العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

هام نظرة في اطروحة العلامة عبد الله بن بيه التجديدية

إنضم
8 أبريل 2012
المشاركات
60
الكنية
كلية الامام الاعظم الجامعة
التخصص
أصول فقه
المدينة
سامراء
المذهب الفقهي
مالكي
أتقدم بنصيحة لمن يطمح بقراءة كتب العلامة بن بيه (حفظه الله تعالى) وذلك عن تجربة مني في مطالعتي لمدونته الفكرية التي لا تغيب عنها الشمس ، وذلك لأن شيخنا من الشخصيات التي يمكن أن نصفه بأنه (أكبر من عصره) ، وذلك لأن ما يقدمه تفاعل فوق العصر ، وكذا فإن من يقرأ كتاباته فإنه يعده من طبقات سابقة كالإمام الغزالي والجويني وابن رشد .
ولتقريب الصورة للمتابعين لشيخنا والطامحين في قراءة اطروحته بأننا يمكن أن نصف مدونته العلمين بوصفين :
الأول : الاقتحام : ونقصد بذلك بأن منهجية التجديد في اطروحته لا يمكن اقتحامها والسباحة في فلكها إلا ممن تمرس في علوم الشريعة ، وعلم مداخلها ومخارجها ، بمعنى يكون ريّان في علوم الشريعة ، وذلك لأن الشيخ يتكلم في عالم الأفكار إذ يؤصل لصناعة الفكر ، وبالتالي فهو لا يتحدث في الغالب في الجزئيات وإنما يشير إليها إشارة ، فعلى الباحثين في علوم الشريعة أن يكون على دراية بأبجديات العلوم قبل اقتحام ذروة سنامها .
الثاني : التجاوز : ونقصد بذلك أن منهجيته التجديدية لا يمكن أن يتجاوزها المتخصصون في علوم الشريعة ، بله صناع الفكر الإسلامي ، وذلك لأن شيخنا يعتبر حلقة وصل بين كبار المجتهدين والمجددين ؛ وبين الباحثين المعاصرين .
إذ تتميز موسوعته بثلاثة صفات :
الوصف الأول : أصالة الوصل : فهو من إحدى تلك الحلقات الأساسية في تكوين وصناعة الفكر الوسطي الاسلامي ، وهو من الطراز الأول ، وفي مقدمة المجتهدين المعاصرين ، ومن صناع السلم العالمي، فهو جزء من حلقة كبيرة سابقة واليوم هو على رأس الهرم .
الوصف الثاني : أصالة التوصيل : ويتمثل ذلك بتقديم اطروحته أصالة المنهجية الاسلامية للنخب المعاصرة بقراءة دقيقة ، وضبط لمنهجية تفسير النصوص ، وتوسيع أوعية الاستنباط ، وبالضبط والتعديل وصناعة المفاهيم في عملية متوازية بين تأثير الأحكام في الواقع ، وتأثير الواقع في الأحكام ؛ وذلك لإحياء التفاعل بين الواقع والأحكام بارشاد المتخصصين لذلك .
الوصف الثالث : أصالة التأصيل : ويتمثل ذلك بتقديم رؤية منضبطة في عملية الاستنباط ، والتأصيل في ضبط عملية التجديد ، والتأصيل في ضبط عملية التنزيل ، وبالتالي فإن الأصالة التأصيلية التي تتحلى بها موسوعة شيخنا التجديدية هي لا تختلف عن التأصيلات السابقة التي حررها الإمام الغزالي والشاطبي من حيث المتانة العلمية والرسوخ الفكري ، وإنما تختلف في التأصيل للواقع ، فواقعنا اليوم يختلف عن واقع الإمامين وغيرهما ، فكانت اطروحة شيخنا تتحلى بالأصالة في التنظير والتقعيد والتنزيل بما ينسجم مع واقع العصر وتحدياته .
وتعتبر " أصالة التأصيل " هي الصفة البارزة في اطروحة شيخنا ، وهي المعيار الرئيس الذي يضبط أصالة الوصل والتوصيل ، في عملية ربط الباحثين المعاصرين بتأصيلات السابقين للاستفادة منها في توصيلها لتضبط الواقع فكرياً ؛ لكي لا ينفلت عملياً .
فعلى كافة المتخصصين في علوم الشريعة أن ينهلوا من معين المنهجية التي قدمها شيخنا في ضبط : قراءة النص الديني ، بما يكفل تصحيح قرائتنا لنصنا الديني وحسن تنزيله في الواقع ، وبالتالي تحسين صورة الاسلام في الخارج .
 
أعلى