العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

نتائج دراسة: "معالم تجديد المنهج الفقهي: نموذج الشوكاني"

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بسم الله الرحمن الرحيم
سبق إنزال هذه الدراسة في ملف مرفق عبر هذا الرابط
http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=464
والآن دونك نتائج هذه الدراسة الجادة
الخاتمة
إن الدراسة لنموذج التجديد الفقهي عند الإمام الشوكاني، التي ركزت أساساً على العوامل المحددة لظاهرة التجديد عنده، والأسس المنهجية التي على أساسها نظر لهذا التجديد، والمظاهر التي عكست هذا التنظير، وكذا العرض التحليلي لبعض المحددات المنهجية الضرورية في بحث موضوع تجديد المنهج الفقهي في العصر الراهن، كل هذه المحاور الأساسية التي تناولها موضوع البحث انتهت إلى نتائج كثيرة، أهمها ما يأتي:
1- إن الدراسة التحليلية لتاريخ الفقه الإسلامي بيَّنت أن أزمة المنهج في الدراسات الفقهية تتكون من ثلاثة فروع:
أ - انكماش الفقه من ناحية الموضوع.
ب- اختلال منهج الاستنباط والاستدلال في عصور التقليد.
ج- إقصاء التشريع الإسلامي من الحياة في العصر الحديث.
2- إن عدم اشتهار مصطلح التجديد في التراث الإسلامي، وشيوعه في مرحلة تنامي الظاهرة العلمانية، وتعبئته بمضامين منحرفة، لا ينبغي أن يكون سبباً في رفضه، لأن المصطلح ذو أصل في اللغة، وفي الشرع. وعليه فالمطلوب ضبط معناه في إطار التصور الإسلامي.
3- قابلية الفقه الإسلامي للتجدد؛ لأنه يمثل في أغلبه ـ ما عدا الأحكام القطعية المعلومة من الدين بالضرورة ـ اجتهادات الفقهاء في فهم النصوص الشرعية وفي إطار محددات زمانية ومكانية معينة.
4- إن المنظومة الفقهية عبارة عن حلقات مترابطة، فأي خلل يمس حلقة من حلقاته سيتعدى أثره إلى الحلقات الأخرى، وهذا يستدعي أن يشمل مشروع تجديد الفقه الإسلامي جميع مكونات العملية الفقهية: التنظير والتنزيل، البحث والصياغة، التصنيف والتدريس.
5- أهمية دراسة النماذج الفقهية التجديدية في تراثنا الفقهي، وتقييمها ضمن إطارها التاريخي، وتحديد منهجية الاستفادة منها وتطويرها.
6- أهمية نموذج الشوكاني في التجديد الفقهي، لوجوده في عصر استحكم فيه التقليد على التفكير الفقهي من جهة، وللأثر الذي تركه في الحركات الإصلاحية الحديثة في المشرق والمغرب.
7- إن شخصية الشوكاني التجديدية كانت نتاج حياة علمية مغايرة للأنماط الفكرية السائدة في عصره، المتسمة بالتمزق المعرفي، وعزلة جل العلماء عن الحياة والواقع. فمعرفته الموسوعية، وممارسته للسياسة والقضاء، كونت لديه معرفة متكاملة جعلت علمه يتفاعل مع عمله، فيثمر تعاملاً أصيلاً مع واقع الحياة، وتطوراته.
8- إن نظرية التجديد عند الشوكاني قائمة على ثلاثة أسس منهجية هي: تحريم التقليد والدعوة إلى الاجتهاد، تحقيق علم أصول الفقه، وتجديد منهجية الدراسات الفقهية.
9- تجلى التجديد الفقهي عند الإمام الشوكاني (رحمه الله) في ثلاثة مظاهر أساسية هي:
أ- ضبط مقومات البحث الفقهي، بالتأكيد على مبدأ الإنصاف، ونتائجه العلمية والمنهجية والتربوية.
ب- التجديد في الموضوع الفقهي، إذ أن ممارسة الشوكاني للسياسة، وتوليه للقضاء جعله ينفتح على قضايا المجتمع العامة، فألف في الفقه السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي والإداري.
ج- تجديد الفكر التربوي الفقهي، إذ عالج مضاعفات التقليد والتعصب في الفكر التربوي الفقهي من خلال تجديد مناهج التدريس والتأليف الفقهي.
10- إن التقليد في نظر الشوكاني هو سبب أزمة الأمة الحضارية، وإن البعث الحضاري يحتاج إلى إعادة تشكيل بنية العقل المسلم، بإقامته على مبدأ الاجتهاد.
11- إن الاجتهاد هو العامل المؤسس للوحدة الفقهية بين المسلمين؛ لأنه يزود الفقهاء بمبادئ منهجية مشتركة في التفكير الفقهي، وهي: الموضوعية، الانفتاح على التراث الفقهي كله، والروح النقدية.
12- إن حرص الشوكاني على استرجاع مكانة الدليل - النص الشرعي - في المنظومة الفقهية، جعله يفرط أحياناً في التمسك بظاهر النص، والمطالبة بالدليل على حساب مقاصد الشريعة.
13- إن تجديد المنهج الفقهي مازال بحاجة إلى مزيد دراسة تضبط المفهوم والمنهج، وموضوع الضوابط والمجالات.
14- إن التنظير للتجديد الفقهي يحتاج إلى بحث بعض المحددات المنهجية التي تساهم في تفكيك وتحليل الإشكاليات النظرية، والتطبيقية التي تعترض بحث الموضوع. وأهم هذه الإشكاليات:
أ- بيان مفهوم تجديد المنهجية الأصولية بصياغة إشكالية ناظمة، ووضع بديل منهجي محدد ومنضبط.
ب- ضبط إشكالية تعليل الأحكام بصياغة منهج منضبط يجمع بين التنظير والتطبيق.
ج- استحداث أطر جديدة للتصنيف الفقهي، تتمثل أساساً في تطوير الصناعة الفقهية باتجاه التنظير عن طريق تطوير علوم المناهج، وترتيب الموضوعات الفقهية، واعتماد الإجراءات الفنية في تنظيم المادة الفقهية، وكذلك تحديد ضوابط الاستفادة من العلوم الاجتماعية ومناهجها في تجديد الفقه الإسلامي، وصياغة منهجية تكاملية بين هذه العلوم.
د- إثراء البحث في الموضوع الفقهي، بتعميق الدراسة في الموضوعات المتصلة بالمجتمع والدولة، وتحديد منهجية الاجتهاد فيها.
هـ- دراسة إشكالية انفصال مؤسسة الاجتهاد عن سلطة التشريع في الدولة الحديثة، ومحاولة إيجاد السبل الكفيلة بتحقيق وحدة مؤسسة التشريع لضمان صياغة الأحكام الفقهية الاجتهادية في شكل قواعد قانونية منضبطة.

ويبقى أخيراً أنّ تقييم نموذج الشوكاني الفقهي التجديدي ضمن إطاره التاريخي، وفي إطار المحددات الزمانية والمكانية التي عايشها، تؤكد نجاحه في تجديد المنهج الفقهي. والسر في هذا النجاح - في رأيي- هو إدراكه لطبيعة الأزمة التي عاشها التفكير الفقهي في عصره، وأثرها البالغ في المنظومة المعرفية الإسلامية، وعلى جوانب الحياة المختلفة: العقدية، والتشريعية، والاجتماعية، والسياسية.
فكان الهدف الأساس الذي سخر الإمام الشوكاني له كل جهوده، هو إعادة تشكيل العقلية الفقهية بإقامتها على مبدأ الاجتهاد، وتحريرها من تبعية التقليد، سعياً منه إلى بناء وحدة فقهية بين المسلمين تواجه التمزق الاجتماعي والفكري الذي أفرزه التقليد. هذه الوحدة التي تمثل في نظر الشوكاني أحد الحلول الضرورية للأزمة الحضارية التي عاشتها الأمة الإسلامية في عصره.
ولعل أهم ثمرة يمكن أن يقطفها العقل الفقهي من نموذج الإمام الشوكاني التجديدي، هي إدراك محورية مبدأ الاجتهاد في الفقه الإسلامي، واستشعار أهمية التركيز على الشمولية عند اقتراح مناهج التجديد الفقهي. وقد مثل جهد الإمام الشوكاني نموذجاً رائعاً لهذه الشمولية، وتلك المحورية.
ولما كانت مناهج التجديد الفقهي تخضع لظروف وحاجات الناس ، ولنوع ومستوى المعارف في كل عصر، فقد تضمن البحث اقتراحاً بدراسة ستة محددات منهجية يمكن أن يستفاد منها في دراسة وتحليل الإشكاليات النظرية و التطبيقية التي تعترض عملية التنظير للتجديد الفقهي في العصر الراهن.
وبعد، فقد بذلت جهدي ما استطعت، وحاولت الكشف عن شخصية الإمام الشوكاني العلمية الفذة، من خلال الكشف عن أهم مكوناتها، ألا وهي النزعة الاجتهادية التجديدية؛ هذه النزعة التي ألقت بظلالها على جميع تراثه الفقهي.. كما حاولت استصحاب هذه النزعة وهذا التراث لأقترح - بناء على ذلك- معالم ناظمة لتجديد المنهج الفقهي المعاصر. فحسبها أنها محاولة، أرجو أن تكون جادة.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
 

علياء محمد الشيباني

بانتظار تفعيل البريد الإلكتروني
إنضم
24 أبريل 2010
المشاركات
35
التخصص
مدرسة
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
حنبلي
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم وبارك في علمكم ورفع قدركم ويسر لكم العلوم وذللها لكم ورزقكم شكر النعمة وزادكم من فضله آمين رب العالمين

كلما بحث في موضوع أجدكم السباقين عليه بفضل الله ومنه عليكم أدام الله عليكم النعم وحفظها عليكم آمين

لم أستطع العثور على الكتاب في هذا الرابط

http://www.islamweb.net/ver2/Library...ng=A&CatId=201

أرجو المساعدة بأي شروح للإمام الشوكاني فله عندي قصص أثناء قراءة كتابه رحمه الله ورزقه الفردوس الأعلى والجميع آمين
 

أحلام

:: متميز ::
إنضم
23 ديسمبر 2009
المشاركات
1,046
التخصص
أصول فقه
المدينة
........
المذهب الفقهي
.......
رد: نتائج دراسة: "معالم تجديد المنهج الفقهي: نموذج الشوكاني"

أحسن الله إليكم...
 
إنضم
3 أكتوبر 2014
المشاركات
8
التخصص
آداب
المدينة
تولوز
المذهب الفقهي
سني
رد: نتائج دراسة: "معالم تجديد المنهج الفقهي: نموذج الشوكاني"

شكرا على التوجيه
 
أعلى