العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

كتاب من ثمرات المطابع: كتاب (مسلكيات) لإبراهيم السكران

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
من ثمرات المطابع
مسلكيات
لإبراهيم السكران

22363984.jpg


لتحميل الكتاب
اضغط هنا

https://feqhup.com/uploads/1410687563821.pdf


 
التعديل الأخير:

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: من ثمرات المطابع: كتاب (مسلكيات) لإبراهيم السكران

إضاءات على كتاب (مسلكيات) لإبراهيم السكران​

أحمد دعدوش9/12/2014
12-9-2014.jpg
[h=1]منذ عثرت على بحث "مآلات الخطاب المدني" عام 2007 للكاتب السعودي إبراهيم السكران وأنا معجب بقلمه، فقد كان بحثه من هذا النوع الذي يجذبك إلى القراءة حتى الصفحة الأخيرة في جلسة واحدة. ومع أني قد أخالفه في بعض الجزئيات إلا أن أسلوبه المتقد بالغيرة والذكاء وسعة الاطلاع ظل حاضرًا في ذهني حتى وجدت إصداريه الجديدين "التأويل الحداثي للتراث" و"مسلكيات"، فاستوقفتني في الأول ملَكة المؤلف البحثية وقدرته النقدية، وأمتعتني في الثاني فوق ذلك نفحاته التأملية وسعة اطلاعه، فارتأيت أن أخص المسلكيات ببعض الوقفات للتدبر، ومرجحًا أن يلقى الكتاب الآخر ما يستحق من عناية المتخصصين.[/h][h=1]يقدم السكران لكتابه بمدخل يشرح فيه أنه حصيلة تفحصات في بعض مسالك العلم والإيمان، ثم يستهل القسم الأول الخاص بالعلم بتأملات ذكية ومُحرجة في حياتنا المغرقة بالتفاصيل المهدرة للوقت والجهد، وكأنه يتسلل إلى مسودات الباحثين وطلاب العلم ليشير إلى ما تراكم فيها من قصاصات لمشاريع مؤجلة، ثم يستشهد بمقولات ومواقف عدة لعظماء التاريخ بعد أن يضيء على مقولتين في غاية العمق، أولاهما ليحيى بن أبي كثير هي "لا يستطاع العلم براحة الجسم"، والثانية لإبراهيم الحربي إذ يقول "أجمع عقلاء كل أمة أن النعيم لا يدرك بالنعيم".[/h][h=1]وبعد عبوره على "جسر التعب"، يحلل السكران بقلمه السيال ما أسماه "مأزق المترقب"، فيكشف عن عورات طبيعة الحياة اليومية المنشغلة بالترقب في ظل ثورة الاتصالات والمعلومات، حيث يضج العالم من حولنا بالأخبار والتغريدات والتعليقات والصراعات الفكرية وسفاسف الأمور، حتى بات العالم والداعية والمفكر عاجزًا عن تصفية ذهنه والتفرغ لمشاريعه، ومكتفيًا بلعب دور المترقب.[/h][h=1]وهذه المعضلة باتت تدق نواقيس الخطر فعلًا، فانغماسنا في تقلبات الربيع العربي أهدر من أوقاتنا وجهودنا وصفاء أذهاننا ما يصعب تعويضه، وعندما أحاسب نفسي اليوم أجد تراكمًا مزعجًا للمشاريع التي كنت قد شرعت فيها قبل بدء موجة الثورات، ولولا رحمة الله التي استدركتني لأعيد جدولة وقتي؛ لظللت أسير الأخبار والنقاشات التافهة إلى أجل تضيع فيه الفكرة وتبرد منه الهمة.[/h][h=1]وبقلمه الفاحص نفسه؛ ينتقد السكران عادة سيئة أخرى لدى طلاب العلم وهواة البحث، فيقول إن الكثير من أصحاب الهمم تتخاطفهم أنواع العلوم والمشاريع في صدر الشباب، فيترددون عليها مدفوعين بأحلام كبرى، حتى إذا قصرت قدراتهم عن استيعاب بعضها استبد بهم الكبر فألبسوا العجز جبّة الحكمة. ويقصد بذلك أن البعض قد لا يتمتع بقدرة على الحفظ والتذكر يناهز بها قدرات أقرانه، فبدلًا من اعترافه بالعجز وتشجيع زملائه على الحفظ، يخذّلهم بالقول إن الحفظ ليس ذا قيمة في عصر الإنترنت والأقراص المدمجة، بل يميل إلى اعتبار الفهم ضدًا للحفظ، وكأن العلماء يحفظون دون فهم.[/h][h=1]وينتقل السكران من هذه المغالطة إلى رصد ظاهرة خطيرة، فثمة صراع مشابه بين أنصار حفظ العلم وأنصار سعة الاطلاع، فمن تقصر همته عن متابعة مستجدات العلم الحديث اكتفى بحفظ متون القدماء، ومن عجز عن استيعاب كتب التراث اقتصر على مطالعة المستجدات، ثم ينتقد كل منهما الآخر بدلاً من أن يتكاملا.[/h][h=1]وفي مسلك آخر، يمتدح السكران أسلوب القراءة الجردية، أي التصفح السريع المنظم للكتاب قبل الشروع في فهمه وتدبره وتفحصه، ويجد تطابقًا بين أسلوب القراءة الاستكشافية السريعة التي كتب عنها الأميركي "مورتمر أدلر" وبين قراءات كثيرة لعلماء السلف، ثم ينتقد القراءة المغرقة في البطء معتبرًا أنها لا تختلف في أثرها عن تلك المغرقة في السرعة، فالوعي والفهم يتطلب قدرًا من السرعة ليتمكن الذهن من بناء الروابط بين الأفكار، كما يقول باسكال.[/h][h=1]التصنيف التحصيلي[/h][h=1]أما المسلك الأخير من مسالك العلم فيخصصه السكران لما أسماه التصنيف التحصيلي، ويبدؤه بسؤال مثير لطالما شغل بالي وبال الكثيرين وهو: كيف تأتّى للنووي إنجاز مؤلفاته العلمية الدقيقة مع أنه ابتدأ طلب العمل في سن التاسعة عشرة وتوفي في سن الخامسة والأربعين؟[/h][h=1]يقول إن النووي بدأ بالتأليف في سنة الخامسة والعشرين، أي بعد ست سنوات من التعلم فقط، ثم ينقل عن الإسنوي قوله إن "النووي جعل تصنيفه تحصيلاً، وتحصيله تصنيفًا"، أي أن مدوناته التي كان يكتبها أثناء الدراسة تحولت بذاتها إلى مؤلفات ينتفع بها الناس وتدخل التاريخ.[/h][h=1]ويكتشف السكران أن هذا السلوك لم يكن مقصودًا لذاته من قِبل النووي، فكان يكتب مصنفاته الأولى ليطّلع منها على حقائق العلم ودقائقه، ولتدفعه إلى المزيد من التفتيش والتحقيق والمراجعة والمقارنة، ثم يضيف المؤلف أن الخطيب البغدادي قد سبق في النقل عن مشايخه عبارة تشجع طالب العلم على تحويل الكتابة الشخصية للتعلم إلى كتابة تصنيفية بحثية فيقول: "من أراد الفائدة فليكسر قلم النسخ وليأخذ قلم التخريج".[/h][h=1]وهذه فائدة قد خبرتُها أثناء دراستي الجامعية، فبعد أن قضيت وقتًا كافيًا في مطالعة المراجع وأمهات الكتب بالمكتبة العامة، لم أستطع مقاومة الغيرة من طلاب الدراسات العليا كلما رأيتهم يفردون أوراق أبحاثهم على الطاولات، فقررت الشروع في الكتابة التصنيفية لأنفع بها نفسي قبل الآخرين، ثم اخترت عنوانًا لبحث في السياسة، وقضيت إجازتي الصيفية في تأليفه، ومع أنه ظل مشروعًا غير مكتمل؛ فقد كان مدخلًا جيدًا لاقتحام عالم البحث الأكاديمي والتأليف.[/h][h=1]ويذهب المؤلف إلى أبعد من ذلك، فيسرد تجارب رائعة لعظماء اشتغلوا بالتدريس أيضًا من باب الاستفادة، فينقل عن الخليل بن أحمد قوله: "اجعل تعليمك دراسة لعلمك"، وهي مقولة تذكرني بزملاء كثر ما زلت أعجز عن إقناعهم بولوج عالم التأليف والتدريس والتدريب، وهم على قدر كافٍ من العلم، بينما يفجعني جرأة شباب آخرين لا يمنعهم جهلهم عن الإفتاء وإبداء الرأي في كل شيء، إلى درجة انتقاد وتسفيه كبار الأئمة، وكل ما يملكه أحدهم هو شهادة في الهندسة أو الطب أو المحاسبة مع قدر من الاطلاع على المؤلفات المعاصرة لمجددين وعلمانيين وملاحدة.[/h][h=1]مسلكيات الإيمان[/h][h=1]في القسم الثاني، يطلق السكران عنان قلمه ليستعرض مواهبه الإبداعية الأدبية بعد أن برع في الغوص بدقائق العلم، فيستهل القسم بمقال بديع أسماه "لقاء العظيمين"، متسائلًا ما الذي يمكن أن يخوض فيه أعظم رجلين في عالمنا إذا قُدّر لهما الاجتماع؟ ثم كاشفًا الستار عن لقاء جمع أعظم رجلين في البشرية كلها وهما إبراهيم بن آزر ومحمد بن عبد الله صلى الله عليهما وسلم.[/h][h=1]وبعد جملة من التساؤلات والتشويقات، يضعنا السكران أمام أعظم حوار عرفه الجنس البشري، والذي اقتصر على رسالة موجزة يرسلها النبي إبراهيم من عالم الملكوت إلى أمة النبي محمد من الأحياء، فيقرئهم السلام ويخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.[/h][h=1]وتحت عنوان "صفاء الأنبجانية"، يحلّق قلم المؤلف في عوالم روحانية بديعة، مستحضرًا حديث البخاري عن إعادة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي جهم أنبجانية (عباءة ثمينة) أهداها للنبي، حيث لم يستطع الاحتفاظ بها يومًا واحدًا بعد أن شغلته زخارفها عن صلاته. وهي قصة قدحت في ذهن المؤلف خواطر تستحضر الكثير من التوقف إزاء صلاتنا اليوم، معترفًا بمظاهر العبث التي نراها في مساجدنا أثناء صلاة الناس، حتى كاد يغلب على ذهن المتأمل أن الخشوع واستحضار هيبة الله في الصلاة بات مجرد استثناء.[/h][h=1]وبعد الشواهد البديعة التي ينثرها السكران في حديثه عن صلاة السلف، يستعرض شواهد لا تقل جمالًا عن برّهم بوالديهم، ثم يعيد سياق المقارنات ذاته ليضعنا أمام إشارات استفهام مؤلمة، ويتركنا مع شريط الذكريات الذي قد لا يخلو عند أحد من مشاهد عقوق يندى لها الجبين.[/h][h=1]أما الفصل الأخير فيخصصه المؤلف لحديث يغوص في أعماق الإيمان والعلم الحديث، وكما هي سنته في كل الفصول السابقة يعود ليمسك بحادثة أو نص مفعم بالمعاني والشواهد لينتقل عبرها من قصة إلى أخرى، ومن فائدة إلى فوائد أعمق وأغنى، وهو يدفع القارئ لمتابعته بقلم سيال وفكر ثاقب ولغة بديعة، وحتما بعلم يشير إلى اطلاع واسع ومتنوع.[/h][h=1]الكتاب بقسميه وما يتفرع عنهما من مقالات متفرقة يقدم وجبة فكرية وروحية عز نظيرها، وهو يثبت مجددًا رسوخ قدم المؤلف في علوم الدين وفنون اللغة، ولا سيما في تشعب استطراداته ودقة فوائده ونكاته. كما يدل على إحاطته بمعارف العصر ومشارب الفكر، وهو ما يلمس القارئ أثره بوضوح في كتابه الآخر المشار إليه في مطلع هذا المقال. ولعل هذا التنوع المتقن بات عزيزًا في عصرنا مع الأسف، ما يزيد من قيمة مؤلفات السكران وإضافتها للمكتبة الإسلامية عموما، وللسلفية على وجه الخصوص.[/h]

 
إنضم
7 أكتوبر 2011
المشاركات
20
الكنية
أبو الفاروق
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
مسقط
المذهب الفقهي
إباضي
رد: من ثمرات المطابع: كتاب (مسلكيات) لإبراهيم السكران

بعض الكتابات والتآليف تبعث في نفسك الهمة، وتشعرك بقيمة الكلمة، و(المسلكيات) أحد تلك الكتابات التي تجذبك أفكارها، ويستهويك طرحها وعرضها، فلله در كاتبها ما أدقّ قلمه .. وما أرقّ قلبه
 
إنضم
12 ديسمبر 2010
المشاركات
13
التخصص
فقه
المدينة
مكة - أبها - نجران
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: من ثمرات المطابع: كتاب (مسلكيات) لإبراهيم السكران

وكتابه الأخير (الماجريات) جدير أيضا بالقراءة
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
أعلى