د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
فقه المختار لحديث
[صيام يوم في سبيل الله]
[صيام يوم في سبيل الله]
أوقفه حتى يفتح عليه الفتَّاح
سئل شيخنا محمد بن محمد المختار الشنقيطي في إحدى دروسه في شرح زاد المستنقنع السؤال التالي:
في قول النبي صلى الله عليه وسلم (من صام يوماً في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا )
هل هذا الحكم خاص بالمرابط، أم هو على العموم؟
فأجاب:
للعلماء في هذا الحديث قولان:
قال بعض العلماء:
هذا الحديث خاص بالمجاهد في سبيل الله، سواء كان مرابطاً أو كان في حال القتال.
وقالوا: السبب في ذلك:
أن سبيل الله إذا أطلق المراد به الجهاد، وعلى ذلك نصوص الكتاب والسنة، فينصرف إلى الغالب المشهور.
وقال بعض العلماء:
إن قوله: (في سبيل الله) أي: ليس بواجب، وإنما صامه قربة ونافلة لله عز وجل.
وقالوا:
لأن المجاهد الأفضل له أن يتقوى بالفطر، ولذلك لا يكون صائماً في حال قتاله؛ حتى لا يضعف عن لقاء العدو، ويرجحون من هذا الوجه أن قوله: (في سبيل الله) المراد به النافلة.
وكلا الوجهين:
له قوة وحظ من النظر.
وكنتُ أرجح:
القول الذي يقول بالتخصيص.
ولكن تبين:
أن الإطلاق أقوى.
وإن كنت لا زلتُ:
متردداً في ترجيحه، والتوقف في هذه المسألة في نظري هو الذي ملت إليه.
فالحديث محتمل:
لكونه في سبيل الله في الجهاد.
ومحتمل:
أن يكون (في سبيل الله) أي: طاعة وقربة لله عز وجل.
وكان الذي يترجح عندي من قبل:
أنه الجهاد؛ وذلك لأنه:
- المعهود في إطلاق الشرع
- ولأنه لو كان المراد به النافلة المطلقة لقال: من صام نافلة ولم يخص بقوله: (في سبيل الله).
فهذان الوجهان يقويان:
أن يكون في الجهاد.
ولما ظهر قول من يقول:
إن المجاهد يتقوى بفطره على الجهاد، وكان ذلك أبلغ في حصول المقصود من جهاده:
تعارض القولان عندي
وتوقفت في هذه المسألة
حتى يفتح الله وهو خير الفاتحين.
والله تعالى أعلم.
قال أبو فراس:
والذي يترجح عندي في هذه المسألة أن هذا الرجل يمكن أن يقال عنه اليوم:
إنه هو أمين سر الفقهاء.
[إن آمنتَ بها فبها ونعمت وإلا فلك أن تحملها على سبيل المبالغة التي لا تقتضي بالضرورة مفاهيها]
ويعجبني كثيرا إطلاق هذا اللقب على الشيخ حفظه الله :
لما لمحته من دراستي عليه بالتزامه بقواعد الفقهاء علما لا تقليدا ودرايته الكافية بمآخذهم ومسالكهم، وبراعته الملفتة في التقرير واطراده المستمر في الاستعمال.
وهكذا فليكن أهل العلم والإمامة وإلا فلا لا.
وإن كنتُ أنا أو أنت قد لا نتفق معه في تقرير بعض المسائل لكن علمُه أوجب علينا معرفة قدره وإنزاله محله.
وأسأل الله عز وجل – ونحن في هذه الأيام العشر المباركة -:
أن يوفق شيخنا المختار لما يحبه ويرضاه وأن ينعم عليه وأن يزيده من فضله، وأن يبارك له في علمه وعمله وعمره، وأن يقر عينه بتلاميذه الذين بذل من أجلهم نفسه ووقته وماله واستقراره، والله يعوض عليه ويطيبه ويرضيه، ويكرمه بمجالسة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ويقر عينه برؤيته سبحانه جل جلاله.
اللهم آمين.
قولوا:
آمينَ
التعديل الأخير: