د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
من العلماء الأخيار...يعمل بصمت بعيدا عن الإعلام
عبد الوهاب أبو سليمان:
الثقافية علي سعد القحطاني:
الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء، وعميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى سابقاً، من العلماء الأفذاذ، تجده في منأى عن
(وسائل الإعلام) لا يحب (الأضواء) يعمل ب(صمت) و(جد) و(مثابرة) في دراساته وأبحاثه الشرعية، يرى أن (الفقه) صناعة وابتكار وإبداع، لا يقف عند الجمود على (المنقولات) فقط، ففي الورقة (عقود المعاملات الحديثة.. البطاقات البنكية أنموذجاً) التي القاها مؤخراً بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، نجد أنها تحتوي بطريقة غير مباشرة على السيرة العلمية للعالم الجليل الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان ويشير إلى ان كفاءة الفقيه ترجع إلى مدى إلمامه بالدراسات اللغوية والبلاغية وإجادته علم أصول الفقه وقواعده والأخذ بنصيب من العلوم التطبيقية حيث يقول: إنه من نافلة القول الحديث عن التأهيل العلمي للفقيه الذي يتصدى للقول والإفتاء في هذه الموضوعات والقضايا، وكفاءته في الدراسات اللغوية والبلاغية وإجادته لعلم أصول الفقه وقواعده... إلخ ما هو مدون في علم أصول الفقه، وفي غمرة الإغراق في التنظير والنظريات نسينا على فترة طويلة من الزمن ما نبه إليه بعض الناهبين من الفقهاء من حث المتصدين للفقه والإفتاء بالأخذ بنصيب من العلوم التطبيقية الرياضية والطبية والهندسية، يقول العلامة شهاب الدين القرافي رحمه الله تعالى:
وكم يخفى على الفقيه والحاكم الحق في المسائل الكثيرة بسبب الجهل بالحساب والطب والهندسة، فينبغي لذي الهمم العالية ألا يتركوا الاطلاع على العلوم ما أمكنهم)
ومن البدهيات المسلمة كما يراها الدكتور أبو سليمان فقهاً في الفتوى: مراعاة الفقيه اختلاف الزمان، والمكان، والعرف، يؤكد هذا الفقهاء النابهون.
يقول العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: (مهما تجدد العرف فاعتبره ومهما سقط فألفه، ولا تجمد على المنقول في الكتب، بل إذا جاءك رجلٌ من غير إقليمك يستفتيك فلا تجره على عرف بلدك، وسله عن عرف بلده فأجره عليه، وافته به دون عرف بلدك، والمذكور في كتبك.
قالوا: فهذا هو الحق الواضح والجمود على المنقولات.
ضلال في الدين، وجهل بمقاصد علماء المسلمين، والسلف الماضيين.
ويرى الدكتور ابو سليمان ان الفقيه الفطن هو الذي ينظر بعين البصيرة إلى النتائج المستقبلية والاجتماعية والشرعية التي تترتب على مقالته، أو فتواه في تصرفات المكلفين، فلا بد أن يتحقق من سلامة النتائج، والتأكد ألا تتخذ مقالته أو فتواه ذريعة إلى باطل وجسراً إلى ارتكاب المحظور مراعياً في هذه الحالة الاجتماعية، والدينية بعامة، ملاحظاً توجه المكلف صاحب القضية من التزام أو تفريط.
نبه الى أهمية هذا العنصر الأئمة المجتهدون وأعلام الفقه الإسلامي، يقول العلامة أبو اسحاق الشاطبي رحمه الله تعالى: (النظر في مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعاً، كانت الأفعال موافقة، أو مخالفة؛ وذلك أن المجتهد لا يحكم على فعل من الأفعال الصادرة عن المكلفين بالإقدام، أو الإحجام إلا بعد نظره إلى ما يؤول إليه ذلك الفعل: مشروعاً لمصلحة فيه تستجلب، أو لمفسدة تدرأ.
وحذر الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان من الإطلاق في الاحكام الشرعية على غير هدى ولا بينة.
وأشار أبو سليمان في ورقته تلك إلى أنه ليس كل من يتحدث في الشريعة فقيها، وليس كل من يقف متكلماً، واعظاً في المساجد أهلاً للفتوى وبالتالي لا يسمى فقيهاً
بعض هؤلاء لا يتورع عن أن يفتي في أخطر الأمور الشرعية أو الاجتماعية أو السياسية أو الثقافية أو الاقتصادية وهو لا يفقه فيها شيئاً واننا نشاهد هذه الأمثلة والنماذج في المساجد وفي الاجتماعات والمناسبات الأخوانية وفي الفضائيات يتصدر للفتوى في أعقد الأمور، ويجيب فيها من لا يعي شيئاً من الحقيقة فيما يتحدث فيه وهكذا في جميع الأمور سامحهم الله.
ويرى الدكتور أبو سليمان أن الفقه صنعة دقيقة من أبدع الصناعات ويقول: الفقه يا أخي صنعة دقيقة من أبدع الصناعات.
لم يتجاوز الإمام علاء الدين أبو بكر بن مسعود الكاساني الحنفي (ملك العلماء) الحقيقة عندما سمى كتابه الفقهي النفيس (بدائع الصنائع) فالفقه صنعة بديعة، لا يجيدها إلا من تدرج في مسالكها واتقن فنونها، وتأهل لها بالعلوم العديدة من علوم اللغة وأصول الفقه، ومعرفة علوم القرآن، والحديث، وغيرها، التي هي الأساس لتكوين الفقيه المبتدئ، أما الإفتاء فرتبة أعظم لا يرقاها إلا من آتاه الله بسطة في العلم، ويكفي أن الكثير من علماء الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين يتحاشاها، ولم يتجرأ عليها، وهو أهل للفتيا.
وتذمر الدكتور أبو سليمان من بعض الواعظين والأدعياء وقال:
إن من تتحدث عنهم، ومن تتضارب آراؤهم هم الواعظون، ومن بين هؤلاء أدعياء عرفوا نتفاً من الفقه، حفظوا مجموعة من النصوص يتشدقون بها في كل مكان، يرددونها أينما ذهبوا، وحيثما حلوا، إن ما تعانيه الأمة اليوم من صراع، وبلبلة فكرية هو نتاج هذه الغوغائية التي لم تتنبه لها الأمة بادئ ذي بدء.
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/07022005/therd2.htm
عبد الوهاب أبو سليمان:
الفقه صنعة دقيقة من أبدع الصناعات
الثقافية علي سعد القحطاني:
الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء، وعميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى سابقاً، من العلماء الأفذاذ، تجده في منأى عن
(وسائل الإعلام) لا يحب (الأضواء) يعمل ب(صمت) و(جد) و(مثابرة) في دراساته وأبحاثه الشرعية، يرى أن (الفقه) صناعة وابتكار وإبداع، لا يقف عند الجمود على (المنقولات) فقط، ففي الورقة (عقود المعاملات الحديثة.. البطاقات البنكية أنموذجاً) التي القاها مؤخراً بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، نجد أنها تحتوي بطريقة غير مباشرة على السيرة العلمية للعالم الجليل الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان ويشير إلى ان كفاءة الفقيه ترجع إلى مدى إلمامه بالدراسات اللغوية والبلاغية وإجادته علم أصول الفقه وقواعده والأخذ بنصيب من العلوم التطبيقية حيث يقول: إنه من نافلة القول الحديث عن التأهيل العلمي للفقيه الذي يتصدى للقول والإفتاء في هذه الموضوعات والقضايا، وكفاءته في الدراسات اللغوية والبلاغية وإجادته لعلم أصول الفقه وقواعده... إلخ ما هو مدون في علم أصول الفقه، وفي غمرة الإغراق في التنظير والنظريات نسينا على فترة طويلة من الزمن ما نبه إليه بعض الناهبين من الفقهاء من حث المتصدين للفقه والإفتاء بالأخذ بنصيب من العلوم التطبيقية الرياضية والطبية والهندسية، يقول العلامة شهاب الدين القرافي رحمه الله تعالى:
وكم يخفى على الفقيه والحاكم الحق في المسائل الكثيرة بسبب الجهل بالحساب والطب والهندسة، فينبغي لذي الهمم العالية ألا يتركوا الاطلاع على العلوم ما أمكنهم)
ومن البدهيات المسلمة كما يراها الدكتور أبو سليمان فقهاً في الفتوى: مراعاة الفقيه اختلاف الزمان، والمكان، والعرف، يؤكد هذا الفقهاء النابهون.
يقول العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: (مهما تجدد العرف فاعتبره ومهما سقط فألفه، ولا تجمد على المنقول في الكتب، بل إذا جاءك رجلٌ من غير إقليمك يستفتيك فلا تجره على عرف بلدك، وسله عن عرف بلده فأجره عليه، وافته به دون عرف بلدك، والمذكور في كتبك.
قالوا: فهذا هو الحق الواضح والجمود على المنقولات.
ضلال في الدين، وجهل بمقاصد علماء المسلمين، والسلف الماضيين.
ويرى الدكتور ابو سليمان ان الفقيه الفطن هو الذي ينظر بعين البصيرة إلى النتائج المستقبلية والاجتماعية والشرعية التي تترتب على مقالته، أو فتواه في تصرفات المكلفين، فلا بد أن يتحقق من سلامة النتائج، والتأكد ألا تتخذ مقالته أو فتواه ذريعة إلى باطل وجسراً إلى ارتكاب المحظور مراعياً في هذه الحالة الاجتماعية، والدينية بعامة، ملاحظاً توجه المكلف صاحب القضية من التزام أو تفريط.
نبه الى أهمية هذا العنصر الأئمة المجتهدون وأعلام الفقه الإسلامي، يقول العلامة أبو اسحاق الشاطبي رحمه الله تعالى: (النظر في مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعاً، كانت الأفعال موافقة، أو مخالفة؛ وذلك أن المجتهد لا يحكم على فعل من الأفعال الصادرة عن المكلفين بالإقدام، أو الإحجام إلا بعد نظره إلى ما يؤول إليه ذلك الفعل: مشروعاً لمصلحة فيه تستجلب، أو لمفسدة تدرأ.
وحذر الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان من الإطلاق في الاحكام الشرعية على غير هدى ولا بينة.
وأشار أبو سليمان في ورقته تلك إلى أنه ليس كل من يتحدث في الشريعة فقيها، وليس كل من يقف متكلماً، واعظاً في المساجد أهلاً للفتوى وبالتالي لا يسمى فقيهاً
بعض هؤلاء لا يتورع عن أن يفتي في أخطر الأمور الشرعية أو الاجتماعية أو السياسية أو الثقافية أو الاقتصادية وهو لا يفقه فيها شيئاً واننا نشاهد هذه الأمثلة والنماذج في المساجد وفي الاجتماعات والمناسبات الأخوانية وفي الفضائيات يتصدر للفتوى في أعقد الأمور، ويجيب فيها من لا يعي شيئاً من الحقيقة فيما يتحدث فيه وهكذا في جميع الأمور سامحهم الله.
ويرى الدكتور أبو سليمان أن الفقه صنعة دقيقة من أبدع الصناعات ويقول: الفقه يا أخي صنعة دقيقة من أبدع الصناعات.
لم يتجاوز الإمام علاء الدين أبو بكر بن مسعود الكاساني الحنفي (ملك العلماء) الحقيقة عندما سمى كتابه الفقهي النفيس (بدائع الصنائع) فالفقه صنعة بديعة، لا يجيدها إلا من تدرج في مسالكها واتقن فنونها، وتأهل لها بالعلوم العديدة من علوم اللغة وأصول الفقه، ومعرفة علوم القرآن، والحديث، وغيرها، التي هي الأساس لتكوين الفقيه المبتدئ، أما الإفتاء فرتبة أعظم لا يرقاها إلا من آتاه الله بسطة في العلم، ويكفي أن الكثير من علماء الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين يتحاشاها، ولم يتجرأ عليها، وهو أهل للفتيا.
وتذمر الدكتور أبو سليمان من بعض الواعظين والأدعياء وقال:
إن من تتحدث عنهم، ومن تتضارب آراؤهم هم الواعظون، ومن بين هؤلاء أدعياء عرفوا نتفاً من الفقه، حفظوا مجموعة من النصوص يتشدقون بها في كل مكان، يرددونها أينما ذهبوا، وحيثما حلوا، إن ما تعانيه الأمة اليوم من صراع، وبلبلة فكرية هو نتاج هذه الغوغائية التي لم تتنبه لها الأمة بادئ ذي بدء.
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/07022005/therd2.htm
التعديل الأخير: