العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ملخـص كتـاب قـواعـد التفســير

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
بسم الله الرحمن الرحيم
إن من العلوم الهامة : علم تفسير كتاب الله تعالى.. ولهذا العلم قواعد وأصول تعين على كتابة التفسير وفهم كتاب الله تعالى والترجيح بين الأقوال المتعددة ... وهو ما يعرف بعلم (أصول التفسير).
ولأن قواعد هذا العلم متداخلة مع بعض أصول العلوم الأخرى مثل علوم الحديث وعلوم اللغة وأصول الفقه، اختلفت أساليب الكتابة في هذا الفن، واختلطت المفاهيم، حتى إن القارئ يجد الاختلاف بين الكتب واضحاً من حيث المباحث المطروحة..
ولأن الموضوع واسع ومتشعب... ومتشابه مع علوم أخرى، ولأنه مهم لطلاب العلم في شتى المجالات قام كثير من العلماء بتجميع القواعد في كتب ومذكرات تدرس للطلاب في مختلف التخصصات الشرعية
وقد يسر الله لأحد إخواننا في هذا الملتقى وهو الدكتور أبو عبد الله المصلحي أن قام منذ سنوات بتلخيص واحدا من كتب قواعد التفسير هو كتاب
( قواعد التفسير جمعا ودراسة )/ للباحث خالد بن عثمان السبت
ثم نشره في ملتقى أهل الحديث
ونظرا لحاجة طلاب العلم لهذا الفن سوف أقوم بإعادة نشر هذا الملخص في ملتقانا على حلقات ليسهل الاطلاع عليه واستيعابه
سائلة المولى العلي القدير أن يجزي الكاتب والناقل خيراً
وأن ينفع بهذا العلم وأن يوفقنا جميعا للحق والصواب
إنه سميع مجيب

 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ملخـص كتـاب قـواعـد التفســير

الباب الخامس
ويشتمل على:
الإظهار والإضمار – الزيادة – التقدير والحذف – التقديم والتأخير.

1- الإظهار والإضمار
قاعدة1 :
وضع الظاهر بدل المضمر وبالعكس إنما يكون لفائدة.
مثال: قال تعالى: [ واتقوا الله ويعلمكم الله إنه بكل شيء عليم ] البقرة/282. الأصل أن يقال: وهو بكل شيء عليم. وإنما صرح لقصد التعظيم. وقال تعالى: [ وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً ] الإسراء/ 78. الإظهار في قوله وقرآن الفجر لإزالة اللبس عن مرجع الضمير فلو قال أنه كان مشهوداً لأوهم عود الضمير إلى الفجر. وقال تعالى: [ فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء ] البقرة/ 59. فلم يقل [ عليهم ] تنبيها على علة الحكم في هذه الآية وهو الظلم. وأما العكس فمثل قوله تعالى: [ من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك ] البقرة/ 97 فقد قيل في علة الإضمار في قوله [ فإنه ] دلالة على التفخيم.

قاعدة 2:
إعادة الظاهر بمعناه أحسن من إعادته بلفظه. وإعادته ظاهراً بعد الطول أحسن من الإضمار.
تطبيق:
مثال إعادة الظاهر بمعناه في الموضع الذي يستحسن فيه ذلك:
قال تعالى: [ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً ] الكهف/30. لم يقل: إنا لا نضيع أجر الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
مثال ما أعيد بلفظه بعد طول الفصل:
قال تعالى: [ ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ] وقوله: [ لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ] آل عمران/188.

قاعدة 3:
من شأن العرب إضمار ( هذا – هذه ) لكل شيء معاين سواء كان نكرة أم معرفة.
تطبيق:
قال تعالى: [ سورة أنزلناها وفرضناها ] النور/1 أي هذه سورةٌ. وقوله: [ براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين ] التوبة/ 1 أي هذه براءة.

قاعدة 4:
كل فعل لله سبحانه وتعالى مذكور في القرآن فإنه يصح فيه إضمار لفظ الجلالة ( الله ) وإن لم يسبق ذكره.
تطبيق:
قال تعالى: [ أنزل من السماء ماء ] الرعد/17. والتقدير: الله أنزل ..... وقال تعالى: [ خلق السموات والأرض ] النحل/3 . والتقدير: خلق الله السموات والأرض.

قاعدة 5:
إذا تم الاستدلال بفعل واحد لأمرين وهو في الواقع لأحدهما فهل يُضمر للآخر فعل يناسبه ؟
توضيح: هذا مختلف فيه بين العلماء وانظر ما ذكره الزركشي في البرهان في علوم القرآن 3/125.
تطبيق:
قال تعالى: [ والذين تبوءوا الدار والإيمان ] الحشر/9. قال أبو حيان: الإيمان معطوف على الدار وهي المدينة والإيمان ليس مكاناً فيتبّوأ. فقيل هو من عطف الجمل أي واعتقدوا الإيمان وأخلصوا فيه فيكون كقوله علفتها تبناً وماءً بارداً. أو يكون ضُمّن تبوءوا معنى لزموا واللزوم قدر مشترك في الدار والإيمان فيصح العطف. أو: لما كان الإيمان شملهم صار كالمكان الذي يقيمون فيه. البحر المحيط لأبي حيان 8/247.

ومثل قوله تعالى: [ اسكن أنت وزوجك الجنة ] البقرة/ 35. وقوله: [ لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده ] البقرة/233.

 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ملخـص كتـاب قـواعـد التفســير

2- الزيادة
تعريف الزيادة:
لغة: قال ابن فارس: الزاء والياء والدال أصل يدل على الفضل. يقولون: زاد الشيء يزيد فهو زائد. معجم مقاييس اللغة مادة زيد.
اصطلاحاً: لها عدة اطلاقات: فهي تطلق عند أهل العربية على الحرف غير الأصلي. وتطلق على ما لا فائدة لهُ. وتطلق على الكلمة التي لا يخل حذفها بالمعنى العام للكلام وإن كانت لها فائدة أخرى.
تنبيه: الاطلاق الثاني المتقدم لا علاقة لنا به لأن القرآن منزه عما لا فائدة له. ولذلك سيكون كلامنا على الاطلاق الأول والثالث فقط. مع ضرورة التنبيه إلى أنه ينبغي ترك لفظ الزيادة لما فيه من إيهام وخروج عن الأدب مع كلام الله تعالى. واعلم أن الزيادة كما تكون في الحرف تكون في الفعل أيضاً. أما الأسماء فأكثر النحاة على أنها لا تزاد خلافاً لأكثر المفسرين. انظر البرهان (3/74).

قاعدة 1:
لا زائد في القرآن.
توضيح: قولنا في القاعدة يشمل صورتين: الأولى ما ليس له معنى. والثانية ما يختل المعنى الأصلي بحذفه مع أن زيادته تفيد زيادة في المعنى. أما الأولى فمتفق على منعها وأما الثانية فقد ذهب كثير من العلماء إلى جواز إطلاق لفظ (الزائد) في القرءان الكريم إلى أنه نزل بلسان العرب ، وهو في كلامهم كثير. وأيضاً فلا خلاف بينهم في أن التنزيل فيه محذوفات كثيرة جاءت للاختصار لمعاني بلاغية فكذلك نقول في الزيادة.
وقد ذهب بعض العلماء إلى المنع فقالوا هذه الألفاظ جاءت لمعانٍ تخصها فلا نقضي عليها بالزيادة. قال الزركشي في البرهان (2/178): وممن نص على ذلك في المتقدمين الإمام داود الظاهري ، وممن نقل عنه انكاره المبّر وثعلب وابن السراج.

