صلاح بن خميس الغامدي
قاضي بوزارة العدل السعودية
- إنضم
- 27 أبريل 2008
- المشاركات
- 103
- الإقامة
- الدمام - المنطقة الشرقية
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو أحمد
- التخصص
- الفقه
- الدولة
- السعودية
- المدينة
- الدمام حرسها الله
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
وقفات مع طالب العلم
الحمد لله وحده وبعد ..
فهذه كلماتٌ أحببت أن أذكّر بها كل طالب علم ، وهي كلماتٌ لم أتكلف في ألفاظها أو صياغتها ، وإنما رغبت في إيصال الفكرة ، فالعبرة بالمعاني لا بالألفاظ والمباني ، فأقول وبالله التوفيق :
إنني أرى أنه يحسن بطالب العلم أن يعتني بنفسه كثيراً ويكثر من قراءة ما يهذب نفسه ويصحح له المسلك ، وينبهه على مواطن الخطأ والتي قد تخفى على كثيرٍ منا معشر طلاب العلم .
فمتى أكثر من قراءة هذه الأمور وتوقف عندها أدى ذلك إلى تشبّع نفسه بها حتى تصير هذه الصفات خُلُقاً وسجية له لا تفارقه .
فلا يكفي الإنسان أن يتزود من العلم ، ويغفل عن هذه الأمور التي هي نتاج العلم وثمرته .
* القرآن هو عمدة طالب العلم ، فلا بد له من ورد يومي يقرأه أو يراجعه ، فإنه يقبح بطالب العلم ألا يكون له وردٌ يومي في ذلك ، فكثرة قراءة القرآن كما هو معلوم ترقق القلب وتقربه من الله تعالى .
ليس علمٌ أعظم مما جاء في القرآن ففيه التوحيد والفقه والأخلاق وغيرها ، وصدق الله جل وعلا " ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون " الآية .
تقرأ هذه السورة أو الآية مرةً ويظهر لك في هذه القراءة من التأملات والمعاني ما لم يظهر لك في الأولى ، وهذا فتحٌ من الله تعالى ، لا يأتي بدون تكرار وتدبر وبذل الوقت والجهد والتضحية لهذا الكتاب العظيم .
وحينما تصل نفسك إلى مرحلة عليا من زكاة النفس ، فإن هذه المرحلة ستطرد عنك كثيرا من الأمراض وخاصة الباطنية وأقصد ( أمراض القلوب ) ذلك لأن القرآن العظيم جاء ليصلح هذه الأنفس ظاهراً وباطناً .
القرآن حياةٌ لقلبك ، ويتعين عليك يا طالب العلم أن يكون هذا القرآن أنيسك وجليسك أكثر من غيره ، وهل الغاية من طلب العلم إلا مرضاة الله ، إذن لتقرأ ما يحبه الله تعالى إنه كلامه سبحانه ، فهو نبأٌ وخبرٌ وحكم.
فهذه كلماتٌ أحببت أن أذكّر بها كل طالب علم ، وهي كلماتٌ لم أتكلف في ألفاظها أو صياغتها ، وإنما رغبت في إيصال الفكرة ، فالعبرة بالمعاني لا بالألفاظ والمباني ، فأقول وبالله التوفيق :
إنني أرى أنه يحسن بطالب العلم أن يعتني بنفسه كثيراً ويكثر من قراءة ما يهذب نفسه ويصحح له المسلك ، وينبهه على مواطن الخطأ والتي قد تخفى على كثيرٍ منا معشر طلاب العلم .
فمتى أكثر من قراءة هذه الأمور وتوقف عندها أدى ذلك إلى تشبّع نفسه بها حتى تصير هذه الصفات خُلُقاً وسجية له لا تفارقه .
فلا يكفي الإنسان أن يتزود من العلم ، ويغفل عن هذه الأمور التي هي نتاج العلم وثمرته .
* القرآن هو عمدة طالب العلم ، فلا بد له من ورد يومي يقرأه أو يراجعه ، فإنه يقبح بطالب العلم ألا يكون له وردٌ يومي في ذلك ، فكثرة قراءة القرآن كما هو معلوم ترقق القلب وتقربه من الله تعالى .
ليس علمٌ أعظم مما جاء في القرآن ففيه التوحيد والفقه والأخلاق وغيرها ، وصدق الله جل وعلا " ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون " الآية .
تقرأ هذه السورة أو الآية مرةً ويظهر لك في هذه القراءة من التأملات والمعاني ما لم يظهر لك في الأولى ، وهذا فتحٌ من الله تعالى ، لا يأتي بدون تكرار وتدبر وبذل الوقت والجهد والتضحية لهذا الكتاب العظيم .
وحينما تصل نفسك إلى مرحلة عليا من زكاة النفس ، فإن هذه المرحلة ستطرد عنك كثيرا من الأمراض وخاصة الباطنية وأقصد ( أمراض القلوب ) ذلك لأن القرآن العظيم جاء ليصلح هذه الأنفس ظاهراً وباطناً .
القرآن حياةٌ لقلبك ، ويتعين عليك يا طالب العلم أن يكون هذا القرآن أنيسك وجليسك أكثر من غيره ، وهل الغاية من طلب العلم إلا مرضاة الله ، إذن لتقرأ ما يحبه الله تعالى إنه كلامه سبحانه ، فهو نبأٌ وخبرٌ وحكم.
* كما إنه لا بد لطالب العلم أن يعتني بظاهر نفسه وباطنها ، فإن الله جل وعلا لم ينه عن الظاهر ويهمل الباطن بل قال تعالى في كتابه " وذروا ظاهر الإثم وباطنه ، إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون " الآية.
* ولا بد لطالب العلم أن يكثر من القراءة في سير الصالحين من العلماء الربانيين الذين جمع الله لهم بين العبادة والعلم ، ليقرأ مثلا في كتاب تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم لابن جماعة ، ليقرأ في الكتب التي تكلمت عن أخلاق العلماء وصفاتهم وسيرهم ، والكتب التي تحدثت عن صبر العلماء على تعلم العلم والحرقة فيه ، ككتاب صفحات من صبر العلماء لأبي غدة ، ليقرأ من المعاصرين في حلية طالب العلم للشيخ بكر أبو زيد ، ليقرأ فيما يهذب نفسه وأخلاقه وسيرته مع ربه ومع الناس ، ليقرأ الجواب الكافي والفوائد ومدارج السالكين وهي لابن القيم . ليقرأ طالب العلم في تراجم العلماء الأعلام الأفذاذ الذين قل نظيرهم في هذا الزمن .
وقفت على كلام للإمام المحدّث أبو بكر الآجري في كتابه " أخلاق العلماء " حينما تكلم عن أخلاق العالم الجاهل قال : فإن قال قائلٌ لنا . صف لنا أخلاق العلماء الذين علمهم حجة حتى إذا رأينا من يشار إليه بالعلم اعتبرنا ما ظهر من أخلاقهم ، فإذا رأينا أخلاقاً لا تحسن بأهل العلم اجتنبناهم ..الخ ما جاء في كلامه . إلى أن ذكر صفات أولئك الناس وخلاصة كلامه رحمه الله أن من صفاتهم :
*أنه يطلب من العلم ما أسرع إليه هواه ...
*ويحفظ ويقرأ من العلم ما يشرف به عند المخلوقين وتجده يسارع إليه ، وأما العلم الذي بينه وبين الله ويفترض به تعلمه فإنه يثقل عليه طلبه فيتركه مع حاجته له .
*إنْ كَثُرَ العلماء في عصره وذُكروا بالعلم أحبَّ أن يذكر معهم .
*إن سُئل العلماء عن مسألة ولم يُسأل هو ، أحبَّ أن يُسأل مثلهم ، وكان الأولى به أن يحمد ربه أن غيره قد كفاه ذلك الأمر .
*إن علم أن غيره أنفع للناس منه ، كره حياته ولم يرشد الناس إليه لينتفعوا منه .
وغير ذلك من الكلام العجيب .
ثم قال بعد ذلك : من تدبر هذه الخصال فعرف أن فيه بعض ما ذكرنا وجب عليه أن يستحي من الله وأن يسرع الرجوع إلى الحق .[ أنظر أخلاق العلماء لأبي بكر الآجري ص 100،97 ].
قلت : إن طلب العلم إنما يكون لرفع الجهل عن النفس ، وليعبد طالب العلم ربه على بصيرة وعلم ويسلم من الهوى والبدع والمحدثات ، ثم إذا حصّل العلم واحتاج الناس إليه ، وجب عليه البلاغ والتعليم لقوله تعالى : " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ..." الآية .
وليتذكر طالب العلم فضل الله عليه بالتوفيق لطلب العلم وتسهيل سبله وطرقه ، وليحرص على تزكية نفسه والعمل بما علمه فهو ثمرة العلم .
يقول الله تعالى واصفاً العلماء :" إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا " الآية . فوصفهم بالبكاء والخشية والطاعة والتذلل فيما بينه وبينهم .
يقول مطر الورّاق : بلغنا أن الحكمة خشية الله والعلم به .
وأخيراً فهذه كلماتٌ جادت بها النفس ، لما تأملت في الحال .
أسأل الله أن يصلح الحال ، وان يغفر لنا ولجميع العباد .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
*أنه يطلب من العلم ما أسرع إليه هواه ...
*ويحفظ ويقرأ من العلم ما يشرف به عند المخلوقين وتجده يسارع إليه ، وأما العلم الذي بينه وبين الله ويفترض به تعلمه فإنه يثقل عليه طلبه فيتركه مع حاجته له .
*إنْ كَثُرَ العلماء في عصره وذُكروا بالعلم أحبَّ أن يذكر معهم .
*إن سُئل العلماء عن مسألة ولم يُسأل هو ، أحبَّ أن يُسأل مثلهم ، وكان الأولى به أن يحمد ربه أن غيره قد كفاه ذلك الأمر .
*إن علم أن غيره أنفع للناس منه ، كره حياته ولم يرشد الناس إليه لينتفعوا منه .
وغير ذلك من الكلام العجيب .
ثم قال بعد ذلك : من تدبر هذه الخصال فعرف أن فيه بعض ما ذكرنا وجب عليه أن يستحي من الله وأن يسرع الرجوع إلى الحق .[ أنظر أخلاق العلماء لأبي بكر الآجري ص 100،97 ].
قلت : إن طلب العلم إنما يكون لرفع الجهل عن النفس ، وليعبد طالب العلم ربه على بصيرة وعلم ويسلم من الهوى والبدع والمحدثات ، ثم إذا حصّل العلم واحتاج الناس إليه ، وجب عليه البلاغ والتعليم لقوله تعالى : " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ..." الآية .
وليتذكر طالب العلم فضل الله عليه بالتوفيق لطلب العلم وتسهيل سبله وطرقه ، وليحرص على تزكية نفسه والعمل بما علمه فهو ثمرة العلم .
يقول الله تعالى واصفاً العلماء :" إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا " الآية . فوصفهم بالبكاء والخشية والطاعة والتذلل فيما بينه وبينهم .
يقول مطر الورّاق : بلغنا أن الحكمة خشية الله والعلم به .
وأخيراً فهذه كلماتٌ جادت بها النفس ، لما تأملت في الحال .
أسأل الله أن يصلح الحال ، وان يغفر لنا ولجميع العباد .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .