العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

هل يفطر الصائم بخَّاخ الربو (ventolin)؟

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
هل يفطر الصائم بخَّاخ الربو (ventolin
ماهيته: آلة يستخدمها مريض الربو([1])، أو ضيق الشعب الصدرية، بها دواء سائل مصحوب بهواء مضغوط بغاز خامل، يدفع الدواء من خلال جرعات هوائية يجذبها المريض عن طريق الفم، ويتم استعماله بأخذ شهيق عميق، وعندئذ يتطاير الرذاذ ويدخل إلى البلعوم الفمي، ويعمل كموسع قصبي تعود معه عملية التنفس لحالها الطبيعي([2]).

هل يفسد الصوم باستعمال بخاخ الربو؟ اختلف المعاصرون في ذلك على قولين:
الاتجاه الأول: أنه لا يفطر الصائم، وهذا اختيار ابن باز([3])، وابن عثيمين([4])، وابن جبرين([5]) ، وأفتت به اللجنة الدائمة([6]).
الاتجاه الثاني: يفطر الصائم باستعمال بخاخ الربو، وهذا اختيار محمد المختار السلامي([7])، ومحمد بن جبر الألفي([8])، ومحمد المختار الشنقيطي([9])، وبه أفتت دار الإفتاء المصرية([10]).

الأدلة:
مستندات القول بعدم الفطر:
أولا:
أنه ليس أكلاً ولا شربا ولا هو في معناهما.
ثانيا: أنه ليس بعين ولا جرم، وإنما هو هواء يشبه الدخان، فلا يكون مفطرا عند الشافعية، فالإفطار عندهم إنما يحصل بالعين لا بالأثر.
ثالثا: أنه إنما يدخل مع مخرج النفس ، لا مخرج الطعام والشراب([11]).
رابعا: أن مادة البخاخ تتبخر، وغايتها الوصول إلى القصبات الهوائية، لتوسيع شرايينها التي تضيق بسبب الربو.
خامسا: أن ما يدخل منه إلى المريء و المعدة قليل جداً([12])، وهو يشبه القدر المعفو عنه من المتبقي من المضمضة والاستنشاق والسواك.
وقد ذكر الأطباء: أن السواك يحتوي على ثمانية مواد كيميائية، تقي الأسنان، واللثة من الأمراض، وهي تنحلّ باللعاب، وتدخل البلعوم، فإذا كان عُفي عن هذه المواد التي تدخل إلى المعدة؛ لكونها قليلة، وغير مقصودة، فكذلك ما يدخل من بخاخ الربو يعفى عنه للسبب ذاته ([13]).
وكذا القدر المتبقي من المضمضة: فلو وضع في الماء مادة مشعة، ثم تمضمض الصائم منه، فإنه يمكن رؤية هذه المادة في معدة الصائم، وقد أجمع المسلمون على مشروعية التمضمض للصائم في وضوء صلاته، ونص الفقهاء على أنه لا يفطر لأنه واصل بغير قصد، ولا يمكن الامتناع منه([14]).
سادسا: أنه لا يُقطع بدخول شيء من بخاخ الربو إلى المعدة، بل يبقى في محل شك، والأصل صحة الصيام، واليقين لا يزول بالشك ([15]).

