المسائل الفقهية في كتاب الذيل على طبقات الحنابلة – قسم العبادات – جمعا ودراسة.
للباحث: سليمان بن صالح الخليوي
رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه، عام (1425هـ).
كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد
طبقات الحنابلة يحتوى على مسائل فقهية مفيدة منها مسائل عبد العزيز غلام الخلال التى خالف فيها الخرقى
الخرقي ـ رضى اللَّه عنه ـ (ت 334هـ)([1]):
هو الإمام عمر بن الحسين بن عبد اللَّه بن أحمد الخرقي ، أبو القاسم، قرأ العلم على أبيه الحسين بن عبد اللَّه الخرقي (ت299هـ)، وأبي بكر المروذي (ت277هـ)، وصالح (ت265هـ)،
وعبد اللَّه (ت290هـ) ابني الإمام أحمد. وقرأ عليه جماعة من شيوخ المذهب، منهم عبد اللَّه بن
بطة (ت387هـ).
كان من أحذق الفقهاء، له تصانيف كثيرة، ولكنها احترقت، وبقى منها المختصر "في الفقه" يعرف بمختصر الخرقي ، وقد اعتنى به فقهاء الحنابلة، وتوفر عدد كبير على شرحه، ولعل أجل هذه الشروح كتاب المغنى لابن قدامة(
[2])، الذي يعد من أكبر الموسوعات الفقهية.
عُرف عن الخرقي كثرة العبادة، وقد خرج من بغداد مهاجرًا إلى دمشق، لما كثر بها الشر والسب للصحابة والسلف.
والخرقي: بكسر الخاء المعجمة ، وفتح الراء، وبعدها قاف، نسبة إلى بيع الخِرَق والثياب.
كانت وفاته سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة في دمشق ودفن فيها قريبًا من قبور الشهداء في مقبرة الباب الصغير وهو أحد أبواب دمشق الستة، وهذه المقبرة بها كثير من الصحابة والتابعين، وثلاث من أزواج النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم.
غلام الخلال ـ رضى اللَّه عنه ـ (285 - 363هـ)([3]):
هو أبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد بن معروف، المشهور بغلام الخلال. كان عالـمًا ثقة متسع الرواية معروفا بالفهم والورع، قال عنه القاضي أبو يعلى: « كان أحد أهل الفهم، موثوقًا به في العلم، متسع الرواية، مشهورًا بالديانة، موصوفا بالأمانة، مذكورا بالعبادة »(
[4])، وكان رغم حاجته وفاقته يعتصم بالتعفف، وينزه نفسه عن أموال الملوك، وكان من أبرز أئمة الحنابلة في عصره.
عرف به الدكتور يوسف القرضاوي فقال:" أبو بكر عبد العزيز بن جعفر، المعروف بغلام الخلال، من أعلام الحنابلة الفقهاء العباد الورعين"(
3)
أخذ العلم عن عدد من الأئمة منهم: موسى بن هارون (ت294هـ)، والحسين الخرقي (ت299هـ)، والفضل بن الحباب (ت307هـ)، وعبد اللَّه بن أبى داود السجستاني (ت316هـ)، ولكنه اختص من مشايخه أبا بكر أحمد بن محمد بن هارون، المعروف بالخلال (ت311هـ) فعرف به.
وأخذ عنه عدد كبير منهم: أبو إسحاق بن شاقلا (ت369هـ)، وعبد اللَّه بن محمد المعروف بابن بطة (ت387هـ)، وابن حامد (ت403هـ)، وغيرهم.
من كتبه: "الشافي"، و"المقنع"، و"تفسير القرآن"، و"الخلاف مع الشافعي"، و"زاد
المسافر"، و"التنبيه"، و"مختصر السنة".
تذكر بعض كتب التراجم والطبقات(
4) أنه قال في علته: أنا عندكم إلى يوم الجمعة فقيل له:
يعافيك اللَّه، أو كلامًا هذا معناه، فقال: سمعت أبا بكر الخلال يقول: سمعت أبا بكر المروذي (1) يقول: عاش أحمد بن حنبل ثمانيا وسبعين سنة، ومات يوم الجمعة ودفن بعد الصلاة.
وعاش أبو بكر المروذي ثمانيًا وسبعين سنة، ومات يوم الجمعة ودفن بعد الصلاة، وأنا عندكم إلى يوم الجمعة ولى ثمانٍ وسبعون سنة، فلما كان يوم الجمعة مات ودفن بعد الصلاة!
توفي عبد العزيز بن جعفر في شوال لعشر بقين منه، سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. وتوفي في يوم الجمعة بعد الصلاة.
([1]) تاريخ بغداد، للخطيب البغدادى، أبى بكر أحمد بن على (ت 463هـ) 11/234-235، دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ بدون تاريخ.
- وطبقات الحنابلة 2/75-118، ووفيات الأعيان 3/441 والنجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة لابن تغرى بردى أبى المحاسن يوسف (ت 874هـ) 3/332، قدم له وعلق عليه محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية بيروت.
- والمنهج الأحمد 2/51-53، ومسائل عبد العزيز غلام الخلال التى خالف فيها الخرقي، ومسائله التي خالف فيها شيخه الخلال على مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل، من عمل أبى الحسين محمد بن أبى يعلى، تحقيق محمد زهير الشاويش، الصفحة (و) ـ منشورات المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ـ دمشق 1379هـ، والأعلام 5/44، والإمام أحمد بن حنبل للدكتور مصطفى الشكعة 269-271.
([2]) هو: موفق الدين عبد اللَّه بن أحمد بن قدامة المقدسي (541-620هـ) من أشهر فقهاء الحنابلة، ولد فى جماعيل (من قرى نابلس بفلسطين) وتعلم فى دمشق، ورحل إلى بغداد سنة 561هـ، فأقام نحو أربع سنين، وعاد إلى دمشق وفيها وفاته. (كتاب الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب زين الدين أبى الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين أحمد البغدادي (ت 795هـ) 4/133-149، دار المعرفة ـ بيروت بدون تاريخ، والأعلام 4/67.
([3]) تاريخ بغداد 10/459-460، وطبقات الحنابلة 2/119-127، ومناقب الإمام أحمد بن حنبل، لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (ت 597هـ) ص516، تحقيق لجنة إحياء التراث العربي ـ دار الآفاق الجديدة ـ الطبعة الثالثة سنة 1402هـ - 1982م. والبداية والنهاية 11/296. والمنهج الأحمد 2/56-63، ومسائل عبد العزيز غلام
الخلال التي خالف فيها الخرقي، ومسائله التي خالف فيها شيخه الخلال على مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل، الصفحة (هـ). والأعلام 4/15.
([4]) طبقات الحنابلة 2/119.
(3) فقه الزكاة: دراسة مقارنة لأحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة، تأليف الدكتور يوسف القرضاوي 2/1138 مؤسسة الرسالة ـ الطبعة السادسة 1404هـ ـ 1981م.
(4) تاريخ بغداد 10/460، وطبقات الخنابلة 2/126، والمنهج الأخمد 2/62-63.
دكتور أحمد طلعت حامد سعد.
00201065863342
Ahmedthalat468@gmail.com