العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

وقفات مع أخطاء الصالحين

إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذا الموضوع أحببت أن أنصح فيه نفسي وإخواني الفضلاء مما قد يقع فيه المسلم من أخطاء تدور بين التحريم والكراهة أو مخالفة المروءة والعرف العام ولن أتكلم هنا عن المخالفات التي يقع فيها المسلم مطلقا فهي كثيرة جدا لا تنحصر وإنما أردت ما اشتهر وأصبح ملفتا للانتباه لا سيما من الخيار الصالحين والذين ينبغي أن يكونوا قدوة لعامة الناس .
هذه المخالفات والأخطاء ليست خاصة بأهل الخير والصلاح لكن أهل الخير والصلاح يقعون فيها ويشاركون فيها عامة الناس وهي منهم أقبح لكونهم محل القدوة وأقرب إلى التزام الشرع وآدابه ، ومنها ما أصبح موضع سخرية من بعض الناس تجاه الصالحين لا سيما أعداء الدين ممن أعمى الله بصائرهم ، حتى يراها بعضهم سمة من سمات الصالحين في هذا العصر .
وعموما فإن كانت واقعة كما في نظري الشخصي وإلا فلا أقل من التنبيه عليها من باب النصح فمن هذه الأخطاء :
الخطأ الأول :
الإتيان للصلاة سعيا عند الإقامة أو عند خوف فوت الركعة وثمة دليل صريح ينهى عن المجيء سعيا عند سماع الإقامة فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال " إذا ثوب للصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة " وإني أستغرب كيف يتجرأ البعض على مخالفة هذا النهي من اجل إدراك الجماعة وهو نص صريح في النهي عن ذلك وأن تفويت الجماعة خير من السعي إليها وأن الإدراك يكفي فيه إدراك أي جزء من الصلاة لعموم قوله " فما أدركتم " بغض النظر عن الخلاف في ثواب الجماعة وبغض النظر عن حكم صلاة الجماعة .
وهذا العمل يقع كثيرا عند المسلمين بل وعند أهل الخير والصلاح لكن ينبغي أن يتنبهوا له لأن عامة الناس يقتدون بهم .
الخطأ الثاني :
الإطالة في الركوع والسجود للذكر والدعاء والتخلف عن الإمام وذلك لمقصد صالح وهو الدعاء والذكر لكن هذا مخالف لوجوب متابعة الإمام وعدم مسابقته أو موافقته أو التخلف عنه بل ربما تأخر البعض حتى إن الإمام ينتقل إلى ركن آخر والمأموم في حركة الانتقال . ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد وإذا سجد فاسجدوا " الحديث .
الخطأ الثالث :
التفريط في الواجبات غير المحددة بعدد أو وقت وإنما جعل أمرها للمكلف حسب تقواه وصلاحه ومن ذلك صلة الرحم وبر الوالدين وحقوق الجار ونحو ذلك .
وللأسف نجد كثيرا من الصالحين يفرطون في هذه الواجبات ويكون جل اهتمامهم في الواجبات المحددة من صلاة وصوم وحج ويغفلون عن هذه الواجبات وربما مر بهم الشهور والسنوات ولم يصلوا رحماً ، وربما تطاول البعض على والديه أو رفع صوته أو تأخر عن تحقيق أوامره .
الخطأ الرابع :
سوء العشرة مع الزوجة وهذا للأسف ملاحظ عند كثير من أهل الخير والصلاح فتجد من يناديها بألقاب سيئة أو يلقي عليها أقسى الكلام أو يبخل عليها بالنفقة أو يعاملها بقسوة أو يحملها من العمل في بيته ما لا تطيق أو يمنعها من المباحات أو تغلب عليه الأثرة في تقديم حقوقه على حقوقها أو يقصر في إعطائها ما تعارف الناس عليه من سفر أو نزهة أو مأكل أو مشرب أو نحو ذلك مما يعمله عامة الناس وأصبح عرفا بينهم في بلد أو منطقة وهو من المباحات .
الخطأ الخامس :
البخل والشح وحب المال حبا عظيماً وهذا للأسف أصبح أمرا ملحوظا على كثير من الصالحين حتى إنك لتجد من يفاصل في المال الخسيس كخمس ريالات وكثيرا ما رأيت من يكثر المفاصلة في مثل ذلك عند المحلات وصالون الحلاقة بل لو استطاع بعضهم أن يفاصل في محطات البنزين والصيدليات لفعل وهذا بلا شك مخالف للمروءة ولا يليق بالمؤمن أن يفعله بل خلق المؤمن السماحة والكرم والصالحون أولى الناس بذلك وإنك لتستغرب أحياناً أن ترى البعض يلبس أرخص الملابس مع أن الله وسع عليه في الرزق فثوبه صيني بعشر ريالات وحذاؤه أرخص الأحذية وشماغه قد بلي وتشقق حتى أصبحت هيئته رثة لافتة للانتباه وهذا بلا شك مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ولمقاصد الشريعة من حسن الهيئة لاسيما للأئمة وأهل القدوة من أهل العلم والصلاح .
وأذكر أن شيخنا محمد العثيمين - رحمه الله - سئل عن شخص يشتري جزمة بمبلغ مرتفع فقال يرجع في هذا إلى حال الشخص فإن كان ذا مال وهذا المبلغ زهيد بالنسبة إليه فلا يعد ذلك إسرافاً بمعنى أنه اشترى ما يناسب مقامه عند الناس .
لا يقول قائل الزهد مندوب ومرغب به فهذا لا نزاع فيه لكن حينما يكون ذلك زهدا لا بخلاً ويظهر ذلك الزهد في مأكله ومشربه لا أن يلبس الرث من الثياب وإذا جلس على المائدة لم يبق منها شيئا حتى لا يجد لنفسه مسلكاً .
كما أن الزهد يدعو إلى كثرة الصدقة والنفقة على الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل .
الخطأ السادس :
أن بعض الصالحين يخرج بزوجه وبناته بملابس غير ساترة كعبايات مخصرة ومطرزة وفاتنة وجزء من الوجه يظهر مع وضع المساحيق واللباس الضيق أو القصير الذي يظهر أجزاء من الجسم من الأسفل أو غيرها وهذا يوجد عند غير الصالحين لكنه في حق الصالحين يلفت الانتباه فحينما يدخل السوق رجل ملتح وزوجه وبناته بهذا المظهر لا شك أنه مما يستقبح منه أكثر من غيره .

يتبع إن شاء الله تعالى
 
التعديل الأخير:

الدرَة

:: نشيط ::
إنضم
26 أكتوبر 2010
المشاركات
653
التخصص
الفقه
المدينة
..
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: وقفات مع أخطاء الصالحين

جزاكم الله خيرا على جميل نصحكم دوما وأبدا جعله الله في موازين حسناتكم
 
أعلى