مستندات القول بالفطر:
أولا: حديث لقيط بن صبرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا)).
وجه الدلالة: أن النهي عن المبالغة التي فيها كمال السنة عند الصوم دليل على أن دخول الماء في حلقه مفسدٌ لصومه، وإلا لما كان للنهي معنى مع أمره بها في غير الصوم ، فكذلك كل ما يدخل الجوف من الأجرام اختيارًا يفسد الصوم ؛ لأن المعنى في الجميع وصوله إلى الجوف واستقراره فيه مع إمكان الامتناع منه في العادة([16]).
ثانيا: عن ابن عبـاس رضي الله عنهما أنه قال: (إنما الفطـر مما دخل وليس مما خرج).
ثالثا: أن معنى الصوم هو الإمساك ، ولا يتحقق الإمساك بدخول شيء ذي جِرم إلى الجوف ، وإلا كان ركن الصيام منعدمًا ، وأداء العبادة بدون ركنها لا يتصور([17]).
رابعا: أن بخاخ الربو يحتوي على مستحضرات طبية دواء (الفانتلين) + ماء + أوكسجين، فهو مادة مركبة من أجزاء خاصة لها جرم مؤثر ، غير أجزاء الهواء المعتاد الذي يتنفسه الإنسان، وإلا لم يكن علاجاً فإن الهواء المجرد يتنفسه المريض وغيره. وعلى التسليم: بأنه مثل الدخان والبخور فإن الجمهور على اعتباره مفطرا خلافا للشافعية ([18]).
خامسا: أن هذا ينتظم في تقريرات الفقهاء بإفساد الصوم بما وصل إلى الجوف من منفذ معتاد، وهذا باتفاق المذاهب الأربعة([19]).
سادسا: أن كونه لا يعتبر أكلا أو شربًا في العادة فإن ذلك لا يخرجه عن جملة المفطرات، فالعبرة بدخول الجرم للجوف اختيارًا([20]).
سابعا: أن حقيقة الصيام هي الإمساك ، وتحقق الإمساك إنما يكون بمنع دخول ذي جرم إلى الجوف، ولا فرق بين ما يعد أكلا أو شربا وبين ما لا يعد كذلك، فعامة أهل العلم على عدم اشتراط أن يكون الداخل مغذيا، فلو بلع حصاة أو استف ترابا لكان مفطرا([21]).
ثامنا: أن بخاخ الربو يدفع الدواء، فينفذ به إلى ما وراء الحلق، فهو وإن كان يراد منه الوصول إلى الرئتين فإن النسبة العظمى منه بما يقارب الثمانين بالمائة تتجاوز اللهاة وتصل إلى المعدة، فهو داخل إلى الجوف من منفذ معتبر، فلم يصر وصول الدواء للمعدة مشكوكًا فيه، وكان المزيل لليقين يقينٌ مثله، ولا فرق في حصول الإفطار بين أن يكون الداخل قليلا أو كثيرا([22]).
تاسعا: أنه لا فرق في دخول العين المفطرة من مخرج الطعام والشراب أو من مخرج النفس، فالفرق بين المخرجين غير مؤثر؛ وأهمله العلماء، فالعبرة بالوصول إلى ما يسمى جوفًا دون التفات إلى المخرج([23]).
عاشرا: أن العلة التي علل بها العلماء فساد الصوم بوصول بخار القدر إلى الحلق وعدم فساده بوصول دخان الحطب: هي أن بخار القدر منعش ومغذ دون دخان الحطب، ولا شك أن صفة الإنعاش والغذاء متحققة في بخاخة الدواء، فإلحاقها ببخار القدر في إفساد الصوم أولى من إلحاقها بدخان الحطب ([24]).


  • تحليل الأدلة:
من خلال تحليل مستندات الفريقين يتبين أن هذه المسألة مترتبة على عدة قضايا:
القضية الأولى: ماهية بخاخ الربو:

  1. هل هو مجرد هواء؟
  2. هل مادته مشتملة على ذرات من السوائل، فيكون حكمه حكم الشراب المتفق على الإفطار به.
القضية الثانية: النزاع بين الجمهور والشافعية في الإفطار بالبخور والدخان، وهل حكم بخاخ الربو حكم الدخان والبخور؟
القضية الثالثة: هل بخاخ الربو من القليل المعفو عنه، كالمتبقي من المضمضة والسواك؟
القضية الرابعة: هل يصل بخاخ الربو إلى الجوف؟ وهل المناط مجاوزته الحلق أو أن يصل إلى المعدة؟
القضية الخامسة: هل يشترط حصول اليقين في تحقق الدخول إلى المعدة؟
القضية السادسة: هل يشترط أن يكون الداخل من منفذ الطعام لا من مجرى النفس؟

