العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

نظرات على عمل أهل المدينة [للمباحثة]

إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
بسم الله الرحمن الرحيم...
أقصدُ في هذا الموضوع الكشفَ عن مفهُوم العمل عندَ الإمامِ مالكٍ رضي الله عنهُ ؛ فَمنَ المعلومِ أن النَّاس قد اختلفوا في تفسير معناهُ ، ولربَّما كان الخَللُ في فهمِ المُراد من أهمِّ ما أدَّى إلى إنكار الجُمهور على المالكيَّة في عدهم للعمل من الأصول...
فما هو عملُ أهل المدينة؟
وما حدودُه؟
وفي أي خانةٍ يُصنَّف ؟
وما مذاهبُ النَّاس فيه؟
1-مفهوم عمل أهل المدينة :
يقُول الدكتور أحمد سيف :"العمل هو ما نقله أهل المدينة من سنن نقلا مستمرا عن زمن النبيr أو كان رأيا واستدلالا"([1]) ؛ أما الدُّكتور حسن فلبمان فعرَّفُه بقوله :"إن عَمل أهل المدينة عبارةٌ عن أقاويل أهل المدينة ، بعضه أجمع عليه عندَهم وبعضه عمل به بعض الولاة والقُضاة حتى اشتهر، وكلُّه سمي إجماع أهل المدينة ، وأن منه ما كان أصله سنة عن النبيr ، ومنهُ ما كان سنة خلفاءه الراشدين رضي الله عنهم ، ومنه ما كان اجتهادا ممن بعدهم"([2]).
فواضحٌ أن عمل أهل المدينة حسب هذين الدَّارسين وغيرهما هو عبارة عن :
1-نقل للآثار النبوية والآثار والاجتهادات الراشدة.
2-أن الاجتهادات المنقولة عن الصحابة بعضها مجمع عليه وبعضها مشتهر ومستفيض .
لكن السؤال الذي يَطرحُ نفسَه :
لماذا يقول إمام في قامة كقامة زينة أهل العلم محمَّد بن إدريس الشافعي : " وما عرفنا ما تريد بالعمل إلى يومنا هذا ، وما أرانا نعرفه ما بقينا"([3]) ؟!
وما مَنشأُ هذا السؤال من الإمام؟
هذا ما سنراه في المنبحث التالي ...

[1] - عمل أهل المدينة : 317 . نقلا عن الدكنتور محمد المدني بوساق في كتابه المسائل التي بناها مالك على عمل أهل المدينة

[2] - لقوله عليه السلام : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجد" رواه ابو داود والترمذي وابن ماجه من حديث العرباض بن سارية.

[3] - الأم : 7/231.
 
التعديل الأخير:
إنضم
12 مارس 2008
المشاركات
39
التخصص
القضاء الشرعي
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
المالكي
قد كتب كثير من اهل العلم في عمل أهل المدينة، ومن أفضل من كتب في ذلك الدكتور مولاي الحسين الحيان رحمة الله تعالى، في كتابه منهج الاستدلال بالسنة في المذهب المالكي، وقد سرد في بداية بحثه كل من كتب في ذلك، وكنت بفضل الله قد لخصته قبل سنوات، ونقله الى الملتقى الأخ شهاب الدين الادريسي حفظه الله وجزاه الله خيرا.
 
إنضم
28 يناير 2009
المشاركات
11
التخصص
الدراسات الإسلامية
المدينة
القنيطرة
المذهب الفقهي
غير متمذهب
بسم الله الرحمن الرحيم...
أقصدُ في هذا الموضوع الكشفَ عن مفهُوم العمل عندَ الإمامِ مالكٍ رضي الله عنهُ ؛ فَمنَ المعلومِ أن النَّاس قد اختلفوا في تفسير معناهُ ، ولربَّما كان الخَللُ في فهمِ المُراد من أهمِّ ما أدَّى إلى إنكار الجُمهور على المالكيَّة في عدهم للعمل من الأصول...
فما هو عملُ أهل المدينة؟
وما حدودُه؟
وفي أي خانةٍ يُصنَّف ؟
وما مذاهبُ النَّاس فيه؟
1-مفهوم عمل أهل المدينة :
يقُول الدكتور أحمد سيف :"العمل هو ما نقله أهل المدينة من سنن نقلا مستمرا عن زمن النبيr أو كان رأيا واستدلالا"([1]) ؛ أما الدُّكتور حسن فلبمان فعرَّفُه بقوله :"إن عَمل أهل المدينة عبارةٌ عن أقاويل أهل المدينة ، بعضه أجمع عليه عندَهم وبعضه عمل به بعض الولاة والقُضاة حتى اشتهر، وكلُّه سمي إجماع أهل المدينة ، وأن منه ما كان أصله سنة عن النبيr ، ومنهُ ما كان سنة خلفاءه الراشدين رضي الله عنهم ، ومنه ما كان اجتهادا ممن بعدهم"([2]).
فواضحٌ أن عمل أهل المدينة حسب هذين الدَّارسين وغيرهما هو عبارة عن :
1-نقل للآثار النبوية والآثار والاجتهادات الراشدة.
2-أن الاجتهادات المنقولة عن الصحابة بعضها مجمع عليه وبعضها مشتهر ومستفيض .
لكن السؤال الذي يَطرحُ نفسَه :
لماذا يقول إمام في قامة كقامة زينة أهل العلم محمَّد بن إدريس الشافعي : " وما عرفنا ما تريد بالعمل إلى يومنا هذا ، وما أرانا نعرفه ما بقينا"([3]) ؟!
وما مَنشأُ هذا السؤال من الإمام؟
هذا ما سنراه في المنبحث التالي ...

[1] - عمل أهل المدينة : 317 . نقلا عن الدكنتور محمد المدني بوساق في كتابه المسائل التي بناها مالك على عمل أهل المدينة

[2] - لقوله عليه السلام : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجد" رواه ابو داود والترمذي وابن ماجه من حديث العرباض بن سارية.

[3] - الأم : 7/231.


بارك الله في الناقل ،والباحث في هذا الموضوع المتميز،:)
 
إنضم
21 أبريل 2010
المشاركات
23
التخصص
هندسة
المدينة
دمنهور
المذهب الفقهي
حنفى
إنضم
14 يناير 2010
المشاركات
545
الجنس
أنثى
التخصص
دراسات
الدولة
بريطانيا
المدينة
لندن
و للإمام ابن تيمية الحنبلي-رحمه الله- رسالة ضمن مجموع الفتاوي(20/294) و قد طبعت مرارا مفردة و أخيرا طبعت بتحقيق الأستاذ أحمد مصطفى قاسم الطهطاوي بدار الفضيلة:" صحة أصول مذهب أهل المدينة"..
و قد أوضح فيها ابن تيمية-رحمه الله- مقصود الإمام مالك-رحمه الله- من حجية عمل أهل المدينة..
و في الحقيقة نجد أن العمل الذي احتج به مالك-رحمه الله- منه ما هو إجماع حقيقي للصحابة في عهد الخلفاء قبل تفرق الصحابة في الأمصار و منه مَا يَجْرِي مَجْرَى النَّقْلِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وآله َسَلَّمَ،مِثْلُ نَقْلِهِمْ لِمِقْدَارِ الصَّاعِ وَالْمُدِّ ؛ وَكَتَرْكِ صَدَقَةِ الْخَضْرَاوَاتِ وَالْأَحْبَاسِ فَهَذَا مِمَّا هُوَ حُجَّةٌ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ، و منه ما خالف فيه غير أهل المدينة باجتهاد,, و هذه كلها حجة عند مالك-رحمه الله- و من قال أن هذه الأخيرة ليست حجة عند مالك فقد أخطأ على مذهب مالك-رحمه الله-.
و الله الموفق.
 
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
120
التخصص
فقه مقارن
المدينة
حماة
المذهب الفقهي
حنفي.. مالكيّ
لتحميل المذكّرة اضغط على الرابط:

