العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

إعلام الساسة بمبادئ السياسة (4)

إنضم
18 ديسمبر 2009
المشاركات
45
التخصص
السياسة الشرعية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة حنبلية ... و التطبيق نبوي
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .. أما بعد :​

استكمالا لما بدأته في الكتابة عن أصول و أسس السياسيات المعمول بها في الدول قديما و حديثا و بعد حديثي عن أصول السياسة الشرعية و عن أصول السياسة المتمسحة بالدين سأتكلم عن أصول السياسة الوضعية و التي تسود كل الحكومات العالمية في عصرنا الحاضر فأقول و بالله التوفيق :

يعتبر عام 1789م عاما مفصليا في التاريخ الحديث عموما و في التاريخ الأوروبي خصوصا حيث قامت فيه الثورة الفرنسية و التي كانت ردة فعل على الاستبداد الكنسي و الاستقراطي الذي كان يحكم أوروبا في ذلك الوقت و بخاصة فرنسا و كان من أهم نتائج تلك الثورة القيام بتأسيس تشريع جديد يتحاكم الناس إليه و تدار به الحكومة الفرنسية و قد قام هذا التشريع على ثلاث أسس :

1. الحرية : و هي تعني إعطاء الحق لكل إنسان أن يقوم بكل ما يريد بشرط واحد فقط و هو عدم التعدي على حرية الآخرين فقط .

2. الفردية : وهي تعني التركيز على أهمية الفرد في المجتمع و تعزيز مكانته الاجتماعية و الاقتصادية على حساب الجماعة .

3. العقلانية : وهي تعني كما تقول الموسوعة الاكاديمية الأمريكية (إحلال العقل الانساني محل الله في التشريع) .

ونتج عن العمل بهذه الأسس قيام مذهب فكري جديد ألا وهو المذهب العلماني الليبرالي و الذي نتج عنه أيضا حرية السوق و حرية التشريع و الانحلال الخلقي .. وقد وجد لهذه الثورة صداها في المجتمع الدولي و الذي كان مستعدا لتقبل هذه الفكرة بسبب الطغيان السياسي الذي كان سائدا في أوروبا والذي أدى بعد ذلك إلى تحول أوروبا كلها إلى المذهب العلماني .

وفي عام 1916م تمت اتفاقية تقسيم أراضي الهلال الخصيب و الشهيرة باتفاقية سايكس – بيكو بين فرنسا و بريطانيا في وقت كانت الدولة العثمانية قد وصلت إلى أقصى مراحل ضعفها و آلت للسقوط إلا أننا يجب أن نضع في الحسبان أنه منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم عام 11هـ حتى عام 1343هـ (1932م) و الذي شهد سقوط الدولة العثمانية كان هناك أمران لم يزولا مهما تغيرت ظروف الحياة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية في تلك الفترة ألا وهما : تحكيم الشريعة الاسلامية في جميع شؤون الدولة و وجود خليفة يحكم جميع أقطار المسلمين وهذين الأمرين كانا حصنا الاسلام وهما وحدة الدولة و وحدة التشريع لذا حرص الأعداء على تفكيك هاتين الوحدتين .

وبعد أن تم التقسيم على الورق قاموا بتنفيذه على الواقع فبدأت جيوش الاستخراب (الاستعمار زورا) بالدخول إلى الأراضي الاسلامية و احتلالها فترة من الزمن و لم يخرج المستخرب منها إلا بعد أن قاموا بفرض الفكر العلماني و التشريع الفرنسي العقلاني على تلك الدول وذلك عن طريق تعيين طبقة من المثقفين المتعلمنين و إعطاؤهم المناصب العلى في الدول التي استعمروها حتى إذا ما خرج المستخرب تولى أمر تلك الدول كوادر علمانية من بني جلدة تلك الدول يقومون بتنفيذ سياسات أباطرة العلمنة الأوروبيين وصارت الشعوب مجبرة على قبول هذا التشريع طواعية أو قهرا لما يصاحب تلك التشريعات و السياسيات من قمع و قهر إلى يومنا الحاضر .

لذا نتشرف نحن أهل المملكة بحكومتنا التي رفعت لواء الشريعة و قررت في المادة الأولى من النظام الأساسي للحكم (المملكة العربية السعودية دولة إسلامية ذات سيادة تامة دينها الاسلام و دستورها كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم) و جاء في المادة السابعة (يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله و سنة رسوله وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة) وهذا الأمر لم يوجد في أي دولة سوى الدولة السعودية و التي قامت على أساس تعظيم الدين و تحكيم الشريعة .

بنهاية هذا المقال أرجو أن أكون قد وضعت تصورا عاما لأسس السياسات التي تحكم الحكومات العالمية الآن .. مقالي القادم إن شاء الله تعالى عن السياسي المسلم من هو ؟؟ و ماهي مقوماته ؟؟ .. و الله الموفق ..
 
أعلى