نتائج المسألة:
أولاً: لا شك أن بخاخ الربو مشتملٌ على مركبات من السوائل، ونزاع بعض المجيزين غير منظور إليه، فهي قضية طبية بحتة، وليست من قضايا الإشكال.
ثانيا: للمعاصرين نظران تجاه هذه المركبات:
الطريقة الأول: اعتباره مفطراً، ولا عبرة بالقلة والكثرة في حصول الإفطار.
الطريقة الثانية: اعتباره غير مفطر، وأن هذه الذرات اليسيرة يتسامح بها نظير التسامح بما يبقى من المضمضة والاستنشاق، وقد يعضدوا قولهم برأي الحنفية في المسامحة في خلل الأسنان اليسير.
والأقوى هي الطريقة الأولى: ويجاب عن قليل المتبقي من المضمضة والاستنشاق، بالفرق من جهتين:
الجهة الأولى: أن في الاحتراز عن أثر المضمضة نوع تعذر ومشقة مع كونها مطلوبًا للشارع في الطهارة ، والمشقة تجلب التيسير([25]).
الجهة الثانية: أن المحل الذي يقصد به الجناية على الصوم إنما هو الحلق، وهو ليس مقصود المضمضة، بل مقصودها الفم ، بخلافه في بخاخ الربو فإن الجوف يقصد إدخاله، إلى ما وراء الحلق، ولا نظر بعد ذلك في قصد وصوله إلى المعدة أو عدم قصده، فإن هذا القدر من القصد غير معتبر، والمعتبر هو قصد الإدخال إلى ما وراء الحلق، وهو الذي يناط به التكليف، أما ما بعد ذلك فهو خارجٌ عن نظر الشارع، ولا نظر فيه إلى قصد المكلف لأن تصرفه فيما بعد الحلق ليس بيده حتى يناط به قصده من عدمه.
أما رأي الحنفية في المسامحة في يسير خلل الأسنان فهو لا يسعف للمسامحة في قليل بخاخ الربو: لأن تعليل الحنفية صريح بأن سبب المسامحة هو تعذر الاحتراز منه، فهو من بقايا الأكل ليلاً، وهو جائز، وهذا السبب معدوم في مسألة بخاخ الربو.
ثالثا: يقع الإفطار عند الجمهور بجرم الدخان فضلاً عما اشتمل على سوائل وأدوية، أما الشافعية فإنه لا يثور قولهم في عدم الفطر بالدخان لأن الكلام هنا فيما اشتمل على غازات وسوائل وأدوية من أصناف المستحضرات الطبية، وقد قرر بعض المعاصرين الإجماع على الفطر بكل مائع أو قابل للتحلل تجاوز الحلق وبلغ المعدة أو توقف في المريء عند ازدراده.
فإن سُلِّم لهم: عدم اشتمال بخاخ الربو على هذه المستحضرات الطبية السائلة والغازية، وأنه ما ثم إلا هواء.
فإنه حيئنذٍ: يثور الخلاف بين الجمهور والشافعية، فالجمهور على اعتبار الدخان مفطرا لاشتماله على جرم، والشافعية لا يقع الإفطار بالدخان لأنه أثر لا عين.

الترجيح:
الذي يبدو والعلم عند الله: أن بخاخ الربو يقع به الفطر؛ وذلك لاشتمال الرذاذ على جرم مؤثر من السوائل التي نهي الصائم عن تناولها([26])، والمنازعة بقلتها، أو بعدم قصد دخولها إلى المعدة، أو أنها لا تدخل من مجرى الطعام: كله غير معتبر في أوصاف العين المفطرة عند عامة أهل العلم.
ولا فرق في هذا بين البخاخ الفموي وبين الإرذاذ الذي يكون بالجهاز مع وضع كمامة على الأنف والفم: فهذا كله يُفسد الصوم إذا تعمد استنشاقه، أما إذا لم يتعمد – كالطبيب المعالج أو الشخص الذي يساعد المريض على تناول العلاج – فلا يفسد صومه طالما لم يتعمد، ومثله مثل ما ثار من غبار الدقيق وجبس الجباسين([27]).
ومثله أيضاً التداوي بالبخار: فكل دواء محلول مائع ينقلب إلى بخار، ويدخله المريض إلى باطنه من منفذ الفم فهو مفطر، سواء كان تحوله إلى بخار بواسطة الحرارة أو بواسطة الأجهزة المخلخِلة، وقد نص الزرقاني أن إيصال بخار القدر يحصل به غذاء للجوف لأنه لما كان البخار تحول في تماسك جزئيات الماء إذ يتخلخل الماء بالحرارة ثم يتجمع عندما يعود إلى ما كان عليه([28]).

([1]) مرض الربو: أحد الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي، فيؤدي لتضييق المجاري التنفسية وحساسيتها الشديدة لمهيجات معينة تلهب مجاري الهواء بما يزيد من الإفرازات المخاطية التي تكون لزجة صعبة الطرح، معيقة للتدفق العادي للهواء، ويظهر المرض على شكل نوبات متقطعة، يضيق فيها نفس المريض، مصحوبًا بأزيز مسموع، ثم تزول النوبة تلقائيًا أو علاجيًا. دار الإفتاء المصرية (www.dar-alifta.org).
([2]) مجلة مجمع الفقه (10-2/76)، النوازل الفقهية المعاصرة المتعلقة بالتداوي أثناء الصوم ص194، دار الإفتاء المصرية (www.dar-alifta.org).
([3]) قال ابن باز في استعمال بخاخ الربو للصائم: (حكمه الإباحة إذا اضطر إلى ذلك؛ لقول الله عز وجل: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْه}، ولأنه لا يشبه الأكل والشرب فأشبه سحب الدم للتحليل والإبر غير المغذية). مجموع فتاوى ابن باز (15/ 265).
وقال: (بخاخ الربو لا يفطّر لأنه غاز مضغوط يذهب إلى الرئة وليس بطعام، وهو محتاج إليه دائما في رمضان وغيره. فتاوى الدعوة: ( ابن باز عدد 979 ).
([4]) قال ابن عثيمين: (دواء الربو غاز ليس فيه إلا هواء يفتح مسام الشرايين حتى يتنفس بسهولة، فهذا لا يفطر ولا يفسد الصوم، وللصائم أن يستعمله وصومه صحيح). مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (19/210).
وقال: (يجوز لك أن تستعمله في نهار رمضان وأنت صائم، ولا يفطرك، أيضاً لأن الذي يخرج من هذه الآلة شيء يتطاير ويتبخر، لأنه عبارة عن غاز لا يثبت ولا يبقى، وإنما فائدته أنه يفتح أفواه العروق فيتنفس المريض، وعلى هذا يجوز للمريض أن يستعمل هذا البخاخ في نهار رمضان وهو صائم، وفي غير نهار رمضان إذا كان صائماً، ولا يفطر، لأن ذلك ليس أكلاً ولا شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب). مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (19/ 212).
وقال: (استعمال هذا البخاخ جائز للصائم، سواء كان صيامه في رمضان أم في غير رمضان، وذلك لأن هذا البخاخ لا يصل إلى المعدة، وإنما يصل إلى القصبات الهوائية، فتنفتح لما فيه من خاصية، ويتنفس الإنسان تنفساً عادياً بعد ذلك، فليس هو بمعنى الأكل ولا الشرب، ولا أكلاً ولا شرباً يصل إلى المعدة. ومعلوم أن الأصل صحة الصوم حتى يوجد دليل يدل على الفساد من كتاب، أو سنة، أو إجماع، أو قياس صحيح). مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (19/ 211).
([5]) قال ابن جبرين في الجواب عن استعمال الصائم لبخاخ الربو: (عليك التحمل، والصبر ما استطعت وقدرت على الصبر عنه، فإذا لم تقدر جاز لك استخدام هذا البخاخ الخاص به بقدر الحاجة والضرورة، ولعل ذلك لا يخل بالصوم؛ لأنه لا يدخل في مجرى الطعام، والشراب، وإنما هو مع مجرى النفس، فهو شبيه بالغبار، ودخان النار الذي يشمه الإنسان بدون قصد، فأنت مضطر إلى هذا البخاخ طوال حياتك، أو حتى يزول أثر الربو، ويتم الشفاء. والله أعلم). فتاوى علماء البلد الحرام ص 298.
([6]) قالت اللجنة الدائمة: (دواء الربو الذي يستعمله المريض استنشاقا يصل إلى الرئتين عن طريق القصبة الهوائية لا إلى المعدة، فليس أكلا ولا شربا ولا شبيها بهما، وإنما هو شبيه بما يقطر في الإحليل وما تداوى به المأمومة والجائفة وبالكحل والحقنة الشرجية ونحوها من كل ما يصل إلى الدماغ أو البدن من غير الفم أو الأنف). فتاوى الطب والمرضى (ص: 101).
([7]) قال محمد المختار السلمي: (كل دواء محلول مائع ينقلب إلى بخار، ويدخله المريض إلى باطنه من منفذ الفم مفطر، سواء كان تحوله إلى بخار بواسطة الحرارة أو بواسطة الأجهزة المخلخلة).
وقال: (أفتى الشيخ أحمد هريدي لما سئل: هل يفطر مريض الربو باستعماله الجهاز المعروف بجهاز البخاخة؟ أفتى: إذا كان الدواء الذي يستعمله بواسطة البخاخة يصل إلى جوفه عن طريق الفم أو الأنف فإن صومه يفسد وإذا كان لا يصل منه إلى الجوف فلا يفسد. قال السلامي: وليس الأمر في الواقع على الاحتمال، فإن من المؤكد أن جذب الدواء بواسطة البخاخ ينفذ إلى ما وراء الحلق). مجلة مجمع الفقه (10-2/33، 34).
([8]) قال محمد جبر الألفي: (الرأي الراجح: يحتوي بخاخ الربو على مستحضرات طبية + ماء + أوكسجين، وقد أكد لي عدد من الأطباء والصيادلة أن هذا المحتوى يدخل إلى المعدة بيقين، فالرأي: أن استعماله يفسد الصوم). مفطرات الصائم في ضوء المستجدات الطبية (مجلة مجمع الفقه10-2/76).
([9]) في دروسه الصوتية، وهو من أوائل من تتلمذنا عليه بحمد الله وتوفيقه.
([10]) دار الإفتاء المصرية (www.dar-alifta.org).
([11]) دار الإفتاء المصرية (www.dar-alifta.org).
([12]) تحتوي عبوة بخاخ الربو على حوالي 10 ملي لتر، وهي مصممة على أن تنطلق منها 200 بخة، فكل بخة يخرج جزء من 20 جزء من الملي لتر الواحد. مجلة مجمع الفقه (التداوي والمفطرات للدكتور حسان شمسي باشا 10 - 2 / 259 ).
([13]) ينظر: مجلة مجمع الفقه (10-2/259 ).
([14]) تحفة الفقهاء (1/ 353)، كشاف القناع (2/ 321).
([15]) دار الإفتاء المصرية (www.dar-alifta.org).
([16]) دار الإفتاء المصرية (www.dar-alifta.org).
([17]) دار الإفتاء المصرية (www.dar-alifta.org).
([18]) مدونة الفقه المالكي (1/631)، المفطرات الطبية العلاجية والتشخيصية لوسيم فتح الله (www.saaid.net).
([19]) قال ابن نجيم: (المراد بترك الأكل ترك إدخال شيء بطنه أعم من كونه مأكولا أولا لما سيأتي من إبطاله بإدخال نحو الحديد ولا يرد ما وصل إلى الدماغ فإنه مفطر كما سيأتي لما أن بين الدماغ والجوف منفذا فما وصل إلى الدماغ وصل إلى الجوف كما صرح به في البدائع). البحر الرائق (2/ 279)، وينظر: شرح مختصر خليل للخرشي (2/ 249)، منهاج الطالبين وعمدة المفتين في الفقه (ص: 75)، شرح منتهى الإرادات = دقائق أولي النهى لشرح المنتهى (1/ 481).
([20]) دار الإفتاء المصرية (www.dar-alifta.org).
([21]) ولا فرق بين أن يأكل ما يؤكل وما لا يؤكل فان استف ترابا أو ابتلع حصاة أو درهما أو دينارا بطل صومه لان الصوم هو الامساك عن كل ما يصل الي الجوف وهذا ما امسك ولهذا يقال فلان يأكل الطين ويأكل الحجر ولانه إذا بطل الصوم بما وصل الي الجوف مما ليس باكل كالسعوط والحقنة وجب ان يبطل ايضا بما يصل مما ليس بمأكول المجموع للنووي (6/ 315)
دار الإفتاء المصرية (www.dar-alifta.org).
([22]) مجلة مجمع الفقه (10-2/34)، المفطرات الطبية العلاجية والتشخيصية لوسيم فتح الله (www.saaid.net)، دار الإفتاء المصرية (www.dar-alifta.org).
([23]) مدونة الفقه المالكي (1/631)، دار الإفتاء المصرية (www.dar-alifta.org).
([24]) مدونة الفقه المالكي (1/631)، دار الإفتاء المصرية (www.dar-alifta.org).
([25]) قال ابن نجيم: (حقيقة الخطأ أن يقصد بالفعل غير المحل الذي يقصد به الجناية كالمضمضة تسري إلى الحلق والفرق بين صورة الخطأ والنسيان هنا أن المخطئ ذاكر للصوم وغير قاصد للشرب والناسي عكسه). البحر الرائق (2/292)، وينظر: دار الإفتاء المصرية (www.dar-alifta.org).
([26]) ينظر: المفطرات الطبية العلاجية والتشخيصية لوسيم فتح الله (www.saaid.net).
([27]) ينظر: المفطرات الطبية العلاجية والتشخيصية لوسيم فتح الله (www.saaid.net).
([28]) مجلة مجمع الفقه (10-2/33).
 

أم إبراهيم

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
6 أغسطس 2011
المشاركات
746
التخصص
:
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: هل يفطر الصائم بخَّاخ الربو (ventolin)؟

جزاكم الله خيراً
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: هل يفطر الصائم بخَّاخ الربو (ventolin)؟

ثانيا: تراجع عن الترجيح [1]:
تبين لي في شهر رمضان عام 1436هـ بعد طول نظر وسؤال أهل الخبرة: أن بخاخ الربو ونحوه الأقرب فيه أنه لا يفطر الصائم، أما المواد السائلة الموجودة في مركب البخاخ، فإن مثلها مثل الهواء، فهو في حقيقته محول من الماء، وبعد تحوله قد يكون محملا ببخار الماء، ويصل إلى حد الإشباع كما في المناطق البحرية والمدارية.
بل إن الهواء الذي نخرجه في عملية الزفير مشبع ببخار الماء.
وإذا كان الأمر كذلك: فإن بخاخ الربو ونحوه لا يعدو أن يكون هواء اصطناعيامحملا ببخار الماء يساعد ا لمرضى على عملية التنفس، والتنفس لا غني لأحد عنه، ولم يقل أحد أن له أثرا على مفطرات الصيام.
وما يتبع استعمال بخاخ الربو من دخول الأجرام والسوائل الصغيرة جدا جدا فإنها أبعد ما تكون من احتسابها شيئا أو رقما صحيحا، وهي أقل مما لم يلتفت إليه الشارع في بقايا المضمضة، وليست أكثر مما يتنفسه الإنسان من الهواء وما قد يعلق به من ذرات التراب والغبار.
والخلاصة: استعمال بخاخ الربو لا يفطرالصائم لأنه في حقيقته مساعد على عملية التنفس الضرورية للإنسان، وما يلحقه من دخول ذرات من الأجرام، فهو مما لم يلتفت إليه الشارع، ورخص في أكثر منه.


[1][1]) رأيت إبقاء الترجيح الأول، وإضافة الترجيح الثاني، لأن المسألة مترددة، والاجتهاد الثاني لا يلغي الاجتهاد الأول، والمقصود بحث المسألة وليس الفتوى.


 
التعديل الأخير:
إنضم
20 مايو 2015
المشاركات
3
الكنية
أبو سعد
التخصص
Islamic
المدينة
طنجة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: هل يفطر الصائم بخَّاخ الربو (ventolin)؟

بارك الله فيك دكتورنا فقد أعطيت الموضوع حقه.
 
إنضم
21 يوليو 2011
المشاركات
9
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
مالكي -تقريبا^^-
رد: هل يفطر الصائم بخَّاخ الربو (ventolin)؟

شكر الله جهدكم وإفادتكم المستمرة د.فؤاد
لمن تبنى طريقة المضيقين في اعتبار المفطرات (كما عرضتموها مشكورين في كتابكم) و ترجيحكم الأخير في مسألة بخاخ الربو، هل يمكن أن يقال أن التدخين لا يعد من مفطرات الصيام هو لازم القائلين بهذا المسلك ؟
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
1,277
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
لغة فرنسية دبلوم فني مختبر
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
شافعي
رد: هل يفطر الصائم بخَّاخ الربو (ventolin)؟

جزاك الله خيرا
عرض موسع مشبع
لگن الذي يظهر لي أن النتيجة جاءت في الأخير عاطفية لا علمية شبيهة نوعا ما بروشتة طبيب مشفق.
والذي يظهر أن المسألة تتعلق بالداخل أله جرم بلحظه الحس أم لا؟ فإن كان له جرم فهل يصل إلى الجوف أم لا؟
أما كون النفس ضروري أو غير ضروري فغايته أن يبيح للإنسان الفطر من غير إثم
فلو فرضنا مثلا أن هناك حالة يضطر معها بعض الناس إلى شرب رشفة من الماء كل ساعة فلا يقال الرشفة مقدار قليل والماء ضروري للإنسان.
فإن قيل: الفرق واضح بين المقدارين ولذلك الإنسان الفطر إن لم يستطع الإمساك.
قلنا: فهلا التزمت هذا الوصف المؤثر في أصل المسألة وتركت الملغي الذي لم تلتفت إليه في مثالنا.
والله أعلم
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى