العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،
مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.
وماعلة ذلك ؟جزاكم الله خير
أمين متولي حلوة
فسر ابن تيمية قول الإمام أحمد بخصوص الحديث الضعيف في الفضائل فقال :-
(( ومن نقل عن أحمد أنه كان يحتج بالحديث الضعيف الذى ليس بصحيح ولا حسن فقد غلط عليه، ولكن كان في عرف أحمد بن حنبل ومَن قبله من العلماء أن الحديث ينقسم إلى نوعين: صحيح وضعيف، والضعيف عندهم ينقسم إلى ضعيف متروك لا يحتج به، وإلى ضعيف حسن.. وأول من عرف أنه قسم الحديث ثلاثة أقسام صحيح وحسن وضعيف هو أبو عيسى الترمذي في جامعه، والحسن عنده ما تعددت طرقه، ولم يكن في رواته متهم، وليس بشاذ فهذا الحديث، وأمثاله يسميه أحمد ضعيفاً ويحتج به. ولهذا مثَّل أحمد الحديثَ الضعيف الذي يحتج به بحديث عمرو بن شعيب وحديث إبراهيم الهجري ونحوهما وهذا مبسوط في موضعه ))
وقال ابن القيم : (( الحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح وقسم من أقسام الحسن. ولم يكن يقسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف، بل إلى صحيح وضعيف . وللضعيف عنده مراتب ، فإذا لم يجد في الباب أثراً يدفعه ، ولا قول صاحب ، ولا إجماعاً على خلافه ، كان العمل به عنده أولى من القياس ))
وقال أيضاً ابن رجب : (( وكان الإمام أحمد يحتج بالضعيف الذي لم يرد خلافه، ومراده بالضعيف قريب من مراد الترمذي بالحسن ))
د. أبو حازم الكاتب
ينبغي عند دراسة هذه المسألة مراعاة الأمور التالية :
1 - أن الحديث الضعيف عند المتقدمين يندرج فيه الحديث الحسن وقد كان أحمد وغيره يطلقون على الحديث الحسن ضعيفاً وهذا الإطلاق إطلاق نسبي اي ضعيف بالنسبة للصحيح وذلك أن الحديث عند المتقدمين نوعان صحيح وضعيف والضعيف نوعان : ضعيف شديد الضعف وضعيف نسبي وهو الحسن .
ويقول ابن الجزري في الهداية بعد أن ذكر الحديث الحسن والصالح :
ثم المضعف وذاك ما ورد فيه لبعض ضعف متن أو سند
لم يجمعوا فيه على التضعيف ودون هذا رتبة الضعيف
وهو الذي ولو على ضعف حصل وقبل ما لم يك للحسن وصل
2 - أن الحديث الضعيف يندرج تحته أقسام كثيرة جداً متفاوتة في الضعف وقد ذكر ابن حبان - فيما نقله ابن الصلاح - تسعة وأربعين نوعاً للحديث الضعيف ، وذكر العراقي في شرح الألفية اثنين وأربعين نوعاً ، وقال ابن الملقن إنها تزيد على الثمانين ، وأوصلها زكريا النصاري ثلاثة وستين نوعاً ، وذكر السيوطي أن شرف الدين المناوي جمع فيها كراسة وأوصلها إلى مائة وتسعة وعشرين باعتبار العقل وإلى واحد وثمانين باعتبار إمكان الوجود وإن لم يتحقق وقوعها .
ولا شك ان هذه الأنواع متفاوتة جداً في القوة والضعف ولا يمكن ان تعطى حكماً واحداً
3 - أن الحكم على الحديث بالضعف أمر اجتهادي في كثير من الأحاديث فما يكون ضعيفا عند إمام قد يكون حسناً عند غيره بل قد يكون صحيحاً ، وذلك راجع إلى قواعد في الجرح والتعديل وفي دراسة الأسانيد تختلف من إمام لإمام فقد يكون الراوي مجهولاً عند إمام معروفا عند غيره ، وقد يكون ضعيفا عند إمام ثقة عند غيره ، وقد يكون المرسل حجة عند إمام مردوداً عند غيره ...
بل إن بعض العلل خفية جداً لا يدركها إلا المتمرسون بهذا الفن ومن اطلع على كتب العلل كالعلل لابن أبي حاتم والعلل للدارقطني وشرح علل الترمذي لابن رجب وغيرها يجد من العلل ما لا يدركه إلا الخاصة من علماء الحديث كأحمد وابن المديني وابن معين وأبي حاتم وأبي زرعة الرازيين والبخاري ومسلم والنسائي والدارقطني وغيرهم .
4 - أن فتح باب العمل بالحديث الضعيف يجر إلى كثرة البدع وانتشارها وجل اعتماد المبتدعة إنما كان على الأحاديث الضعيفة والموضوعة .
5 - أن العمل الذي ورد به الحديث الضعيف يختلف بين ما إذا كان العمل في أصله مشروعاً بأدلة من الكتاب والسنة والإجماع وإنما ورد الحديث تأكيداً وترغيباً ، وبين العمل الذي لا أصل له إطلاقا في الشرع ولم يرد إلا في هذا الحديث كما يفرق بين ما متنه منكر وما متنه تشهد له الأدلة الأخرى .
6 - أن الأحكام الشرعية التكليفية الوجوب والندب والتحريم والكراهة والإباحة لا يجوز إثباتها إلا بأدلة شرعية محتج بها فلا يجوز أن يقال لعمل ما إنه واجب أو مستحب او غير ذلك إلا بأن يكون الراجح عند القائل ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن العمل في الشريعة إنما يكون بالعلم أو الظن الراجح أما الشك والوهم فلا يعتمد عليهما في أمور الشريعة وإلا لضاعت اصول الشريعة ولما أصبح لها قيمة ولأصبح كل يصدر أحكاما بالهوى والتشهي .
فهمت الرواية هذه على غير سياقاها...بارك الله فيكم وجزاكم خيرآ ذكر ابن الجوزي ان الامام احمد كان يقدم الحديث الضعيف على القياس ، وعن عبدالله بن احمد قال سالت ابي عن الرجل يكون ببلد لايجد فية الا صاحب حديث لايعرف صحيحه من سقيمه واصحاب راي فتنزل به النازله؟فقال ابي:يسـأل اصحاب الحديث ولايسال اصحاب الراي ضعيف الحديث اقوى من الرأي