تطبيق:
قال تعالى: [ أو كالذي مر على قرية ] البقرة/ 259. وقوله: [ فبما رحمة من الله لنت لهم ] آل عمران/159. الكاف في الآية الأولى و(ما) في الآية الثانية.


قاعدة 2: زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى.
تطبيق: قال تعالى: [ فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر ] القمر/42. مقتدر أبلغ من قادر وقال تعالى: [ فأعبده واصطبر لعبادته ] مريم/65 وقوله: [ وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ] طه/132. وقوله: [ إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر ] القمر/27. قوله اصطبر أبلغ من قوله اصبر.

قاعدة 3:
يحصل بمجموع المترادفين معنى جديد لا يوجد عند انفرادها.
تطبق:
قال تعالى مخبراً عن يعقوب: [ إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ] يوسف/86. وقال تعالى: [ فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا ] آل عمران/146. وقال تعالى: [ فلا يخاف ظلما ولا هضماً ] طه/112 وقوله: [ أطعنا سادتنا وكبراءنا ] ألأحزاب/67. وقوله: [ لا دعاء ولا نداء ] البقرة/171. وقوله: [ لا تبقي ولا تذر] المدثر/28.

قاعدة 4: كل حرف جاء في كلام العرب لزيادة التأكيد فهو يقوم مقام تكرار الكلام.
تطبيق:
قال تعالى: [ فيكيدوا لك كيدا ] يوسف/5 بمنزلة قولك: فيكيدوا لك فيكيدوا لك. وقوله: [ إذا زلزلت الأرض زلزالها ] بمنزلة قولك: إذا زلزلت الأرض إذا زلزلت الأرض.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ملخـص كتـاب قـواعـد التفســير

3- التقدير والحذف

التقدير: هو ما ينويه المتكلم من الألفاظ في كلامه مما لم يصرح به.
الحذف: هو إسقاط حركة أو كلمة أكثر أو أقل. مع بقاء دليل يدل على المحذوف.
ذكر بعض الأمور المهمة المتعلقة بالحذف:
- لا تقبل دعوى الحذف إلا بدليل. وهناك أنواع من الأدلة يستدل بها على المحذوف تجدها في البرهان للزركشي. (3/108).
- الأصل أن يقدر الشيء في مكانه الأصلي. لئلا يخالف الأصل من وجهين: الحذف ووضع الشيء في غير محله.
- الحذف خلاف الأصل. وينبني على ذلك أمرات:
إذا دار الأمر بين الحذف وعدمه كان عدمه هو الأولى. لأن الأصل عدم التغيير.
إذا دار الأمر بين قلة المحذوف وكثرته كانت القلة هي الأولى.
ما من اسم تم حذفه في الحالة التي ينبغي أن يحذف فيها ألا وحذفه أحسن من ذكره.
مهما تردد المحذوف بين الحسن والأحسن وجب تقدير الأحسن لأن الله تعالى وصف كتابه بأنه أحسن الحديث.
متى تردد المحذوف بين الإجمال والبيان قدرنا البيان لأنه أحسن.
إذا دار الأمر بين حالتين ألأولى: كون المحذوف فعلا والباقي فاعلاً. الثانية كون المحذوف مبتدأ والباقي خبراً. فالحالة الثانية هي الأولى انظر الاتقان (3/179).
إذا دار الأمر بين كون المحذوف أولاً أو ثانياً فكونه ثانياً أولى.
مفعول الإرادة والمشيئة لا يذكر غالباً إلا في حالة كونه غريباً أو عظيماً.
قد يحذف من الأول لدلالة الثاني عليه ، وبالعكس. وقد يحتمل الأمرين.


قاعدة1 :
من شأن العرب حذف ما يدل الظاهر عليه إذا لم تشك في معرفة السامع في مكان الحذف.
تطبيق: قال تعالى: [ ولما حاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم .... ] البقرة/89.
قال ابن جرير: فإن قال لنا قائل: فأين جواب قوله: ولما جاءهم الآية ؟ قيل: قد اختلف أهل العربية في جوابه. فقال بعضهم: هو مما ترك جوابه استغناء بمعرفة المخاطبين به بمعناه .... وقد تفعل العرب ذلك إذا طال الكلام فتأتي بأشياء لها أجوبه فتحذف أجوبتها لاستغناء سامعيها بمعرفتهم لمعناها عن ذكر الأجوبة كما قال جل ثناءه: [ ولو أنه قرآن سيّرت به الجبال ] الرعد/31. فترك جوابه والمعنى: ولو أن قرآنا سوى هذا القرآن سيّرت به الجبال لسيرت بهذا القرآن استغناء بعلم السامعين بمعناه قاولا فكذلك قوله: [ ولما جاءهم من عند الله ] تفسير ابن جرير (2/336) وانظر تفسير الآيات التالية في نفس المصدر: البقرة (63) الفاتحة (1-4) البقرة (17).

قاعدة2 :
الغالب في كلام العرب أن الجواب المحذوف يذكر قبله ما يدل عليه.
تطبيق: قال تعالى: [ ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ] يوسف/24.
قال الشنقيطي رحمه الله: فإن قيل: قد بينتم دلالة القرآن على براءته عليه السلام مما لا ينبغي في الآيات المتقدمة. ولكن ماذا تقولون في قوله تعالى: (وهمّ بها) ؟
فالجواب من وجهين:
الأول: أن المراد بهم يوسف بها: خاطر قلبي صَرَفَ عنه وازع التقوى ...
الثاني: وهو اختيار ابي حيان: أن يوسف لم يقع منه هم أصلاً. بل هو منفي عنهلوجود البرهان. قال مقيده عفا الله عنه: هذا الوجه الذي اختاره أبو حيان وغيره هو أجرى الأقوال على اللغة العربية لأن الغالب في القرءان وفي كلام العرب أن الجواب المحذوف يذكر قبله ما يدل عليه كقوله: [ فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين ] يونس/84.
أي: إن كنتم مسلمين فعليه توكلوا. فالأول دليل الجواب المحذوف لا نفس الجواب. لأن جواب الشروط وجواب ( لولا ) لا يتقدم ولكن يكون المذكور قبله دليلاً عليه. كالآية المذكورة وكقوله تعالى: [ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ] البقرة/111. أي: إن كنتم صادقين فهاتوا برهانكم. وعلى هذا القول فمعنى الآية: وهم بها لولا أن رأى برهان ربه أي: لولا أن رآه لهمّ بها. فما قبل لولا دليل الجواب المحذوف كما هو الغالب في القرآن واللغة ونظير ذلك قوله تعالى: [ إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها ] القصص/10. فما قبل لولا دليل الجواب أي: لولا أن ربطنا على قلبها لكادت تبدي به. أ.هـ. أضواء البيان (3/58).

قاعدة 3:
إذا جاءت (نعم) أو (بلى) بعد كلام يتعلق بها لكنها لا تصلح جواباً لما قبلها فاعلم أن هناك سؤالاً مقدراً.
تطبيق:
قال تعالى: [ بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ] البقرة/112.
التقدير للسؤال هو: أليس من أسلم وجهه لله وهو محسن له أجره عند ربه ؟
ومثله قوله تعالى: [ بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته ]البقرة/81.

قاعدة 4:إذا كان ثبوت شيء أو نفيه يدل على ثبوت شيء آخر أو نفيه فالأولى هو الاقتصار على الدال منها. فإن ذُكرا معاً فالأولى تأخير الدال.
تطبيق:
قال تعالى: [ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض ] آل عمران/133.
لم يذكر الطول ، وذلك لأن العرض إذا ثبت ثبت الطول فكان الاقتصار عليه أولى. ومثله قوله تعالى: [ أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعليّ اجرامي وأنا بريء مما تجرمون ] هود/35. أصل الكلام: إن افريته فعلي إجرامي وأنتم بريئون منه وعليكم إجرامكم وانا بريء مما تجرمون.

قاعدة 5: حذف جواب لشرط في سياق الوعيد يدل على التعظيم.
تطبيق: قال تعالى: [ ول ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ] السجدة/12. ومثله الآيات 51 سبأ – 165 القرة – 30 الأنعام – 37 الأنعام – 5 التكاثر.
فهذه من المواضع التي يستحسن فيها حذف جواب الشرط يدل على عظمة ذلك المقام وهوله وشدته بحيث لا يعبر عنه بلفظ ولا يوصف بوصف.

قاعدة 6:
قد يقتضي الكلام ذكر شيئين فيقتصر على أحدهما لأنه هو المقصود.
تطبيق: قال تعالى مخبرا عن قيل فرعون: [ فمن ربكما يا موسى ] طه/49. قال بعض أهل العلم: ولم يقل وهارون لأن موسى هو المقصود ، وهو المتحمل أعباء الرسالة.

قاعدة 7: إذا كان الشيئان متلازمين فقد يكتفي بذكر أحدهما.
توضيح: الفرق بين هذه القاعدة والتي قبلها هو أن السابقة تتعلق بالاقتصار على المقصود الأهم. أما هذه القاعدة فإن الاقتصار يقع على أحد الشيئين بغض النظر عن أيهما الأهم. لأنهما متلازمان
تطبيق: قال تعالى: [ سرابيل تقيكم الحر ] النمل/81. أي والبرد. لكنه اكتفى بذكر الحر للتلازم. وقد علل بعضهم الاقتصار على ذكر الحر بأن الخطاب موجه للعرب ، وبلادهم حارة ، والوقاية عندهم من الحر أهم ، والله أعلم. ويرى بعض أهل العلم أن البرد مشار إليه في الآية قبلها. البرهان/ (3/118)
وقال تعالى: [ بيدك الخير ] أي والشر: وقال تعالى: [ الذين يؤمنون بالغيب ] أي والشهادة.

قاعدة 8: لا يتم تقدير من المحذوفات إلا أفصحها وأشدها ملائمة للمقصود.
تطبيق: قال تعالى: [ جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس ] المائدة/97.
في تقديرها قولان: الأول: جعل الله نصب الكعبة. الثاني: جعل الله حرمة الكعبة. والثاني أولى لأنه تقدير الحرمة يناسب الهدي و القلائد والشهر الحرام.

قاعدة 9: الشيء المقدر يتم تقليله مهما أمكن لتقل مخالفة الأصل.
قال تعالى: [ واللائي يئسن من المحيض من نسائكم أن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن ] الطلاق/4. قال بعضهم تقديرها: واللائي لم يحضن فعدتهن ثلاثة أشهر. وقال آخرون تقديرها: كذلك. وهذا أولى لأنه أكثر اختصاراً.

قاعدة 10:
الأصل في الكلام أن يحمل على أنه كلام واحد ولا يصرف إلى كونه كلامين إلا لسبب.
تطبيق: قال تعالى: [ وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين أحساناً ] البقرة/83. فيها قولان:
الأول: وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل بأن لا تعبدوا إ لا الله وبأن تحسنوا إلى الوالدين إحساناً.
الثاني: وإذا أخذنا ميثاق بني إسرائيل أن لا تعبدوا إلا الله ، وأحسنوا بالوالدين إحساناً. فعلى القول الأول الكلام كله كلام واحد. وعلى الثاني جعلوه من كلامين. والأول أولى لهذه القاعدة. تفسير ابن جرير (2/291 – 292)
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ملخـص كتـاب قـواعـد التفســير

4- التقديم والتأخير
قاعدة 1:
التقديم في الذكر لا يعني التقدم في الوقوع والحكم.
توضيح: هذه قاعدة مهمة تبين لك حال كلام كثير من المفسرين في هذا الموضوع حيث أنهم أولعوا بالتنقير عن علل التقديم والتأخير إلى حد أوقع الكثير منهم في التكلف والذي أظنه صواباً – والله أعلم – هو أن التقديم والتأخير في القرآن بل وفي لغة العرب لا يجري على قاعدة مطردة بل تارة يكون المتقدم هو المستقدم في الوقوع وتارة يقدم الأشرف وتارة يصعب التعليل. وعليه ينبغي الحذر عند الكلام في هذا الباب فيذكر ما ظهر وجهه من التعليل بدون تكلف.
تطبيق:
1- قال تعالى: [ وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ] ثم قال بعدها [ وإذ قتلتم نفساً فادارأتم فيها ] البقرة/ 67 – 73. ومن المعلوم أن الخلاف والتدارؤ كان قبل أن يقول لهم موسى عليه السلام ذلك القول.
2- قال تعالى: [ إني متوفيك ورافعك إلي ] آل عمران/85. فإذا حملنا الوفاة هنا على الموت الحقيقي فمعلوم أن الرفع واقع قبله.
3- قال تعالى: [ وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة ] البقرة/58. وقال تعالى: [ وقولوا حطة وادخلوا الباب سجداً ] الأعراف/161. وقد تكلف بعضهم هنا.

قاعدة 2:
العرب لا يقدمون إلا الأهم في الغالب.
مثال: قال تعالى: [ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ] وقال: [ وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ]
وانظر لهذا فتح الباري (7/102) البرهان (3/235).
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ملخـص كتـاب قـواعـد التفســير

الباب السادس
الأدوات التي يحتاج إليها الباحث


قاعدة 1:
كل حرف له معنى متبادر. ثم استعمل في غيره ، فإنه لا ينسلخ من معناه الأول بالكلية. بل يبقى فيه رائحة من الأول.
مثال: قال تعالى: [ هذا صراط علي مستقيم ] الحجر/41. ومعناه: صراط إليّ مستقيم فإن قيل: لمَ لم يستعمل (إلى) التي هي للانتهاء ، فالجواب: إن أدارة (على) فيها سر لطيف، وهو الاشعار بكون السالك على هذا الصراط على هذى كما قال تعالى: [ أولئك على هدى من ربهم ] البقرة4. فإن قلت: كيف يكون المؤمن مستعلياً على الحق وهو على الهدى ؟ فالجواب: إن (على) تدل على الاستعلاء. والعلو. وثبوته واستقامته فالمؤمن قد استعلى قد استعلى بسبب الحق والهدى مع أنه ثابت عليه مستقيم. وهذا بخلاف الضلال والريب والكفر فإنه يؤتى معها بـ (في) التي تدل على الانغماس والدخول في الشيء كقوله تعالى: [ فهم في ريبهم يترددون ] التوبة/45. وقال: [ والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات ] الأنعام/39. وقال: [ وإنهم لفي شك منه مريب ] فصلت/45. وذلك لأنه طريق عالية ، تعلوا بصاحبها ، صاعدة إلى العلي الكبير ، وتريد صاحبها الهمة العالية ، الذي يستعلي على الدنيا وشهواتها الفانية ، وطريق الضلال يهبط بصاحبه إلى أسفل سافلين ، طريق هاوية ، سالكوها من أصحاب الهمم الخاوية ، الذين ركبوا إلى الأرض ، لذلك كانت منازل الأبرار في عليين ، ومنازل الكفار في أسفل سافلين. إذا عرفت هذا فتأمل قوله تعالى: [ وأنا أو إياكم لعلى هذى أو في ضلال مبين ] سبأ/24. انظر مدارج السالكين لابن القيم (1/15).

قاعدة 2:
لكل حرف من حروف المعاني وجه وهو أولى به من غيره. فلا يجوز تحويل ذلك عنه إلى غيره إلا بحجة.
توضيح: حروف المعاني هي تفيد معنىً معيناً. وقد تسمى بحروف الصفات أو حروف الإضافة. أما حروف المباني فهي حروف تبنى منها الكلمات فقط لا معنى عليه تدل عليه. وتعد معرفة هذا الباب من الأمور المهمة التي لا بد منها للمفسر ، وذلك لأن الحرف الواحد يأتي في عدة صور من الاستعمال بحسب مقصود المتكلم وهو ما يطلق عليه بـ(التضمين) وهو اعطاء الكلمة معنى كلمة أخرى ، ويكون في الأسماء والأفعال والحروف فالحروف مثل تضمين ( على ) معنى (في) والعكس. وفي هذا الموضوع كتب مصنفه.
وأما الأفعال فيكون التضمين بان يتعدى الفعل بحرف ليس من عادته التعدي به فإما أن نؤول الحرف ونقول حصل التضمين بالحرف وأما أن نبقي الحرف على أصله ونؤول الفعل ونقول حصل التضمين بالافعال. وقد اختلف العلماء في ذلك فذهب بعضهم إلى التوسع في تضمين الحروف دون الأفعال ومال آخرون إلى العكس. حيث قد سعوا في الأفعال وهذا ما سرنا عليه هنا في القاعدة.
تطبيق:
قال تعالى: [ عينا يشرب بها عباد الله ] الانسان/6. فالفعل يشرب يتعدى بحرف (من) وليس الباء فأما أن نقول: حصل تضمين في الأفعال، حيث تم تضمين الفعل (يشرب) معنى (يروى) أو نقول: حصل تضمين في الحروف ، حيث تم تضمين الحرف (الباء) معنى (من) فعلى الأول يكون معنى الآية: عينا يروى بها عباد الله ، وعلى الثاني يكون معنى الآية: عينا يشرب منها عباد الله. والقول الأول أولى لأنه أبلغ ، فلو قيل: يشرب منها لم يدل على الري ، ولو قيل يشرب بها ، أفاد ذلك أنه شرب يحصل معه الري. المجموع لأبن تيمية (21/123). ومن الأمثلة على ذلك أيضاً قوله تعالى: [ ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا ] الانبياء/77. نصرناه ضمن معنى نجيناه. وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله أن هذا القول الذي رجمناه هو قول نحاة البصرة وهو يغني عما يتكلفه الكوفيون من دعوى الاشتراك في الحروف. وقال ابن القيم في بدائع الفوائد متكلماً على التضمين: ومن هذا قوله تعالى: [ ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ] الحج/25. فعل الارادة لا يتعدى بالباء ولكن ضمن معنى يهم فيه بكذا وهو أبلغ من الارادة فكان في ذكر الباء إشارة إلى استحقاق العذاب عند الادراة وإن لم تكن حازمة ، وهذا باب واسع لو تتبعناه لطال الكلام فيه. بدائع الفوائد (2/20).

قاعدة 3:
إذا جاءت (مِنْ) قبل المبتدأ أو الفاعل أو المفعول فهي لتأكيد النفي وزيادة التنكير والتنصيص في العموم.
مثال: أ- مجيء (من) قبل المبتدأ: قال تعالى: [ وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ] الأنعام/38.
ب- مجيء (من) فبل الفاعل: قال تعالى: [ أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير ] المائدة/19.
ج- مجيء (من) فبل المفعول: قال تعالى: [ هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ] مريم/98.

قاعدة 4:
الأسم الموصول يفيد علة الحكم.
مثال:
قال تعالى: [ ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد ] يونس/52.
قال تعالى: [ ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار ] سبأ/42.
قال تعالى: [ قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم ] آل عمران/12.
فعلة الأول والثاني هي الظلم ، وهو هنا بمعنى الكفر ، وعلة الثالث: الكفر.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ملخـص كتـاب قـواعـد التفســير

الباب السابع
الضمائر

قاعدة 1:
الضمير العائد إلى أكثر من واحد وامكن حمله على الجميع فإنه يحمل عليه.
مثال: قال تعالى: [ يا أيها ألإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه ] الانشقاق/6. فالضمير في قوله فملاقيه قيل هو راجع إلى ربك أي تلاقي ربك وقيل هو راجع إلى الكدح أي تلاقي عملك والمعنيان صحيحان ، فإن العبد ملاقِ ربه وعمله.

قاعدة 2:
الأصل في الضمير الواقع بعد مضاف ومضاف إليه أن يعود إلى المضاف.
توضيح: إذا وجدت القرينة الدالة على عود الضمير على أحدهما فلا إشكال في ما عليه القرينة.
وإنما القاعدة أعلاه إذا عند انعدام القرينة. وجعلناه يعود إلى المضاف لأن المضاف هو المتحدث عنه. وسياق الكلام وقع له. أما المضاف إليه فجاء ذكره ذكره بطريق التبع وهو تعريف المضاف أو تخصيصه.
تطبيق:
أ- مثال عود الضمير إلى المضاف ( وهو الأصل ):
قال تعالى: [ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ] إبراهيم/34.
ب- مثال عود الضمير إلى المضاف إليه:
قال تعالى: [ فاطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً ] غافر/37.
ج- مثال على مختلف في الضمير:
قال تعالى: [ أو لحم خنزيرٍ فإنه رجس ] الأنعام/145.

قاعدة 3:
قد يأتي الضمير متصلاً بشيء وهو يعود لغيره ، أو يعود لأمرٍ ملابسٍ له.
تطبيق:
مثال مجيء الضمير متصلاً بشيء وهو لغيره:
قال تعالى: [ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ] المؤمنون/12. فالإنسان هنا آدم عليه السلام ثم قال تعالى بعد ذلك: [ ثم جعلناه نطفة ] المؤمنون/13. فهذه الآية لولده لأن آدم عليه السلام لم يخلق من نطفة.
قال تعالى: [ لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ] المائدة/101. ثم قال: [ قد سألها قومٌ من قبلكم ] المائدة/102. فالضمير في قوله سألها يعود إلى أشياء أخرى.
قال تعالى: [ ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين ] الحج/78. ذهب بعض المفسرين إلى أن الضمير ( هو ) عائد إلى الله عز وجل والقرينة قوله ( وفي هذا ) أي القرآن مع أن إبراهيم هو أقرب مذكور ومعنى الآية أن الله تعالى سماكم المسلمين من قبل وذلك في الكتب السابقة المنزلة على الأنبياء وفي هذا القرآن المنزل عليكم.
وقال تعالى: [ إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ] فاطر/10. فالضمير في قوله يرفعه يعود على العمل الصالح والمعنى: والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب.
مثال عود الضمير على ملابس له: قال تعالى: [ إلا عشية أو ضحاها ] النازعات/46. أي ضحى يومها لا ضحى العشية نفسها لأنته لا ضحى لها.

قاعدة 4:
قد يذكر شيئان ويعود الضمير على أحدهما اكتفاء بذكره عن الآخر مع كون الجميع مقصود.
توضيح: أعلم أن للرب في هذا طرقاً أربعة:
إعادة الضمير إلى المذكورين جميعاً لفظاً ومعنىً.
إعادة الضمير إلى ألأول فقط.
إعادة الضمير إلى الثاني فقط.
أن تذكر شيئين ثم تفرد الضمير العائد إليها مع إرادة الجميع وهذه قاعدتنا.
تطبيق:
أ- مثال الأول: قال تعالى: [ إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما ] النساء/135.
ب- مثال الثاني: قال تعالى: [ وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها ] الجمعة/ 11.
ج- مثال الثالث: قال تعالى: [ والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ] التوبة/35. فأعاد الضمير إلى الفضة وحدها. فاستغنى الخبر عن أحدهما عن الخبر عن الأخرى لدلالة الكلام على تماثلها. قال ابن جرير وذلك كثير موجود في كلام العرب وأشعارها. التفسير (14/228).
د- مثال الرابع: قال تعالى: [ والله ورسوله أحق أن يرضوه ] التوبة/62. وقال تعالى: [ واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة ] البقرة/45. وقال تعالى: [ والنخل والزرع مختلفا أكله ] الأنعام/ 141.

قاعدة 5:
قد يثنى الضمير مع كونه عائدا إلى واحد.
تطبيق: قال تعالى: [ نسيا حوتهما ] الكهف/61. والناسي هو فتى موسى.

قاعدة 6:
ضمير الغائب قد يعود لشيء غير ملفوظ به لكنه يعرف من سياق الكلام.
تطبيق: قال تعالى: [ كل من عليها فان ] الرحمن/26. فالضمير عائد إلى الأرض ولم يرد لها ذكر قبل ذلك لكن هذا مفهوم من السياق.
قال تعالى: [ حتى توارت بالحجاب ] ص32. أي الشمس ولم يرد لها ذكر من قبل.
قال تعالى: [ إنا أنزلناه في ليلة القدر ] القدر/1 أي القرآن.
قال تعالى: [ كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق ] القيامة/26. أي الروح.

قاعدة 7:
إذا تعاقبت الضمائر فالأصل اتحاد مرجعها.
تطبيق: قال تعالى: [ لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً ] الفتح/9. اختلف المفسرون في مرجع الضمير في قوله ( تعزروه وتوقروه ) بعد اتفاقهم على أن مرجع الضمير في قوله ( وتسبحوه ) إلى الله تعالى . والصحيح أن الضمائر راجعة إلى الله تعالى وهذا مقتضى القاعدة.
قال تعالى: [ ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ] الحج/78. اختلفوا في الضمير ( هو ) هل يرجع إلى الله أم إلى إبراهيم رجح الشنقيطي رحمه الله الأول بأمرين قال رحمه الله:
إحداهما: أن الله قال: [ هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ] أي القرآن ومعلوم أن إبراهيم لم يسمهم المسلمين في القرآن لنزوله بعد وفاته بأزمان طويلة كما نبه على هذا ابن جرير.
القرينة الثانية: أن الأفعال كلها في السياق المذكور راجعة إلى الله لا إلى إبراهيم فقوله ( هو اجتباكم ) أي الله ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) أي الله ( هو سماكم المسلمين ) أي الله. فإن قيل: الضمير يرجع إلى أقرب مذكور وأقرب مذكور للضمير المذكور هو إبراهيم فالجواب: أن محل رجوع الضمير إلى أقرب مذكور محله ما لم يصرف عنه صارف. وهنا قد صرف عنه صارف. أضواء البيان (5/750).
قال تعالى: [ ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين وما أبرئ نفسي ] يوسف/52-53. فقوله ( وما أبرئ نفسي ) قيل هو من قول يوسف عليه السلام وقيل هو من قول امرأة العزيز وهو الصواب لأن الضمائر كلها في نسق واحد تدل عليه وبخلافه يتم فصل الكلام باضمار شيء لا دليل عليه كما قال ابن القيم في روضة المحبين ص319.
توضيح: هذا الذي تقدم هو الأصل ، لكن قد يتم التفكيك بين الضمائر حذراً من التنافر. مثال: قال تعالى: [ ولا تستفت فيهم منهم أحداً ] الكهف/22. فالأول لأصحاب الكهف والثاني لليهود.
قال تعالى: [ إن عدة الشهور اثنا عشر شهراً إلى قوله منها أربعة حرم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ] التوبة/ 36. قوله ( منها ) يعود إلى الاثني عشر وقوله ( فيهن ) يعود إلى الأربعة الحرم.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ملخـص كتـاب قـواعـد التفســير

الباب الثامن
الأسماء في القرآن

قاعدة1:
إذا كان للاسم معان متعددة فإنه حمل في كل موضع على المعنى الذي يقتضيه السياق.
تطبيق: لفظ الصلاة ورد لعدة معان:
الصلاة المعروفة: قال تعالى: [ الذين يقيمون الصلاة ]
الثناء في الملأ الأعلى: قال تعالى: [ إن الله وملائكته يصلون على النبي ] الأحزاب/56
الدعاء والاستغفار: قال تعالى: [ وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم ] التوبة/103.

قاعدة 2:
من الأسماء في القرآن إذا ذكرا معاً اختلف معناهما ، وإذا ذكر أحدهما اشتمل على الآخر.
تطبيق: مثل اسم الايمان والاسلام فإذا ذكرا معا دل الايمان على الباطن والإسلام على الظاهر. وإذا ذكر أحدهما دل على الباطن والظاهر. وأيضاً مثل الفقير والمسكين والاستغفار والتوبة والبر والتقوى. وانظر جامع العلوم والحكم شرح حديث جبريل. وكتاب الايمان لابن تيميه رحمه الله.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ملخـص كتـاب قـواعـد التفســير

الباب التاسع
العطف

قاعدة 1:
عطف العام على الخاص يدل على التعميم وعلى أهمية الأول.
تطبيق: قال تعالى: [ رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ] نوح/28. حيث عم بعد الخاص وقال تعالى: [ فإن اله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ] التحريم/4. خص جبريل أولاً ثم عم الملائكة.

قاعدة 2:
عطف الخاص على العام ينبه على أهمية الخاص.
تطبيق: قال تعالى: [ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ] البقرة/238.
وقال تعالى: [ من كان عدوا لله وملائكته وجبريل وميكال ] القرة/157.
وقال تعالى: [ فيهما فاكهة ونخل ورمان ] الرحمن/68.

قاعدة 3:
الشيء الواحد إذا ذكر بصفتين مختلفتين جاز عطف إحداهما على الأخرى.
تزيلاً لتغاير الصفات بمنزلة تغاير الذوات.
1- مثال ما ذكر فيه العطف مع كون الموصوف واحداً:
قال تعالى: [ سبح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى * والذي أخرج المرعى ] الأعلى/1-4.
2- مثال ما ترك فيه العطف:
قال تعالى: [ ولا تطع كل حلاّف مهين *همازٍ مشاءٍ بنميمٍ ] القلم/10-11.

قاعدة 4:عند عطف صفة على صفة كلاهما لموصوف واحد فالأفصح في كلام العرب ترك الواو. فإذا أريد بالوصف الثاني لموصوف آخر ذكرت الواو.
مثال:
قال تعالى: [ الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذاباً مهينا * والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس .... ] النساء/37-38.
وانظر كلام ابن جرير في تفسيره (8/357) حول هاتين الآيتين.

قاعدة 5: العطف يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه مع اشتراكهما في الحكم لهما.
توضيح: العطف لا يقتضي التغاير في اللفظ بل في المعنى وهذه المغايرة على مراتب:
أمثلة:
المرتبة الأولى: أن يكون المتعاطفان متباينين فلا علاقة بينهما وهذا هو الغالب.
قال تعالى: [ خلق السموات والأرض ] الفرقان/59.
وقال تعالى: [ وجبريل وميكال ] البقرة/98.
المرتبة الثانية: أن يكون بينهما لزوم:
قال تعالى: [ ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق ] البقرة/42. فمعلوم أن من لبس الحق بالباطل فقد كتم بعض الحق وكذلك بالعكس فإن من كتم الحق فقد لبس الحق بالباطل.
قال تعالى: [ ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله ...... ] النساء/136.
فالكفر بواحد منها كفر بالباقي.
المرتبة الثالثة: عطف بعض الشيء عليه.
قال تعالى: [ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ] البقرة/238.
وتقدم بأن هذا من عطف الخاص على العام.
المرتبة الرابعة: عطف الصفات لذات واحدة.
وتقدمت أمثلة.

قاعدة 6:
عطف الجملة الاسمية على الفعلية يفيد الدوام والثبوت.
توضيح: من المعلوم أن الجملة الأسمية تدل على الثبوت والاستمرارية والدوام والجملة الفعلية تدل على الحدوث والتجدد.
مثال: قال تعالى: [ قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذاً وما أنا من المهتدين ] الأنعام/56.
فقوله: [ قد ضللت ] جملة فعلية تفيد التجدد وقوله [ وما أنا من المهتدين ] جملة اسمية تفيد الثبوت. فلما عطفت الاسمية على الفعلية أصبحت الفعلية تدل على الثبوت مثل الاسمية لاشتراكهما في الحكم بسبب العطف. فصار معنى الآية أنه لو اتبع أهواءهم لبقى في الضلال دائماً.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ملخـص كتـاب قـواعـد التفســير

الباب العاشر
الوصف

ملاحظة: الوصف هنا أعم من معناه عند أهل النحو. فهو يشمل كل شيء زائد على الذات ثبوتياً كان أو سلبياً. وانظر فتح الباري (6/619).
قاعدة 1:
كلما كان الوصف بعيداً عن بنية الفعل كان أبلغ.
مثال: قال تعالى: [ الرحمن الرحيم ] مقتضى القاعدة أن يكون الرحمن أبلغ من الرحيم لأنك تقول: رحم فهو راحم ورحيم. كما تقول: قدر فهو قادر وقدير. أما الرحمن فليس هو من رحم بل من الرحمة.

قاعدة 2:
الصفة بعد النكرة للتخصيص وبعد المعرفة للتوضيح.
مثال: الصفة المخصصة.
قال تعالى: [ وقال رجل مؤمن من آل فرعون ..... ] غافر/28.
قال تعالى: [ ولعبد مؤمن خير من مشرك ..........] البقرة/221.
الصفة الموضحة:
قال تعالى: [ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي ...... ] الأعراف/157.
قال تعالى: [ يحكم بها النبيون الذين أسلموا ...... ]المائدة/44.

قاعدة 3:
إذا وقعت الصفة بعد مضاف ومضاف إليه أولهما عدد جاز فيها الوجهان إتباعها للمضاف أو إتباعها للمضاف إليه.
مثال: إتباعها للمضاف: قال تعالى: [ الذي خلق سبع سموات طباقاً ] الملك/3
قوله طباقاً منصوب صفة لسبع.
مثال: إتباعها للمضاف إليه: قال تعالى: [ سبعَ بقراتٍ سمانٍ ] البقرة/43. قوله سمان مجرور صفة لبقرات.

قاعدة 4:
الأوصاف المختصة الاناث تلحقها التاء إن أريد بها الفعل ولا تلحقها التاء إن أريد بها النسب.
تطبيق: قال تعالى: [ يوم ترونها تذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت ] الحج/2.
قال الشنقيطي رحمه الله: قوله ( كل مرضعة ) أي كل أنثى ترضع ولدها. ووجه قوله مرضعة ولم يقل مرضع: هو ما تقرر في علم العربية من أن الأوصاف المختصة بالاناث إن أريد بها الفعل لحقها التاء إن أريد بها النسب جردت من التاء. فإن قلت: هي مرضع. تريد: أنها ذات إرضاع جردته من التاء. أضواء البيان (5/6-8).

قاعدة 5:
جميع أوزان الصفة المشبهة باسم الفاعل إن قصد بها الحدوث والتجدد جاءت على وزن فاعل. وإن لم يقصد بها الحدوث والتجدد بقي على أصله.
توضيح:
الصفة المشبهة هي اسم مشتق يدل على ثبوت واستمرار الصفة للذات.
تطبيق: قال تعالى: [ وإذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً مقرنين ..... ] الفرقان/13.
قال الشنقيطي: اعلم أنه تعالى: في هذه الآية الكريمة قال: ( مكاناً ضيقاً ) وكذلك في الأنعام في قوله [ يجعل صدره ضيقاً حرجاً ] آية 125. وقال في هود آية 12 ( وضائق به صدرك ) فما وجه التعبير بقوله ( ضائق ) على وزن فاعل وفي الفرقان والأنعام بقوله ( ضيقاً ) على وزن فيعل مع أنه في المواضع الثلاثة هو الوصف من ضاق يضيق فهو ضيق ؟
والجواب عن هذا هو: أنه تقرر في فن الصرف أتن جميع أوزان الصفة المشبهة باسم الفاعل إن قصد بها الحدوث والتجدد جاءت على وزن فاعل مطلقاً ..... وإذا علمت ذلك: فاعلم أن قوله تعالى: في سورة هود [ فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك ] أريد به: أنه يحدث له ضيق الصدر ويتجدد له بسبب عنادهم وتعنتهم في قولهم [ لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك ] ولما كان كذلك قيل فيه ضائق بصيغة اسم فاعل. أما قوله ( ضيقاً ) في الفرقان والأنعام فلم يُرد به حدوث ولذلك بقي على أصله. أضواء البيان/ (6/292).

قاعدة 6:
الأصل في صفات المدح الانتقال من الأدنى إلى الأعلى. والأصل في صفات الذم العكس.
توضيح: تعليل ذلك أنه لو قدم الأعلى في صفات المدح لكان الثاني داخلاً تحته فلم يكن لذكره معنىً. ولهذا قيل أن الأصل في الصفة العامة أن لا تأتي بعد الخاصة فلا يقال: رجل فصيح متكلم بل يقال: متكلم فصيح لأن المتكلم أعم من الفصيح.
وهذا كله في الصفات. أما الموصوفات فعلى العكس من ذلك فإنك تبدأ بالأفضل فتقول: جاء الأمير ونائبه وكاتبه.
تطبيق:
صفات المدح: قال تعالى: [ قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ] البقرة/69.
قال تعالى: [ فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقّاهم نضرةً وسروراً ] الإنسان/11.
ذكر الموصوفات:
قال تعالى: [ والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ] النحل/8.
ج- صفات الذم:
قال تعالى: [ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ] التوبة/29.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ملخـص كتـاب قـواعـد التفســير

الباب الحادي عشر
التوكيد

قاعدة1 :
التوكيد يرفع احتمال المجاز.
توضيح: إذا كان الكلام يحتمل المجاز ( عند القائلين به ) ثم جاء التوكيد فإن هذا يرفع هذا الاحتمال. فلو قلت: ضربَ الأمير.
احتمل مجازين:
اطلاق الضرب على مقدماته.
اطلاق الأمير على أمره أي خصل ضرب بأمر الأمير ولم يضربه نبضة بل ضربه جنوده لكن لما كان بأمره نسب إليه. كما تقول: بنى الخليفة المعتصم المسجد الأموي. أي بأمره.
فإذا أردت رفع الأول أتيت بالمصدر: فقلت: ضرباً.
وإذا أردت رفع الثاني أتيت بكلم: نفسه أو عينه.
مثال:
قال تعالى: [ وكلم الله موسى تكليماً ] النساء/164.
قال تعالى: [ صلوا عليه وسلموا تسليما ً ] الأحزاب/56.
فائدة:
نقل الحافظ في الفتح (13/479) عن ابن النحاس قوله: أجمع النحويين على الفعل إذا أكّد بالمصدر لم يكن مجازاً.

قاعدة 2 :
الأصل أن الكلام يؤكد إذا كان المقابل متردداً أو منكراً. ويتفاوت التوكيد بحسب قوة الإنكار وضعفه.
وقد يترك التوكيد مع أن المقابل ينكر لظهور الأدلة.
مثال: تفاوت التأكيد بحسب قوة الإنكار وضعفه لدى المقابل:
قال تعالى: [ عن رسل القرية إذ قالوا في المرة الأولى [ إنا إليكم مرسلون ] يس/14 فأكد بأن واسمية الجملة.
وقالوا في المرة الثانية [ قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون ] يس/16. أكد بالقسم وإن واللام واسمية الجملة. لازدياد المقابلين في الانكار.
مثال: ترك التأكيد مع إنكار المقابل لظهور الأدلة: قال تعالى: [ لا ريب فيه ] البقرة/2. مع أنه ارتاب فيه الكثيرون لكن نزل ذلك منزلة العدم للأدلة الساهرة على ضد ذلك.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ملخـص كتـاب قـواعـد التفســير

الباب الثاني عشر
الترادف


تعريفه
: هو الألفاظ المفردة الدالة على شيء واحد واعتبار واحد. أو هو ما تعدد لفظه واتحد معناه. انظر: البحر المحيط للزركشي (2/107) .
ملاحظة: قولنا: اتحد معناه أي معناه الأصلي ، أما المعاني التكميلية والتي يسمونها ( الخادمة ) أو ( الثانوية ) فإن كل لفظ له معنى يختص به من هذه الجهة.
ملاحظة: ذهب بعض العلماء إلى عدم وجود الترادف في اللغة. وذهب آخرون إلى وجوده في اللغة دون القرآن الكريم. وذهب آخرون إلى وجوده في اللغة والقرآن الكريم.
ملاحظة: حصل خلاف في وجود الترادف.
والتحقيق في ذلك أن من نظر إلى المعاني الكلية أو الأصلية للألفاظ قال بوقوع الترادف ومن نظر إلى المعاني التكميلية قال بعدم وجود لفظين مترادفين من جميع الوجوه. وعليه فلا خلاف بين القولين لعد اتحاد مورد الخلاف وبهذا يحصل الجمع بين الأقوال.

قاعدة 1:
الأصل حمل الفاظ القرآن على عدم الترادف مهما كان.

أمثلة:
قال تعالى: [ أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ] البقرة/157. فالصلاة هنا بمعنى ثناء الله تعالى على عبده في الملأ الأعلى. ولا تفسر الصلاة هنا بمعنى الرحمة.
قال تعالى مخبراً عن يعقوب عليه السلام: [ قال إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله ] يوسف/86.
الحزن: غلظ الهم. البث: معنى زائد وهو أنه ينبث ولا ينكتم.
قال تعالى: [ إنهم كانوا في شكٍ مريب ] سبأ/54. والفرق بين الشك والريب أن الريب شك مع تهمه لا شك مجرد.
قال تعالى: [ ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء ] البقرة/171.
فالنداء: رفع الصوت بماله بمعنى.
والدعاء: رفع الصوت أو خفضه.
ولذلك يقال: دعوت الله في نفسي ، ولا يقال: ناديت الله في نفسي.
وأمثلة ذلك كثيرة وانظر: الهمزة/1 الممتحنة/4 الأحزاب/67 الحديد/ 27 طه/112 النساء/112 النور/22 الأنعام/32 طه/77. ونحوها.
هذا مع التذكير بما سبق من أن الصحيح في مسألة الترادف أنه واقع في اللغة والقرآن لكنه في المعاني الأصلية لا الثانوية.

