محمد بن فائد السعيدي
:: متخصص ::
- انضم
- 23 مارس 2008
- المشاركات
- 618
- التخصص
- الحديث وعلومه
- المدينة
- برمنجهام
- المذهب الفقهي
- شافعي
السيوطي يؤلف في كل مسألة جزء انتصارا لدعوى الاجتهاد المطلق التي صرح بها؟
كنت هذا اليوم أطالع "الحاوي في فتاوى السيوطي" فلاحظت أنه يفرد كل مسألة بجزء كامل مستقل، خصوصا المسائل التي استقل برأيه فيها وخالف في بعضها المعتمد في المذهب، تذكرت عندها ما اشتهر عن الإمام السيوطى رحمه الله مما صرح به هو في كثير من كتبه عن نفسه أنه قد بلغ رتبة الاجتهاد المطلق، وقد ألف كتابا سماه" التحدث بنعمة الله" وفيه بعد أن عدد المجددين قال" فنحن الآن في سنة ست وتسعين وثمانمائة (896هـ) ولم يجيء المهدي، ولا عيسى ولا أشراط الساعة ...وقد ترجى الفقير- السيوطي- من فضل الله أن ينعم عليه، بكونه هو المجدد على رأس المائة ...وماذلك على الله بعزيز..".
وألف كتابا أخر سماه " الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض" قال فيه في ص116، "والذي ادعيناه هو الاجتهاد المطلق لا الاستقلال، بل نحن متابعون للإمام الشافعي رضي الله عنه وسالكون طريقه في الاجتهاد امتثالا لأمره، معدودون من أصحابه، وكيف يظن أن اجتهادنا مقيد ، والمجتهد المقيد إنما ينقص عن المطلق باخلاله بالحديث والعربية وليس على وجه الأرض من مشرقها إلى مغربها أعلم بالحديث والعربية مني إلا أن يكون الخضر، أو القطب ، أو وليا ً لله فإن هؤلاء لا أقصد دخولهم في عباراتي والله أعلم"
قلت : وكأنه أراد أن يبرهن على هذا الادعاء، لا سيما وأنه لم يُسلم له أناس كثيرون من معاصريه من أبرزهم السخاوي وقد ذكر هذا في " الضوء اللامع" عندما ترجم للسيوطي، وبالغ في نقد السيوطي، بل عده الشوكاني في البدر الطالع من تحامل على السيوطي.
فربما هذا وذاك ما دعى الجلال السيوطي إلى أن يعمد إلى كثير من اختياراته العلمية التي خالف فيها أهل عصره، وخالف فيها كبار أئمة الشافعية كالنووي مرجح المذهب ، ليألف فى كل مسألة خالف فيها مؤلفًا مستقلاً يثبت فيه ما وصل إليه اجتهاده استقلالا، ويبرهن به على أنه مجتهد مطلق، ومن ذلك :
1- اختار أن الشروع فى صف قبل إتمام الصف المتقدم مكروه لا تحصل به فضيلة الجماعة ، وألف فى ذلك رسالة : ((بسط الكف فى إتمام الصف)) .
2- واختار فى عدد الجمعة أنه لا يشترط عدد معين بل تشترط جماعة تسكن بهم قرية ، ويقع بينهم البيع ، ولا تنعقد بالثلاثة والأربعة ونحوهم ، وألف فى ذلك رسالة : ((ضوء الشمعة فى عدد الجمعة)) .
3- واختار أن ما اعتاده الناس من التهنئة بالعيد والعام ونحو ذلك مباح له أصل من السنة ، وألف فى ذلك رسالة : ((وصول الأمانى بأصول التهانى)) .
4-اختياره أن الكافر إذا أسلم له أن يقضى ما فاته فى زمن الكفر من صلاة وصوم ، وألف فى ذلك رسالة سماها : ((الحظ الوافر من المغنم فى استدراك الكافر إذا أسلم)) ..
5- واختار جواز الاستنابة فى الوظائف ، وألف فى ذلك رسالة : ((كشف الضبابة فى مسألة الاستنابة)) .
6- واختار أن أصل عمل المولد النبوى الشريف الذى هو اجتماع الناس ، وقراءة ما تيسر من القرآن ، ورواية الأخبار الواردة فى مبدأ النبى صلى الله عليه وسلم ، وما وقع فى مولده من الآيات ، ثم يمد لهم سماط يأكلونه ، وينصرفون من غير زيادة على ذلك أنه من البدع الحسنة التى يثاب فاعلها لما فيه من تعظيم قدر النبى صلى الله عليه وسلم ، وألف فى ذلك رسالة: ((حسن المقصد فى عمل المولد )).
7- واختار جواز تطور الولى ، وتعدد صوره ، وألف فى ذلك رسالة : ((المنجلى فى تطور الولى))
8- واختار تحريم الاشتغال بالمنطق ، وصنف فى ذلك عدة مصنفات منها : ((صون المنطق والكلام عن علم المنطق والكلام)) ، و ((القول المشرق فى تحريم الاشتغال بالمنطق)) . ويحكى عن نفسه فيقول : "وقد كنت فى مبادئ الطلب قرأت شيئًا فى علم المنطق ، ثم ألقى الله كراهته فى قلبى ، وسمعت أن ابن الصلاح أفتى بتحريمه فتركته لذلك ، فعوضنى الله تعالى عنه علم الحديث الذى هو أشرف العلوم "
9- واختار جواز استعمال ألفاظ القرآن فى المحاورات والمخاطبات ونحو ذلك مرادًا بها غير المعنى الذى أريدت به فى القرآن ، واستدل على ذلك بأحاديث مرفوعة وآثار عن الصحابة فمن بعدهم ، وألف فى ذلك رسالة : ((رفع الباس وكشف الالتباس فى ضرب المثل من القرآن والاقتباس)) .
10- واختار أن المرء إذا أراد إيراد آية قال : قال الله تعالى ، ثم يذكر الآية ، ولا يذكر الاستعاذة ، وأن هذا هو الثابت فى الأحاديث والآثار ، وألف فى ذلك رسالة : ((القذاذة فى تحقيق محل الاستعاذة)) .
11- واختار تبعًا للأكثرين أن أخوة يوسف ليسوا بأنبياء ، وألف فى ذلك رسالة : ((دفع التعسف عن أخوة يوسف)) .
12- واختار أن مقام الأنبياء أجل من أن يضرب مثلاً لآحاد الناس ، وألف فى ذلك رسالة : ((تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء))
13- وكان رحمه الله قد اختار فى التفسير أن الذبيح هو إسحاق عليه السلام ، تبعًا لكثير من العلماء ، بينما قال آخرون : هو إسماعيل عليه السلام ، وهذا هو المشهور بين الناس ، ثم رجع الإمام السيوطى عن اختياره ذلك فى الفتاوى ، واختار التوقف فى المسألة لتعارض الأدلة بين كون الذبيح هو إسماعيل ، أو إسحاق على نبينا وعليهما الصلاة والسلام ، وألف فى ذلك رسالة : ((القول الفصيح فى تعيين الذبيح)) .
14- واختار فى تراويح رمضان أن الأمر بقيام رمضان والترغيب فيه من غير تخصيص بعدد ، وألف فى ذلك رسالة : ((المصابيح فى صلاة التراويح)) .
15- واختار جواز ما يفعله السادة الصوفية من عقد حلق الذكر والجهر به فى المساجد ، ورفع الصوت بالتهليل ، وأنه لا كراهة فى ذلك ، وبين أنه قد وردت أحاديث تقتضى استحباب الجهر بالذكر ، وألف فى ذلك رسالة : ((نتيجة الفكر فى الجهر بالذكر)) .
16- واختار جواز اتخاذ السبحة ، وألف فى ذلك رسالة : ((المنحة فى السبحة)) .
17- واختار سد الأبواب والخوخ فى المسجد ، وأن ذلك كان الآخر من أمر النبى صلى الله عليه وسلم ، ومخالفًا فى ذلك لكثير ممن أفتى فى عصره بالجواز ، وألف فى ذلك رسالة : ((شد الأثواب فى سد الأبواب)) .
18 - واختار أن اسم الإسلام يختص بهذه الملة الشريفة ، وأنه لا يطلق على كل دين حق ، وألف فى ذلك رسالة : ((إتمام النعمة باختصاص الإسلام بهذه الأمة)) ....إلى غيرها من المسائل.
كنت هذا اليوم أطالع "الحاوي في فتاوى السيوطي" فلاحظت أنه يفرد كل مسألة بجزء كامل مستقل، خصوصا المسائل التي استقل برأيه فيها وخالف في بعضها المعتمد في المذهب، تذكرت عندها ما اشتهر عن الإمام السيوطى رحمه الله مما صرح به هو في كثير من كتبه عن نفسه أنه قد بلغ رتبة الاجتهاد المطلق، وقد ألف كتابا سماه" التحدث بنعمة الله" وفيه بعد أن عدد المجددين قال" فنحن الآن في سنة ست وتسعين وثمانمائة (896هـ) ولم يجيء المهدي، ولا عيسى ولا أشراط الساعة ...وقد ترجى الفقير- السيوطي- من فضل الله أن ينعم عليه، بكونه هو المجدد على رأس المائة ...وماذلك على الله بعزيز..".
وألف كتابا أخر سماه " الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض" قال فيه في ص116، "والذي ادعيناه هو الاجتهاد المطلق لا الاستقلال، بل نحن متابعون للإمام الشافعي رضي الله عنه وسالكون طريقه في الاجتهاد امتثالا لأمره، معدودون من أصحابه، وكيف يظن أن اجتهادنا مقيد ، والمجتهد المقيد إنما ينقص عن المطلق باخلاله بالحديث والعربية وليس على وجه الأرض من مشرقها إلى مغربها أعلم بالحديث والعربية مني إلا أن يكون الخضر، أو القطب ، أو وليا ً لله فإن هؤلاء لا أقصد دخولهم في عباراتي والله أعلم"
قلت : وكأنه أراد أن يبرهن على هذا الادعاء، لا سيما وأنه لم يُسلم له أناس كثيرون من معاصريه من أبرزهم السخاوي وقد ذكر هذا في " الضوء اللامع" عندما ترجم للسيوطي، وبالغ في نقد السيوطي، بل عده الشوكاني في البدر الطالع من تحامل على السيوطي.
فربما هذا وذاك ما دعى الجلال السيوطي إلى أن يعمد إلى كثير من اختياراته العلمية التي خالف فيها أهل عصره، وخالف فيها كبار أئمة الشافعية كالنووي مرجح المذهب ، ليألف فى كل مسألة خالف فيها مؤلفًا مستقلاً يثبت فيه ما وصل إليه اجتهاده استقلالا، ويبرهن به على أنه مجتهد مطلق، ومن ذلك :
1- اختار أن الشروع فى صف قبل إتمام الصف المتقدم مكروه لا تحصل به فضيلة الجماعة ، وألف فى ذلك رسالة : ((بسط الكف فى إتمام الصف)) .
2- واختار فى عدد الجمعة أنه لا يشترط عدد معين بل تشترط جماعة تسكن بهم قرية ، ويقع بينهم البيع ، ولا تنعقد بالثلاثة والأربعة ونحوهم ، وألف فى ذلك رسالة : ((ضوء الشمعة فى عدد الجمعة)) .
3- واختار أن ما اعتاده الناس من التهنئة بالعيد والعام ونحو ذلك مباح له أصل من السنة ، وألف فى ذلك رسالة : ((وصول الأمانى بأصول التهانى)) .
4-اختياره أن الكافر إذا أسلم له أن يقضى ما فاته فى زمن الكفر من صلاة وصوم ، وألف فى ذلك رسالة سماها : ((الحظ الوافر من المغنم فى استدراك الكافر إذا أسلم)) ..
5- واختار جواز الاستنابة فى الوظائف ، وألف فى ذلك رسالة : ((كشف الضبابة فى مسألة الاستنابة)) .
6- واختار أن أصل عمل المولد النبوى الشريف الذى هو اجتماع الناس ، وقراءة ما تيسر من القرآن ، ورواية الأخبار الواردة فى مبدأ النبى صلى الله عليه وسلم ، وما وقع فى مولده من الآيات ، ثم يمد لهم سماط يأكلونه ، وينصرفون من غير زيادة على ذلك أنه من البدع الحسنة التى يثاب فاعلها لما فيه من تعظيم قدر النبى صلى الله عليه وسلم ، وألف فى ذلك رسالة: ((حسن المقصد فى عمل المولد )).
7- واختار جواز تطور الولى ، وتعدد صوره ، وألف فى ذلك رسالة : ((المنجلى فى تطور الولى))
8- واختار تحريم الاشتغال بالمنطق ، وصنف فى ذلك عدة مصنفات منها : ((صون المنطق والكلام عن علم المنطق والكلام)) ، و ((القول المشرق فى تحريم الاشتغال بالمنطق)) . ويحكى عن نفسه فيقول : "وقد كنت فى مبادئ الطلب قرأت شيئًا فى علم المنطق ، ثم ألقى الله كراهته فى قلبى ، وسمعت أن ابن الصلاح أفتى بتحريمه فتركته لذلك ، فعوضنى الله تعالى عنه علم الحديث الذى هو أشرف العلوم "
9- واختار جواز استعمال ألفاظ القرآن فى المحاورات والمخاطبات ونحو ذلك مرادًا بها غير المعنى الذى أريدت به فى القرآن ، واستدل على ذلك بأحاديث مرفوعة وآثار عن الصحابة فمن بعدهم ، وألف فى ذلك رسالة : ((رفع الباس وكشف الالتباس فى ضرب المثل من القرآن والاقتباس)) .
10- واختار أن المرء إذا أراد إيراد آية قال : قال الله تعالى ، ثم يذكر الآية ، ولا يذكر الاستعاذة ، وأن هذا هو الثابت فى الأحاديث والآثار ، وألف فى ذلك رسالة : ((القذاذة فى تحقيق محل الاستعاذة)) .
11- واختار تبعًا للأكثرين أن أخوة يوسف ليسوا بأنبياء ، وألف فى ذلك رسالة : ((دفع التعسف عن أخوة يوسف)) .
12- واختار أن مقام الأنبياء أجل من أن يضرب مثلاً لآحاد الناس ، وألف فى ذلك رسالة : ((تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء))
13- وكان رحمه الله قد اختار فى التفسير أن الذبيح هو إسحاق عليه السلام ، تبعًا لكثير من العلماء ، بينما قال آخرون : هو إسماعيل عليه السلام ، وهذا هو المشهور بين الناس ، ثم رجع الإمام السيوطى عن اختياره ذلك فى الفتاوى ، واختار التوقف فى المسألة لتعارض الأدلة بين كون الذبيح هو إسماعيل ، أو إسحاق على نبينا وعليهما الصلاة والسلام ، وألف فى ذلك رسالة : ((القول الفصيح فى تعيين الذبيح)) .
14- واختار فى تراويح رمضان أن الأمر بقيام رمضان والترغيب فيه من غير تخصيص بعدد ، وألف فى ذلك رسالة : ((المصابيح فى صلاة التراويح)) .
15- واختار جواز ما يفعله السادة الصوفية من عقد حلق الذكر والجهر به فى المساجد ، ورفع الصوت بالتهليل ، وأنه لا كراهة فى ذلك ، وبين أنه قد وردت أحاديث تقتضى استحباب الجهر بالذكر ، وألف فى ذلك رسالة : ((نتيجة الفكر فى الجهر بالذكر)) .
16- واختار جواز اتخاذ السبحة ، وألف فى ذلك رسالة : ((المنحة فى السبحة)) .
17- واختار سد الأبواب والخوخ فى المسجد ، وأن ذلك كان الآخر من أمر النبى صلى الله عليه وسلم ، ومخالفًا فى ذلك لكثير ممن أفتى فى عصره بالجواز ، وألف فى ذلك رسالة : ((شد الأثواب فى سد الأبواب)) .
18 - واختار أن اسم الإسلام يختص بهذه الملة الشريفة ، وأنه لا يطلق على كل دين حق ، وألف فى ذلك رسالة : ((إتمام النعمة باختصاص الإسلام بهذه الأمة)) ....إلى غيرها من المسائل.
التعديل الأخير: