محمد بن فائد السعيدي
:: متخصص ::
- إنضم
- 23 مارس 2008
- المشاركات
- 677
- التخصص
- الحديث وعلومه
- المدينة
- برمنجهام
- المذهب الفقهي
- شافعي
العمل السياسي خارج ديار الإسلام – حدوده وضوابطه
الكاتب الدكتور / احمد الشربيني النبهان
القضايا السياسية من أهم القضايا التي تشغل المجتمع الغربي فلا يمكن لهذا المجتمع أن يعيش دون رؤية سياسية تحدد كثيرا من مستقبله فالانعزالية أمر غير وارد في حياة الغرب عموما وفى حياة الأقليات خصوصا.
والقضايا السياسية لها نظرتها الخاصة لدى الذين يربطون مستقبلهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي بها.
فالنظرة السياسية لها مكانتها ومنزلتها في الغرب على النحو الذي لم تكن فيه في الشرق.
فالمسلمون في الشرق ينظرون إلى القضايا السياسية على إنها تحصيل حاصل على اعتبار أن الديموقراطية لا وجود لها في كثير من البلاد الإسلامية إن لم يكن كلهم فتقييد الحريات من أهم سمات هذه المجتمعات ومن ثم نجد أن الكثير من المسلمين ما يزهد في هذا العمل والبعض منهم يخشى من العمل السياسي والانضمام إلى الأحزاب بل يخشى من الحديث عن السياسة حتى لا يصاب بأذى من القائمين على أمره ولذا تسرب هذا الخوف وهذا الفزع إلى كثير من هؤلاء الذين يعيشون في أمريكا مع وجود الحرية التي لم تكن لديهم في بلادهم وقد كفل لهم الدستور ذلك.
فترى البعض منهم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ما ترك الذهاب إلى المراكز الإسلامية حتى انه في الجمعة الأولى بعد إحداث سبتمبر كان مسجدنا في ولاية كولورادو لا يوجد فيه إلا قليل من المصلين في صلاة الجمعة فضلا عن باقي المراكز الإسلامية.
وترى أن البعض يغير اسمه و رسمه ولا يكتب شيكا باسمه إلى المراكز الإسلامية حتى لا يتم الوصول إليه عبر أجهزة المخابرات.
وترى البعض يخشى أن يدرج اسمه ضمن أعضاء المراكز الإسلامية و المؤسسات الدعوية وهذا كله بطمس الحريات في بلادنا وفرض الدكتاتوريات على كثير من المسلمين و أبنائهم في بلادهم.
ومن هنا لابد أن نعلم أن النظرة السياسية في بلاد الغرب وخاصة أمريكا تختلف عن مثيلاتها في الشرق ولاسيما أن الأوضاع السياسية في هذه البلاد أقصد الغرب تعتبر هي البناء الأساسي لدى الأقليات فمثلا:
- عدد اليهود في أمريكا اقل من عدد المسلمين في حين أن استثمارات المسلمين أكثر فعدد اليهود اقل من عدد المسلمين بأكثر من مليون في حين أن استثمارات المسلمين حوالي 1400 مليار دولار أمريكي وبالمقابل استثمارات اليهود ما بين 600-900 مليار دولار أمريكي بناءا على تقرير من الأمم المتحدة (اللجنة الاقتصادية) في حين أن القرار في يدي اليهود والسيطرة السياسية داخليا وخارجيا في أيديهم وفى مصلحتهم. لذا نرى الدفاع المستميت من الرئيس بوش عن إسرائيل و استخدام حق الفيتو و تجميد قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ضد إسرائيل وهو اكبر دليل على هيمنة اللوبي الصهيوني على غالبيه النواحي السياسية و الإعلامية و الاقتصادية داخل أمريكا.
ولنا أن نعلم نحن المسلمين أن السيطرة اليهودية و الهيمنة الصهيونية على أمريكا خصوصا لم تأتى من فراغ و إنما عبر خطه أعدت منذ حوالي خمسين سنه وقد أحكمت هذه حتى وصل أهلها إلى ما أعدوه لها.
وهذا كله جاء بفضل شيء واحد ألا وهو المشاركة في الانتخابات والانضمام إلى الأحزاب السياسية منذ فتره طويلة حتى ثبتوا أقدامهم بالطريقة التي جعلت منهم الوزير والعضو في مجلس الشيوخ والنواب حتى كان نائب الرئيس في الانتخابات الماضية يهوديا.
انظروا كيف أعد هؤلاء مستقبلهم السياسي الذي ساعدهم كثيرا نحو عالم أفضل اقتصاديا واجتماعيا.
وأنا اعتقد أن المسلمين لو فكروا بمثل ما فكر هؤلاء لتغيرت أحوالهم تماما عما هم فيه من ظلم و اضطهاد داخل وخارج أمريكا.
نحن نقول في بلادنا من لم يملك قوته لم يملك قراره وأنا أقول الوضع هنا يختلف فمن لا يملك قراره لا يملك قوته.
والمتأخرون من علماء المسلمين بين فريقين بين مؤيد لها ومعارض وكل منهما له دليله العقلي والنقلي. فقضية الولاء والبراء من القضايا الهامة في حياة المسلمين حتى تسلم العقيدة وتستقيم الشريعة لديهم بما أمر به الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وسنة رسوله عليه السلام.
فالله تعالى حذر المؤمنين أن يتخذوا اليهود والنصارى أولياء:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) المائدة (51).
وقوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ) الممتحنة (1).
فظاهر الآيات تحرم على المسلم أن يتخذ هؤلاء أولياء من دون المؤمنين ومن يتولهم من المؤمنين فانه منهم فليس لمسلم أن يتخذ يهوديا أو مشركا ليكون وليا عليه سواء كان رئيسا أو وزيرا أو مديرا فالغلبة لله والعزة لرسوله وللمؤمنين.
ولكن الله تعالى أجاز للمؤمن هذه الولاية في حاله التقية للدين وللعرض وكانت هذه التقية فيها منفعة للمسلمين في قوله تعالى:
(لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) آل عمران(28).
وأنا اعتقد أن هذه الرخصة يعمل بها عند لزومها وعند الضرورة التي تقتضى ذلك بما يعود من منفعة على المؤمنين و إنصافا للدين و إحقاقا للحق.
إن الذين امنوا بحرمة ذلك لم يتعرفوا كثيرا على طبيعة هذه البلاد ولا الحاجة الماسة لظروف المسلمين وأحوالهم فالواقعية التي تحيط بالمسلم من المهم أن تبين للفقيه حتى يستطيع أن يضع الفتوى في قالب صحيح و إلا فالفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان أحيانا نظرا بما يحيطها ولعل الشافعي كان من أبرز الفقهاء عندما غير كثيرا من منهجه الفقهي من العراق إلى مصر.
وهناك أمور عامه أود أن اذكرها على سبيل المثال حتى تكون معلومة لدى أصحاب الفضيلة أعضاء المجمع الفقهي حتى يكونوا على بصيرة من أمر الفتوى التي تتعلق بقضايا الانتخابات والعمل السياسي في هذه البلاد: إن بقاء المسلم في هذه البلاد لهي من أهم الأولويات التي ينبغي أن ينظر إليها بحق وإن خروج المسلمين من هذه البلاد لهى نكس’ كبيرة على الإسلام والمسلمين نظرا لعدة أمور:
أ- لو عاد المسلمون الذين نزحوا من بلاد الإسلام إلى بلادهم لما كان هناك حرج لان تستقبلهم بلادهم ولكن ما الأمر بالنسبة للفلسطينيين الذين طردوا من بلادهم وحال العالم الغربي كله دون عودتهم إلى ديارهم.
ب- المسلمون الذين فروا من سلطان الظلم والقهر الذي وقع عليهم من حكامهم ولو عادوا لكان القتل والهلاك في انتظارهم.
ج- الأمريكيون المسلمون الذين اسلموا لله رب العالمين وأصبح لهم ذرية في هذه البلاد وأصبح لهم أيضا مراكز إسلامية ومدارس وهم بالملايين من الذي يقوى شوكتهم ويعضد مركزهم إذا لم يقف إخوانهم إلى جوارهم.
