أحمد بن فخري الرفاعي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 12 يناير 2008
- المشاركات
- 1,432
- الكنية
- أبو عبد الله
- التخصص
- باحث اسلامي
- المدينة
- عمان
- المذهب الفقهي
- شافعي
قال أبو حاتم ابن حبان :" الواجب على العاقل لزوم ذكر الموت على الأوقات كلها، وترك الأغترار بالدنيا في الأسباب كلها، إذ الموت رحى دوّارة بين الخلق، وكأس يُدار بها عليهم، لا بد لكل ذي روح أن يشربها، ويذوق طعمها، وهو هاذم اللذات، ومنغص الشهوات، ومكدر الأوقات، ومزيل العاهات .
والعاقل لا ينسى ذكر شيء هو مُترقِب له، ومنتظر وقوعه، من قَدَم إلى قَدَم، ومن لحظة الى شزره، فكم من مُكَرّم في أهله، مُعَظّم في قومه، مُبجل في جيرته، لا يخاف الضيق في المعيشة، ولا الضنك في المصيبة، إذ ورد عليه مُذَلِّل الملوك، وقاهرالجبابرة، وقاصم الطغاة، فألقاه صريعا بين الأحبة وجيرانه، مفارقا لأهل بيته وإخوانه، لا يملكون له نفعا، ولا يستطيعون عنه دفعا، فكم من أمة قد أبادها الموت وبلدة قد عطلها، وذات بَعْل قد أرملها، وذي أب أيتمه، وذي إخوة أفرده .
فالعاقل لا يغتر بحالة نهايتها تؤدي الى ما قلنا، ولا يَرْكن الى عيش مغبته ما ذكرنا، ولا ينسى حالة لا محالة هو مُواقعها، وما لا شك يأتيه، إذ الموت طالب لا يعجزه المقيم، ولا ينفلت منه الهارب .
قال أبو العتاهية : دخلت على هارون أمير المؤمنين فلما بَصر بي قال: أبو العتاهية؟
قلت: أبو العتاهية.
قال: الذي يقول الشعر؟
قلت: الذي يقول الشعر.
قال: عِظني بأبيات شعر وأوجز .
فأنشدته:
لا تأمن الموت في طرف ولا نفس ... ولو تمنعت بالحُجّاب والحرس
واعلم بأن سهام الموت قاصدة ... لكل مُدَّرع منا ومُتِّرس
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس
قال: فخر مغشيا عليه .
والعاقل لا ينسى ذكر شيء هو مُترقِب له، ومنتظر وقوعه، من قَدَم إلى قَدَم، ومن لحظة الى شزره، فكم من مُكَرّم في أهله، مُعَظّم في قومه، مُبجل في جيرته، لا يخاف الضيق في المعيشة، ولا الضنك في المصيبة، إذ ورد عليه مُذَلِّل الملوك، وقاهرالجبابرة، وقاصم الطغاة، فألقاه صريعا بين الأحبة وجيرانه، مفارقا لأهل بيته وإخوانه، لا يملكون له نفعا، ولا يستطيعون عنه دفعا، فكم من أمة قد أبادها الموت وبلدة قد عطلها، وذات بَعْل قد أرملها، وذي أب أيتمه، وذي إخوة أفرده .
فالعاقل لا يغتر بحالة نهايتها تؤدي الى ما قلنا، ولا يَرْكن الى عيش مغبته ما ذكرنا، ولا ينسى حالة لا محالة هو مُواقعها، وما لا شك يأتيه، إذ الموت طالب لا يعجزه المقيم، ولا ينفلت منه الهارب .
قال أبو العتاهية : دخلت على هارون أمير المؤمنين فلما بَصر بي قال: أبو العتاهية؟
قلت: أبو العتاهية.
قال: الذي يقول الشعر؟
قلت: الذي يقول الشعر.
قال: عِظني بأبيات شعر وأوجز .
فأنشدته:
لا تأمن الموت في طرف ولا نفس ... ولو تمنعت بالحُجّاب والحرس
واعلم بأن سهام الموت قاصدة ... لكل مُدَّرع منا ومُتِّرس
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس
قال: فخر مغشيا عليه .