العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الأدلة على رفع الحرج -مقصد التيسير -

إنضم
29 مايو 2010
المشاركات
159
التخصص
مقاصد الشريعة
المدينة
حلب
المذهب الفقهي
شافعي
المبحث الثاني : الأدلة على رفع الحرج وفيه:


المطلب الأول : الأدلة من القرآن


المطلب الثاني : الأدلة من السنة


المطلب الأول:الأدلة من القرآن:

تناولت الآيات القرآنية مبدأ رفع الحرج بشكل واضح وصريح ,لا لبس في دلالاتها ولا شك في تأصيلها لهذا المبدأ ، حيث إن آية واحدة من هذه الآيات كافية في دلالاتها على المطلوب, ولايجد الباحث عناءً للوصول إلى دلالة هذه الآية أو تلك لأنها كالشمس وضوحاً .
ولكن ورود جمعٍ من الآيات وفي مناسباتٍ مختلفة وبالتقيد تارة والإطلاق أخرى ، كل ذلك يرفع هذا المبدأ الفقهي الأصولي " رفع الحرج " من مرتبة التناول المقاصدي الذي يقتصر على بيان الحكمة لزيادة اليقين, إلى مرتبة الأصل والقاعدة التي يستند إليها في الأحكام الشرعية, والتي تؤدي فيما بعد عدا وظيفة التعليل, وظيفة التدليل الإجمالي عن طريق الاستثناء أو غير ذلك [1] ، كما يسهم هذا المبدأ الذي أصلت له الأدلة من الكتاب والسنة في الترجيح بين الأدلة نظراً إلى أنه من المقاصد في أعلى درجات ثبوتها .

فإلى أدلة الكتاب أولاً :
قال تعالى " ‍‌) مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ([المائدة آية: (6)] وهذا النص القرآني جزء من آية الوضوء ، قال ابن عطية [2]: ولكن من حيث أن الوضوء كان مقررا عندهم ومستعملاً ، فكأن الآية لم تزدهم فيه إلا تلاوته ، وإنما أعطتهم الفائدة والرخصة في التيمم[3] . والترخيص في ترك الوضوء عند عدم القدرة عليه بأي شكل من الأشكال هو رفع للحرج .

وصرح الإمام الطبري[4]في تفسير هذه الآية برفع الحرج وإزالة الضيق, وهذا هو المتبادر والمفهوم من الآية فقال : " يعني جل ثناؤه بقوله " ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج " : ما يريد الله بما فرضه عليكم من الوضوء إذ قمتم إلى صلاتكم والغسل من جنابتكم والتيمم صعيداً طيباً عند عدمكم الماء " ليجعل عليكم من حرج " أي ليلزمكم في دينكم من ضيق ولا ليعنتكم فيه ، وبما قلنا في معنى الحرج قال أهل التأويل[5] " فهذه الآية الكريمة نصت على الترخيص في التيمم عند عدم الماء حكماً أو حقيقة فدلت على رفع الحرج بسبيلٍ من سبل رفعه, فشاع اليسر و السهولة حول عبادة تتكرر يومياً .

