العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

لأجل ذلك كانت الفرقان ..

إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
لأجل ذلك كانت الفرقان ..

كتبه رأفت محمد رائف المصري
أستاذ التفسير وعلوم القرآن

أفلح القساميون - حفظهم الله ونصرهم – في اختيار هذا الاسم لهذه المعركة الفاصلة، التي يخوضونها ضدّ أعتى المجرمين إجراما، وأكثرهم نهماً في سفك الدماء البريئة، وأشدهم غراما بالتدمير الوحشي الممنهج .
خاض هؤلاء المجاهدون هذه المعركة حيث كان ينبغي عليهم خوضها؛ ولم يكن لهم بدٌّ من ذلك، لا رغبة في الحرب، وإنما هو الواجب الذي لا محيص منه.

وقد أوقفني إطلاق هذا العنوان – الفرقان - لهذا التصدي المبارك لتلك الهجمة الصهيونية، والمؤامرة العالمية، للقضاء على الجهاد المقدس .


الفرقان في اللغة وفي الاستعمال القرآني ..

فـ "الفرقان" – كما بيّن الراغب الأصفهاني – من "الفرق"، "وهو يقارب الفلق، لكن الفلق يقال اعتبارا بالانشقاق، والفرق يقال اعتبارا بالانفصال، قال تعالى : (وإذ فرقنا بكم البحر) ... ومنه "الفرقة" للجماعة المتفردة من الناس ... وفرقت بين الشيئين فصلت بينهما، سواء كان ذلك بفصل يدركه البصر أو بفصل تدركه البصيرة، قال تعالى : (فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين - فالفارقات فرقا) يعنى : الملائكة الذين يفصلون بين الأشياء حسبما أمرهم الله، وعلى هذا قوله تعالى : (فيها يفرق كل أمر حكيم) .
وقيل عمر الفاروق رضي الله عنه لكونه فارقا بين الحق والباطل" .

ويمكن أن نجمل ركائز معنى هذه الكلمة بما يأتي :
1- أن الفرق – خلافا للفلق – يعتبر فيه الانفصال، وهو المعنى الذي يجمع اشتقاقات الكلمة.
2- "الفرقة " : هي الجماعة المتفردة من الناس .
3- الفرق بين الشيئين هو الفصل بينهما، بالبصر كان ذلك أو بالبصيرة .
هذا ما جاء في كلام الراغب الأصفهاني رحمه الله تعالى، ثم إنه لم يكتف بذاك؛ حتى بيّن الفرق بين الكلمتين : "الفرق" و "الفرقان"، وبيّن مدلولات كلمة "الفرقان" وفق الاستعمال القرآني، حيث قال :

" والفرقان أبلغ من الفرق لأنه يستعمل في الفرق بين الحق والباطل - قلت : وهو على وزن :فعلان؛ التي تفيد في اللغة : الكثرة والامتلاء،وعليه فهي مبالغة -، والفرق يستعمل في ذلك وفى غيره وقوله تعالى : (يوم الفرقان)، أي اليوم الذي يفرق فيه بين الحق والباطل، والحجة والشبهة، وقوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا)، أي نورا وتوفيقا على قلوبكم يفرق به بين الحق والباطل، فكان الفرقان ههنا كالسكينة والروح في غيره، وقوله تعالى : (وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان)، قيل : أريد به يوم بدر ، فإنه أول يوم فرق فيه بين الحق والباطل، والفرقان كلام الله تعالى، لفرقه بين الحق والباطل في الاعتقاد والصدق والكذب في المقال والصالح والطالح في الأعمال، وذلك في القرآن والتوراة والإنجيل، قال تعالى :(تبارك الذي نزل الفرقان - شهر رمضان الذي أنزل فيه الفرقان" اهـ باختصار .
ومنه يتبيّن ما يأتي :

لما كان "الفرقان" مبالغة من "الفرق"؛ فإنه أطلق إطلاقا أخصّ من إطلاقه، والذي يتراءى من الكلام أن "الفرقان" يطلق على ما كان منه التفريق بالبصيرة، وكان تفريقه عظيما خطيرا .