مكتبة كتب الدكتور -> عمل أهل المدينة 2010 - موقع الدكتور محمّد أيمن بن الشيخ أحمد الجمّال
وهذه مختصرة عنها:
عمل أهل المدينة:
أحد مصادر التشريع المختلف فيها بين الأصوليّين، وهو مصدر نقليّ، من المصادر الظنيّة عند القائلين به، لكنّه أقوى من كثيرٍ من تلك المصادر.
ولمَّا كان لفظ (عمل أهل المدينة) مركباً إضافيًّا من ثلاث كلمات وهي: عمل، أهل، المدينة، كان علينا أن نتعرّض لشرح هذه الأجزاء الثلاثة حتى يتّضح معنى هذا المركب وضوحاً تاماً وذلك لا يتمّ إلاّ ببيان المراد بالمدينة وما ورد في شأنها من الآثار، وبيان المراد بأهلها، وبيان المراد بعملهم، وتحرير محل النزاع فيه. ..........-
-المراد بالمدينة، وما ورد في فضلها من الآثار: .............
-في المراد بأهل المدينة المحتج بعملهم .............
ومن أهمّ الانتقادات الموجّهة إلى المالكيّة فيما يتعلّق بعمل أهل المدينة:
الأول: عدّه من قبيلالإجماع: ........
وكانت حجّتهم في اتّهامهم للمالكيّة بهذا الأمر شيئان:
الأوّل: وجود لفظ (الإجماع) ومشتقّاته في المصطلحات الذي كان يستعملها مالكٌ في الموطّأ. والجواب عليه أنّ مالكًا لم يستعملكلمة الإجماع مطلقةً في الموطأ. بل استعملها مُقيّدة بإجماع من أدركه أو إجماع أهل المدينة، ممّا يدلّ على كونه لا يعدّه حجّة.
الثاني :ما وردفي رسالة الإمام مالك إلى اللّيث من قوله: (فإنّما الناس تبعٌ لأهل المدينة). وقوله: (فإذا كان الأمربالمدينة ظاهرًا معمولاً به لم أرَ لأحدٍ خلافَهُ). وهذه النقول لا دلالة فيها على أنّه يرى أنّتخصيص الإجماع بهم. أو أنّ إجماعهم إجماعٌ لا تجوز مخالفتُهُ. بل غاية ما يدلّ عليه كلامهأنّه حجةٌ عنده ولا يلزم من ذلك أن يكون إجماعًا بمنزلة إجماع الأمة. وممّا يدلّ على أنّه لم يعدّه إجماعًا امتناعُهُ عن إلزام الناس بالموطأ حين عرض عليه أبو جعفر المنصور ذلك.
وقد نفى أبو الحسن الأبياريّ أن يكون العملعند مالكٍ في منزلة إجماع الأمّة فقال: (ولكنّه (أي العمل) عندي لا يتنزّل منزلة إجماعالأمّة، حتّى يفسق المخالف وينقض قضاؤُهُ ولكنّه يقول هو حجّة على معنى إنّ المستندَ إليه مُستندٌ إلى مآخذ الشريعة، كما يستند إلى القياس وخبر الواحد). ..........
الثاني: هل ابتدع الإمامُ مالكٌ الاحتجاج بعمل أهل المدينة؟
كان للإمام مالك سلفٌ في الاحتجاج بعمل أهل المدينة، ومِمّايدلّ على اعتبار سلف مالك لهذا الأصل أنّهم احتجّوا به، واستعملوا مصطلحات سار عليها الإمام مالك واستعملها، فقد أُثر عن عدد من أهل المدينة،من الصحابة والتابعين مواقف متعددة تدلّ على أنّ عمل أهل المدينة حجّة عندهم، منها:
1-ما روي عن عمر بنالخطابقال على المنبر: أُحرّج بالله عزّ وجلّ على رجلٍ روىحديثاً العملُ على خلافه.
2- كان أبو الدرداء يُسأل فيُجيب. فُيقال له: بلغنا كذاوكذا بخلاف ما قال. فيقول: وأنا قد سمعته. ولكنّي أدركت العمل على غيره.
3- ما رُويعن زيد بن ثابت أنّه قال: إذا رأبت أهل المدينة على شئٍ فاعلم أنّه السنة. ..............
وإذا كان الأمر كذلك، فما سبب نسبته إليه؟
أولاً: كثرة ما ابتلي به من الافتاء.
ثانياً: إنّه دوَّن بعض ما أفتىبه معتمدًا على أقوال أهل المدينة،وكان أشهر من أخذ بذلك فنسب القولإليه.
الثالث: مخالفة بعض فتاويه للأخبار التي رواها هو.
ثالثًا: عمدة مالك في الاحتجاج بعمل أهلالمدينة: ...............