2- قال تعالى : ) وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ([الحج آية: (78)]
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية من قبل عائشة[6]فقال : الضيق[7], وقال الإمام القرطبي[8] " من حرج : أي من ضيق ، وهذه الآية تدخل في كثير من الأحكام ، وهي مما خص الله هذه الأمة[9].
ولعل ورودهذا النص الذي زاد على النص السابق قيد " في الدين " للتوسعة, أي ليشمل رفع الحرج مسائل الدين كله وليس الوضوء .ولعل ورود هذا النص في آخر سورة الحج له سر وحكمة ، إذ أكثر ما تجتمع أسباب الحرج والضيق في الحج ، خاصة بعد تزايد العدد الوافد والراغب بالحج ، ولكن يبقى مع ضيق الأمكنة سعة التشريع وسماحته.
3- قال تعالى : ) لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌوَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى المَرِيضِ حَرَج( النور61).
هذا النص القرآني يعد من النواسخ لكل ما من شأنه أن يوقع الضيق والحرج على المذكورين في الآية, وإن كان خاصاً في سبب النزول إلا أنه عام في المعنى واللفظ. وهذا ما فهمة الصحابة من هذا النص, فقد أورد القرطبي هذا النص عند تفسير قوله تعالى : ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ…([النساء آية: (29)]
وقال : " روى أبو داوود[10] عن ابن عباس[11] في هذه الآية : فكان الرجل يحرج أن يأكل عند أحد من الناس بعد هذه الآية ( آية النساء ) حتى نزلت آية النور فنسختها[12]".
ثم أورد هذه الآية عند آية التوبة عند قوله تعالى : ) انفِرُوا خِفَافاًوَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّه( التوبة آية: (41).
وذكر عندها قول ابن عباس وقتادة[13] : نشاط وغير نشاط وغني وفقير وشاب وشيخ ، له عيال وليس له عيال ، رجال وفرسان شجاع وجبان ... ثم قال : وروي أن ابن أم مكتوم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : أعليّ أن أنفر ؟؟ فقال : نعم . حتى أنزل الله آية النور ) لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ. (النور61)[14].
ولا يخفى ما في هذه الأقوال من حرج شديد على الفقير والشيخ والأعمى .. حتى قال الطبري في تفسير هذه الآية في محلها :" إن الله رفع الحرج عن الأعمى فيما يتعلق بالتكليف الذي يشترط فيه البصر ، وعن الأعرج فيما يشترط فيه التكليف به من المشي وما يتعذر من الأفعال مع العرج ، وعن المريض فيما يؤثر المرض في إسقاطه كالصوم وشروط الصلاة وأركانها والجهاد ونحو ذلك[15]".
هذا ... ولقد ورد النص المذكور مرة ثانية باللفظ ذاته جزءاً من الآية 17سورة الفتح ، وكان الحديث عن الجهاد ووضعه عن غير القادر .
قال تعالى : )لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى المَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً ([الفتح17)]

4- قال تعالى :)لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلاَ عَلَى المَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ([التوبة آية: (91)]
وهذه هي الآية الرابعة ضمن الأدلة القرآنية التي تعطي صورة متكاملة عن رفع الحرج في أي مكان يقع فيه ، فقد قال القرطبي " هذه الآية أصل في سقوط التكليف عن العاجز ، فكل من عجز عن شئ سقط عنه ، فتارة إلى بدل هو الفعل وتارة إلى بدل هو غرم ، ولا فرق بين العجز من جهة القوة أو العجز من جهة المال[16]. وروى أبو داوود[17] عن أنس [18]:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لقد تركتم بالمدينة قوما ما سرتم مسيراً ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم من وادٍ إلا وهم معكم فيه ، قالوا يا رسول الله : كيف يكونون معنا وهم بالمدينة ؟ قال : حبسهم العذر "[19].
كما اعتبرت هذه الآية-طبقا لبعض الأقوال- ناسخة لآية " انفروا خفافاً و ثقالاً " التي اشتد على الناس شأنها حتى نزلت هذه الآية[20].
وهذه الآيات الأربع السابقة جاء فيها نفي الحرج بصيغة العموم, لأن لفظ الحرج جاء فيها نكرة في سياق النفي وهو من ألفاظ العموم[21].

5- قال تعالى :)لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ([البقرة آية: (286)]
والتكليف طلب ما فيه كلفة ,فجاءت هذه الآية ومعها آيات في المعنى ذاته لتنفي التكليف بما هو فوق الطاقة والوسع . من مثل قوله تعالى : )لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا([الأعراف آية: (42)],و :) لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا([الطلاق آية: (7)]، وفي شأن النفقة في الرضاعة قوله تعالى: ) لاَ تُكَلَّفُ نُفْسٌ إِلاَّوُسْعَهَا([البقرة آية: (233)], وورود قوله تعالى في شأن نبيه:" فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ([النساء آية: (84)], ويتضح من سبب نزول الآية المستدل بها نفي التكليف بما هو خارج عن الإدارة وما هو فوق الوسع والمستطاع ، فقد ورد عن ابن عباس لما نزلت ) وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ([البقرة آية: (284)] قال : دخل في قلوب الصحابة منها شيء لم يدخل قلوبهم من قبل ، فقال النبي : قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا ، فألقى الله الإيمان في قلوبهم وأنزل الله ) لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّوُسْعَهَا[22](.
ولهذا ذهب ابن عباس[23] وابن مسعود[24] وعائشة[25] وأبو هريرة[26] وجماعة من الصحابة والتابعين إلى أن )وإن تبدوا ما في أنفسكم ..( الآية منسوخة بـ ) لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّوُسْعَهاَ[27](.
فهذه الآية مع ما ينضم إليها من آيات في لفظ مقارب ومعنىً مساوٍ تشعر أن منهج القرآن الكريم في الأوامر والنواهي هو رفع الحرج والشدة والضيق ، وطلب التنفيذ بما يتناسب مع الإمكانات المتوفرة عند الإنسان ، إن مادية كانت أو صحية أو غير ذلك