فإنه أطلق على يوم بدر، الذي كان فيه من شدة التفريق بين الحقّ والباطل الكثير، وكان ذلك على قدر كبير من الخطورة والأهمية .
وأطلق على القرآن، الذي يتبين به الحق أبلج، كالشمس في رابعة النهار، ويتبيّن به الباطل لرائيه ملء البصر، لا يشوب رؤيته شائبة، ولا يحجبه غيم شك ولا سحب ريب .

وأطلق على ما يقذفه الله تعالى من النور في قلوب عباده المتقين، فيفرّقون به بين الحقّ والباطل .
ولُقّب به عمر بن الخطاب، وذلك لكونه رضي الله عنه أستاذ التفريق بين الحق والباطل ..


بين "الفرقان" في الاستعمال القرآني والواقع الميداني لمعركة الفرقان ..

تناسب اختيار أبناء القسام "الفرقان" عنوانا لمعركتهم الحاسمة لما جاء في كلمة الفرقان من الاستعمال اللغوي والقرآني .
وذلك من وجوه عديدة، حاصلها :

- أن هذه المعركة المباركة قد تجّلى فيها الفصل بين الحق والباطل، وبين الخير والشرّ، وبين الصدق والكذب، وبين الحقيقة والوهم .

• فإنها المعركة التي أظهرت حقّ الشعب الفلسطيني في أرضه المغصوبة، وباطل يهود في ادعائها، وذلك الإظهار كان كأبلغ ما يكون، من حيث اطّلعت شعوب الأرض على حقيقة الصراع، فتَفَجُّرُ هذا الاعتداء الصهيوني الغاشم كان داعيا لهذه الشعوب إلى النظر في أصل المسألة الفلسطينية، وجذور الصراع الإسلامي اليهودي على هذه الأرض .
• وهي المعركة التي فرّقت في أعين الناس بين القاتل والضحية، فظهر بها الوجه القبيح لليهود، ذلك الذي كان يخفيه اليهود عن شعوب العالم .
الحقيقةُ التي عليها هذا الكيان الدموي، الذي استهدف الطفولة فمزقها، وشتّت أشلاءها بصواريخه الفوسفورية وغيرها من البدع التي تفنن اليهود في تجربتها على الأجساد البريئة، فتركتها أجسادا متفحّمة تارة، وممزّقة – كلّ ممزّق تارة أخرى .
• وهي المعركة التي تبدّد فيها وهم المتوهمين في عمليات السلام الهشّة، التي أُشغل فيها الفلسطينيون والمسلمون دهرا من الزمان غير قصير، وتاه فيها الكثيرون متأمّلين التوصّل إلى حلول "سلمية"، فوصلوا إلى المجازر الدموية .
• وهي المعركة التي كشفت – من جديد – ُهزال هيئة الأمم المتحدة، وبينت بالقول الفصل كونها ألعوبة في يد الشيطان الأمريكي، الذي يقلب موازين الحق، فيجعل المجرم ضحية، والضحية مجرما، ويصوّر الحق باطلا، والباطل حقّا، ويرسم الوحش الكاسر حملا وديعا، ويرسم الطفل الرقيق شيطانا مريدا .

فكشفت السراب الذي يتعلق به المتخاذلون الذين سعوا في تحصيل قرار من هيئة الأمم المتحدة – وقد فعلوا – فما زادهم إلا خسارا، وما كان منهم إلا تضييع الوقت المحسوبة دقائقه بقطرات دماء المسلمين، وساعاته بأرواحهم .
• وعرّت كذلك تبعية بعض الأنظمة العربية تبعية تامّة للمشروع الصهيوأمريكي، حتى إنها لم تملك أمر سيادتها، ولم تملك قرارها المستقلّ .

في الحين الذي نظرت شعوب العرب والمسلمين إلى "فنزويلا" الحرّة نظرة إجلال واحترام، إذ أثبتت مثل هذه الدولة فقيرة الموارد، بعيدة المكان، نائية الحضارة ملكها لقرارها، واحترامها لإنسانية الإنسان، واستنكارها لوحشية العدوان، فطردت السفير الإسرائيلي ومن معه شرّ طردة، وخرج قادتها للتعبير عن رفضهم واستنكارهم لضراوة العدوان، وأعلنوها مدوية : أن الحق هو للفلسطينيين في أرضهم، وأن مقاومتهم هي شرف الدفاع عن الأرض والعرض .
• وهي المعركة التي سقطت فيها ورقة التوت الرقيقة عن سوءة السلطة الفلسطينية، ففضح الله ضعفها المخزي، وتآمرها المزري، وفي أثناء هذه المعركة كذلك انتهت "صلاحية" رئيسها – السلطة - قانونا، من بعد انتهاء صلاحيته شرعا قبل زمن طويل .



بين يوم الفرقان الأوّل ويوم الفرقان الثاني ..

• أما يوم بدر فكان المشركون أعظم من المسلمين عَددا وعُددا، ولم يكن للمسلمين يومئذ ثلث القوّة من حيث العَدد، وعشرها من حيث العُدد، لكن الله تعالى أيّد جنده بجند السماء، فكانت لهم الغلبة، {إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا، سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب، فاضربوا فوق الأعناق، واضربوا منهم كلّ بنان} .
وكذلك في يوم الفرقان اليوم، فإن القتلة المجرمين أكثر عَددا، وأعظم عُددا من زمرة المجاهدين ،
إلا أن الله تعالى – بإذنه – سيؤيّدهم بجند السماء، فيرمي عنهم كما رمى عن آبائهم في يوم الفرقان الأولى {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} .
• في يوم الفرقان الأوّل سيق المسلمون إلى القتال سوقاً، حيث كانت نفوسهم تميل إلى القافلة لا إلى القتال، كما قال الله تعالى :{وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودّون أن غير ذات الشوكة تكون لكم} .
وفي يوم الفرقان الثاني، سيق المجاهدون إلى خوض القتال بغير خيار منهم، وإنما بإصرار آلة القتل الصهيونية على ذلك، بعد استمرار الحصار الطويل على شعب غزّة، ولله حكمة عظيمة فيه {ويريد الله أن يُحقّ الحقّ بكلماته ويقطع دابر الكافرين . ليحقّ الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون} .
• في بدر – يوم الفرقان الأوّل - كانت الوقعة التي أرغمت فيه أنوف الكفرة المتكبرين من قريش، فذهبت هيبتهم أدراج الرياح .
وأما يوم الفرقان الثاني، فهو اليوم الذي سيرغم الله تعالى فيه أنوف أعدائه من أبناء القردة والخنازير، ويبدّد فيه أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، فيكسر كبره، ويُذلّ عنجهيته، فتذهب هيبتهم المصطنعة أدراج الرياح .
وهذا وعد الله لا كذب، قال عزّ وجلّ : { إن الذين يحادّون الله ورسوله أولئك في الأذلين . كتب الله لأغلبن أنا ورسلي، إن الله قويٌّ عزيز}



ومن اشتقاقات الكلمة كذلك ..

- ثم إن من اشتقاقات هذه الكلمة – كما جاء في كلام الراغب الأصفهاني – "الفريق" و"الفرقة"، وهي الجماعة المتفردة، وحقا إن الجماعة التي تنهض بأعباء الجهاد في هذه المعركة جماعة متفردة، وتفردها من حيثيتين :
الأولى : أنها قد تركت وحيدة في مواجهة أسطول القتل الصهيوني، وإمداداته الأمريكية .
في الحين الذي وقفت فيه دول المسلمين صامتة – بضعفها أو بتآمرها – ضدّ هذه الفرقة المتفردة .
ومثل هذا – وإن كان في ظاهره شرّا – إلا أن ثمّة وجها من وجوه الخيرية فيه، وهو أن يستمسك إخواننا بحبل الله، ويعلموا أنهم موعود رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال فيما رواه أبو أمامة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، إلا ما أصابهم من لأواء، وهم كالإناء بين الأكلة، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم ؟ قال: ببيت المقدس؛ وأكناف بيت المقدس)
أخرجه أحمد (5/269 ، رقم 22374) ، والطبرانى (8/145 ، رقم 7643)، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال : "رجاله ثقات"( 7/564).

فهم بوعد رسول الله صلى الله عليه وسلّم منتصرون، و على العهد ثابتون، لن يضرّهم تآمر المتآمرين، ولا عدوان المعتدين، ولا خذلان المتخاذلين، إلا أن ما يتعرّضون إليه اليوم هو اللأواء التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

هذا، وقد قال الله تعالى : { لن يضرّوكم إلا أذى، وإن يقاتلوكم يولّوكم الأدبار ثم لا يُنصرون} .

- والحيثية الثانية لتفرّدهم : تميّزهم عن غيرهم من القاعدين ..

• تميّزهم بالتربية الإيمانية، فهم أهل الصيام والقيام والقرآن – كما روى ذلك عنهم من عرفه - .
• تميزهم بالتربية الجهادية، وتفرّدهم بالصبر، واحتمال المشاقّ، وهذا يُظهره مقدار احتمالهم للجوع وشظف العيش في ظل الحصار .
وليُبشروا، فإن جمع هاتين الصفتين :اللتين تفرّدوا بهما هو ما يستجلب نصرة الله ومعيته، كما قال الله تعالى : {ياأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة، إن الله مع الصابرين} .
• كذلك تفرّد هؤلاء بالتسابق الشديد إلى الجنة المأمور بالمسابقة إليها، والمسارعة للحصول عليها:
قال الله تعالى : {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض، أُعدّت للمتقين}، وقال سبحانه : {سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض}، فمن أشدّ منهم إقبالا على الشهادة ؟ ومن أحرص عليها منهم ؟ ومن أكثر منهم طلبا لها ؟



خاتمة ..

فنسأل الله تعالى أن يُقرّ أعيننا بالنصر في يوم الفرقان، كما أنه سبحانه قد أقرّ أعين محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه بها .
وهو سبحانه المسؤول أن يفرق في هذه المعركة بين الحق والباطل، وبين الخير والشرّ {قأما الزبد فيذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} .
وهو سبحانه المسؤول أن يقصم بمعركة الفرقان ظهر عدوّه الباغي، وأن يُرغم أنفه بالتراب، كما فعل بكفار قريش في يوم بدر يوم الفرقان .
وأصلّي وأسلم على نبيّ الفرقان، من أنزل الله عليه الفرقان، ونصره يوم الفرقان، وبشّر بنصر يوم الفرقان على أعداء الفرقان .
 
التعديل الأخير:
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
وفيك بارك الله، ووفقنا وإياكم لخدمة دينه، ولنصرة أوليائه .
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
استفسار لشيخنا رأفت -حفظه الله-:
على ضوء قراءتك هل جلاء اليهود مرهون بالملحمة الفاصلة؟.
أم يحتمل تكرر الجلاء بتكرر العودة؟.
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظك الله تعالى ونفع بعلمك ..

إن الله تعالى قد أخبر عن إفسادين كبيرين لبني إسرائيل في الأرض، ما نعايشه اليوم هو الإفساد الثاني - على قول أكثر أهل العلم في هذا الزمان، ولعلّ هذا الإفساد بعلوّه الكبير هو الأخير من نوعه، على أن الله تعالى قد قال في أثناء هذه الآيات على سبيل التهديد لهم : (وإن عدتم عدنا) أي إن عدتم يا بني إسرائيل إلى الإفساد عدنا إلى التدمير عليكم، وتخريب ما بنيتموه .

وهذا النص ههنا يشير إلى إمكانية وقوع مثل هذا الإفساد مرّة أخرى، على أن التحديد الأول بالمرّتين يسوّغ القول بأنه لا أكبر ولا أعظم من الإفسادين، الذَين نرى اليوم الآخر منها .

والذي يتراءى لي أن الله سيدمّر هذه الدولة بسيف الجهاد، وفق هذا الوعد، وستنتهي هذه الجولة بما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (تقاتلون اليهود أنتم شرقي النهر وهم غربيه، حتى ينادي الحجر والشجر : يا مسلم يا عبد الله؛ هذا يهودي ورائي تعال فاقتله) .

ثم يكون للمسلمين مع اليهود جولة أخرى يقودهم فيها المسيح الدجال، ويكون ذلك أثناء العلامات الكبرى للقيامة، ينتهي فيها اليهود نهائيا - كما أشرت في موضوع : بدأت المرحلة الأولة من مراحل انتهاء دولة اليهود - .

والله أعلم بما يكون، نسأل الله أن يعجّل بالنصر .
 
إنضم
25 أكتوبر 2010
المشاركات
28
الكنية
ابو سلطان
التخصص
فقه السنة
المدينة
المدينة النبوية
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: لأجل ذلك كانت الفرقان ..

جزاك الله خير
 
أعلى