وهل هناك دوله إسلامية يمكن أن تستقبل هؤلاء وإذا قبلتهم فهل ستوفر لهم من المعيشة مستوى مثل الذي كانوا عليه في بلادهم وهل المسلمون الأوائل الذين فتحوا بلاد آسيا باكستان والهند وأفغانستان إلا بالبقاء فيها والانخراط بمجتمعاتهم حتى تم الفتح على أيديهم.
الحمد لله هناك الكثير ممن أسلم من إخواننا المسلمين الأمريكيين فكان منهم الذي اشتهر بعلم الحديث مثل الشيخ جمال زربوزو وكذلك الشيخ حمزة يوسف والشيخ سراج وهاج وغيرهم وهذه رحمه من الله على الإسلام والمسلمين في هذه البلاد.
وإذا كان الأمر كذلك فلا يمكن للمسلمين أن يعيشوا منعزلين وبعيدين عن المجتمع الذي يعيشون فيه فهم بحاجة إلى من يدافع عنهم ويدافع عن شعائرهم ودينهم وأمنهم وهذا لا يمكن أن يكون إلا بالمشاركة في العمل السياسي والذي يعتبر هو الأساس الأول الذي يقوم عليه بناء المجتمع خاصة في الغرب عندما هاجر النبي من مكة إلى المدينة وأراد النبي أن يبنى مجتمعه الجديد شارك جميع طبقات المجتمع من اليهود والمشركين وغيرهم فقد عقد عليه السلام معاهدات مع اليهود وظلت هذه المعاهدات باقية ملتزما بها رسول الله إلى أن نكث اليهود عهدهم.
وللعلم إن الوثيقة التي كتبت كان فيها مخالفات شرعيه كثيرة ولكن النبي تنازل عن كثيرا منها حتى يتم بناء المجتمع وحتى تقوى شوكة الإسلام ومن ثم تتغير العهود والمواثيق ويبنى غيرها ليكون عمادا لدوله إسلامية جديدة كما هو الحال مثلا بالنسبة إلى اندونيسيا وماليزيا.
النبي عليه السلام كان حريصا على مشاركة جميع طبقات المجتمع في كافة النواحي الاجتماعية وتوائم الحياة بين كل الطوائف وكان هذا جليا في الصلح بين الأوس والخزرج.
لقد تدرج النبي عليه السلام مع كافة طبقات المجتمع بالطريقة المثلى التي أكسبت الإسلام قدرا من الاحترام والتقدير لدى جميع الملل والديانات في المدينة.
ونحن في مجتمع جديد أشبه بالمجتمع المدني وهو بحاجه إلى تكوين صحيح ورؤية إسلامية صادقه ينبغي على العلماء والمفكرين أن ينظروا إليه بحكمه وصدق حتى يتسنى لنا الأخذ بيد الأمة ولاسيما المسلمين في هذه البلاد.
إن إظهار الإسلام وسماحته وإبداعه العقلي والعلمي معا لهو من أهم الركائز التي ينبغي على المسلم أن يهتم بها كثيرا حتى نضع الإسلام في الموضع والمكان الذي أراده الله له.
السادة الفقهاء...
إن اليهود داخل الولايات المتحدة الأمريكية قوه سياسية واقتصاديه شاركوا في العمل السياسي منذ زمن بعيد واستطاعوا من خلال هذه المشاركة أن يؤثروا في القرار السياسي داخليا وخارجيا وأصبح رئيس أمريكا أقوى رئيس في العالم يلين ويخضع للرأي اليهودي داخل أمريكا طمعا في مساعدة اليهود له لفترة رئاسية ثانية.
لقد ترتب على هذا الانحياز التام لإسرائيل قتل الفلسطينيين وهدم ديارهم وقطع أشجارهم تحت غطاء أمريكي كامل استخدمت فيه أمريكا حق الفيتو وتجميد قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
بل إن احتلال العراق وتهديد باقي الدول الإسلامية إيران سوريا لبنان إرضاء للوبي اليهودي الذي أثر بدوره على القرار السياسي والاقتصادي داخل أمريكا حتى ضحت أمريكا بأبنائها وأموالها من أجل عيون الكيان الصهيوني الذي أثر فيهم بفضل المشاركة في العمل السياسي من قديم.
