عبد المجيد قاسم عبد المجيد
:: متابع ::
- إنضم
- 16 نوفمبر 2009
- المشاركات
- 59
- التخصص
- شريعة إسلامية
- المدينة
- سرت
- المذهب الفقهي
- مالكي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي العربي الأمين، وبعد
فمما ورد في كتاب الله الكريم قوله تعالى: "كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ" (الحشر، 16). وقد أثار السؤال -عنوان المشاركة- الدكتور رفيق المصري، واطلعت على ما كتبه في المجموعة البريدية الخاصة بالاقتصاد الإسلامي، وها أنا ذا أسجل انطباعي عن الموضوع، وأنشره في هذا الملتقى المبارك.
فثمة من يخلط بين الخوف والخشية، وهما مختلفان، أو لنقل بينهما خصوصٌ وعموم، فكل من يخشى شيئًا يخافه، لكن ليس كل من يخاف شيئًا يخشاه.
فالشيطان يخاف الله، لأنه ببساطة، مخلوقٌ كغيره من المخلوقات، فهو يخاف الله لأنه يعلم أنه الخالق العزيز؛ "قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ"، لكنه لا يخشى الله، لأن الخشية لازم التقوى، والتقوى لازم الإيمان، ولا إيمان بلا عمل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني أتقاكم لله وأشدكم له خشية"، فالأنبياء ومن اقتفى أثرهم من المؤمنين يخافون الله ويخشونه، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: "قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ" (الأنعام: 15).
فالخوف شعور، والخشية سلوك، وفقرقٌ بين الشعور والسلوك، فالخائف من الشئ قد يقاوم خوفه، أو قد تجره شهوته أو رغبته إلى اقتحام ما يخافه، بينما الذي يخشى الشئ هو من يتقي أن يقع فيه، يقول ابن القيم في كتابه مدارج السالكين: فالخوف حركة والخشية انجماع وانقباض وسكون، فإن الذي يرى العدو والسيل ونحو ذلك له حالتان: إحداهما: حركة للهرب منه وهي حالة الخوف، والثانية: سكونه وقراره في مكان لا يصل إليه فيه وهي الخشية. ـ
من يخاف الله إذن قد تجره شهوته إلى الوقوع في الحرام، بينما من يخشى الله هو من يتقيه، ويتحاشى أن يقع فيما يغضبه –جل وعلا- لذا فالخوف من الله وحده لا ينفي اقتراف الذنب، بينما خشية الله تنفيه لكن ليس بالكلية، لأنّ كل ابن آدم خطّاء، ولأن الخشية درجات، أعلاها خشية الأنبياء، فالعلماء، وهكذا، ولازم الخشية التقوى والعكس، فمن يخشى الله يتجنب غضبه وسخطه، ويسعى إلى ما فيه مرضاته، وهذا هو ذاته معنى التقوى، والله أعلم.
والله نسأل أن يقسم لنا من خشيته ما يحول به بيننا وبين معصيته.
فمما ورد في كتاب الله الكريم قوله تعالى: "كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ" (الحشر، 16). وقد أثار السؤال -عنوان المشاركة- الدكتور رفيق المصري، واطلعت على ما كتبه في المجموعة البريدية الخاصة بالاقتصاد الإسلامي، وها أنا ذا أسجل انطباعي عن الموضوع، وأنشره في هذا الملتقى المبارك.
فثمة من يخلط بين الخوف والخشية، وهما مختلفان، أو لنقل بينهما خصوصٌ وعموم، فكل من يخشى شيئًا يخافه، لكن ليس كل من يخاف شيئًا يخشاه.
فالشيطان يخاف الله، لأنه ببساطة، مخلوقٌ كغيره من المخلوقات، فهو يخاف الله لأنه يعلم أنه الخالق العزيز؛ "قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ"، لكنه لا يخشى الله، لأن الخشية لازم التقوى، والتقوى لازم الإيمان، ولا إيمان بلا عمل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني أتقاكم لله وأشدكم له خشية"، فالأنبياء ومن اقتفى أثرهم من المؤمنين يخافون الله ويخشونه، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: "قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ" (الأنعام: 15).
فالخوف شعور، والخشية سلوك، وفقرقٌ بين الشعور والسلوك، فالخائف من الشئ قد يقاوم خوفه، أو قد تجره شهوته أو رغبته إلى اقتحام ما يخافه، بينما الذي يخشى الشئ هو من يتقي أن يقع فيه، يقول ابن القيم في كتابه مدارج السالكين: فالخوف حركة والخشية انجماع وانقباض وسكون، فإن الذي يرى العدو والسيل ونحو ذلك له حالتان: إحداهما: حركة للهرب منه وهي حالة الخوف، والثانية: سكونه وقراره في مكان لا يصل إليه فيه وهي الخشية. ـ
من يخاف الله إذن قد تجره شهوته إلى الوقوع في الحرام، بينما من يخشى الله هو من يتقيه، ويتحاشى أن يقع فيما يغضبه –جل وعلا- لذا فالخوف من الله وحده لا ينفي اقتراف الذنب، بينما خشية الله تنفيه لكن ليس بالكلية، لأنّ كل ابن آدم خطّاء، ولأن الخشية درجات، أعلاها خشية الأنبياء، فالعلماء، وهكذا، ولازم الخشية التقوى والعكس، فمن يخشى الله يتجنب غضبه وسخطه، ويسعى إلى ما فيه مرضاته، وهذا هو ذاته معنى التقوى، والله أعلم.
والله نسأل أن يقسم لنا من خشيته ما يحول به بيننا وبين معصيته.