العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

وقفات مع طالب العلم

صلاح بن خميس الغامدي

قاضي بوزارة العدل السعودية
إنضم
27 أبريل 2008
المشاركات
103
الإقامة
الدمام - المنطقة الشرقية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أحمد
التخصص
الفقه
الدولة
السعودية
المدينة
الدمام حرسها الله
المذهب الفقهي
الحنبلي
وقفات مع طالب العلم

الحمد لله وحده وبعد ..
فهذه كلماتٌ أحببت أن أذكّر بها كل طالب علم ، وهي كلماتٌ لم أتكلف في ألفاظها أو صياغتها ، وإنما رغبت في إيصال الفكرة ، فالعبرة بالمعاني لا بالألفاظ والمباني ، فأقول وبالله التوفيق :
إنني أرى أنه يحسن بطالب العلم أن يعتني بنفسه كثيراً ويكثر من قراءة ما يهذب نفسه ويصحح له المسلك ، وينبهه على مواطن الخطأ والتي قد تخفى على كثيرٍ منا معشر طلاب العلم .
فمتى أكثر من قراءة هذه الأمور وتوقف عندها أدى ذلك إلى تشبّع نفسه بها حتى تصير هذه الصفات خُلُقاً وسجية له لا تفارقه .
فلا يكفي الإنسان أن يتزود من العلم ، ويغفل عن هذه الأمور التي هي نتاج العلم وثمرته .
* القرآن هو عمدة طالب العلم ، فلا بد له من ورد يومي يقرأه أو يراجعه ، فإنه يقبح بطالب العلم ألا يكون له وردٌ يومي في ذلك ، فكثرة قراءة القرآن كما هو معلوم ترقق القلب وتقربه من الله تعالى .
ليس علمٌ أعظم مما جاء في القرآن ففيه التوحيد والفقه والأخلاق وغيرها ، وصدق الله جل وعلا " ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون " الآية .
تقرأ هذه السورة أو الآية مرةً ويظهر لك في هذه القراءة من التأملات والمعاني ما لم يظهر لك في الأولى ، وهذا فتحٌ من الله تعالى ، لا يأتي بدون تكرار وتدبر وبذل الوقت والجهد والتضحية لهذا الكتاب العظيم .
وحينما تصل نفسك إلى مرحلة عليا من زكاة النفس ، فإن هذه المرحلة ستطرد عنك كثيرا من الأمراض وخاصة الباطنية وأقصد ( أمراض القلوب ) ذلك لأن القرآن العظيم جاء ليصلح هذه الأنفس ظاهراً وباطناً .
القرآن حياةٌ لقلبك ، ويتعين عليك يا طالب العلم أن يكون هذا القرآن أنيسك وجليسك أكثر من غيره ، وهل الغاية من طلب العلم إلا مرضاة الله ، إذن لتقرأ ما يحبه الله تعالى إنه كلامه سبحانه ، فهو نبأٌ وخبرٌ وحكم.

* كما إنه لا بد لطالب العلم أن يعتني بظاهر نفسه وباطنها ، فإن الله جل وعلا لم ينه عن الظاهر ويهمل الباطن بل قال تعالى في كتابه " وذروا ظاهر الإثم وباطنه ، إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون " الآية.

* ولا بد لطالب العلم أن يكثر من القراءة في سير الصالحين من العلماء الربانيين الذين جمع الله لهم بين العبادة والعلم ، ليقرأ مثلا في كتاب تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم لابن جماعة ، ليقرأ في الكتب التي تكلمت عن أخلاق العلماء وصفاتهم وسيرهم ، والكتب التي تحدثت عن صبر العلماء على تعلم العلم والحرقة فيه ، ككتاب صفحات من صبر العلماء لأبي غدة ، ليقرأ من المعاصرين في حلية طالب العلم للشيخ بكر أبو زيد ، ليقرأ فيما يهذب نفسه وأخلاقه وسيرته مع ربه ومع الناس ، ليقرأ الجواب الكافي والفوائد ومدارج السالكين وهي لابن القيم . ليقرأ طالب العلم في تراجم العلماء الأعلام الأفذاذ الذين قل نظيرهم في هذا الزمن .