فالإمام مالك لم يقل إنّ إجماع المدينة حجّة، لأجل البقعة. بل يُمكن القول إنَّ أساس حجّية عمل أهل المدينة عنده أحد أمرين:
الأول: هو أنهم عدد كثير وجمٌ غفير تحيل العادة عليهم التواطؤ على خلاف الصدق، وكلُّ نقلٍ هذا سبيلُهُ فهو محصّلٌ للعلم القطعيّ، وحجّة مقدمة على غيرها من الأدلة الظنيّة.
الثاني : وهو رجحان اجتهادهم على اجتهاد غيرهم: فلِأَنّ الصحابة منهم قد شاهدوا التنزيل وسمعوا التأويل، وكانوا أعرف بأحوال الرسول r وبمقاصد التشريع وبأسباب النزول ، وبالناسخ والمنسوخ إذ كانت الأحكام تتجدد إلى وفاته r، وهذه المعرفة هي دعامة الاجتهاد وعموده الذي يرتكز عليه، والتابعون لهم تلقوا ذلك عنهم، وتوارثوه منهم، وضبطوه وحرروه، ولم يخرجوا عن هديهم وهم أعلم الناس بأحوال سلفهم، فلهم حكم الصحابة في ذلك، وإذا ثبت رجحان اجتهادهم على اجتهاد غيرهم وجب اتّباعهم فيما اجتهدوا فيه لقيام الدليل على وجوب العمل بالراجح.
الرابع: متى يُعدّ عمل أهل المدينة حجّةً عند الإمام مالكٍ؟ ............
فضل عمل أهل المدينة و أسبابذلك: ...........
معنى عمل أهل المدينة:
تحديد معنى عمل أهل المدينة منالموضوعات الشائكة, والمسائل الصعبة التي يكتنفها الغموض, ولا أدلّ على ذلك من قول الإمام الشافعيّ، وقد صحب مالكًا وسمع منه: (وما عرفنا ما تُريدُ بالعمل إلى يومنا هذا، وما أرانا نعرفه ما بقينا) ويقول أيضًا: (وما كلّمت منكم أحدًا قطّ فرأيتُهُ يعرفُ معنى (الأمر عندنا).).
وقد اختلف المالكيّة في المراد من عمل أهلالمدينة, فمن قائل: إنّ المراد به المنقولات المستمرّة, وقيل: إنّ روايتهم أولى منرواية غيرهم, وقيل إنّ إجماعهم أولى ولا تمتنع مخالفته, وقيل: إنّما أراد ترجيحاجتهادهم على اجتهاد غيرهم, وقيل: أراد إجماع أهل المدينة من الصحابة, وقيل: بلأراد الصحابة والتابعين, وزاد بعضهم تابعي التابعين واختار بعضهمالتعميم.
ألفاظ الإمام مالك في الموطأ التي أراد بها عمل أهل المدينة: ..........
دلالة هذه المصطلحات:..........
الاستدلال لكون الإمام مالك لم ير في عمل أهل المدينة إجماعًا: ...........
أقسام عمل أهل المدينة:
وعمل أهل المدينة لا يَخْلُو حالهُ من ثلاثة أنواع :
النوع الأول: ما لم يعلم أن غيرهم خالفهم فيه، فيكون كالمجمع عليه من الأمة كلها، وهذا النوع لا نزاع بين العلماء في الأخذ به .
النوع الثاني : وهو ما خالفهم فيه غيرهم ولم يُعلم اختلافهم فيه ؛ فإما أن يكون طريقه النقل والحكاية ، وإما أن يكون طريقه الاجتهاد والاستدلال، وهو ما سنفصّل القول فيه بعد قليل إن شاء الله تعالى.
النوع الثالث : ما فيه الخلاف بين أهل المدينة أنفسهم ، وهذا ليس حجة بالاتفاق .
إنّ أعمال أهل المدينة منها ما هو كالمتّفق عليه بينهم، ومنهاما يقول به جُمهورُهم، ومنها ما يقول به بعضهم، ومنها ما نُقل عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومنها ما اجتهد فيه أهلها متقدّميهم ومتأخّريهم، وقد قسم محققوا المالكية العمل إلى ضربين رئيسَيْنِ: ..............
وذكر محمّد بن رشد لعمل أهل المدينة ثلاثمراتب:
1) العمل النقليّ.
2) العمل المتّصل من جهة القياس والاجتهاد ولا يكون إلاّ عن توقيف.
3) العمل الاجتهاديّ: ويحتمل أنّه أراد بهالعمل الناشئ بعد عصر الصحابة رضوان الله عليهم.
مخالفة خبر الواحد لعمل أهل المدينة: ..............
 
