكيد و سببه ما قلناه.
فينبغي للمعلم في متعلمه و الوالد في ولده: أن لا يستبدا عليهما في التأديب.
وقد قال محمد بن أبى زيد في كتابه الذي ألفه في حكم المعلمين و المتعلمين:
لا ينبغي لمؤدب الصبيان أن يزيد في ضربهم إذا احتاجوا إليه على ثلاثة أسواط شيئا.
ومن كلام عمر رضي الله عنه: من لم يؤدبه الشرع لا أدبه الله.
حرصا على صون النفوس عن مذلة التأديب و علما بأن المقدار الذي عينه الشرع لذلك أملك له فإنه أعلم بمصلحته.
و من أحسن مذاهب التعليم: ما تقدم به الرشيد لمعلم ولده قال خلف الأحمر: بعث إلي الرشيد في تأديب ولده محمد الأمين فقال: يا أحمر إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه و ثمرة قلبه فصير يدك عليه مبسوطة و طاعته لك واجبة و كن له بحيث وضعك أمير المؤمنين أقرئه القرآن وعرفه الأخبار وروه الأشعار وعلمه السنن و بصره بمواقع الكلام وبدئه وامنعه من الضحك إلا في أوقاته وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا عليه ورفع مجالس القواد إذا حضروا مجلسه.
ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها من غير أن تحزنه فتميت ذهنه.
ولا تمعن في مسامحته فيستجلي الفراغ و يألفه وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة فإن أباهما فعليك بالشدة و الغلظة. انتهى."([1])

([1]) مقدمة ابن خلدون
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
من معايب إدامة ضرب الأولاد أن الولد يصير على حال لا يبالي بما يفعل لأن غاية ذلك أن يضرب وهو أمرٌ معتاد لا يأبه به في مقابل تحقيق رغباته.
 
التعديل الأخير:

احمد فتحي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
5 يناير 2009
المشاركات
5
التخصص
العقيدة
المدينة
بني سويف
المذهب الفقهي
شافعي
موضوع رائع جزاك الله خيراً
وهنا تنبية أحب أن أذكر به
أننا قد أفرطنا في تذكير طلبة العلم بتحمل الأذى من مشائخهم وهذا صواب بلا ريب ولكن........
اولاً: عدم التنبيه على خطأ ذلك السلوك من الشيخ وأنه مخالفٌ في ذلك لهدي النبي صلى الله عليه وسلم أدى الى استطالة بعض الذين يتصدرون للعلم والتدريس والتربية على طلابهم والبغي عليهم وإيذائهم واعتقادهم أن ذلك من هدي علماء السنة وو الله ما كان هذا هديهم
ثانياً: خروج جيل من طلبة العلم تربوا على التبعية والتعصب والتقديس لمقام العلماء وقبول كل سلوكياتهم وعدم وزنها بالميزان الشرعي وعدم انفتاح عقولهم للبحث الحر عن الحق
ففسد بسبب هذه الشدة من بعض العلماء وهذا التبرير لهامن المتحدثين عن آداب الطلب فئامٌ من أهل العلم وطلبته ولن يعدم القارئ مثالاً رآه أو سمع عنه
والصواب فيما أرى والله أعلم
أن على طالب العلم أن يتحمل أذى شيخه تقديراً لحرمة العلم مع علمه أن هذا السلوك من العالم مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وان غيره احسن وأكمل
وجزاكم الله خيرا على هذا المنتدى الرائع وهذه المشاركة الجميلة
 

الجبرتي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
7 نوفمبر 2008
المشاركات
1
التخصص
شرعي
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
أثري
شكرالله لكم هذا الموضع الرائع حقا ، وقد كنت منذ زمن وأنا أقول لبعض طلبة العلم أن هذه الشدة على الطلاب قد تسببت بكراهية التعلم والجلوس في حلق أهل العلم والأخذ منهم . فخير الهدي هدي المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كيف كان يتعامل مع الأعراب الذين كانوا يأتون اليه ويغلظون عليه وهو يلين لهم ونبسط ، وما أجمل مارواه ابن عبد البر في جامعه :
عن زر بن حبيش, قال: جاء رجل من مراد يقال له: صفوان بن عسال إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-

هو في المسجد متكئ على برد له أحمر، قال: فقلت: يا رسول الله, إني جئت أطلب العلم، قال: "مرحبًا بطالب العلم, إن طالب العلم لتحف به الملائكة وتظله بأجنحتها فيركب بعضها بعضًا حتى تعلو إلى السماء الدنيا من حبهم لما يطلب، فما جئت تطلب؟" قال: قلت: يا رسول الله لا أزال أسافر بين مكة والمدينة فأفتني عن المسح على الخفين.
فيا له من هدي نبوي عظيم ، فلنقتفي بهدي نبينا مع طلبة العلم ولنحبب العلم وأهله للناس . وفق الله الجميع لما يحبه ويضاه .
 
أعلى