6-وقال تعالى :) يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَوَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ([البقرة آية: (185)] وهذه الآية من آيات الصيام وقد نزل الفرض به تدرجاً من ثلاثة أيام كل شهر ثم رمضان وفيه الفدية للقادر وغيره, ثم فرض على كل مستطيع, وأبيح الفطر للمسافر والمريض وذوي العذر فقط[28].
فتشريع الرخصة لذوي الأعذار باب من أبواب رفع الحرج وسبيل من سبله, فقد قال الطبري[29] " يريد الله بكم أيها المؤمنون بترخيصه الفطر في المرض والسفر التخفيف عليكم والتسهيل عليكم لعلمه بمشقة ذلك عليكم في هذه الأحوال ، ولا يريد بكم الشدة والمشقة ، فيكلفكم صوم الشهر في هذه الأحوال مع علمه شدة ذلك عليكم وثقل حمله عليكم لو حملكم صومه[30] "



7- قال تعالى : )وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ([البقرة آية: (220)]
فقد قال الطبري والقرطبي في تفسير هذه الآية : أي لو شاء لضيق عليكم وشدد ولكن لم يشأ إلا أن يسهل عليكم ويوسع[31] .
ومن المعلوم في اللغة أن لو تستخدم للشرط في الماضي مع القطع بانتقائه, فيترتب على ذلك انتقاء الجزاء ، مع إمكانية وقوع الجزاء لو وجد الشرط[32],فيترتب على هذه القاعدة اللغوية انتقاء وجود العنت قطعاً,والعنت هو المشقة


8- الآيات التي ورد فيها لفظ الجُناح منفياً بلا وليس ، والتي يلاحظ فيها ورودها ضمن ظرف خاص ، ولكن توزعها على الأبواب الفقهية يجعلها تنتقل من الخاص إلى العام .وأكثر ما ورد من هذه الآيات في شأن الأسرة وفقهها كقوله تعالى : "فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ " البقرة 229.وقوله تعالى:"فلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا"البقرة 230. وكذلك في شأن الصلاة. قال تعالى:" وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُم أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا"النساء الآية 101. وكذلك في المعاملات ,قال تعالى :"إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا"البقرة 282" وغير ذلك من الأبواب الفقهية[33].

فتظافر هذه الآيات يجعلها تساق ضمن أدلة رفع الحرج في شتى الأحكام الشرعية.


ملاحظات حول الآيات :
1-تناولت الآية الأولى) مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ([المائدة آية: (6)] رفع الحرج من خلال التعبير عن ذلك بعدم الإرادة وباستخدام الفعل المضارع الذي يدل على التجدد والاستمرارية , وعدم إرادة الحرج هو تيسير فجاءت الآية السادسة:) يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَوَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ([البقرة آية: (185) أيضا بالمضارع المثبت لإرادة اليسر ونفي العسر,

2-تناولت الآية الثانية ) وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ([الحج آية: (78)]رفع الحرج من خلال نفي الجعل , وباستخدام الفعل الماضي الذي يدل على وقوع الشيء حتماً .

3-تناولت الآية الثالثة) لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌوَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى المَرِيضِ حَرَج ([النور61 والآية الرابعة :)لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلاَ عَلَى المَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ([التوبة آية 91 رفع الحرج من خلال نفي وجوده عن فئة غالبا ما تقع فيه, وهي أكثر من غيرها عرضة للوقوع فيه.

4-آيات التكليف) لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّوُسْعَهَا([البقرة آية: (286)] وغيرها
لم ترد إلا منفية في القرآن ، فالفعل كلف يكلف ورد منفياً باطراد , ثم تلحق أداة الاستثناء بعد النفي والتي تصبح بعد النفي أداة حصر , لتحصر التكليف بالاستطاعة.

5- ورود هذه الآيات جميعاً تارة فعلية وتارة اسمية, تارة بنفي الحرج وأخرى بنفي التكليف غير المستطاع, وثالثة بنفي الجناح ,ورابعة بإرادة اليسر ,هو أثبت للمنهج القرآني في التأصيل لرفع الحرج ، فكما تسجل الوثيقة في أماكن معينة متفرقة هو أثبت لها وأبعد عن الشك ، كان منهج القرآن يؤصل لرفع الحرج من خلال تناوله بصيغ مختلفة وأماكن متفرقة كلها يشهد لبعضه البعض .

وبعد ...
فليس مقصود القرآن في تشريعه الإدخال في المشقة والإعنات بل مقصوده التيسير والتسهيل فـ "إن مع العسر يسراً – إن مع العسر يسرا" الشرح 6-7 على ما في بعض التكليفات من مشقة محتملة وظيفتها تمييز الطائع من غيره ) الـم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّاوَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ (2)( [العنكبوت آية: (1-2)]وذلك من خلال المشقة المعتادة .
وإن وظيفة من وظائف النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ) وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ([الأعراف آية: (157)] ، وهو ما كان في بني إسرائيل من تحريم الغنائم ومجالسة الحائض ومؤاكلتها ، وقطع الثوب إن أصابته نجاسة وتحريم الصلاة في الكنائس وكتابة الذنب على باب الدار .
ولهذا علمنا القرآن دعاءً نقول فيه ،)رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ([البقرة آية: (286)] فيقول الله لمن يدعو بهذا الدعاء " قد فعلت[34] ".


ثانياً : الأدلة من السنة :

كما هي أدلة القرآن كثيرة وواضحة وصريحة هي أدلة السنة كذلك, إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قرآنا ناطقاً, يتحرك بين الناس يبين لهم ما نزل إليهم ، ولم يكن منهج النبي صلى الله عليه وسلم ليختلف عن منهج القرآن في أي قضية من القضايا ، بل يأتي منهج السنة مؤكداً لمنهج القرآن, وإذ بالسنة تطبق عمليا ما عرضه القرآن, وإذا بالرسول الهدية للعالمين والرحمة لهم يفتح كل باب لليسر والسهولة, ويدل عليه،ويغلق كل باب للشدة والغلو والتنطع ويحذر منه ومن الأدلة :

1-قوله عليه الصلاة والسلام : ( إن دين الله يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ، فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة[35] ).
فدلالة الحديث على رفع الحرج واضحة وصريحة وفيه دعوة إلى عدم التشدد والتعسير وأن صاحب ذلك مغلوب ، وقدم الحديث نفسه من خلال جملة مؤكدة لتأكيد قضية اليسر ، ثم وظف الحديث الكثير من الألفاظ لتخديم هذه القضية التي هي محور هذا الحديث . من خلال التسديد والمقاربة والتبشير والاستعانة بما يفيد إدامة العبادة ، ويظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوصي أحد المسافرين بما سبق فقدم له بـ "دين لله يسر" وذلك في السفر والحضر ، لكن تكثر الرخص في السفر وتشيع السهولة لما بتعرض له المسافر من مشقة راعاها الإسلام .


2- قوله عليه الصلاة والسلام : (( بعثت بالحنيفية السمحة[36] ))
وهذا الحديث له روايات أخرى قريبة من هذ1 اللفظ وبزيادة : أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة .
والحنيفية : المائلة إلى الحق.
والسمحة : السهلة فليس فيها شدة ولا ضيق[37].
والباء في الحديث هي باء الاستعانة التي غالباً ما تدخل على الآلات من مثل قوله تعالى ) فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الحَجَرَ([البقرة آية: (60)]
فكأن الحنيفية السمحة آلة يستعان بها في أمور البعثة والدعوة والوصول إلى قلوب الناس,فثبت من الحديث أن أصل البعثة والرسالة هو السهولة والسماحة, وفي ذلك بعد عن الحرج والمشقة .
وجاء الحديث بصيغة الخبر الذي لا يحتاج إلى تأكيد لأن قضيته مسلّم بها .


3- قوله عليه الصلاة والسلام إنما بعثني الله مبلغا، ولم يبعثني متعنتا[38]ً ) والعنت : المشقة والفساد والهلاك والإثم والغلط[39].والعنت دخول المشقة على الإنسان ولقاء الشدة , والحديث الذي بين أيدينا والذي سبقه فيه دلالة ظاهرة أن المقصد من البعثة وتشريع الأحكام على يديه"ص" ليس إيقاع الناس بالمشقة والحرج بل الوظيفة والمقصد هما التبليغ والتبشير وإشاعة اليسر والسهولة .


4- قوله عليه الصلاة والسلام : ( إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين[40] )
وإذ كان الحديثان السابقان هما خاصان بالنبي أولاً ثم لأمته من بعده ، فهذا الحديث هو لأمته عامة وللدعاة خاصة بشكل مباشر, وهذا الحديث أورده البخاري[41]بعد سرده لقصة الأعرابي الذي بال في المسجد فنهره الصحابة وحملوا عليه ، فقال لهم النبي : "دعوه وهريقوا على بوله سجلاً من الماء ثم قال : فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين" وهذه طريقة حسنة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والدعوة إلى الدين لاسيما من قرب عهده به لأن الأخذ بالتشدد منفر من الدين ومبغض فيه ومنافٍ للفطرة التي ولد عليها الإنسان ومن هنا أمر النبي اتباعه بالتيسير فقال ( يسروا ولا تعسروا [42])



5-هذا الذي تقدم هو أدلة قوليه وهناك أدلة عملية وشأن السنة موافقة الأفعال للأقوال ، فقد ورد عن عائشة[43] ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس عنه[44] ).
قال الإمام النووي[45] في شرح مسلم : ( فيه استحباب الأخذ بالأيسر والأرفق ما لم يكن حراماً أو مكروها[46]ً ).
وقال ابن حجر[47] : ( بين أمرين من أمور الدنيا لأن أمور الدين لا إثم فيها[48] ).
على أن هذا التخصيص ربما ليس له مبرر ، لأن الظاهر أنه ما خير بين أمرين دائرين بين التشديد والتخفيف إلا اختار أيسرهما , والمراد بالإثم في أمور الدين ما أفضى إليه بالتهاون [49].

6- ومن الأدلة على رفع الحرج نهي النبي"ص" أفرادا بعينهم عن التشدد والمغالاة والتنطع حتى بالعبادة أو ما يظن أنه عبادة كحديث الثلاثة الذين تقالّوا عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ففي الحديث( جاء ثلاث رهط إلى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته ، فلما أخبروا كأنهم تقالوها ، فقالوا : وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؟ فقال أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبداً, وقال الآخر : إني أصوم الدهر ولا أفطر ، وقال الآخر : إني أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أأنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني[50] )).
وظاهر أن كل واحد من هؤلاء الثلاثة لجأ إلى نوع من التشدد والمغالاة ظناً منه أن ذلك تقربا إلى الله وخشية له ، فنفى النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك عبادة أو تقوى أو خشية لله .
بل جعل التزوج نوع من العبادة ، والنية تقلب العبادة إلى عبادة نوماً أو أكلاً أو غير ذلك ، فرفع الحرج والمشقة جزء من الدين ومقصد من مقاصده .
ومن ذلك أيضاً نهيه عبد الله بن عمرو بن العاص [51] عن مداومة الصيام حين قال له:
] صوم يوماً وأفطر يوماً [[52].
كما نهى معاذ بن جبل[53] عن التطويل في الصلاة حيث تحدث المشقة على البعض حيث قـال لـه : ( أفتانٌ أنت يا معاذ[54]) .

7- وإذا كان النبي بعث ميسراً وأمر بالتيسير فقد حذر من التشدد وأوعد من فعل ذلك بالهلاك , حيث يهلك أولئك أنفسهم ، فقد قال عليه الصلاة والسلام : ( هلك المتنطعون[55] ) قالها ثلاثا, والمتنطعون هم المغالون المتعمقون المجاوزون للحدود في أقوالهم وأفعالهم .

8- ومن الأدلة على رفع الحرج قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء[56] ) . وهذا كمال رحمته عليه الصلاة والسلام فقد خاف أن تلحق المشقة أمته فلم يأمر بالسواك على سهولة تناوله وحمله ، ولكن مع الاستمرارية ربما وقع الحرج .


ملاحظات حول الأحاديث:
1- الحديث الأول (إن دين الله يسر ) فيه الدلالة على رفع الحرج من خلال إظهار جانب اليسر في الدين, بل إن الدين في كل جزئيا ته يسر وتيسير
ويعضد هذا الحديث الحديث الثاني ( بعثت بالحنيفة السمحة ) فإن ما بعث به النبي هو السماحة.
2- ثم تعمم قضية التيسير من النبي إلى علماء أمته ، فليس هو ميسر فقط بل علماء أمته كذلك . فعممت القضية بالحديث الرابع ( إنما بعثتم ميسرين )
3- ثم تطابق القول والفعل في الدليل الخامس ليؤكد كل منهما الآخر، فليس الآخذ بالأيسر أقل ديناً من الآخذ بالأشد بل العكس هو الصحيح ، على خلاف ما هو شائع اليوم عن كثيرين .
4- وإن ظن البعض أن أخذ النبي بالأيسر لميزة عنده, هي غفران ذنوبه المتقدم منها والمتأخر ، فإن النبي صحح لهم هذا الفهم الخاطئ ونهاهم عن التنطع وردهم إلى الصحيح في الدليل السادس ( الرهط الثلاثة ).
5- ثم ختم الحلقة بأن بين مصير أولئك الذين يخالفون ما سبق, وأنهم هلكى ( هلك المتنطعون ).


وكما قلنا في الأدلة القرآنية, نكرر القول في الأدلة النبوية: إنها سجلت رفع الحرج بصيغ مختلفة وأشكال يكمل بعضها البعض, لتعطي صورة متكاملة عن رفع الحرج, لا تدع مجالاً للشك والريب في قطعية هذا الأصل .



[1] - الاستثناء عن طريق الاستحسان: إذ هو استثناء من قاعدةٍ أو قياس وكذلك الترخيص هو استثناء من العزيمة

[2] - ابن عطية : الإمام العلامة ، شيخ المفسرين أبو محمد عبد الحق بن الحافظ أبي بكر غالب بن عطية ، كان رحمه الله إماماً في الفقه والتفسير وعلوم العربية ، ومن أوعية العلم ، ولد سنة 480 – 541 هـ ( سير أعلام النبلاء 19-587)

[3] - تفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 6 -80

[4] - هو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير . الإمام العلم المجتهد عالم عصره ، أبو جعفر الطبري ، صاحب التصانيف البديعة ، من أهل طبرستان . ولد سنة 224هـ وت 310 هـ . له تفسيره المشهور, طبقات الشافعية 2 - 100

[5]- جامع البيان للطبري " 6-137


[6] - عائشة : أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر ، تزوجت الرسول قبل مهاجرة ودخل بها بعد بدر وهي ابنة تسع سنين ، روى لها البخاري ومسلم ، ومن أعلم الناس بالسنة والحديث ، وكانت مرجعاً للصحابة عند الإشكال طبقات الفقهاء 1 – 29 سيرة أعلام النبلاء 2-135.

[7] -الحاكم في المستدرك 3477 عن عائشة باب تفسير سورة الحج

[8] - تقدمت الترجمة.

[9] - الجامع لأحكام القرآن 12 - 100

[10]- أبو داوود : سليمان بن الأشعث السجستاني ( إقليم قرب السند ) معروف بأبي داوود – الإمام الشيخ الحافظ الأزدي محدث البصرة ولد سنة 202 هـ وتوفي 275 هـ روى عن خلق كثير وصنف السنن من خمسمائة ألف حديث طبقات الفقهاء 1-172 السير 13-203

[11] - تقدمت ترجمته .

[12] - الجامع لأحكام القرآن 5/152

[13] - قتاة بن النعمان بن زيد بن عامر الأمير المجاهد أبو عمرو الأنصاري البدري ، أخو أبي سعيد الخدري لأمه ، رامٍ مشهور، وله رواية في الحديث عاش حمساً وستين سنة ، وت سنة 23 هـ بالمدينة السير 2 – 331.

[14] - الجامع لأحكام القرآن 8 - 150

[15] - الجامع لأحكام القرآن 12 - 313

[16] - الجامع لأحكام القرآن 8 – 226

[17] - أبو داوود : تقدمت الترجمة

[18] أنس: أنس بن مالك ابن النضر, خادم رسول الله صلى الله علي وسلم وقرابته من النساء وآخر أصحابه موتا , قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهو ابن عشر ومات وهو ابن عشرين, فصحب أنس نبيه صلى الله عليه وسلم أتم الصحبة ولازمه أكمل الملازمة منذ هاجر وإلى أن مات وغزا مرة وبايع تحت الشجرة.السير3/395.

[19] -سنن أبي داوود-2508عن أنس كتاب الجهادباب الرخصة في القعود من عذر , والبخاري 2684عن أنس كتاب الجهاد باب من حبسه العذر عن الغزو وفي مسلم "إلا شركوكم في الأجر"1911عن جابر بن عبد الله كتاب الإمارة باب ثواب من حبسه عن الغزو مرض أو عذر آخر.

[20]ينظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي:8/150.

[21] اللمع 69 للشيرازي –دار ابن كثير –ط3.

[22]رواه مسلم في صحيحه 126 كتاب الإيمان باب لم يكلف الله إلا ما يطاق.

[23] - ابن عباس تقدمت الترجمة.

[24] - ابن مسعود : عبد الله بن مسعود بن غافل ، الإمام الحبر الفقيه الهذلي المهاجر البدري ، من السابقين للإسلام وهو سادس ستة من النجباء وشهد بدراً وهاجر الهجرتين كناه النبي بـ أبي عبد الرحمن وكان يقال له ابن أم عبد ، ت 32هـ السير 1- 461 .

[25] - عائشة : تقدمت الترجمة.

[26] - أبو هريرة : الإمام الفقيه المجتهد الحافظ صاحب النبي ، اختلف في اسمه والأصح أنه عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني كني بأولاد هرة برية ، حمل عن النبي علماً وحديثاً لم يلحق في كثرته ، دعا له النبي بالحفظ ، وكان قد أسلم عام خيبر 7هـ ، وهو من أهل الصفة السير 2- 578.

[27] - الجامع لأحكام القرآن 3-421.

[28] - الجامع لأحكام القرآن 2-132 – بتصرف.

[29] - الطبري تقدمت ترجمته.

[30] - جامع البيان للطبري 2 – 156.

[31] - ينظر الجامع لأحكام القرآن 3/66.جامع البيان للطبري.2/369 بتصرف.

[32] - المفصل في علوم البلاغة د.عيسى عاكوب /195/ ط1 جامعة حلب.

[33] -الآيات من البقرة _233-234-235-236-240-,النساء23-24 ,النور -29 58 -60-61-,الأحزاب -51-55-,الممتحنة 10.

[34]-رواه مسلم في صحيحه رقم 126 عن ابن عباس كتاب الإيمان باب بيان أن الله لا يكلف إلا ما يطاق.

[35]- رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة كتاب الإيمان باب الدين يسر برقم 39
وسددوا : ألزموا السداد بلا إفراط ولا تفريط
قاربوا : اعلموا بالأقرب إلى الأكمل إن لم تستطيعوا الأكمل
بشروا : بالثواب على العمل الدائم وإن قل ومن عجز فلا نقص في أجره إن كان العجز بلا إرادته.
استعينوا بالغدوة : على مداومة العبادة . والغدوة : سير أول النهار
الدلجة : سير أخر الليل . فتح الباري / 1 – 95 / .

[36] - قال الهيثمي في مجمع الزوائد:رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات, باب الوضوء من المطاهر 1/214- ورواه البخاري معلقاً في باب الدين يسر1/23.

[37] - لسان العرب 2-489 مادة : سمح دار صادر بيروت.

[38] - رواه مسلم في صحيحه رقم 1475 عن عائشة باب الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهن
ورواه الترمذي في السنن رقم 3318 عن ابن عباس كتاب التفسير باب في تفسير سورة التحريم .

[39] - لسان العرب 2-61 مادة عنت .

[40] - رواه البخاري في صحيحه رقم 217 عن أبي هريرة كتاب الوضوء باب صب الماء على البول في المسجد .

[41] - البخاري : محمد بن اسما عيل بن ابر أهيم بن المغيرة ، وأسلم المغيرة على يد والي بخارى .ولد البخاري سنة 94 هـ وهو صاحب الجامع الصحيح وله الأدب المفرد والتاريخ وغيرها, رحل في طلب الحديث إلى أكثر محدثي عصره –ينظر سير أعلم النبلاء 12-391-طبقات الحنابلة 1-271.



[42] - رواه البخاري في صحيحه رقم 69 عن أنس بن مالك كتاب العلم باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم, ومسلم رقم 1734 عن أنس بن مالك كتاب الجهاد باب في الأمر بالتيسير .

[43] - عائشة : تقدمت ترجمتها

[44] - رواه البخاري في صحيحه رقم 3367 عن عائشة كتاب المناقب باب صفحة النبي صلى الله عليه وسلم
ورواه مسلم في صحيحه رقم 2327 عن عائشة باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للأثام واختياره من المباح أسهله.

[45] - النووي : يحيى بن شرف الدين بن مري بن حسن بن حسين بن محمد ، الفقيه الحافظ شيخ الإسلام وأحد الأعلام ، أبو ذكريا النووي الدمشقي ولد سنة 631 هـ وتوفي 676 ، حفظ القرآن وقد ناهز الاحتلام ، كان يقرأ كل يوم 12 درساً متفرقة في شتى العلوم دفن بنوى جنوب دمشق ،طبقات الشافعية 2 - 153 طبقات الفقهاء 1-268.

[46] - شرح مسلم عن النووي 15-83.

[47] - ابن حجر : أبو الفصل أحمد بن علي بن محمد العسقلاني (فلسطين) شهاب الدين بن حجر ، والد بالقاهرة 773هـ .كان مولعاً بالأدب والشعر ثم أقٌبل على الحديث وولي القضاء بمصر – صنف الفتح والإصابة وتقريب التهذيب وغيرها , الضوء اللامع 2-36.

[48] - فتح الباري 6 – 575.

[49] - عمدة التحقيق- محمد سعيد الباني 196دار الشعب –القاهرة ط1.

[50]- رواه البخاري في صحيحه رقم 4776 عن أنس كتاب النكاح باب الترغيب في النكاح ورواه مسلم في صحيحه رقـم 1401 عن أنس كتاب النكاح باب اسـتحباب النكاح.

[51] عبد الله بن عمرو بن العاص : عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم القرشي السهمي أبو محمد وقيل أبو عبد الرحمن ، إمام عابد حبر صاحب النبي وابن صاحبه أصغر من أبيه بأحد عشر سنة ، أسلم قبل أبيه ، كاتب للحديث في حياة النبي بإذنه ، الصوام القوام ت 77 بمصر وقيل 65 السير 3-79 طبقات الفقهاء 1-32 .

[52]- رواه البخاري في صحيحه رقم 1877 عن عبد الله بن عمرو بن العاص كتاب الصوم باب صوم الدهر ورواه مسلم في صحيحه رقم 465 عن جابر كتاب صفة الصلاة باب القراءة في العشاء.

[53] - معاذ : معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخز رجي / أبو عبد الرحمن شهد العقبة وبدر ولع عشرون عاماً ، أرسله النبي إلى اليمن معلماً وقاضياً ، قائد العلماء يوم القيامة ، أعلم الناس بالحلال والحرام ، توفي بالأردن سنة 17 هـ وله 34 سنة .

[54] - رواه البخاري في صحيحه رقم 673 عن جابر كتاب الجماعة والإمامة باب من شكا إمامه إذا طوّل الصلاة ورواه مسلم في صحيحه رقم 465 عن جابر كتاب صفة الصلاة باب القراءة في العشاء.

[55] - رواه مسلم في صحيحه رقم 2670 عن الأحنف بن قيس باب هلك المتنطعون.

[56] - رواه مسلم في صحيحه رقم 252 عن أبي هريرة كتاب الوضوء باب السواك.
 
أعلى