إنضم
20 أبريل 2009
المشاركات
13
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
المالكي
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد لهج علماء المالكية قديما وحديثا ببيان مرادهم بعمل أهل المدينة ، ولقد شغب عليهم المخالف طريق الاستدلال به ، ومن أنفس ما قرأت في هذا الباب كلاما في غاية النحقيق والإنصاف لمن تأمله ، وهو للقاضي عبد الوهاب البغدادي ت 422 هـ في شرحه على رسالة ابن أبي زيد القيرواني. فإنه فصل في مفهوم العمل عند المالكية ، بما يشفي صدر كل منصف ، ولذا رأيت من الواجب أن أنقل لأحبتي هذا الكلام النفيس ؛ ثم نشرع في مذاكرته ، إلا أني أهيب بالإخوة أن يساعدوني في نقل كلامه لمن يتوفر على نسخة من شرح القاضي على الرسالة ، أو يصورلنا المقصود ، ثم نحلل كلام القاضي ونترسم معالم مفهوم العمل عند المالكية المتحققين بالمذهب أصولا وفروعا.
وكلام القاضي يوجد في الجزء الثاني من الصفحة 33 إلى 52. وإليكم كلامه رحمه الله تعالى:"

[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] اعلم أن إجماع أهل المدينة حجة عند مالك وأصحابه رحمة الله عليه وعليهم ، وعليه بنوا الكلام في كثير من مسائلهم ؛ مثل الأذان ، والإقامة ، وتقديم الأذان لصلاة الفجر قبل طلوع الفجر، ومقدار الصاع والمد ، وإسقاط الزكاة في الحضر ، ومعاقلة المرأة الرجل إلى ثلث الدية ، وبغير ذلك.[/font]
[font=&quot] والكلام في هذا الباب في أربعة فصول:[/font]
[font=&quot] أحدهما: في بيان الإجماع الذي نذهب إلى أنه حجة.[/font]
[font=&quot] والثاني : في الدلالة على ما نذهب إليه من ذلك ، والكلام على أسئلة المخالفيين فيه.[/font]
[font=&quot] والثالث : الترجيح بما ليس بحجة منه ، واختلاف أصحابنا فيه.[/font]
[font=&quot] والرابع : في حكم أخبار الآحاد إذا وردت في مقابلة هذات الإجماع الذي نقول إنه حجة.[/font]
[font=&quot] وقد أكثر الناس الكلام على أصحابنا في هذا الباب وشنعوا عليه فيه ، وصنفوا عليهم الكتب من غير علم بحقيقة مذاهبهم فيه ؛ فإن تأمل المنصف كلامهم وجدهم قد وضعوا مذاهب وتكلموا على فسادها ، وليس هذا من الإنصاف ، ولا مما يرضاه أهل الدين والتحصيل . والله المستعان.[/font]
[font=&quot] واعلم أن إجماع أهل المدينة على ضربين :[/font]
[font=&quot]أحدهما : نقل ، وما في معنى النقل.[/font]
[font=&quot]والآخر : عن اجتهاد واستنباط.[/font]
[font=&quot] فأما النقل : فإنه على ضروب : منه نقل قول ، ومنه نقل فعل ، ومنه نقل إقرار ، ومنه نقل ترك.[/font]
[font=&quot] وأما الاجتهاد فيما لم يكن عندهم فيه نقل فاجتهدوا فيه ؛ فأداهم اجتهادهم إلى بعض الأقاويل فصاروا إليه . وهذا يرد الكلام عليه بعد.[/font]
[font=&quot] والكلام في هذا الموضع هو في القسم الأول ، وهو الذي فيه الخلاف ؛ فنقول وبالله التوفيق : إن الذي يخالفنا في هذا إما أن تكون مخالفته في كون النقل الذي هذه صفته حجة ، أو في أن يدعي وجوده من ذلك غير ثابت ، وأنه إن ثبت لم يخالفه .[/font]
[font=&quot] فإن كانت مخالفته في قيام الحجة به فذلك مخالفة لإجماع جميع أهل العلم من وجوب الرجوع إلى مخبر الخبر المتواتر إذا نقله ممن تقوم الحجة بنقله ، وإن لم يكونوا جميع الأمة ؛ لأن شرط التواتر إذا حصل في النقل لزم العمل به ، وليس شرطه ألا يبقى أحد إلا وينقله ، ولا يخالف في هذا محصل ، وإن كان يخالف في أن هذا موجود في مسألتنا فنحن سنبين ذلك.[/font]
[font=&quot] وقد اختلفت أجوبتهم عند هذا التقرير بعد أن حكوا مذهبنا على غير وجهه ، وأضافوا إلينا ما لا نقوله نحن ولا غيرنا ، فمن ذلك حكاية جمهورهم عن مالك – رحمه الله تعالى- أنه قال : الإجماع الذي تحرم مخالفته هو إجماع أهل المدينة ، وأنه لا معتبر بمن خالفهم.[/font]
[font=&quot] وهذا ليس بقول مالك ، ولا لأحد من أصحابه ، ولا أعلمه قولا لمسلم أيضا ؛ لأن الناس في الإجماع على ثلاثة أضرب : [/font]
[font=&quot] منهم من لا يقوله به أصلا ، ومنهم من يقول بإجماع الصحابة فقط دون من بعدهم ، وهذه طريقة أهل الظاهر ، ومنهم من يقول بإجماع أهل الأعصار ، وهذا مذهب مالك – رحمه الله – وكافة أهل العلم وفقهاء الأمصار ، ويزيد مالك وأصحابه عليهم بقسم آخر وهو إجماع أهل المدينة . فأما أن يقول : لا إجماع إلا إجماع أهل المدينة ، ولا معتبر بغيرهم : فغلط عليه ، وإضافة للمحال إليه. [/font]
 
إنضم
16 مارس 2012
المشاركات
10
الكنية
أبو الحارث
التخصص
أصول فقه
المدينة
المدينة المنورة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: نظرات على عمل أهل المدينة [للمباحثة]

حقق المسألة شيخ الإسلام -رحمه الله- ؛ فقال:(( التحقيق في (مسألة إجماع أهل المدينة): أن منه ما هو متفق عليه بين المسلمين ، ومنه ما هو قول جمهور أئمة المسلمين ، ومنه ما لا يقول به إلا بعضهم ؛ وذلك أن إجماع أهل المدينة على أربع مراتب:
الأولى: ما يجري مجرى النقل عن النبي ج مثل نقلهم لمقدار الصاع والمد ، وكترك صدقة الخضراوات والأحباس ؛ فهذا مما هو حجة باتفاق العلماء ؛ أما الشافعي وأحمد وأصحابهما فهذا حجة عندهم بلا نزاع ؛ كما هو حجة عند مالك ، وذلك مذهب أبي حنيفة وأصحابه. فأبو يوسف : لما اجتمع بمالك وسأله عن هذه المسائل ، وأجابه مالك بنقل أهل المدينة المتواتر ؛ رجع إلى قوله ؛ وقال: (( لو رأى صاحبي مثل ما رأيت لرجع مثل ما رجعت )).
المرتبة الثانية: العمل القديم بالمدينة -قبل مقتل عثمان بن عفان-؛ فهذا حجة في مذهب مالك، وهو المنصوص عن الشافعي ، وكذا ظاهر مذهب أحمد.
المرتبة الثالثة: إذا تعارض في المسألة دليلان كحديثين وقياسين جهل أيهما أرجح ، وأحدهما يعمل به أهل المدينة ؛ ففيه نزاع. فمذهب مالك والشافعي: أنه يرجح بعمل أهل المدينة. ومذهب أبي حنيفة أنه لا يرجح بعمل أهل المدينة. ولأصحاب أحمد وجهان ؛ كالمذهبين.
المرتبة الرابعة: فهي العمل المتأخر بالمدينة فهذا هل هو حجة شرعية يجب اتباعه أم لا ؟
فالذي عليه أئمة الناس أنه ليس بحجة شرعية؛ هذا مذهب الشافعي وأحمد وأبي حنيفة وغيرهم. وهو قول المحققين من أصحاب مالك )).
انتهى ملخصاً من مجموع الفتاوى(20//303-310).
 
إنضم
14 يونيو 2012
المشاركات
307
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه و أصوله
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
------------------
رد: نظرات على عمل أهل المدينة [للمباحثة]

ليس كل المحققين من اصحاب الامام مالك يقول يقول بعدم الحجية فكلام ابن تيمية هنا ليس على اطلاقه
 

مركز نجيبويه

:: متابع ::
إنضم
12 أغسطس 2009
المشاركات
32
التخصص
مخطوطات
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
مالكى
رد: نظرات على عمل أهل المدينة [للمباحثة]

بارك الله فيكم، ونفع بكم
 
أعلى