وقفت على كلام للإمام المحدّث أبو بكر الآجري في كتابه " أخلاق العلماء " حينما تكلم عن أخلاق العالم الجاهل قال : فإن قال قائلٌ لنا . صف لنا أخلاق العلماء الذين علمهم حجة حتى إذا رأينا من يشار إليه بالعلم اعتبرنا ما ظهر من أخلاقهم ، فإذا رأينا أخلاقاً لا تحسن بأهل العلم اجتنبناهم ..الخ ما جاء في كلامه . إلى أن ذكر صفات أولئك الناس وخلاصة كلامه رحمه الله أن من صفاتهم :
*أنه يطلب من العلم ما أسرع إليه هواه ...
*ويحفظ ويقرأ من العلم ما يشرف به عند المخلوقين وتجده يسارع إليه ، وأما العلم الذي بينه وبين الله ويفترض به تعلمه فإنه يثقل عليه طلبه فيتركه مع حاجته له .
*إنْ كَثُرَ العلماء في عصره وذُكروا بالعلم أحبَّ أن يذكر معهم .
*إن سُئل العلماء عن مسألة ولم يُسأل هو ، أحبَّ أن يُسأل مثلهم ، وكان الأولى به أن يحمد ربه أن غيره قد كفاه ذلك الأمر .
*إن علم أن غيره أنفع للناس منه ، كره حياته ولم يرشد الناس إليه لينتفعوا منه .
وغير ذلك من الكلام العجيب .
ثم قال بعد ذلك : من تدبر هذه الخصال فعرف أن فيه بعض ما ذكرنا وجب عليه أن يستحي من الله وأن يسرع الرجوع إلى الحق .[ أنظر أخلاق العلماء لأبي بكر الآجري ص 100،97 ].
قلت : إن طلب العلم إنما يكون لرفع الجهل عن النفس ، وليعبد طالب العلم ربه على بصيرة وعلم ويسلم من الهوى والبدع والمحدثات ، ثم إذا حصّل العلم واحتاج الناس إليه ، وجب عليه البلاغ والتعليم لقوله تعالى : " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ..." الآية .
وليتذكر طالب العلم فضل الله عليه بالتوفيق لطلب العلم وتسهيل سبله وطرقه ، وليحرص على تزكية نفسه والعمل بما علمه فهو ثمرة العلم .
يقول الله تعالى واصفاً العلماء :" إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا " الآية . فوصفهم بالبكاء والخشية والطاعة والتذلل فيما بينه وبينهم .
يقول مطر الورّاق : بلغنا أن الحكمة خشية الله والعلم به .
وأخيراً فهذه كلماتٌ جادت بها النفس ، لما تأملت في الحال .
أسأل الله أن يصلح الحال ، وان يغفر لنا ولجميع العباد .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
 
إنضم
26 فبراير 2010
المشاركات
596
الكنية
أبو الفضل
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
الخليل
المذهب الفقهي
فقه مقارن
رد: وقفات مع طالب العلم

بارك الله فيكم ، ومزيدا من هذه المقالات النافعة ،
جزاكم الله خيرا
 

محمد المالكي

:: عضو مؤسس ::
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
299
التخصص
الفقه
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
000
رد: وقفات مع طالب العلم

أحسن الله إليكم
 

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: وقفات مع طالب العلم

جزاك الله خيرا على هذه الإفادات
 
إنضم
4 فبراير 2010
المشاركات
785
التخصص
شريعة
المدينة
------
المذهب الفقهي
اهل الحديث
رد: وقفات مع طالب العلم

بارك الله فيكم على هذه المقالة.
من طلب العلم لله فقليل العلم يكفيه.
ومن طلبه للناس فحاجات الناس كثيرة !!
كما قيل قديماً.
 

يمان الشريف

:: متابع ::
إنضم
7 فبراير 2009
المشاركات
69
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
الخليل
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: وقفات مع طالب العلم

بارك الله فيك على هذا الوقفات الطيبة
 
أعلى