خالد محمد المرسي
:: مطـًـلع ::
- إنضم
- 16 ديسمبر 2007
- المشاركات
- 101
- التخصص
- لم يحن وقته
- المدينة
- الاسكندرية
- المذهب الفقهي
- حيث مادار الدليل بفهم المتنورين
بسم الله الرحمن الرحيمالحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أفضل صلاة وأتم تسليم أما بعد
المرسى
ينقل الدكتور بكارعن أحد المفكرين قوله (ان الناس اذا رأت من يحترق لاتستطيع الا أن تحترق معه ) ! وهاأنا ذا أتشرف بفضل التفاعل مع ما يكتب الدكتور حاتم
قال الدكتور حاتم حفظه الله
خير من قلّده البشر هو رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهو أَولى من ذابت فيه الشخصيات । ومع ذلك فقد كان الذين هم أعظم الناس حبًّا له (وهم أصحابه رضي الله عنهم) مستقلين بتفكيرهم , ولكل واحدٍ منهم شخصيّتُه المنفردة , ولكل واحد منهم رأيه الخاص الذي يعتزُّ به , ولذلك فلم تنصهر آراؤهم في رأي أحد ॥ ولا في رأي رسول الله !! ولولا ذلك لما كان لمشورة النبي لهم أي فائدة , ولما أُمر الله نبيه باستشارتهم (وشاورهم في الأمر)
انتهى
بسم الله الرحمن الرحيمالحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أفضل صلاة وأتم تسليم أما بعد
سمعت الأستاذ ابراهيم العسعس يتكلم عن حديث بريرة عن عكرمة عن ابن عباس أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعباس: يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة، ومن بغض بريرة مغيثا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم- أي مخاطبا بريرة - : لو راجعته.
قالت: يا رسول الله تأمرني؟
قال: إنما أنا أشفع.
قالت: لا حاجة لي فيه
ويصف قدرتها على قول (لا) بأنه حدث مهول وعجيب أو كما قال ) وهى كانت أمة لاتزن شيئا فى ميزان الانسانية فاذا قال لها سيدها افعلى كذا لاتستطيع أن ترفض أو حتى تفكر فى الرفض ! وسأتكلم عن هذا الحديث من جهتين الأولى– من جهة بريرة الانسان والثانية = من جهة بريرة الأنثى
فالأولى
لو علماء النفس المعاصرون تكلموا عن هذه الواقعة وحللوا شخصية بريرة (الأمة ) وما مُورس ضدها وأثر ذلك على السلوك البشرى ثم حللوا شخصيتها بعد اسلامها والتى استطاعت بها أن تقول للنبى صلى الله عليه وسلم (لا) 0 لو حللوا كل ذلك ( بكل التقنيات التى وصل لها علم النفس الحديث ) لقطعوا بأن المنهج التربوى النبوى الذى تربت عليه بريرة وقدرت من خلاله أن تقول للنبى صلى الله عليه وسلم (لا) لأكبر انسان عُظم فى وقتها لجزم علماء النفس بأن منهج الاسلام (منهج الهى) لأن علم النفس بكل ماوصل اليه يعجز عن تحويل شخصية كشخصية بريرة قبل الاسلام الى شخصية بريرة بعد الاسلام ( ويعجز عما دون ذلك بكثير كثير كثير ) وينضم لذلك
الجهة الثانية
أن بريرة كانت أنثى 0 فى الجاهلية كان الرجال لايعدون النساء شيئا فلما نزل قوله تعالىوَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ }البقرة228 بدأ الله بذكر النساء وهذا أسلوب خارج عن المألوف عند العرب وخروجه عن المألوف لغرض تحقيق مزيد من الانتباه المطلوب فقال عمر بن الخطاب والله ما كنا فى الجاهلية نعد النساء شيئاً حتى أنزل الله لهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم وفى احدى المرات ناقشته زوجته فتضايق جدا لنقاشها فقالت له أتتضايق وزوجات النبى يناقشنه حتى تهجرها احداهن فاستغرب جدا وتأكد من كلامها ووجده صحيحا
فانظروا الى أى درجة وصل المنهج الاسلامى لاحترام الرأى الاخر
وأظن كذلك أن لو علماء الاجتماع (بكل ماتوصلوا اليه من علم ) حللوا طبيعة المجتمعات أيام النبى لجزموا باستحالة حدوث هذه النهضة والحضارة الا بامتثالهم هذا المنهج الذى تكلم عنه الدكتور حاتم 0 يقول الدكتور عبد الحليم عويس (فهناك كل أنواع التأييد للفكر الإسلامي والتصور الإسلامي للكون والحياة، تقدمها العلوم الإنسانية التي تندرج تحتها علوم النفس والاجتماع والتاريخ والتشريع، ) فالصحابة وكل من تبعهم باحسان فهموا وعرفوا أنه لامعارضة بين تقديس رأى النبى صلى الله عليه وسلم الذى رءاه بالوحى والشرع المنزل وبين عدم تقديس رأيه الذى رءاه بغير الوحى 0 لكن العقلية الثنائية التى لاتعرف الا الأبيض أو الاسود ولاتعرف الألوان الرمادية (بحسب وصف الشيخ محمد اسماعيل ) ضيقة الأفق تعجز أن تتسع لهذا العمق الفكرى فلا هى تستطيع فهم هذا الحديث أو شرحه ولاتدرك منه الا تفاصيل الأحكام كأحكام العتق وفقه الشفاعة أما القواعد الكبرى فلاتصل فهومهم اليها 0وليتهم اذذ عجزوا أحالوا على القادر (ولقلنا وقتها جزاهم الله خيرا على ماقدموا ولايكلف الله نفسا الاوسعها ) الا انهم سفهوا من القادر وقالوا علومهم فلسفة ولاحاجة للمسلمين ونسبوا هذه الرؤية الى المنهج السلفى فوجدنا أحد هؤلاء يرسل ورقة للدكتور عبد الكريم بكار فقرأها الدكتور فى بداية احدى دروسه وهى عبارة عن نصيحة مفادها أن انته ووقر الحبر الذى تسطر به كتبك ويكفيك أن توصى الناس بتقوى الله ورسوله ! فاتضح بذلك أن القوم شابهوا دول أوروبا فى العصور الوسطى عندهم عصور الظلام والخرافة والخزعبلات والترهات باسم الدين فينقل لنا الشيخ محمد اسماعيل المقدم فى كتابه علو الهمة عن حال القوم وقتئذ فيقول (من الجدير بالذكر أن رعاية النابغين أهملت فى اوربا وأمريكا حتى بداية القرن العشرين , بسبب سوء فهم هذه المجتمعات للنابغين ,ولعل سبب ذلك كان كتاب man of geniuss أى الرجل العبقرى لمؤلفه lembroso وكتاب insanity of genius أى جنون العبقرية لمؤلفه nisbet وقد نشر الكتابات فى لندن ونيويورك فى أواخر القرن التاسع عشر وأثبتا فيهما العلاقة الوثيقة بين العبقرية والجنون وقدما البراهين على أن النابغين مجانين
الى أنقال
وحتى منتصف القرن العشرين كان الأمريكيون يعتبرون رعاية النابغين ترفا تربويا , ولم يبذلوا جهودا جادة فى الكشف عنهم الا بعد أن أطلق الروس أول مركبة فضاء سنة 1957 وشعروا بالخطر من تفوق الروس عليهم , فاتجهوا الى رعاية النابغين واعتبروها مسألة حياة أو موت وجندوا علماء التربية وعلم النفس والاجتماع وعقدوا المؤتمرات والندوات لتخطيط وتنظيم رعاية فئات النابغين , وتشجيعها على اظهار نبوغها فى جميع المجالات ) ثم ينقل عن المودوى فيقول (من دواعى الأسف أن الذين عندهم نصيب من القوى الفكرية والقلبية من النوع الأعلى من أفراد أمتنا هم مولعون باحراز الترقيات الدنيوية جاهدون فى سبيلها ليل نهار ولايقبلون فى السوق الا على من يساومهم بأثمان مرتفعة ومابلغوا من تعلقهم بالدعوة الى الاستعداد للتضحية فى سبيلها بمنافعهم بل ولابمجرد امكانيات منافعهم فاذا كنتم ترجون معتمدين على هذه العاطفة الباردة للتضحية .أن تتغلبوا فى الحرب على أولئك المفسدين فى الأرض الذين يضحون بالملايين من الجنيهات كل يوم فى سبيل غايتهم الباطلة فما ذلك الا حماقة ) من تذكرة دعاة الاسلام ص56 ووالله انها لخطيئة يسطرها لهم التاريخ لم يغفرها لهم أغلب الجيل الحالى ولن يغفرها لهم الأجيال القادمة
والحمدلله رب العالمين
المرسى
ينقل الدكتور بكارعن أحد المفكرين قوله (ان الناس اذا رأت من يحترق لاتستطيع الا أن تحترق معه ) ! وهاأنا ذا أتشرف بفضل التفاعل مع ما يكتب الدكتور حاتم
قال الدكتور حاتم حفظه الله
خير من قلّده البشر هو رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهو أَولى من ذابت فيه الشخصيات । ومع ذلك فقد كان الذين هم أعظم الناس حبًّا له (وهم أصحابه رضي الله عنهم) مستقلين بتفكيرهم , ولكل واحدٍ منهم شخصيّتُه المنفردة , ولكل واحد منهم رأيه الخاص الذي يعتزُّ به , ولذلك فلم تنصهر آراؤهم في رأي أحد ॥ ولا في رأي رسول الله !! ولولا ذلك لما كان لمشورة النبي لهم أي فائدة , ولما أُمر الله نبيه باستشارتهم (وشاورهم في الأمر)
انتهى
بسم الله الرحمن الرحيمالحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أفضل صلاة وأتم تسليم أما بعد
سمعت الأستاذ ابراهيم العسعس يتكلم عن حديث بريرة عن عكرمة عن ابن عباس أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعباس: يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة، ومن بغض بريرة مغيثا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم- أي مخاطبا بريرة - : لو راجعته.
قالت: يا رسول الله تأمرني؟
قال: إنما أنا أشفع.
قالت: لا حاجة لي فيه
ويصف قدرتها على قول (لا) بأنه حدث مهول وعجيب أو كما قال ) وهى كانت أمة لاتزن شيئا فى ميزان الانسانية فاذا قال لها سيدها افعلى كذا لاتستطيع أن ترفض أو حتى تفكر فى الرفض ! وسأتكلم عن هذا الحديث من جهتين الأولى– من جهة بريرة الانسان والثانية = من جهة بريرة الأنثى
فالأولى
لو علماء النفس المعاصرون تكلموا عن هذه الواقعة وحللوا شخصية بريرة (الأمة ) وما مُورس ضدها وأثر ذلك على السلوك البشرى ثم حللوا شخصيتها بعد اسلامها والتى استطاعت بها أن تقول للنبى صلى الله عليه وسلم (لا) 0 لو حللوا كل ذلك ( بكل التقنيات التى وصل لها علم النفس الحديث ) لقطعوا بأن المنهج التربوى النبوى الذى تربت عليه بريرة وقدرت من خلاله أن تقول للنبى صلى الله عليه وسلم (لا) لأكبر انسان عُظم فى وقتها لجزم علماء النفس بأن منهج الاسلام (منهج الهى) لأن علم النفس بكل ماوصل اليه يعجز عن تحويل شخصية كشخصية بريرة قبل الاسلام الى شخصية بريرة بعد الاسلام ( ويعجز عما دون ذلك بكثير كثير كثير ) وينضم لذلك
الجهة الثانية
أن بريرة كانت أنثى 0 فى الجاهلية كان الرجال لايعدون النساء شيئا فلما نزل قوله تعالىوَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ }البقرة228 بدأ الله بذكر النساء وهذا أسلوب خارج عن المألوف عند العرب وخروجه عن المألوف لغرض تحقيق مزيد من الانتباه المطلوب فقال عمر بن الخطاب والله ما كنا فى الجاهلية نعد النساء شيئاً حتى أنزل الله لهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم وفى احدى المرات ناقشته زوجته فتضايق جدا لنقاشها فقالت له أتتضايق وزوجات النبى يناقشنه حتى تهجرها احداهن فاستغرب جدا وتأكد من كلامها ووجده صحيحا
فانظروا الى أى درجة وصل المنهج الاسلامى لاحترام الرأى الاخر
وأظن كذلك أن لو علماء الاجتماع (بكل ماتوصلوا اليه من علم ) حللوا طبيعة المجتمعات أيام النبى لجزموا باستحالة حدوث هذه النهضة والحضارة الا بامتثالهم هذا المنهج الذى تكلم عنه الدكتور حاتم 0 يقول الدكتور عبد الحليم عويس (فهناك كل أنواع التأييد للفكر الإسلامي والتصور الإسلامي للكون والحياة، تقدمها العلوم الإنسانية التي تندرج تحتها علوم النفس والاجتماع والتاريخ والتشريع، ) فالصحابة وكل من تبعهم باحسان فهموا وعرفوا أنه لامعارضة بين تقديس رأى النبى صلى الله عليه وسلم الذى رءاه بالوحى والشرع المنزل وبين عدم تقديس رأيه الذى رءاه بغير الوحى 0 لكن العقلية الثنائية التى لاتعرف الا الأبيض أو الاسود ولاتعرف الألوان الرمادية (بحسب وصف الشيخ محمد اسماعيل ) ضيقة الأفق تعجز أن تتسع لهذا العمق الفكرى فلا هى تستطيع فهم هذا الحديث أو شرحه ولاتدرك منه الا تفاصيل الأحكام كأحكام العتق وفقه الشفاعة أما القواعد الكبرى فلاتصل فهومهم اليها 0وليتهم اذذ عجزوا أحالوا على القادر (ولقلنا وقتها جزاهم الله خيرا على ماقدموا ولايكلف الله نفسا الاوسعها ) الا انهم سفهوا من القادر وقالوا علومهم فلسفة ولاحاجة للمسلمين ونسبوا هذه الرؤية الى المنهج السلفى فوجدنا أحد هؤلاء يرسل ورقة للدكتور عبد الكريم بكار فقرأها الدكتور فى بداية احدى دروسه وهى عبارة عن نصيحة مفادها أن انته ووقر الحبر الذى تسطر به كتبك ويكفيك أن توصى الناس بتقوى الله ورسوله ! فاتضح بذلك أن القوم شابهوا دول أوروبا فى العصور الوسطى عندهم عصور الظلام والخرافة والخزعبلات والترهات باسم الدين فينقل لنا الشيخ محمد اسماعيل المقدم فى كتابه علو الهمة عن حال القوم وقتئذ فيقول (من الجدير بالذكر أن رعاية النابغين أهملت فى اوربا وأمريكا حتى بداية القرن العشرين , بسبب سوء فهم هذه المجتمعات للنابغين ,ولعل سبب ذلك كان كتاب man of geniuss أى الرجل العبقرى لمؤلفه lembroso وكتاب insanity of genius أى جنون العبقرية لمؤلفه nisbet وقد نشر الكتابات فى لندن ونيويورك فى أواخر القرن التاسع عشر وأثبتا فيهما العلاقة الوثيقة بين العبقرية والجنون وقدما البراهين على أن النابغين مجانين
الى أنقال
وحتى منتصف القرن العشرين كان الأمريكيون يعتبرون رعاية النابغين ترفا تربويا , ولم يبذلوا جهودا جادة فى الكشف عنهم الا بعد أن أطلق الروس أول مركبة فضاء سنة 1957 وشعروا بالخطر من تفوق الروس عليهم , فاتجهوا الى رعاية النابغين واعتبروها مسألة حياة أو موت وجندوا علماء التربية وعلم النفس والاجتماع وعقدوا المؤتمرات والندوات لتخطيط وتنظيم رعاية فئات النابغين , وتشجيعها على اظهار نبوغها فى جميع المجالات ) ثم ينقل عن المودوى فيقول (من دواعى الأسف أن الذين عندهم نصيب من القوى الفكرية والقلبية من النوع الأعلى من أفراد أمتنا هم مولعون باحراز الترقيات الدنيوية جاهدون فى سبيلها ليل نهار ولايقبلون فى السوق الا على من يساومهم بأثمان مرتفعة ومابلغوا من تعلقهم بالدعوة الى الاستعداد للتضحية فى سبيلها بمنافعهم بل ولابمجرد امكانيات منافعهم فاذا كنتم ترجون معتمدين على هذه العاطفة الباردة للتضحية .أن تتغلبوا فى الحرب على أولئك المفسدين فى الأرض الذين يضحون بالملايين من الجنيهات كل يوم فى سبيل غايتهم الباطلة فما ذلك الا حماقة ) من تذكرة دعاة الاسلام ص56 ووالله انها لخطيئة يسطرها لهم التاريخ لم يغفرها لهم أغلب الجيل الحالى ولن يغفرها لهم الأجيال القادمة
والحمدلله رب العالمين