قاعدة 2:المعنى الحاصل من مجموع المترادفين لا يوجد عند انفراد أحدهما.
أمثلة: قال تعالى: [ لا تبقي ولا تذر ] المدثر/28.
قال تعالى: [ لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ] طه/107.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ملخـص كتـاب قـواعـد التفســير

الباب الثالث عشر
القَسَمُ

قاعدة 1:
لا يجوز تقدير القسم في كتاب الله إلا بوجود قرينة ظاهرة.
مثال: قال تعالى: [ وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ] مريم/71.
ذهب جماعة من أهل العلم إلى وجود قسم في الآية واختلفوا في تقديره وموضعه مستدلين بما أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة مرفوعاً: [ لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا نحله القسم ] قال البخاري: ( وإن منكم إلا واردها ).
لكن الشنقيطي رحمه الله بعد أن ذكر الأقوال:
الذي يظهر لي والله أعلم أن الآية ليس يتبين فيها قسم لأنها لم تقترن بأداة من أدوات القسم ولا قرينة واضحة دالة على القسم ولم يتعين عطفها على القسم والحكم بتقدير قسم في كتاب الله دون قرينة ظاهرة فيه زيادة على معنى كلام الله بغير دليل يجب الرجوع إليه وحديث أبي هريرة المذكور المتفق عليه لا يتعين منه أنه في الآية قسماً ، لأن من أساليب اللغة العربية التعبير بتحلة القسم عن القلة الشديدة وإن لم يكن هناك قسم أصلاً يقولون ما فعلت كذا إلا تحلة القسم يعنون إلا فعلاً قليلاً جداً قدر ما يحلل به الحالف قسمه وهذا اسلوب معروف في كلام العرب.
أضواء البيان (4/354).
---------------------------------
ملاحظة :
انتهي التلخيص الذي كتبه الأخ الدكتور أبو عبد الله المصلحي
وقد شمل الجزء الأول من الكتاب دون الجزء الثاني
أسأل الله أن يجزيه خير الجزاء
وأن ينفع بهذا الملخص من اطلع عليه أو قرأه
وسوف أقوم لاحقا بجمعه في ملف واحد ليسهل تصحفه
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ملخـص كتـاب قـواعـد التفســير

ملخص كتاب قواعد التفسير في ملف واحد بصيغة وورد
 

المرفقات

  • ملخـص كتـاب قـو&#.docx
    143.9 KB · المشاهدات: 9
إنضم
31 أكتوبر 2009
المشاركات
475
التخصص
الثقافه الاسلاميه
المدينة
القرين
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: ملخـص كتـاب قـواعـد التفســير

ملخص كتاب قواعد التفسير في ملف واحد بصيغة وورد


attachment.php
attachment.php
 

المرفقات

  • 1aba5b3a12.gif
    1aba5b3a12.gif
    22.5 KB · المشاهدات: 0
  • imagesCAM6QEA9.jpg
    imagesCAM6QEA9.jpg
    8.1 KB · المشاهدات: 0

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ملخـص كتـاب قـواعـد التفســير

أخي محمد الدوسري
جزانا وجزاك الرحمن
 
إنضم
21 مارس 2012
المشاركات
168
الجنس
ذكر
الكنية
أبو سعد المراكشي
التخصص
فقه النوازل المعاصرة
الدولة
المغرب
المدينة
مراكش
المذهب الفقهي
مالكي
رد: ملخـص كتـاب قـواعـد التفســير

جزاكم الله خيرا
 
إنضم
29 سبتمبر 2017
المشاركات
1
الكنية
أبو محمد
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
المدينة المنورة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: ملخـص كتـاب قـواعـد التفســير

الباب الخامس
ويشتمل على:

الإظهار والإضمار – الزيادة – التقدير والحذف – التقديم والتأخير.





1- الإظهار والإضمار
قاعدة1 :
وضع الظاهر بدل المضمر وبالعكس إنما يكون لفائدة.
مثال: قال تعالى: [ واتقوا الله ويعلمكم الله إنه بكل شيء عليم ] البقرة/282. الأصل أن يقال: وهو بكل شيء عليم. وإنما صرح لقصد التعظيم. وقال تعالى: [ وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً ] الإسراء/ 78. الإظهار في قوله وقرآن الفجر لإزالة اللبس عن مرجع الضمير فلو قال أنه كان مشهوداً لأوهم عود الضمير إلى الفجر. وقال تعالى: [ فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء ] البقرة/ 59. فلم يقل [ عليهم ] تنبيها على علة الحكم في هذه الآية وهو الظلم. وأما العكس فمثل قوله تعالى: [ من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك ] البقرة/ 97 فقد قيل في علة الإضمار في قوله [ فإنه ] دلالة على التفخيم.

قاعدة 2:
إعادة الظاهر بمعناه أحسن من إعادته بلفظه. وإعادته ظاهراً بعد الطول أحسن من الإضمار.
تطبيق:
مثال إعادة الظاهر بمعناه في الموضع الذي يستحسن فيه ذلك:
قال تعالى: [ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً ] الكهف/30. لم يقل: إنا لا نضيع أجر الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
مثال ما أعيد بلفظه بعد طول الفصل:
قال تعالى: [ ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ] وقوله: [ لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ] آل عمران/188.

قاعدة 3:
من شأن العرب إضمار ( هذا – هذه ) لكل شيء معاين سواء كان نكرة أم معرفة.
تطبيق:
قال تعالى: [ سورة أنزلناها وفرضناها ] النور/1 أي هذه سورةٌ. وقوله: [ براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين ] التوبة/ 1 أي هذه براءة.

قاعدة 4:
كل فعل لله سبحانه وتعالى مذكور في القرآن فإنه يصح فيه إضمار لفظ الجلالة ( الله ) وإن لم يسبق ذكره.
تطبيق:
قال تعالى: [ أنزل من السماء ماء ] الرعد/17. والتقدير: الله أنزل ..... وقال تعالى: [ خلق السموات والأرض ] النحل/3 . والتقدير: خلق الله السموات والأرض.

قاعدة 5:
إذا تم الاستدلال بفعل واحد لأمرين وهو في الواقع لأحدهما فهل يُضمر للآخر فعل يناسبه ؟
توضيح: هذا مختلف فيه بين العلماء وانظر ما ذكره الزركشي في البرهان في علوم القرآن 3/125.
تطبيق:
قال تعالى: [ والذين تبوءوا الدار والإيمان ] الحشر/9. قال أبو حيان: الإيمان معطوف على الدار وهي المدينة والإيمان ليس مكاناً فيتبّوأ. فقيل هو من عطف الجمل أي واعتقدوا الإيمان وأخلصوا فيه فيكون كقوله علفتها تبناً وماءً بارداً. أو يكون ضُمّن تبوءوا معنى لزموا واللزوم قدر مشترك في الدار والإيمان فيصح العطف. أو: لما كان الإيمان شملهم صار كالمكان الذي يقيمون فيه. البحر المحيط لأبي حيان 8/247.
ومثل قوله تعالى: [ اسكن أنت وزوجك الجنة ] البقرة/ 35. وقوله: [ لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده ] البقرة/233.
جزاكِ الله خيرًا، وشكر سعيك.

تعديل في آية البقرة: {واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم}.
 
أعلى