رد: من ثمرات المطابع : رقائق القرآن لإبراهيم السكران
وهذه بعض الاقتباسات من الكتاب من موضوع بعنوان (الاختيارات الحسان من كتاب رقائق القرآن) - لأبي عمر السكران في موقع أهل الحديث
-----------------------------------
1. بل تأمل ما هو أعجب من ذلك, وهو أن الإنسان يسير بقدميه إلى الموضع الذي كتب الله وفاته فيه, وهو لا يعلم القدر المخبوء (قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كُتب عليهم القتال إلى مضاجعهم) .
2. لو قيل لشخص من الناس : إنك ستجلس في هذا البلد الذي أنت فيه خمس سنين, ثم سننقلك إلى بلد مجاور وستعيش فيه مئة سنة, فماذا ترى الرجل صانعاً ؟ لا شك أنه سيحول كل ممتلكاته وأمواله وأرصدته إلى البلد الثانالذي سيعيش فيه الزمن الأطول وسيقتصد في الصرف في بلده الأول قدر الطاقة. إذا كان هذا في المقارنة بين منزلين أحدهما خمس سنين, والآخر مئة سنة, فكيف بالله عليك سيكون التصرف حين المقارنة بين منزل مؤقت ومنزل مؤبد لا ينتهي أصلاً ؟!
3. استحضار الحقائق الكبرى كالموت ولقاء الله يثمر للمرء تصحيحاً هائلاً في مسيرته العلمية والدعوية والاجتماعية, ويغير جذرياً لنظرته لكثير من الأمور, فيصبح يقرأ الأشياء على ضوء سؤال : هل تقرب من الله وتنفع يوم الآخر أم لا ؟
4. المؤمن الذي امتلأ قلبه باليقين بلحظة القبر يتحرق على أوقات الانتظار والمسير والجلوس العابر؛ أن تذهب في غير ذكر الله وأي بهاء وجمال لحالة الذاكر لله واقفاً وجالساً ومضطجعاً, والتي يصفها كتاب الله في قوله سبحانه: (الذين يذكرون الله قيامًا وقعوداً وعلى جنوبهم).
5. آية من كتاب الله كادت تذهب بلبّي وأنا أقرؤها, فكل ما أعرف من رحمة الأبوة والأمومة بأطفالهم فإنه سيذهب بها هول لحظة مشاهدة النار يوم القيامة فيتمنى الأب العطوف والأم الحنون أن يتخلصوا من هذه النار حتى لو أرسلوا فلذات أكبادهم إليها, (يودّ المجرم لو يفتدي يومئذ ببنيه).
6. ومن أهم ما يصنعه استحضار لقاء الله في النفوس الزهد في الفضول (فضول النظر والسمع والأكل والنوم....), ومن أهم ما يصنعه استحضار لقاء الله في النفوس الإقبال على القرآن.
7. بالله كيف يدع الإنسان جبار السماوات والأرض وينصرف قلبه لمخلوق ضعيف مثله يتوسل مديحه ويتزين لثنائه ؟!
8. المرء إذا قسا قلبه فقصّر في طاعة الله بدأ يلتمس لنفسه المخارج بتأويل النصوص لتوافق هواه فتراه يدسّ رأسه في مسائل الخلاف يبحث عن القول الذي يخالف تقصيره (وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه) .
9. قسوة القلب هي نتيجة طبيعة للمعاصي والخطايا بشكل عام, لكن ثمّة عامل له خصوصية في إنتاج قسوة القلب, وهو بكل اختصار "بُعْد العهد عن ذكر الله", لا أعرف سبباً يحيي القلب وينيره فوراً مثل ذكر الله .
10. وقد أثبتت التجارب أن أنفذ الأدوية وأسرعها في معالجة قسوة القلب هي تلاوة وتدبر كتاب الله سبحانه وتعالى (الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) .
11. حين تقارن بين مشهد الغارقين في فرشهم وقت صلاة الفجر, واللاهثين في الطرقات وقت بداية الدوام, ألا يهجم عليك قول الله تعالى (إن هؤلاء يحبون العاجلة, ويذرون وراءهم يوماً ثقيلا) ؟!
12. إنهم –المجاهدين- يصلون جماعة بين سنابك الخيل, وتحت وقع السهام, فكيف يبيح الله تعالى لرجل ينام فوق فراش وثيره, تحت أجهزة التكييف الحديثة أن يدع الصلاة ؟ بأي منطق يجوز هذا ؟!
13. (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى الفحشاء والمنكر) ولذلك فإن المرء إن كان متهتك الأخلاق فهو لم يصلّ حقيقة, وإن زعم أنه يصلي, ولذلك قام الإمام ابن تيمية : "فإن الصلاة إذا أتى بها كما أُمر نهته عن الفحشاء والمنكر, وإذا لم تنهه دل على تضييعه لحقوقها". [الفتاوى الكبرى 22/6]
14. قد روى البخاري عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ليلة, فقال لهم: "ألا تصلون"؟ , وقد علّق الطبري تعليقاً بديعاً قال فيه : "لولا ماعلم النبي صلى الله عليه وسلم من عظم صلاة الليل, ما كان يزعج ابنته وابن عمه في وقت جعله الله لخلقه سكنا". [فتح الباري 3/11]
15. من ألطف مواضع السهر الإيماني أن الله جعله من أهم عناصر التأهيل الدعوي في بداية الطريق (يا أيها المزمل, قم الليل إلا قليلا) .
16. (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا) يالله! المنافق يصلي, بل ويذكر الله قليلا, ومع ذلك لم يمنع ذلك من وصفه بالنفاق!
17. أقوام يرون آيات الله تتلى كلها في التحفظ والاحتياط والتصون في العلاقة بين الجنسين, ومع ذلك يتهورون في إطلاق الانفتاح بين الجنسين, كيف يأمنون أن لا يعقبهم نفاقاً في قلوبهم؟!
18. لقد كنت أفهم حديث ابن أبي مليكة المعروف "أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه" عن قلق الصحابة من النفاق على أن سببه هو "ورع الصحابة" فقط, لكن هذه الآية (فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم) والتي شاهد الصحابة واقعتها عياناً وشاهدوا نظيرها هي التي جعلتهم يفهمون النفاق على أنه أثر لتصرفات معينة كثيراً ما يكون صاحبها لا يتوقع نتائجها, وليس النفاق قراراً يتخذه المرء!
19. لا أعرف أحداً من كبار السن الذاكرين لله إلا وقرأت في روحه طيب الخاطر, وانشراح الصدر, والرضا الذاتي, وبكل صراحة هاتين الظاهرتين (التسبيح) و (الرضا النفسي) لم تكونا مرتبطتين في ذهني بصورة واضحة, ولكن مرت بي آية من كتاب الله كأنها كشفت لي سر هذا المعنى : (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى) .
20. بيّن الله سبحانه أن تسبيح يونس عليه السلام هو الذي كان سببًا في نجاته من بطن الحوت (فلولا أنه كان من المسبحين, للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) .
21. نقل ابن تيمية عن أحد السلف أنه قال : "من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله".
22. كيف يفوّت المرء على نفسه أن يكون الله خالق هذه الحاجات, والخالق لسبُل قضائها, والخالق لموانعها, هو الذي سيتكفل أمرك إذا توكلت عليه (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) .
23. ترى الرجل يرتكب معصية , و يؤنبه ضميره زمنًا, وتراه يقول لمن حوله : والله إني متألم من هذا الأمر, وجزاكم الله خيرًا على النصيحة, ثم لا يزال الشيطان به حتى تراه بعد زمن يدافع عن معصيته, ويراها أمراً طبيعياً, وأن من حوله يعانون –في نظره- من غلو ونزعة في التحريم, وأن هذه فتاوى قديمة والعصر قد تغيّر.. الخ من أفكار الشيطان في تزيين المعاصي الناس!
24. (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه) هل نحن حين نمدّ يدنا بحفنة من دراهم الصدقة ونضعها في يد المسكين يتشبع قلبنا يقيناً بأنها لا تنقص مالنا, بل سيخلفه الله؟!
25. (وليحملنّ أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم) يالله! كم من كلمة نطقنا بها في مجلس من المجالس, وقلنا فيها على الله بغير علم, تأثر بها أحد الجالسين, فتجرأ على المعصية, فصارت خطيئته في صحائفنا ونحن لا نعلم!