لقد جردت المنطقة من أسلحة الدمار الشامل عدا إسرائيل ولم تجرؤ دوله عربية على الاعتراض على ذلك حتى إن الهيئات السياسية والأنظمة العربية دعت العراق وإيران إلى التجرد من أسلحة الدمار الشامل ونست إسرائيل.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا.
لو كان في مجلس النواب و مجلس الشيوخ والكونجرس عدد من المسلمين المخلصين الذين يمكن لهم بمقتضى الحرية والديموقراطية هنا أن يعترضوا على احتلال العراق أو مساعدة إسرائيل في طغيانها لتغير الأمر وتبدل تماما بل يمكن لهذا النفع أن يعود إلى بلاد الإسلام.
لابد أن نضع في الحسبان أن الإسلام ظلم في هذه البلاد وأصبح أهله إرهابيين وربما يصدر غدا من القرارات ما فيها غلق المدارس والمؤسسات الإسلامية كما جرى الحال في فرنسا بالنسبة للحجاب.
فلابد أن يستيقظ المسلمون من غفلتهم وليستعدوا لمثل هذا اليوم.
ولا سبيل إلى ذلك أولا وأخيرا إلا بالانخراط في المجتمع والمشاركة السياسية والانتخابات حتى نضيع الفرصة على الآخرين ولابد للمسلمين أن يكونوا مثلا أعلى في السلوك والوعي فهذا هو مستقبل الأمة ومستقبل الإسلام فلا نتهاون في ذلك ونسعى جاهدين للوصول إلى ذلك والله غالب على أمره.
إن الدعوة إلى الله من أحب الأعمال وأقربها إلى الله تعالى.
(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فصلت (33).
والدعوة تفرض على أصحابها أن ينخرطوا بالمجتمعات التي يعشون فيها فلا يمكن أن أغلق الباب على نفسي وأكون داعيا بل لابد للمسلمين من مشاركة طبقات المجتمع في جميع الأعمال وفى شتى هيئات المجتمع في وزارة العدل والداخلية والخارجية والدفاع.
ولابد أن يقتحم المسلمون هذه الأماكن رافعين راية الإسلام.
وأنا شخصيا قمت بالدعوة في كثير من الأماكن الهامة داخل مبنى الأمم المتحدة ومبنى المباحث الفدرالية ووزارة العدل والداخلية. ولقد غيرت صورة الإسلام عن الصورة التي ركزت بأذهان هؤلاء وصححنا الكثير من المفاهيم الخاطئة ولو كنا نملك الوسائل الدعوية كالمذياع والتلفاز والصحافة لغيرنا الكثير والكثير.
وأخيرا أقول:
العمل السياسي متوقف عليه نجاح الإسلام والمسلمين في هذه البلاد فنرجو من السادة أصحاب الفضيلة أن يوجهوا النداء للمسلمين بإقامة المؤسسات السياسية التي تدعوا المسلمين إلى العمل السياسي وتفطنهم إلى ذلك وتدعوهم لتقوية الروابط فيما بينهم حتى يأخذ الله بأيديهم وينصرهم ويهديهم إلى ما فيه نجاح دينهم ودنياهم.
جمع التبرعات للمشاركة في الانتخابات
هذا الموضوع من المواضيع التي يمكن أن تختلف كثيرا عما نعاهده في بلاد الإسلام فالأوضاع السياسية هنا لها مزاج خاص يتحكم فيه العادات والتقاليد التي نشأ فيها هذا المجتمع.
فالأموال التي يحتاجها المرشح هنا كثيرة ولا يمكن لفرد أن يقوم بها بنفسه بل لابد من الوقوف إلى جواره من جانب حزبه أو المؤسسات التي تتبناه أو تقف إلى جواره فمثلا حملة بوش وحدها تتكلف 150 مليون دولار وهذا مبلغ ليس من السهل على الإطلاق أن يتبرع به المرشح أو يحصل عليه إلا عن طريق عقد المؤتمرات والزيارات والانتقالات من ولاية إلى ولاية حتى يتسنى له الحصول على هذه الأموال من المنتسبين إلى حزبه الذين فيهم أعداد كبيرة وظروفهم المادية أفضل.
أما بالنسبة للمسلمين هنا فأوضاعهم مختلفة وهم على مستوى الأفراد ولا يملكون أمولا أحيانا تفي بحاجتهم الشخصية فكيف يتسنى لهؤلاء جمع بعض هذه الملايين ليساعدوا هذا الرشح الذي يظنون فيه الدفاع عن حقوقهم ومعتقداتهم. ولعل هذا مأخوذ من سيرة النبي عليه السلام في بادئ الدعوة عندما ضيق على أصحابه في مقام الدعوة وعندها أمرهم بالهجرة إلى الحبشة قائلا إن بها ملكا لا يظلم عنده احد وأشار إلى النجاشي ملك الحبشة.
فالمشاركة على هذه النية مطلوبة شرعا نظرا لحاجة المسلمين إلى من يقوى مواقفهم ويشد من أزرهم وهم في هذه البلاد قلة لا يمكن لهم أن يعترضوا على قرار أو يهتدوا إلى رأى ألا إذا كان لهم باع من الناحية السياسية.
والتبرعات التي تدفع من المسلمين أو من غيرهم إنما تخصم من الضرائب العامة هنا فلو دفعها المسلم على حساب ما أسلف من نية يمكن أن يخصمها من الضرائب التي يدفعها.
أما إذا كان المرشح مسلما لمنصب عمدة أو محافظا أو عضوا فى الكونجرس فإنه بالطبع تكون مساندته لازمة ومشاركة إخوانه المسلمين له مطلوبة جدا فالأوضاع هنا تطالب المجتمع الإسلامي بالتحرك تجاه تنمية الوضع السياسي آملين في تغير الأمور وتحسين الأوضاع. والله اعلم.
إقامة الندوات داخل المساجد لتأييد المرشحين
هذا أمر فيه لبس وفي تقديري لا يجوز وذلك لكثير من الهرج والمرج فضلا عن العبارات النابية التي تستخدم, كذلك حالات العرى عند النساء اللاتي يصاحبن المرشح وربما يكن منهن حائضا أو جنب.
فهذا أمر يذهب بمكانة المسجد واحترامه ولا يجوز هذا الأمر بحال من الأحوال لا من قريب ولا من بعيد ولو كان المرشح مسلما. فهنا حالات التصفيق والصفير عند مخاطبة المرشح إلى الجمهور ويمكن أن يستبدل المسجد بغيره من الأماكن الأخرى.
ولكن ما أود أن أشير إليه أن أماكن العبادة بمقتضى القوانين الوضعية لا يمكن أن تشارك في هذه الأعمال السياسية ولا يمكن أن تنتمي إلى أي حزب من الأحزاب إلا على مستوى الأفراد وليس الأمر على مستوى المؤسسات أو الهيئات.
وكذلك المراكز الإسلامية هنا في أمريكا يوجد فيها أماكن مخصصه للمؤتمرات والدعوة والمشاركة في الأعمال السياسية وغيرها.
فمثلا عندنا هنا في مدينة دنفر بولاية كولورادو يوجد في المركز الإسلامي مكانا خاصا لمثل هذه الأمور وفى هذا العام يوجد عندنا مكتب من مكاتب التسجيل والانتخابات الأمريكية نظرا لحاجه الحي إلى ذلك ولا يجد مكان يسع أو يتسع إلى ذلك إلا ذلك المكان.
فنحن رحبنا من أجل التواصل الاجتماعي بيننا وبين الحكومة هنا فرى كولورادو فإذا وجدت هذه الأماكن فبها ونعمت ولا حرج لأنها لا تتصل بالمسجد وإنما هي بعيده عن أماكن العبادة والصلاة والأذان.
وصدق الله إذ يقول:
(وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) الجن (18).