د / ربيع أحمد ( طب ).
:: متخصص ::
- إنضم
- 4 يناير 2008
- المشاركات
- 1,323
- التخصص
- طبيب تخدير
- المدينة
- الجيزة
- المذهب الفقهي
- ما وافق الدليل
منع الشفاه من قول الإنسان خليفة الله
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو التحذير من مقولة شائعة يرددها البعض ، وهى مقولة الإنسان خليفة الله فى الأرض فهذه المقولة ورد ما يدل على منعها ،وبما أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره أي لا نحكم على شيء إلا بعد معرفة ماهيته أي بعد أن نعرف ما هو؟ فسنبين إن شاء الله معنى خليفة أولاً ثم قول الفقهاء في إطلاق خليفة الله ثانياً ثم نذكر القول الراجح ،وسبب الترجيح هدانا الله إلى الحق ووفقنا إلى إصابته . أولاً : معنى خليفة : أخوتاه الخليفة هو من يخلف غيره ،وسمي السلطان خليفة ؛لأنه يخلف من قبله ،وقال ابن عباد : الخَلِيفةُ : مَن اسْتُخْلِف مكانَ مَنْ قَبْلَه . وقَوْله تعالى : ﴿ جَعَلَكُم خَلائفَ الأرض ﴾ أي مُسْتَخْلَفِيْنَ فيها [1]، وقال الفيومي : الْخَلِيفَةُ بِمَعْنَى السُّلْطَانِ الأَعْظَمِ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَاعِلاً ؛ لأنَّهُ خَلَفَ مَنْ قَبْلَهُ أَيْ جَاءَ بَعْدَهُ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولاً ؛ لأنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَهُ خَلِيفَةً أَوْ لِأَنَّهُ جَاءَ بِهِ بَعْدَ غَيْرِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ ﴾ . قَالَ بَعْضُهُمْ وَلا يُقَالُ خَلِيفَةُ اللَّهِ بِالإضَافَةِ إلا لآدَمَ وَدَاوُد لِوُرُودِ النَّصِّ بِذَلِكَ . وَقِيلَ يَجُوزُ وَهُوَ الْقِيَاسُ لأنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَهُ خَلِيفَةً كَمَا جَعَلَهُ سُلْطَانًا ،وَقَدْ سُمِعَ سُلْطَانُ اللَّهِ وَجُنُودُ اللَّهِ وَحِزْبُ اللَّهِ وَخَيْلُ اللَّهِ وَالإِضَافَةُ تَكُونُ بِأَدْنَى مُلابَسَةٍ[2] ، وقال ابن منظور: والخَلِيفةُ الذي يُسْتخْلَفُ ممن قبله..... قال الزجاج جاز أن يقال للأَئمة خُلفاء الله في أَرْضِه بقوله عز وجل ﴿ يا داودُ إنَّا جَعَلْناك خَلِيفةً في الأرض﴾ وقال غيره الخَليفةُ السلطانُ الأَعظم[3] وقال الزبيدى : والْخَلِيفَةُ : السُّلْطَانُ الأَعْظَمُ يَخْلُفُ مَن قَبْلَه ويَسُدُّ مَسَدُّهُ[4]،و قال الأصفهانى : ( والخلافة النيابة عن الغير إما لغيبة المنوب عنه وإما لموته وإما لعجزه وإما لتشريف المستخلف ، وعلى هذا الوجه الأخير استخلف الله أولياءه فى الأرض ، قال تعالى : ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ ﴾[5] )[6] .
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو التحذير من مقولة شائعة يرددها البعض ، وهى مقولة الإنسان خليفة الله فى الأرض فهذه المقولة ورد ما يدل على منعها ،وبما أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره أي لا نحكم على شيء إلا بعد معرفة ماهيته أي بعد أن نعرف ما هو؟ فسنبين إن شاء الله معنى خليفة أولاً ثم قول الفقهاء في إطلاق خليفة الله ثانياً ثم نذكر القول الراجح ،وسبب الترجيح هدانا الله إلى الحق ووفقنا إلى إصابته . أولاً : معنى خليفة : أخوتاه الخليفة هو من يخلف غيره ،وسمي السلطان خليفة ؛لأنه يخلف من قبله ،وقال ابن عباد : الخَلِيفةُ : مَن اسْتُخْلِف مكانَ مَنْ قَبْلَه . وقَوْله تعالى : ﴿ جَعَلَكُم خَلائفَ الأرض ﴾ أي مُسْتَخْلَفِيْنَ فيها [1]، وقال الفيومي : الْخَلِيفَةُ بِمَعْنَى السُّلْطَانِ الأَعْظَمِ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَاعِلاً ؛ لأنَّهُ خَلَفَ مَنْ قَبْلَهُ أَيْ جَاءَ بَعْدَهُ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولاً ؛ لأنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَهُ خَلِيفَةً أَوْ لِأَنَّهُ جَاءَ بِهِ بَعْدَ غَيْرِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ ﴾ . قَالَ بَعْضُهُمْ وَلا يُقَالُ خَلِيفَةُ اللَّهِ بِالإضَافَةِ إلا لآدَمَ وَدَاوُد لِوُرُودِ النَّصِّ بِذَلِكَ . وَقِيلَ يَجُوزُ وَهُوَ الْقِيَاسُ لأنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَهُ خَلِيفَةً كَمَا جَعَلَهُ سُلْطَانًا ،وَقَدْ سُمِعَ سُلْطَانُ اللَّهِ وَجُنُودُ اللَّهِ وَحِزْبُ اللَّهِ وَخَيْلُ اللَّهِ وَالإِضَافَةُ تَكُونُ بِأَدْنَى مُلابَسَةٍ[2] ، وقال ابن منظور: والخَلِيفةُ الذي يُسْتخْلَفُ ممن قبله..... قال الزجاج جاز أن يقال للأَئمة خُلفاء الله في أَرْضِه بقوله عز وجل ﴿ يا داودُ إنَّا جَعَلْناك خَلِيفةً في الأرض﴾ وقال غيره الخَليفةُ السلطانُ الأَعظم[3] وقال الزبيدى : والْخَلِيفَةُ : السُّلْطَانُ الأَعْظَمُ يَخْلُفُ مَن قَبْلَه ويَسُدُّ مَسَدُّهُ[4]،و قال الأصفهانى : ( والخلافة النيابة عن الغير إما لغيبة المنوب عنه وإما لموته وإما لعجزه وإما لتشريف المستخلف ، وعلى هذا الوجه الأخير استخلف الله أولياءه فى الأرض ، قال تعالى : ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ ﴾[5] )[6] .