د.محمود محمود النجيري
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 19 مارس 2008
- المشاركات
- 1,171
- الكنية
- أبو مازن
- التخصص
- الفقه الإسلامي
- المدينة
- مصر
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
حقيقة عملية السلام أهي هدنة أم تنازل واستسلام؟
إن خدعْنا أنفسنا، وصدَّقنا أن السلام مع اليهود دائم ومؤبد، فاليهود أنفسهم لا يفهمون ذلك، بل هم يعدون السلام مرحلة، يحققون فيها بالمفاوضات، ما لم يحققوه من قبل بالحرب، وهم يعتقدون من كتبهم الدينية، أن الهدنة تعني استسلام الخصم المنهزم للشروط التي يمليها المنتصر. لهذا كان من حكمنا البالغة الماضية: "إن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة".
وإن السلام الإسرائيلي يعني غير ما عبَّر عنه فقهاؤنا قديمًا من الهدنة والموادعة والصلح، إذ يعد هذا السلام في الظرف المعاصر خسارة ماحقة بنا، وقبولا بشروط العدو الذي يعد نفسه قويًا منتصرًا، ويعدّنا ضعفاء منهزمين، وينتظر منا أن نعطي بالمفاوضات ما عجز عن أن يأخذ منا بالحرب، فقد أتاح السلام لإسرائيل وقف الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وتوفير مبالغ طائلة كانت تُنفق لقمع هذه الانتفاضة.
والمعاهدة السلمية جعلت إسرائيل غير محتاجة لتعبئة مستمرة، واستنفار على الحدود، ومرابطة وتصعيد في الإنفاق العسكري، كما كان الأمر قبل السلام، وهي تصب جهدها على تحقيق التفوق الاقتصادي على العرب مجتمعين، يساندها في هذا الدول الغربية بنقل التكنولوجيا المتطورة، "وحث" العرب على فتح أسواقهم لبضائعها، فتغزونا في النهاية اقتصاديًا، كما غزتنا من قبل عسكريًا، وتستغني إلى حد ما عن المساعدات المالية الأمريكية.
ومن المنتظر أن تكون إسرائيل بعد السلام، أقوى منها قبل السلام، حيثُ هيَّأ لها السلام فرصًا كي تكون مركز الجاذبية الاقتصادية في الشرق الأوسط. ومن المعروف أن اقتصادها أقوى من اقتصاد مصر وسوريا والأردن ولبنان جميعًا، مما يتيح لها الهيمنة الاقتصادية على هذه المنطقة.
(البحث كاملا في الملف المرفق)
د.محمود النجيري