العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

التجديد الفقهي وفق منهج التخريج المذهبي دراسة تأصيلية. د. محمود حلمي علي.

محمود حلمي علي

:: مطـًـلع ::
إنضم
4 يونيو 2013
المشاركات
159
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
فقه شافعي
الدولة
مصر
المدينة
العاشر من رمضان
المذهب الفقهي
الشافعي
إن التجديد الفقهي موعودٌ إلهي، وتكليفٌ شرعي، وخصيصةٌ من خصائص هذه الشريعة الخاتمة، وضرورةٌ من ضروراتها.
فلم يخْلُ عصرٌ من عصور أمة الإسلام من التجديد الفقهي، ولم يزل العلماء قائمين بهذه الفريضة، ولم تزل الشريعة الإسلامية -ولا تزال بحمد الله- قابلة للتجديد في كل عصر.
ولهذا التجديد مظاهر كبرى تمثل نظرية عامة، تتمثل هذه النظرية في قسمين رئيسين:
القسم الأول: التجديد الفقهي الشكلي، والقسم الثاني: التجديد الفقهي الموضوعي.
فالتجديد الفقهي الشكلي يشمل جميع صور التدوين، والتصنيف، والتأليف، والصياغة القانونية، وطرائق التعليم، ووسائل التبليغ بالخطاب الديني المباشر وغيره من الوسائل المبلغة لهذه الشريعة الغراء.
والتجديد الفقهي الموضوعي يتمثل في دوام وفاء أحكام هذه الشريعة الغراء بكل ما يتعلق بأفعال المكلفين من عبادات، ومعاملات، ونوازل، ومستجدات مع اختلاف الزمان والمكان والأعيان.
وقد اعتنى البحث ببيان حقيقة التخريج المذهبي، وإزالة التباس حقيقته وقصره على أحد صوره وهو قياس فرع على فرع، والظن بأن الاجتهاد والاستنباط من الأدلة التفصيلية وإعمال القواعد المقاصدية والفقهية خارج عن مفهوم التخريج المذهبي، مما يوهم قصور التخريج المذهبي عن القيام بوظيفة التجديد الفقهي.
والتجديد الفقهي وفق طرائق التخريج المذهبي يستلزم قدرًا من الأهلية العلمية لا بد من تحققه فيمن يقوم به، فإذا توفرت لديه تلك الأهلية كان تجديده وتخريجه منضبطًا ومنتجاً للآثار المرجوة منه، وإن لم تتوفر فيه تلك الأهلية كان تجديده تبديدًا وتخريجه خروجًا عن المنهجية العلمية.
والأهلية العلمية تكون في كل عصر بحسبه، فلا بد من التنصيص على قدرٍ من الأهلية العلمية يتناسب مع أهل كل عصر، ويضمن قدرة القائم بالتجديد على مراعاة الضوابط العلمية المنهجية في تخريجه وتجديده.
والتجديد الفقهي لا بد له من ضوابط علمية تضمن تحقيقه لأهدافه وغايته من تجديد الأحكام ومواكبتها للواقع، وفق منهجية علمية منضبطة هي منهجية التخريج المذهبي.

 
أعلى