العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الهجوم على الإسلام يقويه

إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
238
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
٥٣. رأينا الهجوم في بلجيكا وفرنسا وأوربا عامة على الحجاب وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى تزايد عدد المسلمين، بينما هم يعاملون في بلاد المسلمين معاملة كريمة، وتحرسهم الشرطة وتبنى لهم الكنائس، فهل يصح ذلك يا شيخ؟!
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛
فأذكر مقولة للشيخ الشعراوي رحمه الله يقول فيها: إذا أراد الله ان ينصر قضية من قضايا الحق قيض لها لسان باطل، فالمهم أن العبارة أسرتني معرفياً، وإذا بي كنت أحضر لخطبة عن الإسراء والمعراج، ففوجئت فعلاً أن كلام الشيخ الشعراوي حق؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة الإسراء والمعراج، وهو في حجر الكعبة، كان مهموماً كيف سيخبر أهل مكة بذلك، من يصدق من يصدق؟ فقيض الله له لسان باطل، أرسل إليه أبو جهل، وهو جالس بعد الفجر عند الكعبة، قال له أبو جهل: عِمت صباحاً يا محمد، هل كان من أمر؟! فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: نعم. قال وما هو؟ قال أُسري بي الليلة إلى بيت المقدس، وعرج بي إلى السماء. قال: أخبر قومك بهذا؟!!، قال نعم أخبرهم.
ذهب أبو جهل وظل يدور على بيوت مكة، ويظن أنها أصبحت فرصة، اليوم دعوة محمد ستُقتل، ستموت، فقال لهم اسمعوا ماذا يقول محمد، نضرب أكباد الإبل الى الشام شهراً ومثلها إلى اليمن، وهو يزعم أنه أُسري به في ليلة إلى بيت المقدس، أتصدقون هذا؟ فقالوا لا! هذا أمر لا يصدق، قال إذا اليوم نرى ما يصنع أبو بكر الصديق لصاحبه، لن يصدق هذا الكلام، وسيترك الإسلام، ويترك محمد، فذهبوا اليه، فقالوا: يا أبا بكر، أسمعت ما قال صاحبك؟ وما قال؟ لقد قال إنه أسري به الليلة من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، وعاد في ليلة واحدة. أظنك لا تصدق هذا؟ فسيدنا أبو بكر قال: أقال ذلك ؟! قالوا نعم. قال لأن كان قال فلقد صدق، قالوا ويحك تصدقه في أمر كهذا، قال: ولماذا لا أصدقه؟ أنا أصدقه فيما هو أعظم من هذا، قالوا وما هو؟ قال أصدقه في خبر السماء، يأتيه وحياً وهو أبعد من بيت المقدس، فانظر إلى هذا القياس، هذا قياس معرفي، قياس الحقيقة على الحقيقة، ويسمى في أصول الفقه قياس الأَوْلَى، يعني إن كنت أصدقه في خبر السماء، فمن الأولى أن أصدقه في خبر الأرض؛ فشعروا بالإحباط؛ فقال تعالوا معي، أنا أتثبت لكم، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال يا رسول الله إني لا أشك ولكني أتثبت، يعني أنا أطمئن. مثل سيدنا ابراهيم لما قال لله سبحانه وتعالى: ولكن ليطمئن قلبي.
فقال يا رسول الله صف لنا بيت المقدس، والنبي صلى الله عليه وسلم ما خرج لبيت المقدس من قبل، وهم يعلمون ذلك؛ فوصفه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي النصوص أن سيدنا جبريل جاء وبيت المقدس على كفه، وأخذ يلفه له، حتى وصفه النبي صلى الله عليه وسلم، عموداً عموداً، فقال ألا أخبركم بعلامة أخرى، والحضور يستمعون، قالوا ما هي؟! قال قابلتني عير لكم قادمة من الشام، وأظنها تصل مع مطلع الفجر، تقديراً للمسافة فقالوا سننظر، وإذا بالعير مع مطلع الفجر يرونها، فقالوا: صدق محمد، لكن أبو جهل قال بل سحركم محمد. لا فائدة، الكفر ملة واحدة، طالما هناك اصرار على الكفر لمصلحة سياسية، أو لحسد على المكانة؛ فلا تنتظر إنصافاً.
ذهب حيي ابن أخطب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ذهب من المدينة إلى مكة لكي يرى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو كبير اليهود زعيمهم، ولما رآه عرف أنه نبي، رجع إلى قومه فقالوا ماذا وجدت، قال والله انه لنبي حق، قالوا وماذا ستفعل؟ قال عداوته ما حييت. أنت تشهد انه نبي حق؟ وتقول عداوته؟! أنت تعلم ان الذي يعادي النبي يخسر، أنت تظن أنك تعادي نبياً مُؤَيَّداً من الله وتكون كسباناً، أين عقلك؟! لكنه الحسد، الحسد يعمي، ولذلك قالوا الحاسد يفضل أن يغرق في البحر على أن ينقذه محسوده، من شدة الحسد. قيل:

وكل العداوات قد تُرجى مودتها

إلا عداوة من عاداك عن حسد
 
أعلى